أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد القادر أنيس - قراءة في مقالة: التحرير الإسلامي للمرأة من نصوص ومنطق وفقه القرآن الكريم















المزيد.....

قراءة في مقالة: التحرير الإسلامي للمرأة من نصوص ومنطق وفقه القرآن الكريم


عبد القادر أنيس

الحوار المتمدن-العدد: 2823 - 2009 / 11 / 8 - 00:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قراءة في مقالة: التحرير الإسلامي للمرأة من نصوص ومنطق وفقه القرآن الكريم
كتبت السيدة داليا علي مقالة تحت العنوان أعلاه
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=190655

وضع المرأة في تاريخنا العربي الإسلام استشهاد طويل، مازالت الكثير من آثاره تأبى الزوال، وتقاوم كل محاولات التنوير، ويتجاهل الكثيرون، شأن كاتبتنا، أن الكثير من ظروف المرأة عندنا قد عرفت بعض التحسن من تعليم وعمل وخروج المرأة للمشاركة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفكرية، ليس بفضل تعاليم الإسلام غير السمحة بل بفضل الحداثة الغربية ومتطلبات التنمية وأفكار التقدم الوافدة إلينا من وراء البحار. ولا يجب أن ننسى جهود المتنورين أمثال قاسم وأمين ونظرائه في كل قطر، وهي الجهود التي كان رجال الدين أول من وضعوا في طريقها الأشواك والصخور متمترسين وراء الموروث الديني الذي كان يقدم لهم ما يحتاجون إليه في صراعهم الرجعي ضد التقدم.
قدمت الكاتبة لموضوعها بقولها: ((كثر اللغط والحديث حول حقوق المرأة وتحطيم التابوهات الإسلامية التي تحط من قيمة المرأة والثورة على لغة القرآن باعتبار أن اللغة الخاصة به ذكورية وصل إلي حد الثورة علي الله سبحانه وتعالى فهو في نظرهم ذكر ولأنه ذكر قد انحاز وتحيز لآدم الذكر ضد حواء الأنثى. وقد يحق للبعض الثورة خاصة للممارسات الخاطئة التي تتم باسم الإسلام والتفسيرات السلفية التي تشوه الإسلام الحنيف)).
ولقد دفعني هذا الكلام إلى كتابة تعقيب على المقال، هذا نصه. ((سيدتي داليا، مقالك انتقائي لخدمة الأديولوجيا الإسلامية الرجعية في مواجهة التقدم والعلمانية والمساواة الحقيقية بين النساء والرجال.
المؤسف أن يأتي هذا الكلام على لسان امرأة.
الإسلام مارس التمييز العنصري تجاه المرأة (في الزواج والطلاق والأهلية والشهادة والميراث والتعليم والخروج حتى من البيت) طوال قرون طويلة، ولا يمكن أن نصدق أن الإمام مالك مثلا أو أبا حامد الغزالي وكل الفقهاء غير مطلعين على صحيح الدين أو أنهم لم يفهموه أو زوروه، عندما شرعوا لوضع المرأة الذي يقترب من العبودية، هذا بالنسبة للمرأة الحرة، أما ملايين النساء من الجواري والإماء طوال التاريخ فمأساتهن لا توصف، ولكن يبدو أنك لا تعتبرينهن نساء يستأهلن الكرامة، وقد مارس المسلمون حقهم في امتهان المرأة بنص القرآن والحديث، وبوسعي أن آتيك مقابل كل آية أو حديث استشهدت بهما بعشرات الأحاديث والآيات تهين المرأة وتعتبرها كائنا دونيا...
وأنا أعتبر أن الأمثلة المقدمة في المقالة ليست تمثيلية بل شاذة في تاريخ الإسلام إلى اليوم قولا وفعلا، والشاذ، فقهيا، يحفظ ولا يقاس عليه ولا نأخذ به كقاعدة عامة((.
وقد ردت على تعقيبي ردا مهذبا لكن حجتها الكبيرة أن العيب في ((مفسدي الدين الحنيف بتطبيقات ابعد ما تكون عن جوهره وإن كنا ندعو للإصلاح فلابد للرجوع لروح الدين و نحتذي بالرسول الكريم فقد كان خير مثال في كل تصرف لاحترام المرأة)).
أما الرجوع إلى الدين فقد شربنا منه حتى الثمالة ورجعنا إليه منذ بداية النهضة العربية الحديثة، وكان حالنا كمن يتعاطى دواء غير موصوف لمرضه، وأما أن ((نحتذي بالرسول الكريم فقد كان خير مثال في كل تصرف لاحترام المرأة)). فهذا غير متاح اليوم، إذ يستحيل أن تقوم دولنا الحديثة الهشة على طراز دولته التي قامت على الغزو والسبي كما يستحيل أن نبني بيوتنا على طراز بيته (المثالي) الذي كان يعج بالنساء من كل الفئات: حرائر، وملك يمين من سبايا وإماء غزواته، وهو القائل ((ترجي من تشاء منهن))، لأن أنوار الغرب قد اكتسحت ظلمات الشرق، ولم تعد النساء، بما فيها المتمسكات بالدين، يقبلن ذلك.
غير أنني أضيف أن هذا النوع من الخطاب ليس في مصلحة المرأة من نواح:
- هو غير صحيح ولا يمثل الإسلام تاريخا ونصوصا وممارسة.
- هو خطير لأنه يعمل على إبقاء النساء والرجال في الأوهام، ويحول بينهم وبين الاستفادة من التجارب التحررية في العالم.
- وهو في الأخير يقف حجر عثرة ضد الجهود العلمانية للفصل بين المجال الديني والمجال السياسي في مجتمعاتنا، وهي الجهود التي تسعى إلى نزع القداسة عن تراثنا لأنه منتج بشري يجوز عليه الخطأ والصواب، ولا يؤدي تمسك الناس به إلا مزيد من الاستماتة في الدفاع عن التخلف.
الآيات التي تخاطب المرأة بشيء من الأهلية قليلة جدا مقارنة مع تلك التي لا ترى فيها إلا حرثا للرجل ومن حقه أن يأتي حرثه أنى شاء ، وبالتالي لا أعتقد أن الكاتبة قد أصابت عندما قالت: ((لو رجعنا للقرآن الكريم لوجدنا المساواة بين الرجل والمرأة في الآيات التالية :وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ. التوبة 71
فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ. أل عمران 195))
فأين نحن من الآيات التي اعتبرت المرأة خلقت من ضلع الرجل، مثل الآية التي أوردتها الكاتبة بالذات: ((هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا الأعراف 189))، حيث تتفق أغلب التفاسير على أن المقصود بها حسب ابن كثير ((ينبه تعالى على أنه خلق جميع الناس من آدم عليه السلام وأنه خلق منه زوجته حواء ثم انتشر الناس منهما.)) وحسب الطبري أن المقصود بزوجها في الآية ((حواء، فجعلت من ضلع من أضلاعه)).
وهذا لا يستقيم مع قول الكاتبة: ((جعل الرجل بعض من المرأة والمرأة بعض من الرجل)). بل المرأة نظر إليها الدين كتابع أبدي في كل شيء بما في ذلك خلقها من ضلع آدم الأعوج ولهذا تبقى عوجاء، كما ورد في كتاب إحياء علوم الدين الذي سوف نعتمد عليه كون أبي حامد الغزالي أعرف الفقهاء بالدين حتى استحق منهم لقب حجة الإسلام.
طبعا مثقفونا المسلمون وإسلاميونا يسلكون مسالك متنكرة في تعاملهم مع التراث بدأت مؤخرا في رفض جزء هام من موروثنا الثقافي الديني، والاقتصار، عند البعض، على ما يقبله (عقلهم)، بل إن البعض لا يعتمد إلا على القرآن، ولا يثق في التفاسير بل يجنح إلى تفسير الآيات حسب هواه، وهذا، لعمري، يصعب كثيرا من الحوار. الإسلام عندهم يتعدد بتعدد المنتمين إليه، وكل حجة ضدهم يقابلهم برأي شخصي لا سند له. ولا شك أن هناك مطاطية وضبابية تحكم فهم الدين ولكن هناك معلوم من الدين كما يقول رجال الدين وإن كانوا يعتبرون أنفسهم الوحيدين القادرين على فهمه. هذا المعلوم من الدين هو الذي يهمنا، مهما كانت درجته من الصحة، لأنه هو المعمول به والمسيطر على رقاب الناس في المساجد والصحف والمدارس وحتى في الفضائيات.
هنا تبرز سخافة من يطالبون بدستور يقوم على الإسلام، وشخصيا لا أعلم دستورا وضعيا يثير هذا الكم الهائل من الاختلافات في التأويل مثلما يحدث مع دستور المسلمين: الكتاب والسنة.
ثم تعتمد الكاتبة على الآيات التالية:
وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا. النساء 21
هن لباس لبعض واخذ بعضهم من بعض لم يفرق بينهم
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا الأعراف 189
وهل هناك معني اكبر من هذا خلقكم من نفس واحدة
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ. الروم 21
وتنتهي إلى نتيجة ((بينكم مساواة ... مودة ورحمة))، رغم أن الآيات تخاطب الرجل ولا علاقة لها بالمساواة، وأية مساواة هنا بين رجل يملك كل الحق على المرأة من زواج وتعدد الزوجات وملك اليمين وتأديب وزجر وضرب وهجر في المضاجع، وتطليق بمجرد التلفظ بكلمة، وحق في حجب نسائه في البيت، حتى إذا خرجت بدون إذنه لعنتها الملائكة حتى تعود.
وقد جاء في إحياء علوم الدين روايات غريبة عجيبة، نقتبس منها قول الغزالي:
((النظر في حقوق الزوج عليها والقول الشافي فيه أن النكاح نوع رق فهي رقيقة له فعليها طاعة الزوج مطلقا في كل ما طلب منها في نفسها مما لا معصية فيه وقد ورد في تعظيم حق الزوج عليها أخبار كثيرة قال صلى الله عليه وسلم (أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة) وكان رجل قد خرج إلى سفر وعهد إلى امرأته أن لا تنزل من العلو إلى السفل وكان أبوها في الأسفل فمرض فأرسلت المرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تستأذن في النزول إلى أبيها فقال صلى الله عليه وسلم أطيعي زوجك فمات فاستأمرته فقال أطيعي زوجك فدفن أبوها فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها يخبرها أن الله قد غفر لأبيها بطاعتها لزوجها).
هذه الحكاية طالما سمعتها بتقزز خلال السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، في أشرطة الشيخ عبد الحميد كشك، أكبر الدعاة نفوذا وتخريجا للجماعات الإرهابية، وكثيرا ما كنت أسمع صوته في المحلات التجارية وفي الأسواق وفي البيوت وهو يصيح في حق النساء (أدخلوا بيوتكن أيتها النمل)).
ويقول أبو حامد الغزالي أيضا: ((وقال صلى الله عليه وسلم اطلعت في النار فإذا أكثر أهلها النساء فقلن لم يا رسول الله قال يكثرن اللعن ويكفرن العشير يعني الزوج المعاشر وفي خبر آخر اطلعت في الجنة فإذا أقل أهلها النساء فقلت أين النساء قال شغلهن الأحمران الذهب والزعفران يعني الحلي ومصبغات الثياب وقالت عائشة رضي الله عنها أتت فتاة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إني فتاة أخطب فأكره التزويج فما حق الزوج على المرأة قال لو كان من فرقه إلى قدمه صديد فلحسته ما أدت شكره قالت أفلا أتزوج قال بلى تزوجي فإنه خير قال ابن عباس أتت امرأة من خثعم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إني امرأة أيم وأريد أن تزوج فما حق الزوج قال إن من حق الزوج على الزوجة إذا أرادها فراودها عن نفسها وهي على ظهر بعير لا تمنعه ومن حقه أن لا تعطي شيئا من بيته إلا بإذنه فإن فعلت ذلك كان الوزر عليها والأجر له ومن حقه أن لا تصوم تطوعا إلا بإذنه فإن فعلت جاعت وعطشت ولم يتقبل منها وإن خرجت من بيتها بغير إذنه لعنتها الملائكة حتى ترجع إلى بيته أو تتوب وقال صلى الله عليه وسلم لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها وقال صلى الله عليه وسلم أقرب ما تكون المرأة من وجه ربها إذا كانت في قعر بيتها وإن صلاتها في صحن دارها أفضل من صلاتها في المسجد وصلاتها في بيتها أفضل من صلاتها في صحن دارها وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها والمخدع بيت في بيت وذلك للستر ولذلك قال صلى الله عليه وسلم والمرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان وقال أيضا للمرأة عشر عورات فإذا تزوجت ستر الزوج عورة واحدة فإذا ماتت ستر القبر العشر عورات)).
وطبعا يرفض الانتقائيون، اليوم، هذا الكلام، ولكن قارئ القرآن لا يجد أمامه إلا تصديقه، فحتى في الجنة ليست هناك مساواة في المتع، حيث نجد في تفسير ابن كثير حول آية (( وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون إنا أنشأناهن إنشاء))/ ((فيدخل الرجل منهم (أي من أهل الجنة من الرجال) على ثنتين وسبعين زوجة مما ينشئ الله وثنتين من ولد آدم)).
ثم تأتينا الكاتبة بآية: ((لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا)). الفتح 18. لتخلص إلى أن ((البيعة مساواة بين المؤمنين الذكر والأنثى لان لها الحق السياسي والدستوري فقد كان في البيعة من النساء من بايعن الرسول بأنفسهم نساء حرائر بايعن الرسول مثلهم مثل النساء تماما.
إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا. الفتح 10))
هل يصح للمرأة التي لا تمتلك نفسها أن تمتلك هذه الأهلية. ولا أعتقد أن الكاتبة تجهل أن هناك اتفاقا عاما بين فقهاء الإسلام منذ قرون على قصر المسؤولية على الرجل من البيت إلى الخلافة. بل إن المرأة ليست شريكة حتى في أولادها الذين هم تابعين للرجل لقبا ودينا ومسؤولية وما المرأة في الواقع إلا أداة إنجاب وإرضاع تأخذ عليه أجرا يوجبه الشرع. بل كيف نفكر في هذه الولاية بينما أفضل مكان للمرأة إسلاميا بيتها ((وقرن في بيوتكن...))، وفي تفسير ابن كثير حديث((" إن المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان وأقرب ما تكون بروحة ربها وهي في قعر بيتها ")).

ثم تقول الكاتبة ((ولو رجعنا بالتاريخ لعهد رسولنا الكريم في عام 632 يوم وفاة الرسول كان عدد المسلمين 124,000 وعندما رصد علماء التراجم والطبقات أسماء الأعلام والنخبة التي تربت في مدرسة النبوة تتميز عطاؤها في مختلف ميادين العطاء رصدوا نحو 8,000 من صفوة الصفوة فكان من بينهم أكثر من1,000 من النساء أي ان التحرير الإسلامي للنساء قد دفع بهم إلي مراكز الريادة والقيادة أكثر من واحدة من بين كل ثمانية من النخبة .... يا الله ويشاع عن الرسول احتقاره للنساء)).
1000 امرأة في الريادة !!!! هل هذا الكلام معقول؟ يمكن أن نأتي بعشرات الأحاديث كلها تمتهن المرأة وتنتهي بها إلى الجحيم لأنها لا تطيع الزوج فقط وتتحدثين عن الريادة، وحتى الخليفة (العادل) عمر بن الخطاب كان لا يطيق أن تراجعه إحدى زوجاته فيطرحها أرضا، أقول هذا وفي ذهني ما كانت تعج بيوت الرجال المسلمين من النساء والجواري والعبيد، ولو كان الكلام صحيحا لانعكس ذلك في القرآن فكرمها. ولما وجدنا فيه مثل هذه الآيات: (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى)، (الرجال قوامون على النساء)، (للرجال عليهن درجة)، (أنكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع...)) (للذكر مثل حظ الأنثيين)، (شهادة المرأة نصف شهادة الرجل) ألخ.. أما الاستمتاع بملك اليمين فقد كانت ظاهرة متفشية في مجتمع المدينة، ولم يكن يخلو بيت منهن، ولعل الكاتبة لا تعتبرهن من النساء اللاتي يحق لهن شيء من الكرامة في كتاب وعلى لسان رب يوصف بأنه مطلق الرحمة والعدل بعباده.
قد أوافقها بالنسبة لخديجة فقط، لأنها كانت غنية وولية نعمة محمد ومشجعته على الاستمرار في ادعاء النبوة. بل يمكن لمن يقرأ مصادر التاريخ الإسلامي أن يخرج بنتيجة مفادها أن نبوة محمد هي من صنيعة خديجة. لهذا لم يستطع محمد أن يتزوج عليها في حياتها رغم شيخوختها وشبابه، وبعد موتها لم يتوقف عن الزواج وتجميع الحرائر والإماء في بيته حتى وفاته.
فأية ريادة للمرأة في الإسلام يا سيدتي. إنها أوهام الإسلاميين ورجال الدين المعاصرين الذين يريدون أن تقف هذه الأيديولوجيا البائدة ندا للند مع الأفكار الحديثة في الحرية والديمقراطية وإدارة شؤون المجتمع.
أما عندما تختم الكاتبة مقالتها بقولها: ((وتلك مجرد إشارات وأمثلة من نماذج تجسد نوعية التحرير والفكر الخاص بالمرأة في الإسلام منذ فجر الإسلام ونظرة الإسلام الحنيف للمرأة ومكانتها وأعمالها لعلها تفيد في تفهم ليس فقط المهاجمين للإسلام ولكن المسلمين الذين طوعوا الإسلام لأغراض أخري وللمسلمات اللاتي تنازلن عن حقوقهن وهانت عليهم أنفسهم)).
فأنا أرى أن أكبر تنازل وتفريط في حقوق المرأة العربية المعاصرة هو اقتناعها بهذا الكلام الذي لا يسنده نص أو ممارسة حقيقية، ولا بد لمن يصدقه أن يحكم على أمة الإسلام بالانحراف عن دينها طوال أربعة عشر قرنا حكاما ومحكومين، خاصة وعامة، علماء وجهلة، لأنها ظلت دائما تمتهن نصف مجتمعاتها من النساء.






#عبد_القادر_أنيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل حوار متمدن بأتم معنى الكلمة: رسالة مفتوحة
- أيهما أصدق: وفاء سلطان أم الحاخام شتاين؟
- قراءة في مقال تانيا جعفر الشريف حول وفاء سلطان
- قراءة في حوار مع نوال السعداوي
- قراءة في مقال: رد هادئ على السيدة وفاء سلطان
- حول الحكم الراشد بين الإسلام والعلمانية: قراءة في مقال
- قراءة في مقال:إشكاليات العلمانيين ..رشا ممتاز نموذجا 4
- لإسلام والأقليات: قراءة في مقال: إشكاليات العلمانيين ..رشا م ...
- قراءة في مقال: إشكاليات العلمانيين ..رشا ممتاز نموذجا (5) لل ...
- قراءة في مقال: إشكاليات العلمانيين ..رشا ممتاز نموذجا (5) لل ...
- قراءة في مقال: هل الذهنية العربية تقبل ثقافة التغيير والديمق ...
- دولنا إسلامية بامتياز
- شامل عبد العزيز بين الإسلام والعلمانية


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد القادر أنيس - قراءة في مقالة: التحرير الإسلامي للمرأة من نصوص ومنطق وفقه القرآن الكريم