أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - كمال يلدو - ماذا لو رفض العراقيون والعالم الحر نتائج الانتخابات؟















المزيد.....

ماذا لو رفض العراقيون والعالم الحر نتائج الانتخابات؟


كمال يلدو

الحوار المتمدن-العدد: 2805 - 2009 / 10 / 20 - 08:29
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


ليس من باب التشــائم او التشــفي من العملية السياسية الجارية ، لكن فقط كمراقب لنبض الشــارع اطرح هذا التسـائل على مســامع القوى الكبرى اللاعبة في العملية السياسية واللاعبة بمصير العراقيين للسنوات الست التي خلت .اذ ان انتخابات 2010 ليست ابدا كأنتخابات 2005 او سـابقـتها ، حينما كانت نشــوة النصر مازالت عامرة وتجربة العراقيين مع الاحزاب (الطائفـية والقومية) مازالت حديثة واحيانا (مريودة) ، اما الصورة اليوم فتبدو اشــد عتمة وقتامة ، ولم تكن نتائج الانتخابات الاخيرة لمجالس المحافظات لتفتح افقا جديدا لألتفاف العراقيين حول العملية السياسية والقوى المهيمنة عليها . هذه اشــهر عدة مـرت ، فماذا قدمت مجالس المحافظات مثلا ، في الماء ، والكهرباء ، والخدمات ، والمشاريع ، ومعالجة البطالة ، والوضع الامني ، ملوحة شط العرب ، انخفاض نسبة المياه في دجلة والفرات ، وجفاف العديد من اهوار العراق ، لكن لابد من ان اثبت (اعجابي) بمجلس محافظة بابل الذي تجاوز (بقدرة قادر) العجز في الميزانية ، فحصل على التعويضات لتمشية امور اعضاء المجلس !!!
هذه اللوحة ليست الا في اولها للقارئ الكريم ، فهناك قوانين وتشريعات عطلت ، وصارت المماطلة بها شئ مقرف ، ان كان في قانون الانتخاب ، قانون الاحزاب ، وضع المفوضية العليا – المستقلة – للأنتخابات ، قانون النفط والغاز ، قضية كركوك ، والعلاقة مع الاقليم ، قضايا الفساد الاداري والمالي القاتل ، ووضع الوزارات التي يدير شؤنها سيادة رئيس الوزراء بسبب انسحاب الكتل الحزبية او هروب الوزراء نتيجة الملاحقات القانوية !
هذه الصورة التي يعيشها العراقيون من جانب لا تعيشها الاحزاب الكبيرة التي انصرفت ومنذ مدة غير قليلة في تلميع واجهاتها وتبديل اسمائها والتهيئة للأنتخابات التي ســماها البعض " مصيرية " ، فكيف ستكون مصيرية وانتم من يملك كل مفاتيح اللعبة ، وانتم من يصيغ قوانينها ؟
ما لا يريد صناع القرار في السياسة العراقية الاعتراف بــه ، هو فشلهم الذريع في تلبية ابسط احتياجات المواطن الرئيسية ناهيك عن الثانوية (الكمالية)، وانعكس هذا في مشــهدين مريعين ، الاول كان في نسبة العراقيين المؤهلين للتصويت والتي صوتت فعلا في انتخابات مجالس المحافظات والتي وصلت حسب اكثر الارقام تفائلا الى 52% بينما كانت النسبة الأدق آخذين بنظر الاعتبار التزوير ومبداء المبالغات بحوالي 42% ، فيما ســجلت اعداد المواطنين اللذين راجعوا مراكز التســجيل للتحقق من اسمائهم الى نسب لم تتجاوز ال 5% في بعض المناطق و 10 – 15 % في اكثر الاماكن تفائلا ، اذن ، الى اية جهة ســـيولي قادة الكتل السياسية الكبرى وجوههم لو احجم المواطن العراقي عن المشاركة في الانتخابات ؟

ليس عسيرا على اي مراقب للوضع العراقي ان يعي حالة اليأس والتشائم والاحباط التي مني بها المواطن العراقي من الوعود المعسولة التي اسـداها له قادة هذه الكتل ، فأية متابعة للبرامج المفتوحة التي تقدمها الفضائيات العراقية وحتى العربية ، ســـتوجد الوصف الحقيقي لمعاناة العراقيين ومصائبهم التي غلب عليها الطابع المزمن والعصي عن الحل بعد ان كانت بمتناول اليد لدى القوائم عشــية الانتخابات .هذا البلد دمرته التجاذبات السياسية والمحاصصة الطائفية والفســاد الاداري ، الدورة التي تريد ان تعود من جديد متلبســة بأسماء فخمة ، ووعود فاخرة ، بعد ان نفض المواطن يده من اصلها .
فماذا يعني الاصرار على القائمة المغلقة ان لم يكن خداع المواطن والضحك على الذقون مرة اخرى وذلك بتقديم اناس غير كفوئين او مسؤلين غير نزيهين اثبتت التجربة العملية انغماس اياديهم في سرقة المال العام في وضح النهار ؟ والا لماذا الخوف من القائمة المفتوحة ؟ هيا اكشفوا ايتها الاحزاب التي تتشدق بالدين وتعاليم الدين عن اســماء المسؤلين واعضاء البرلمان والمرشحين والوزراء من الذين حصلوا على المقعد الوفير (جدا) بشهادات مزورة ، اكشفوفها ان كنتم اشــراف !

اما القضية الثانية فهي قضية اعتبار العراق دائرة انتخابية واحدة والتي تهابها وترتعب منها الاحزاب الكبيرة ، لا لخوف من الاحزاب الصغيرة انما للتعبير الصريح عن الانانية في احتكار العملية السياسية بين هذه القوى التي قســمت الكعكة عل مقاسها ولا تريد اي رقيب عليها ، فما هو ضــير اعتبار العراق دائرة انتخابية واحدة ، فليثبت اي عاقل من ان هناك صوتا واحدا ســيضيع ؟ فيما ان اعتبار العراق متعدد الدوائر ســيضيع الفرصة على القوى الصغيرة والمتوسطة في الحصول على الأصوات اللازمة للتمثيل في البرلمان وافراغ الساحة السياسية من مكونات مهمة تعتبر مكملة للعملية الديمقراطية في اية تجربة ناشئة او متأصلة .الحقيقة هي ان الاحزاب الكبرى اسـتـأنســت المقاعد وفصّلت القوانين ولم يبق الا ســحق القوى المنافسة . وما جرى من عملية ســـطو في وضح النهار وب (القانون) على اصوات القوى الصغيرة ( في انتخابات مجالس المحافظات والتي بلغت اكثر من مليوني صوت) الا ترجمة حقيقية لمآرب هذه القوى التي تتشـــدق بالقواعد الديمقراطية لكنها ابعد ما يكون عن هذه التسمية الســامية .

سيكون التراجع متأخرا حين يصحوا العالم على نســـبة منخفضة من المشاركة بالأنتخابات الرئيسية في البلاد ، وسيعود المشهد العراقي ليحتل قمة الاخبار في التحليل والتبرير عن سبب عزوف المواطن العراق ( الضحية) في هذه الانتخابات وتشجيع العملية الديمقراطية للمضي قدما ، بعدما سيكتشف العالم بأن الاحزاب الرئيسية قد بدلت العناوين ولكنها لم تبدل النهج ، وبأن ابسط مقومات الحياة الحرة الكريمة قد حرم منها المواطن العراقي .


ان العالم الحر والمتحضر ينظر للعملية الجارية في العراق ، والذي كلفته وكلفت العراقيين كثيرا ، ينظر لها بعين الاعتزاز لموقف العراقيين من التغيير ، وموقف الريبة لما آلت اليه الاوضاع على يد القوى المتنفذة ، ولن يكون سهلا التنصل من المسؤليات الحقيقية ، فأما المواصلة في الدفاع عن مصالح الجماهير والتزامها وحلها ، او الانغمار اكثر في المصالح الطائفية الضيقة ، والنهب ، والانتفاخ السريع ، الذي سرعان ما سينقلب على اصحابه ومن يساند اصحابه .
ربما ستكون بعض الدول (المعروفة سلفا) على استعداد للأحتفال مسبقا بنتائج الانتخابات ، لكن القاصي والداني يعرف ، ان لم يعترف بها المواطن العراقي ، ويحترمها ، ســـوف لن تمر ســـلامات هذه المرة ، ولن ينتظر العراقيين اربعة سنوات عجاف اخرى . ولمن لا يريد ان يقراء الكلمات على الحائط واضحىة وصافية ونقية .......فأن ما جرى في انتخابات الجارة الشرقية المسلمة (جدا جدا) وما تلاها وموقف الشعب والعالم ، يجب ، ويجب ان يكون درســأ قاســيا لكل اللاعبين بالعملية السياسية العراقية ، وقد يغفر الله لأصحاب الجباه السوداء ، لكن العراقيين المحرومين والبؤساء والمظلومين والايتام والارامل ، يجب ان لا يرحموا ، وان يطالبوا بالقصاص !


تشرين اول 2009





#كمال_يلدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ينصف المسيحيين في العراق ؟
- ولكل حسب عمله ...!
- على ابواب انتخابات البرلمان الجديد:حتى لا ت̛غدر قوائم ا ...
- ام تحسين تصرخ: -چا هيّة ولية؟-
- في عيد الصحافة الشيوعية حقوق مشروعة لكنها حقوق ضائعة دعوة ال ...
- اختطاف المطران رحو حلقة في مسلسل استهداف المسيحيين العراقيين
- تضامنا مع الحوار المتمدن بعد منعها في السعودية
- الاسـتحـقاق الوطني
- الملثميــن والرهائــن ، اســاءة لمـن ؟
- الغزالــة


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - كمال يلدو - ماذا لو رفض العراقيون والعالم الحر نتائج الانتخابات؟