أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رياض الحبيّب - تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي 17















المزيد.....

تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي 17


رياض الحبيّب

الحوار المتمدن-العدد: 2824 - 2009 / 11 / 9 - 01:10
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


* تنويه: آثرت عرض هذه المقالة بقسمين ما اقتضى تخصيص حلقتين متتاليتين بسبب طولها- هنا القسم الأوّل-
لا أزال مستمراً في عرض الآيات القرآنية التي اعتبرها الرصافي في كتابه الموسوم “الشخصية المحمدية” في الذروة العليا من البلاغة. فقد بدأتُ بسورة آل عمران: ٦٤ فسورة النساء: ٤٧ وسأنتقل إلى رأي الرصافي في سورة الشعراء: ٢٢٧ كما ورد في الصفحة 615 من كتابه:

{وقوله في سورة الشعراء: ٢٢٧ (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُون) فإنّ هذه الآية مع فصاحة في اللفظ وبلاغة في المعنى تتضمن من الوعيد ما يصدع قلوب الظالمين ويهوّل عليهم أعمالهم الجائرة بوعيد ما عليه من مزيد. إنّ هذا الكلام البليغ ليُلقي في قلوب سامعيه من الخوف ما يجعل الناس يتواعظون به ويتناذرون. ولأنْ يخافَ الإنسانُ فيبلغ الأمنَ خيرٌ له من أنْ يأمَن فيبلغ الخوف} انتهى

أمّا أنا القارئ بعقليّة القرن الحادي والعشرين فلا أستطيع النظر إلى هذا المقطع (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) كما نظر إليه الرصافي بما لديه من خلفيّات ثقافية ودينية وبما لديّ، كما أنّ الزمن الذي عاشه الرصافي قد اختلف عن زمن تأليف القرآن وأنّ زمن الإنترنت والفضائيّات اليوم قد اختلف أيضاً عن زمن الرصافي؛ لذا لا أستطيع أن أتفق مع الرصافي في بلاغة المقطع المذكور، بدون متابعة النص من بدايته، لأنّ المقطع وحده غير واضح لديّ للأسباب التالية:
1 مَنْ هُم الذين ظلموا؟ بفتح الظاء واللام
2 مَنْ هو المظلوم أو الذين ظُلِموا؟ بالبناء على المجهول نحويّاً أي بضمّ الظاء وكسر اللام
3 ماذا سيعلمُ الذين ظلَموا ومتى سيعلمون؟
4 هل سينقلب الذين ظلموا إلى جهة الخير أي العدل أم ماذا؟
5 لماذا عَدَل مؤلّفُ القرآن عن اعتبار المقطع المذكور آية قرآنية كاملة، مستقلّة عمّا قبلها نسجاً متصلة بها معنىً، شأنها شأن غيرها من آيات قرآنية أخـَر، ذلك إمّا كان عَلّامُ الغيوب على دراية بأنْ يُكتـَبَ لذلك المقطع فيما بعد أنْ يكون في الذروة العليا من البلاغة؟

ولديّ تساؤلات أخرى ممّا يردُ بعد قليل، لكني اعتدت في جميع مقالاتي على الإستعانة بتفاسير الأئمّة المُعتمَدين لدى الإخوة المسلمين- والأخوات- من أجل أن يكون البحث علميّاً ومُوَثـّقاً وإلّا فلن يُكتـَبَ له الإحترام ولا النجاح. لذلك آليت على نفسي أن أتتبّع النصّ كاملاً وأسباب (النزول) قدر المستطاع، ابتداءً بالآية ٢٢٤ إلى آخر ما في السورة، معتمداً تفاسير الطبري والقرطبي وابن كثير، كي أحكم بضمير مرتاح على مقطع ما بأنه بليغ أو غير بليغ بصفتي قارئاً:
والشعراء يتبعهم الغاوون 224 ألمْ ترَ أنهم في كل واد يهيمون 225 وأنهم يقولون ما لا يفعلون 226 إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون 227

ولأبدأنّ بالمقطع الذي رآى الرصافي أنّه في الذروة العليا من البلاغة، ثمّ أعود إلى ما سبقه. وهنا أوّلاً تفسير الطبري، المفسّر والمؤرّخ، المتوفى سنة 310 هـ:
يقول تعالى ذكره: وسيعلم الذين ظلموا أنفسهم بشركهم بالله من أهل مكة (أي منقلب ينقلبون) يقول: أيّ مرجـِع يرجـِعون إليه، وأيّ مَعاد يعودون إليه بعد مماتهم، فإنهم يصيرون إلى نار لا يُطفأ سعيرها، ولا يسكن لهبها. وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
20421 - حدثنا ابن حميد... (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) يعني: أهل مكة.
20422 - حدثني يونس... قال: وسيعلم الذين ظلموا من المشركين أي منقلب ينقلبون

تعليقي:
1 رأيت بعد هذين الحديثين أنّ الظالمِين هم أهل مكة (من الذين كذ ّبوا محمّداً) والمشركون أمّا المظلوم فهو محمد ودعوة الإسلام. وهذا يكاد يكون جواباً على تساؤليّ الأوّل والثاني، لكنّ المفروض في كتاب منسوب إلى إله حكيم أنْ يُستوفى الكلام ليكون واضح المعنى وتالياً بليغاً، بدون الحاجة إلى حديث ممّن هبّ ودبّ ما قد يُختـَلـَفُ عليه والإختلاف قد حصل وهو كثير في كتب التفسير.

2 أرى المعنى (فإنهم يصيرون إلى نار لا يُطفأ سعيرها، ولا يسكن لهبها) ظالماً وقاسياً في الذروة العليا من الظلم والقسوة حيث لا مجال للرحمة من لدن الخالق بعد احتماليّة التوبة من لدن المخلوق، لولا أنّ مؤلّف القرآن تدارك الأمر فنسخ كلامه كأنه مهّد للردّ على هذا الإعتراض بالقول (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً وانتصروا من بعد ما ظلموا) ولكنّه لم يحدّد نوعيّة الظلم ولا شرطاً لرحمة الخالق ولا زمناً لتوبة الظالم ولا مادّة دستوريّة (شرعية) للبتّ في الحكم على توبة الظالم أو استمراريّة ظلمه أو تماديه في الظلم ولا هويّة القاضي- وهذا ممّا سأقوم بالتوسّع فيه في خضمّ التعليق على تفسير ابن كثير للمقطع (وسيعلم الذين ظلموا...) بعد قليل. أمّا التعبير “نسخ كلامه” فلم آتِ به من عندي، إنما ورد في تفسير الطبري:
فنسخ من ذلك واستثنى، قال (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات)
وورد في تفسير القرطبي أيضاً:
وروى الضَّحَّاك عن ابن عباس أنه قال في قوله تعالى (والشعراء يتبعهم الغاوون) منسوخ بقوله (إلّا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) قال الْمَهْدَوِيّ: وفي الصحيح عن ابن عباس أنّه استثناء.
-------

ثانياً- تفسير القرطبي ت 671 هـ
في هذا تهديد لمن انتصر بظلم، قال شُرَيح: سيعلم الظالمون كيف يخلصون من بين يدي الله عزّ وجَلّ؛ فالظالم ينتظر العقاب، والمظلوم ينتظر النصرة. وقرأ ابن عباس: “أي منفلت ينفلتون” بالفاء والتاء ومعناهما واحد- ذكره الثعلبي. ومعنى “أيّ منقلب ينقلبون” أيّ مصير يصيرون وأي مرجع يرجعون؛ لأن مصيرهم إلى النار، وهو أقبح مصير، ومرجعهم إلى العقاب وهو شرّ مرجع. والفرق بين الْمُنْقـَلَب وَالْمَرْجِع أنّ المنقلب الانتقال إلى ضد ما هو فيه، والمرجع الْعُود من حال هو فيها إلى حال كان عليها فصار كل مرجع منقلباً، وليس كل منقلب مرجعاً؛ والله أعلم؛ ذكره الماوردي.

تعليقي:
1 قول القرطبي {في هذا تهديد لمن انتصر بظلم} يعني لي أنّ انتصار محمد وزمرته (ومعهم جيش الملائكة) كان بعدل أمّا انتصار أعدائه فكان بظلم. فلماذا لم يكن محمد من الأساس هو المعتدي وهو الظالم في وقت كانت جزيرة العرب تنعم بالأمن والتعايش السلمي والتجارة الآمنة على رغم التعددية العقائديّة؟ وماذا كان دور الملائكة في المعارك الخاسرة (كما ورد في سورة الأنفال) وإلى من يرجع سبب هزيمة المسلمين في أحُد- مثالاً- وهزائم خلفائه من بعده في سائر عصور الخلافة، هل لتفوق جيش إبليس على جيش الملائكة؟ فقد ورد في سورة الأنفال:
إذ تستغيثون ربّكم فاستجاب لكم أني مُمِدّكم بألفٍ من الملائكة مُردفين (٩)
وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئنّ به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم (١٠)

2 وقوله {وقرأ ابن عباس: “أيّ مُنـْفـَلـَتٍ ينفلتون” بالفاء والتاء ومعناهما واحد- ذكره الثعلبي} يدلّ على أنّ القرآن المكتوب زمن محمد لم يكن مُنقـّطاً وأنّ ابن عبّاس (الذي كان عمره ثلاث عشرة سنة أو 14 يومَ وفاة محمد) لم يسمع محمداً وهو يتلو القرآن إنما قرأ ما سطّر كتبة الوحي المُحمّدي. ولعمري أن اختلاف القراءات أدّى إلى مشكلة كبيرة مع القرآن ذاته قبل غيره، ضدّ ما قيل بأنّ ربّ القرآن حافظ لكلامه في سورة الحِجْر: ٩
إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنا له لحافظون
فهل هذه الآية مجرّد ادّعاء ومطلوب من قارئ متواضع مثلي تصديقه؟ فأين الحفظ وكيف وأنّ ابن عباس الذي عاصر محمداً قد قرأ في مصحف ما قراءة مغايرة لما قرأ غيره في المصحف العثماني، هل هو “مُنقلب” أم مُنفلت؟ ذلك حتى لو سلّمنا بقول الثعلبي (معناهما واحد) فلا يجب أنْ تحدث هذه الظاهرة في كتاب منسوب كلامه لله الحكيم والعليم، إنما يمكن تقبلها في كتاب كلامه منسوب لإنسان. والنتيجة التي لا تقبل الجدل في نظري هي أنّ اللغة العربيّة- بعد ما تقدّم من التباس لغوي- لم تكن صالحة للتعبير عن فكر الله ولا جديرة بترجمة وحْيه، علماً أنّ الإلتباس المذكور والناجم عن عدم تنقيط الحروف يختلف عن موضوع اختلاف أحرف القرآن أي لغات قبائل العرب، كقوله في الآية الأولى في سورة الكوثر (إنّا أنطيناك...) و(أنطيناك) هي ممّا في لغة أهل العراق حتى اليوم والمختلفة عن لسان العرب في قريش (أعطيناك) الواردة في مصحف عثمان. أمّا الأمثلة على الإلتباسات اللغوية في القرآن فلا حصر لها عندي في كتب التفسير.
-------

ثالثاً- تفسير ابن كثير ت 774هـ
وقوله تعالى (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) كقوله تعالى (يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم) الآية
[يقصد ابن كثير سورة الروم: 57 وسورة غافر: 52 علماً أنّ “معذرتهم” لم ترد في القرآن في غير هاتين الآيتين]
وفي الصحيح أن رسول الله ص قال (إيّاكم والظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة) قال قتادة بن دعامة في قوله تعالى (وسيعلم الذين ظلموا...) يعني من الشعراء وغيرهم وقال أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ حَدَّثَنَا إِيَاس بْن أَبِي تَمِيمَة قال حَضَرْت الْحَسَن وَمُرَّ عَلَيْهِ بِجنازَةِ نَصْرَانِيّ فقال (وسيعلم الذين...) قال عَبْد اللَّه بْن أَبِي رَبَاح عَنْ صَفْوَان بْن مُحْرِز أنه كان إذا قرأ هذه الآية بكى حتى أقول قد اِندَقَّ قَضِيب زَوْره (وسيعلم الذين...) وقال اِبْن وَهْب أخبرنا شُرَيْح الْإسْكَنْدَرانِيّ عَنْ بَعْض الْمَشْيَخـَة أنهم كانوا بأرض الروم فبينما هم ليلة على نار يشتوون عليها أو يصطلون إذا بِرُكْبَانٍ قد أقبلوا فقاموا إليهم فإذا فـَضَالَة بْن عُبَيْد فيهم فأنزلوه فجلس معهم- قال- وَصَاحِب لَنَا قَائِم يُصَلِّي حَتَّى مَرَّ بِهَذِهِ الْآيَة (وسيعلم...) قال فضالة بن عبيد هَؤُلَاءِ الَّذِين يُخـَرِّبُون الْبَيْت. وقيل المراد بهم أهل مكة وقيل الذين ظَلَمُوا من المشركين.
[وهذا المراد هو ممّا تقدم في تفسير الطبري]

والصحيح أنّ هذه الآية عامّة في كل ظالم كما قال ابن أبي حاتم... عن عائشة (رض) قالت:
كتب أبي في وصيّته سطرين: بسم الله الرحمن الرحيم هذا مَا أَوْصَى بِهِ أَبُو بَكْر بْن أَبِي قُحَافـَة عند خروجه من الدنيا حين يُؤْمِن الكافِر ويَنْتَهي الفاجر ويُصَدِّق الكاذِب إِنِّي اِسْتَخْلفْت عَليْكم عُمَر بْن الْخطَّاب فإِنْ يَعْدِل فذاكَ ظَنِّي بِهِ وَرَجائي فِيه وإِنْ يَجُرْ وَيُبَدِّل فلَا أعْلم الغيْب (وَسَيَعْلمُ الَّذِين ظَلَمُوا أَيّ مُنْقلَب يَنْقلِبُون)

تعليقي
قول ابن كثير {قوله تعالى (وسيعلم الذين ظلموا...) يعني من الشعراء وغيرهم} وقوله {والصحيح أنّ هذه الآية عامّة في كل ظالم} يعني الشعراء خصوصاً والظالمين عموماً (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً وانتصروا من بعد ما ظلموا) فأرى أنّ مؤلّف القرآن قد ألقى بثقيل اللوم على الشعراء- المعارضين- وهم طائفة موهوبة من الناس شأنهم شأن الكهّان والخطباء والفنانين وفي رأيي أنّه لم يكن مُنصفاً بل كان حاقداً عليهم أقصى درجات الحقد، لماذا؟
سأجيب على هذا التساؤل وهنا أوّلاً نماذج ممّا جمعت عن الحقد المحمّدي على الشعراء المختلفين والثناء على المتفقين- أي لا علاقة لله بالموضوع بقوله (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً) لأنّ من الشعراء كأميّة بن أبي الصّلت مؤمنين بالله ويعملون الصالحات ويذكرون الله كثيراً ولكنّ مشكلة محمد معهم أنهم لم يصدّقوا دعوته أو لم يُسلموا لله وفق الإرادة المحمّديّة؛
ورد في تفسير الطبري حديث 20416 {حدثني يونس... في قوله (وذكروا الله كثيرا) قال: ذكروا الله في شعْرهم. قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله وصف هؤلاء الذين استثناهم من شعراء المؤمنين بذكر الله كثيراً، ولم يخصّ ذكرهم الله على حال دون حال في كتابه، ولا على لسان رسوله، فصِفتهم أنهم يذكرون الله كثيراً في كل أحوالهم}

رابعاً- تفسير الجلالين- المَحَلّي ت 864 هـ والسّيوطي ت 911 هـ
“وسيعلم الذين ظلموا” من الشعراء وغيرهم “أي منقلب” مَرْجـِع “ينقلبون” يرجـِعون بعد الموت.

تعليقي: ولكنْ لماذا التركيز على الشعراء، هل يمثـّلون عامّة الناس؟ وما معنى (يرجـِعون بعد الموت) ولماذا تمّتْ معاقبتهم أساساً بالتعذيب والإغتيال بدلاً من محاولة إقناعهم بالإسلام بحجّة عقلانيّة أو بمعجزة ما؟

وسنرى فيما يأتي- وفي القسم التالي أي الحلقة 18- مدى المصداقيّة المحمّديّة بقوله (وذكروا الله كثيراً) فهل قصد محمد ذكـْرَ الله حقّاً أم اٌنّه قصَدَ «ومدحوا محمداً والإسلام كثيراً» وهل استحقّ الشاعر حسّان بن ثابت الأنصاري لقب “شاعر الرسول” بعد معرفة ميّزات الرسول ومواصفات شاعر الرسول؟ علماً أنّي لم أقرأ في حياتي شعْراً في مستوى بذاءة شعر حسّان بن ثابت، في وقت يؤكد النقاد- نقلاً عن سيرة حسّان في ويكيبيديا- أنّ ما نظمه حسّان بعد إسلامه قد افتقر إلى الجزالة وقوة الصياغة التي كانت له في الجاهلية. وهنا اعتراف حسّان بالسّباب والهجاء في أشهر قصائده:
لَنَـا فِي كـلّ يـومٍ مـنْ معـدٍّ *** سبـابٌ أوْ قتـالٌ أوْ هجـاءُ
فنحْكم بالقَوافِـي مَـنْ هَجانـا *** ونضربُ حيـن تختلـط الدمـاءُ
ألا أبـلـغْ أبـا سفيـانَ عنِّـي *** فأنتَ مُجـوّفٌ نَخـبٌ هـواءُ
بـأنّ سيوفنـا تركتـكَ عبـداً *** وعبـد الـدارِ سادتـها الإمـاءُ
هجوتَ محمـّداً فأجبتُ عنـهُ *** وعنـد اللهِ فِـي ذاكَ الـجـزاءُ
[واضح أنّ القصيدة قيلت قبلما أسلم أبو سفيان مُكرَهاً بعد فتح مكـّة]

ومن البذاءة في شعر حسّان ما حصلت عليه في محرّك گوگل للبحث:
قال حسّان يهجو هند بنت عتبة التي مثـّلت بجثة حمزة بن عبد المطلب في أحُد انتقاماً لقتل أبيها وعمّها وأخيها في معركة بدر. وكانت من النسوة الأربع اللواتي أهدر رسول الإسلام دماءهن، لكنه عفا عنها وصفح حينما جاءته مسلمة تائبة. وقد بات ابنها معاوية بن أبي سفيان من كتـّاب الوحي بين يدَي محمد وأوّل خلفاء الأمويّين والعاصمة دمشق:
وَعَصاك إِســـتـُكِ تَتَّقين بها *** دَقَّ العُجايَةَ عارِيَ الفِهرِ
قَرِحَت عَجيزَتُها وَمَشرَجُها *** مِن نَصِّها نَصّاً عَلى القهرِ
زَعَـــمَ الوَلائِدُ أَنَّها وَلَدَت *** وَلَداً صَغيراً كانَ مِن عَهرِ
الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني ج15 ص 192

لَعَنَ الإِلَهُ وَزَوجَــها مَعَها *** هِندَ الهُنودِ طَويلَةَ البَظرِ
... إلخ
البدء والتاريخ لاٌبن المُطهّر ج1 ص 247
_____________________

في القسم الثاني- الحلقة الثامنة عشرة- بعض الشواهد على مواقف رسول الإسلام من الشعر والشعراء ممّا ورد في أحاديث صحيحة.




#رياض_الحبيّب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي 16
- تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي 15
- تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- 14
- المنهل الطَّيِّب في موجز تعليقات الحبيِّب- سابعاً
- سارة القيس
- تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة 13
- سمفونيّة مريم العذراء
- تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة 12
- سونيتا: سأدّعي النبوّة
- لا نبيّ من نسل إسماعيل- خامساً وأخيراً
- ززز
- لا نبيّ من نسل إسماعيل- رابعاً
- مِنْ وَحْي اٌضطهاد الأقلّيّات
- عاش الزعيم عبد الكريم
- لَا يُفتِ رسولُكَ بالجنّهْ
- لا نبيّ من نسل إسماعيل- ثالثاً
- قالتْ إنّي أعشقُ كُفري
- لا نبيّ من نسل إسماعيل- ثانياً
- لا نبيّ من نسل إسماعيل- أوّلاً
- والقمر إذا خسَف


المزيد.....




- حميميم.. قوات روسيا تحيي عيد النصر
- الروس يحتفلون بعيد النصر في باريس
- بايدن: -لن نزود إسرائيل بالأسلحة إذا قررت مواصلة خطتها لاقتح ...
- بوادر توتر جديد بين إيطاليا ومنظمات إغاثية ألمانية
- انفجار إطار طائرة -بوينغ- أثناء هبوطها بتركيا (فيديو + صور) ...
- تقارير غربية تؤكد توجيه الجيش الروسي ضربات مدمرة لعتاد قوات ...
- الحوثي: ضوء أمريكي أخضر للإسرائيليين في رفح واستعراض ضد الشع ...
- غالانت يرد على تصريحات بايدن حول تعليق شحنات الأسلحة الأمري ...
- -مواجهة متوترة- بين ستورمي دانييلز وترمب في نيويورك
- البرجوازية والبساطة في مجموعة ديور لخريف وشتاء 2024-2025


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رياض الحبيّب - تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي 17