|
تضامنا مع جريدة - المدى- وكاتبها المبدع - وارد بدر السالم-/من يجب ان يحاسب من ؟
كمال يلدو
الحوار المتمدن-العدد: 2825 - 2009 / 11 / 10 - 04:41
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
" اتخاذ الاجراأت اللازمة" هـذا ما طلبه السـيد خالد العطية بحق جريدة المدى وبحق الكاتب القاص وارد بدر الســالم لنشـره موضوعا في جريدة المدى بعنوان "برلمانيون تحت الصفر" ، بعـد ان اعترضت عضوة من البرلمان العراقي وأعتبرت هذه المقالة اهانة للبرلمان واعضـائه وذلك اثناء جلسة يوم السبت 7/11/2009. في حقيقة الامـر ، ان لكلمة " الاجرأات اللازمة" معـان كثيرة ، حســب القادة التي يطلقونها ، وحســب قوانين البلد المعني ، ولما كنا نتحدث في "العراق الجديد" فأنها تحمل كل المعاني ، وحتى لا اتعب القارئ معي ، وهــو الادرى بما يجري في السطح وتحت السطح . فالعراق يحتل المرتبة الاولى في العالم وبأمتياز في قتل الصحفيين او مضايقتهم او تهديدهم ، وهو الذي يتذكـر الحادثة (الطريفة) التي جرت للكاتب العراقي المرموق " أحمـد عبد الحســين" حينما نشــر مقالة في جريدة الصباح اســتخف بها من بعض الاحزاب السياسية وخاصة على ابواب الانتخابات في توزيع " البطانيات" ، فما كان من عضو البرلمان ، ورجل الدين المعروف جلال الدين الصغير الا ان طالب بمحاسبته في خطبة الجمعة من جامع براثا ، وقام اثرها هذا الكاتب المسكين بالأختفاء عن الانظار وترك عمله وعائلته ولا نعرف شــيئا عنه حتى الســاعة . هاتان الحقيقتان اوردهما ، واورد معهما مثالا من ايام النظام البائد ، حينما كان يتعرض المواطن العراقي الى " قطع اللسان " اذا تعـرض او تهكـم على رأس النظام او النظام بذاتــه . ســـأترك الاســتنتاج لفطنة القارئ الكريم ، اما للنائبة المصون ، فأقول لها ، ليس بأموالها ولا بســمعتها ، ولا بشــهادتها تجلس على هذا الكرســـي ، بل بأصــوات اناس متعبين ومســاكين ، ومحرومين، وهي تتنعم بالماء والكهرباء والحمايات والسيارات (رباعية الدفع – مهم جدا - ) والراتب التقاعدي ، واجازات الحج والزيارات ، واخيرا الجواز الدبلوماســـي ، ناهيك عن المقابلات الصحفية والتلفزيونية والفضائية .وفـي الوقـت الضائع المتبقي من عمر هذا البرلمان يحـّز في النفس حقا ان لا تجـري جلســـة علنيـة يقيـّم بها البرلمان والبرلمانيون اداءهم امام المواطنين الذين ربما سينتخبوهم من جديد بعدما اخفقوا على الاقل في تناول 140 قانونا او تشـــريعا مســتحقا لكنها رحلت للدورة القادمة ! ويحـّز بالنفس ايضا ان لا تتوافر اية آلية لمحاسـبة الكتل السياسية ونوابها المقصرين وكثيري الغيابات او المتهمين بقضايا الارهاب والرشـوة والتزوير او الفساد الاداري. في العرف العام، ان من يتبوأ منصبا عاما او مســؤلية حكومية يكون عرضـة للنقد ومن على المنابر الاعلامية .ولهذا ســمي الاعلام ب " السلطة الرابعة" اي انه يأتي مكملا للسلطات الثلاث . ومن صلب واجبات الصحفي هي الوقوف على الظواهر السلبية ، وتعريتها وطرح البدائل لها، وليس مداهنة الحاكم او الترزق على موائده ، ومن هنا نشأت فئة الصحفيين المناضلين وفئة المداحين او رواد الموائد الحكومية .شــــئ واحد محــرّم على الاعلامي والصحفـي في الانظمة الديمقراطية هــو المطالبة بالقتل او التحريض عليه او ســـياق تهمة بدون حجــة ، وعند ذاك يتعرض للمسائلة والتقديم للقضاء . اما في حالتنا العراقية ، فأن القاص السيد وارد بدر السالم لم يقذف البرلمان ولا طالب بأعدامهم ولا مس بأعراضهم ، لكن كل الذي قاله هــو نقلا عما يشتكيه المواطنون ، ومن مهنة الصحفي فعل ذلك ، فلماذا تقوم القيامة ولا تقعد . هـل شــعر البرلمانيون حقا بالحرج امام معاناة المواطنين ، بينما هم يناقشون علاواتهم قبل نهاية دورتهم ؟ وهل حقا يشــعرون بالفخر والوطن مدمــى ومحاصر من الارهابيين والقتلة بينما هم يتنعمون بأجازتهم الصيفة ولا يقطعوها ؟ وهل حقا عندنا برلمانيون ، يعقدون 11 جلسـة من اجل اقرار تعديل على قانون الانتخابات؟
ان ما قاله الكاتب كان قليلا بحق هذا البرلمان ، وربما التزم الكياسة الادبية وراعـى حرية النشــر ، لكني اتمنى على الكثير من هؤلاء النواب ان ينزلوا للشــارع ( وبدون حمايات) ويســمعوا رأي المواطنين بهم ، عند ذاك ســيترحمون على مقالة الكاتب .
تحية للكاتب القاص وارد بدر الســالم ، ولجريدة المدى الغراء ، ودعوة مخلصة لمرصــد الحريات الصحفية ، ونقابة الصحفيين وكل الصحافة واجهزة الاعلام التي تؤمن بالكلمة الحرة وتعـز عليها الديمقراطية الحقـة ، ان لا تــدع ممارســات كهذه تمـر دون حســاب ، وان يكون للكل الحق في الدفاع عن نفســه ، ولكن بالطرق المشــروعة.
**استدراك : يمكن للمتابع الدخول في هذا الرابط لقرأة موقف البرلمان: http://almadapaper.net/news.php?action=view&id=4202 ، اما لمن يريد الاطلاع على مقالة الكاتب وارد بدر الســالم فيمكن قرأتها على الرابط التالي : http://www.almadapaper.net/news.php?action=view&id=3998 تشـرين ثان 2009
#كمال_يلدو (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لقاء مع الناشطة شروق العبايجي-المبادرة العراقية للمياه-،خطوة
...
-
ماذا لو رفض العراقيون والعالم الحر نتائج الانتخابات؟
-
من ينصف المسيحيين في العراق ؟
-
ولكل حسب عمله ...!
-
على ابواب انتخابات البرلمان الجديد:حتى لا ت̛غدر قوائم ا
...
-
ام تحسين تصرخ: -چا هيّة ولية؟-
-
في عيد الصحافة الشيوعية حقوق مشروعة لكنها حقوق ضائعة دعوة ال
...
-
اختطاف المطران رحو حلقة في مسلسل استهداف المسيحيين العراقيين
-
تضامنا مع الحوار المتمدن بعد منعها في السعودية
-
الاسـتحـقاق الوطني
-
الملثميــن والرهائــن ، اســاءة لمـن ؟
-
الغزالــة
المزيد.....
-
رغم إعلان ترامب لوقف إطلاق النار.. شاهد كيف كانت الدفاعات ال
...
-
وسط إرباك حول توقيته.. وسائل إعلام من إيران وإسرائيل تُعلن س
...
-
ترامب يُعلن دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ ويوجه -رجاءً-
...
-
إسرائيل.. الكشف عن حصيلة قتلى الهجوم الإيراني على بئر السبع
...
-
-فُرض على العدو بعد مهاجمة العُديد-.. شاهد كيف وصف التلفزيون
...
-
رضا بهلوي من باريس: أنا مستعد لحكم إيران وعلى خامنئي أن يرحل
...
-
ترامب: إسرائيل وإيران وافقتا على وقف لإطلاق النار
-
فيما تتصاعد حرب الإبادة في غزة: المهمّات المباشرة لإسناد فلس
...
-
حادثة الطفلة غيثة تشعل المغرب.. موجة غضب وتضامن
-
ثمرة واحدة قبل النوم تُحسّن جودة نومك بشكل ملحوظ
المزيد.....
المزيد.....
|