أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عصام خوري - خارجية سوريا الأسد فقدت أنيابها‏















المزيد.....

خارجية سوريا الأسد فقدت أنيابها‏


عصام خوري

الحوار المتمدن-العدد: 860 - 2004 / 6 / 10 - 06:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


الرغبة البشرية النهمة للقوة والهيمنة تدفعنا في كثير من اللحظات للفخر بجبروت وساسة حكام بلادنا، ‏سواء أكنا معارضة أم موالاه. فحكومة الأسد الأب وعبر تقارير أرشيفية عن حياته، حملت في عيون ‏المشاهد السوري ذاكرة من الغبطة الممزوجة بألم ذاكرة حالمة، ورغم ما حملته من تصوير مجاري للحاكم، ‏إلا أنها حملت روح رومانسية الأيام الغابرة لتلك الأجيال، حتى بمعتقلاتها وإقصاءها للثورات الداخلية ‏وقيامها بدور الوكيل عن المجتمع المدني... وتبقى الخارجية السورية عنوانا أفاقاً في تاريخ سوريا.‏
فالشرع وطاقمه السياسي أعلى دائما من كرامة السوري في الخارج، وجعل من الدولة الصغيرة، رقماً ‏صعباً في الحرب الباردة... كما جعل من الشارع العربي ينظر بحسد للقيادة السورية خاصة في إدارتها ‏للأزمات القومية، وخاصة، "عاصفة الصحراء" الأولى... وانتهاءً بدور سوريا في مجلس الأمن وتصديها ‏لمشروع قرار الحرب على العراق... وخطابات رئيس سوريا الشاب في القمم العربية، وبروز الوجه ‏النسائي اللافت للسيدة أسماء الأسد برفقه الرئيس في أغلب زياراته الأوروبية.‏
مجمل تلك الأمور والأحداث، قدمت استمرارية لتألق وجه سوريا في السياسة الخارجية... لكن السؤال ينبع ‏هذا العام، أين الخارجية السورية وأين حنكتها؟

امتازت الخارجية السورية دائما باستقلاليتها عن الوضع الداخلي، الذي امتاز دائما بالتعتيم الإعلامي، ‏والإغلاق الفرضي لأحداثه ومتغيراته، لكن العام الحالي والعام المنصرم تميز بتداخل الوضع الداخلي ‏بالوضع الخارجي. فمساعي الحكومة الدءوبة للدخول في الشراكة الأورومتوسطية ومنظمة التجارة ‏العالمية، "أي الدخول ضمن الأسرة الدولية الجديدة بمفاهيمها الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتنموية". ‏فرض عليها حتمية الدخول في غمار الفكر الاجتماعي والتماس مع الحركات الاجتماعية السورية ‏المتواضعة، والمثقفين الإصلاحيين المعزولين والمنفيين قسراً داخلياً، والمعارضة الهاربة للخارج، ‏والأحزاب والحركات القومية غير المصرح بها. بالإضافة لمراجعة دورها الإقليمي في المنطقة، من خلال ‏مجاورتها للدولة الأميركية في العراق، والكونفدرالية الكردية المزمع إقامتها في المنطقة، والصهيونية ‏المتزايدة حتى في معسكر السلام الإسرائيلي، وتمرد الدول العربية الصغيرة الحجم عن خط سياسات الدول ‏العربية الكبيرة، وإقرار مشروع قانون محاسبة سوريا. ‏

رأي شلومو بروم:‏‎ ‎‏ ‏
‏"السؤال الذي يطرح نفسه: هل باستطاعة بشار الأسد اتخاذ القرارات الحقيقية، منها ما يمكن أن تشذ عن ‏مواقف والده؟ ‏
تحيط ببشار، مجموعة من القيادة القديمة التي كانت بجوار والده، والبعض يقول إنهم يتحكمون به بالفعل, ‏حتى الآن لم يتحقق أي من وعود الإصلاح أو التغيير التي قطعها الأسد على نفسه, الإصلاح الداخلي توقف ‏بعد ما كانت بعض المصطلحات حول حرية التعبير والتنظيمات السياسية لا تتوافق وتطلعات القيادة القديمة, ‏الوعود التي قطعها على نفسه بإغلاق مكاتب‏‎ ‎التنظيمات اتضحت أنها فارغة"‏‎.‎
‏"أمر رجال التنظيمات الفلسطينية بالتوقف عن الظهور على الملأ، لكن في ما عدا ذلك لا يوجد أي تغيير في ‏نشاطاتهم في دمشق, الولايات المتحدة تشتبه في أن سورية لا تتعاون بصورة كاملة لمنع تهريب ‏المساعدات للقوات في العراق التي تدير حربا إرهابية ضدها, قضية أخرى هي موقف الأسد نفسه من ‏إسرائيل، حيث لا توجد أي دلالة على أن موقفه غير منسجم وموقف والده، ويمكننا أن نقول أن موقفه من‎ ‎إسرائيل أسوأ من موقف والده، وهذا ما يمكن فهمه من تصريحاته القاسية ضد إسرائيل،‎ ‎وعلاقاته الوطيدة ‏بحزب الله".‏

وبابتعاد عن آراء الباحثين يمكن للمواطن العادي قراءة التخبط الإعلامي الخارجي السوري، وتعدد مدارسه، ‏وكمثال الأزمة الكردية في سوريا:‏
‏-‏ أشار الرئيس الأسد في مقابلته مع قناة الجزيرة، إلى عدم وجود يد خارجية في أحداث القامشلي ‏والأزمة أزمة قومية داخلية.‏
‏-‏ في لقاء مع وزيرة المغتربين السورية "المترجمة السابقة للأسد الأب، والقريبة جداً من الأسد ‏الابن" بعيد مقابلة الرئيس مع القناة المذكورة، أشارت لوجود أيادي خفيه في أحداث القامشلي، ولا ‏وجود حقيقي لأزمة قومية.‏
‏-‏ صرح العماد مصطفى طلاس المستقيل من منصبه طوعاً بعيد مقابلة السيدة شعبان، إلى وجود ‏دراسة لتقديم 20ألف هوية لبعض الأكراد، والاعتذار عن تقديم أية بطاقات شخصية لبقية الأكراد ‏المكتومين أو الأجانب. ‏
وفي أزمة العلاقة مع الولايات المتحدة:‏
‏-‏ حملت تصريحات وزير الخارجية المخضرم فاروق الشرع، طابع الحديّة من ساسة البيت الأبيض، ‏وتهجم في أكثر من موقع على صقور الولايات المتحدة.‏
‏-‏ وبالمقابل تغنت مقابلات وزيرة المغتربين والرئيس الأسد بعبارة نحن في حوار دائم مع البيت ‏الأبيض، وسيستمر الحوار. ويذكر أن السيدة شعبان قامت بحملة دولة وأميركية خاصة لوقف ‏إقرار قانون محاسبة سوريا، وفشلت في ذلك.‏
‏-‏ حمل خطاب مثقفي السلطة للداخل السوري، والعالم العربي المحيط. لغة الاستخفاف بالعقوبات ‏على سوريا، لدرجة وصف أن هذه العقوبات تؤثر على الولايات المتحدة وليس على سوريا. ‏
وفي الأزمات العربية:‏
‏-‏ امتازت قمة بيروت والقمة السابقة لها، بتقبل القادة العرب ولو بتحفظ لخطاب الرئيس الأسد الذي ‏لطالما تحدث عن المصطلحات، والضعف العربي والخنوع لمطالب إسرائيل والولايات المتحدة. ‏
‏-‏ وفي قمة تونس، حمل الأسد ورقته الرافضة لعبارة إصلاحات في العالم العربي، واستبدالها ‏بعبارتي "التحديث والتطوير" وآزره في هذا الأمر فقط المؤازر الدائم لحود من لبنان. وذكر عن ‏خلاف واسع بين الرئيس المصري والسوري حول هذا الأمر، دفع الأخير لعدم حضور الجلسة ‏الختامية، وقبل تخلف الرئيس المصري سبقه في هذا الأمر عدد من الدول العربية صغيرة الحجم ‏قوية الصوت وطبعاً الزعيم الليبي.‏
وفي الشراكة اليورومتوسطية:‏
‏-‏ يسألني بائع الفول أبو عبدو كونه يعرفني صحفي، ألم توقع الشراكة مع أوروبا!!.‏
‏-‏ سؤال أبو عبدو هذا سؤال الشارع السوري جميعه، ففي كل اجتماع مع الأوروبيون، نرى الإعلام ‏الرسمي يقول سنوقع الشراكة في الاجتماع المقبل، ولا يحصل جديد.‏
‏-‏ وفي ظل تردي حقوق الإنسان وعدم تحسين معدلات المعيشة والبطالة وتحسين دور المرأة في ‏المجتمع، وإقرار قوانين لتشجيع الاستثمار، تأتي طروحات الأوروبي بخصوص الأسلحة السورية ‏رصاصة الرحمة للشراكة.‏
ومن خلال مجمل هذه الأمثلة. ندرك عجز الخارجية السورية بمدارسها المتعددة والغير مترابطة فيما بينها، ‏عن الإقرار بفشلها أمام الأميركي والأوروبي معاً، ولعلها ستكتفي بحليفها التقليدي الشيعي الإيراني ‏وامتداده الشيعي العراقي واللبناني، وتتوافق بمصالحها مع العشائر العربية العراقية، والقيادة التركية ‏المعادية للقومية الكردية. ولكن إلى متى!!...‏

ربما الخارجية السورية فقدت أنيابها... ويبقى الرهان هل ستفقد زيرها...!!!.‏



#عصام_خوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إقليم الجزيرة والفرات الجانب البشري
- تقرير- سوريا الجديدة والمحافظون الجدد
- هليلوليا
- لقاء الثقافات والحضارات والقوميات المختلفة WSF4 India لقاء ا ...
- تقرير الأمن الإنساني SYRIA 2003
- وردة لعبد الرحمن منيف
- حجر في المياه الراكدة
- إمبراطورية القهر
- حوار لكن...
- خزي
- ملخص الشراكة الأوروبية والشرق الأوسط
- منتدى نابولي
- الحوار المتمدن... عام من الإنجاز الجميل
- عيون مغلقة على اتساعها- 3
- عيون مغلقة على اتساعها- 2
- عيون مغلقة على اتساعها -1
- ورشة عمل - الاحتلال الأجنبي: الإرهاب والمقاومة
- المقاومة والشباب العربي
- صبح ومسا
- التنمية وقمة مونتيري


المزيد.....




- مقتدى الصدر يهاجم صدام حسين: -أمر نجليه بقتل والدي وحكم شعبه ...
- تونس.. تعرض منزل رئيس أسبق للسرقة للمرة الثانية في بضعة أشهر ...
- قوات الأمن السورية تعتقل أمين عام -الجبهة الشعبية لتحرير فلس ...
- في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. زاخاروفا تطالب بحماية الصحف ...
- تجمع حاشد في طوكيو لدعم -يوم الدستور الياباني- (فيديو)
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات الفيديو المثير للجدل فوق كوبري أ ...
- لافروف يدعو إلى تسوية الخلافات بين الهند وباكستان بالوسائل ا ...
- الجزائر.. إيداع المؤرخ بلغيث الحبس المؤقت عقب بث قناة لحوار ...
- عقيلة صالح: تشكيل حكومة موحدة في ليبيا لا يرتبط بالانتخابات ...
- واشنطن بوست تكشف السبب الحقيقي وراء غضب ترامب وقراره إقالة و ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عصام خوري - خارجية سوريا الأسد فقدت أنيابها‏