أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد القادر أنيس - قراءة في مقال: إشكاليات العلمانيين ..رشا ممتاز نموذجا (5) للسيد محمد عبد الفتاح عليوة















المزيد.....

قراءة في مقال: إشكاليات العلمانيين ..رشا ممتاز نموذجا (5) للسيد محمد عبد الفتاح عليوة


عبد القادر أنيس

الحوار المتمدن-العدد: 2775 - 2009 / 9 / 20 - 22:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تندرج طريقة تفكير كاتب المقال ضمن ما يمكن أن نطلق عليه العقل الإسلامي. وهو عقل يتحرك ضمن حدود لا يحق له أن يتعداها. وهو ما يعبر عنه قول الكاتب بأن "تحرير العقل لا يعنى انفلاته من كل قيد، بل جولانه ضمن الحدود الطبيعية له حتى لا يجمح به الخيال؛ فيرى الباطل حقيقة، والخطأ صوابا).
هو عقل هلوع جزوع يمارس على نفسه رقابة وحظر شديدين مخافة الخطأ والانفلات من كل قيد، ضمن ما يراه حدودا طبيعية، رغم وهميتها. وهو يتحدث عن حدود طبيعية ببساطة وكأن هناك فعلا حدودا طبيعية موضوعة للعقل متفق عليها، دون نعرف من وضعها ومتى وكيف. وكأن هذا العقل كذلك ليس منتجا من منتجات هذه الطبيعية.
ولعلني لا أخطئ إذا قلت إن هذا العقل لا يمكن أن يصنع النهضة ولا الحضارة، وكان السبب في القضاء على المحاولات الباكرة التي ظهرت في الحضارة العربية الإسلامية وتم القضاء عليها في المهد بعد القضاء على المعتزلة ثم الفلاسفة على أيدي تحالف بغيض بين رجال الدين التقليديين وحكام الاستبداد الذين كانوا يدركون تمام الإدراك خطر الحريات والعقل المنفلت من عقاله على سلطانهم.
هو عقل قروسطي يخضع بسهولة لمسلمات مثل (الإيمان بالله تعالي واليوم الآخر والرسل والكتب وفضل شرع الله على ما سواه). كما يقول الكاتب، كما يميل هذا العقل بسهولة إلى المصادرة على المطلوب بغير حق كأن يحكم بأن (هذه مسائل قد تحدث عنها كتاب الله وسنة رسوله ، وشهد بها العقل بالملاحظة والمشاهدة والأدلة السليمة). وكأن (فضل شرع الله على ما سواه) مسألة محسومة، رغم ما حققته الفتوحات العلمانية الحديثة في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والحقوقية، تجاوزت أفضالها وفي حكمتها وإنسانيتها كل مزاعم الأديان في أنها تملك الحقيقة المطلقة.
ويواصل هذا العقل الإسلامي مصادرة حقوق العقل عندما يصر على أن (هناك دائرة للشرع لا يجوز للعقل التدخل فيها، ويختص بها الشرع دون العقل؛ لأنها ليست من اختصاصه، وليس له القدرة على الخوض فيها، ولن يصل فيها إلى شيء، ولا طائل من إعمال العقل فيها، وليس هناك ثمرة مرجوة من هذا، كالغيبيات ( الجنة والنار ، والملائكة ..) والتحليل والتحريم، حقيقة الحياة، حقيقة الروح، فهذه مجالات لا يفتي فيها العقل ويؤسسها). قد نتفق مع الكاتب عندما يحاول إخراج الغيبيات مثل الجنة والنار والملائكة من مجال العقل الإسلامي، ولكننا لا نتفق معه في لجم حق العقل الحر في معالجة كل قضية تخص مصير الإنسان، وإلا فما حاجته بعقله؟ فمسألة الجنة والنار والملائكة اعتقادات تطورت على مر الأزمان، وقد اعتقدت شعوب بائدة قبل ظهور ما يسمى بالديانات السماوية مثل معتقدات الفراعنة، في عوالم أخرى ينتقل إليها الموتى، كنوع من الرفض للموت والتطلع لاستمرار الحياة في دنيا أخرى، وقد نتجت عن هذه الخرافات إنجازات كبرى مثل أهرامات مصر ولكنها عبارة عن اغتراب عندما يتحول الناس إلى عبيد معتقدات أنتجها ناس آخرون مثلهم، وكم ضحوا وحاربوا وقتلوا واحتلوا ونهبوا واغتصبوا باسمها. كذلك حقيقة الحياة والروح حيث تمكن الفكر العلمي الحديث من تجريدها من هالتها القدسية وصار ينظر إليها كحالة بيولوجية لا غير. وما الروح إلا الطاقة التي يتيحها الغذاء للجسم وإذا حرمناه منها توقف عن الحياة، وما ذلك إلا دليل قاطع على أن جسم الإنسان مثل أجسام باقي الكائنات الأخرى بما فيها النبات تعيش وتموت بطريقة بيولوجية مفهومة.
ثم يطرح الكاتب سؤالا إنكاريا متحديا: (فهل يمكن بعد هذا أن تتصادم نصوص الإسلام مع حقائق العلم ؟)
حتى بالغ في تقديم لنا أمثلة عما اعتبره حقيقة علمية لا يمكن (أن تتصادم مع حكم ديني قاطع)، مثل (مراحل خلق الإنسان في بطن أمه . قال تعالى : "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ، ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ").
وأنا أعتقد أن الكاتب قد تحرج في الإتيان بنص الآية كاملة حتى لا يضع نفسه في حرج شديد، والآية كاملة هي، (ولقد خلقنا الإنسان من سُلالة من طين ، ثم جعلناه نطفةً في قرار مكين ، ثم خلقنا النطفة عَلَقَةً ، فخلقنا العلقة مُضْغَةً ، فخلقنا المضغة عظاماً ، فكسونا العظام لحماً ، ثمَّ أنشأناه خلقاً آخر ، فتبارك الله أحسن الخالقين) فأي حقيقية علمية في هذا الكلام؟ هل حياة الجنين في رحم أمه تسلك هذه المراحل الساذجة؟ هل تخلق العظام ثم بعد ذلك يأتي اللحم ليكسوها؟ هل المشاهدة أو الطب أثبت هذا؟ وهل أسقطت امرأة يوما ما جنينا عبارة عن عظام فقط؟ ومن منكم لم يشاهد ولو مرة واحدة خروف شاة في أيامه أو أسابيع الأولى، وكيف أن كل الأعضاء تتطور معا؟ وهو نفس الشيء في جنين المرأة.
بينما يصر الكاتب أن (نفس الحقائق القرآنية هي ما توصل إليه علماء الأجنة).
فإذا عدنا إلى تفسير القرآن وجدنا أشياء طريفة جدا، ولكنها أبعد ما تكون عن العلم، فمن تفسير ابن كثير نقرأ: (ثم خلقنا النطفة علقة " أي ثم صيرنا النطفة وهي الماء الدافق الذي يخرج من صلب الرجل وهو ظهره وترائب المرأة وهي عظام صدرها ما بين الترقوة إلى السرة فصارت علقة حمراء على شكل العلقة مستطيلة (فأي علم في هذا الكلام؟)
ثم نقرأ (إذا أتت على النطفة أربعة أشهر بعث الله إليها ملكا فنفخ فيها الروح في ظلمات ثلاث فذلك قوله "إنا أنشأناه خلقا آخر". ثم يروي الحديث النبوي (إن أحدكم ليجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون علقة مثل ذلك (أي بعد 40 يوما) ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات : رزقه وأجله وعمله وهل هو شقي أو سعيد فو الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيختم له بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيختم له بعمل أهل الجنة فيدخلها " ) انتهى
العقل الإسلامي الذي يصدق هذا الكلام ينفي نفسه، إذ ما الفائدة من وجود عقل لا ينفع صاحبه مادام كل شيء مقدر سلفا؟
كما جاء في هذا التفسير عن النبي إجابة عن سؤال يهودي جاء ليختبره: (يا يهودي من كلٍّ يخلق من نطفة الرجل ومن نطفة المرأة فأما نطفة الرجل فنطفة غليظة منها العظم والعصب وأما نطفة المرأة فنطفة رقيقة منها اللحم والدم )، (هل هذه حقيقة علمية).
أما الحقيقة العلمية حول الحياة على الأرض فقد مرت بمراحل طويلة وشاقة قبل أن تستقر على ما هي عليه الآن بعد أن تخلصت من كل الخرافات التي جاءت بها أساطير الأولين وأديانهم.
لمحة خاطفة عن محاولات البشر فهم غوامض الطبيعة والكون:
النظريات الأولي:
- 610 إلى 546 ق م حسب أناكسيماندر: الحياة ظهرت على إثر تبخر ماء الشمس.
- 490 إلى 435 ق حسب أمبيدوكل: الأعضاء المنعزلة تتجمع لتشكل كائنا واحدا.
- 460 إلى 370 ق م حسب ديمقريط الذي قرر أن الحياة انبثقت من ديدان خرجت من الوحل وشكلت كائنات بشرية.
الاعتقادات:
التوالد العفوي
- اعتقاد في ظهور الحياة بطريقة عفوية في كتابات قدماء الصينيين والهنود وفي مصر القديمة.
- 384 إلى 322 قدم أرسطو أطروحة مفادها أن النباتات والحشرات والحيوانات يمكن أن تولد من الكائنات الحية التي تشبهها ولكن أيضا من المادة المتحللة بعد أن تتعرض لحرارة الشمس.
تعريف الحياة من منظور الكيمياء الحيوية:
في القرن العشرين حدثت خطوة عظيمة إلى الأمام، حينما قام عالما كيمياء هما:
السوفييتي أليكساندر إفانوفيتش أبارين (1894-1980) والبريطاني جون هالدان (1892-1964)، قام، كل على حدة، بعرض نظرية حول ظهور الحياة هدفها الخروج من الحلقة المفرغة التي تقول بأن الحياة وحدها فقط قادرة على إعطاء الحياة بالرجوع إلى تشكل كوكبنا منذ حوالي 4.5 مليار سنة. وركزا على نقطة أساسية وهي العلاقة بين الأرض والشمس، ضمن منظومة تشبه التفاعل الكيميائي: غاز (متفاعل)+ مناخ (مفاعل)+ شمس + برق.
أما تجربة ستانلي ميلر التي أجرها في أنبوب اختبار في سنة 1953، وبعد حبسه في بالونة غاز : CH4, NH3, H2 et H2O وسلط عليها بروقا لمدة 7 أيام. استنادا إلى تجربة أوبارين وهلدان والنتيجة: لقد حصل على جزئيات عضوية مكونة من : حامض النمليك HCOH ، التي يرجح أنها كانت بداية الحياة على الأرض قبل حوالي 700 مليون سنة.
كذلك قسم العلماء الحقب التي مرت بها الأرض استنادا إلا المتحجرات من الكائنات الحية التي عاشت خلال هذه الحقب:
- 700 مليون سنة: العصر الما قبكمبري الأول: أولى الآثار الحيوانية، حيوانات بسيطة جدا متعددة الخلية ذات الأجسام الرخوة.
- 630 مليون سنة: تميّز الحيوانات ذات القواقع.
- 600 مليون سنة: نهاية العصر القبكمبري، أولى العوالق البحرية وظهور القشريات.
- 500 مليون سنة: العصر الكمبري، بداية الفقريات (أسماك بلا فك وأجسام محمية بقواقع، ثم ظهور أوائل الأسماك.
- 440 مليون سنة: أوائل النباتات الأرضية.
- 390 مليون سنة: البرمائيات الأولي راحت تخرج من الماء نحو اليابسة وتتنفس برئتين وتزحف على الأرض لكنها تعود إلى الماء لتبيض.
- 350 مليون سنة مرحلة الزواحف والأشجار.
- 280 مليون سنة ظهور أوائل الديناصورات
- 150 مليون سنة: الجوراسيك، مرحلة الديناصورات العملاقة والطيور الأولى
- 65 مليون سنة: انقراض الديناصروات وتكاثر الثدييات والطيور.
- 50 مليون سنة سيادة الثدييات الرئيسية مثل القردة التي يرجح أنها أسلاف الإنسان.
- مليونا (2) سنة: ظهور أوائل البشر، الذين تطوروا من حيث الاستقامة على رجلين وتعاظم المخ ودور اليدين.
هذه البحوث المضنية حكم عليها كاتب المقال بجرة قلم بأنها من (النظريات السقيمة الزائفة في خلق الإنسان تزعم أن الإنسان متطور عن سلالة من الحيوانات، وهذه النظرية تتعارض مع الحقيقة الشرعية ، فواجب على المسلم أن يأخذ بالحقيقة الشرعية، ويضرب بالنظرية العلمية الظنية عرض الحائط). ولو توقف العقل الحر عند هذه الحدود لما أمكن تحقيق كل هذه الكشوفات.
يتبع





#عبد_القادر_أنيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في مقال: هل الذهنية العربية تقبل ثقافة التغيير والديمق ...
- دولنا إسلامية بامتياز
- شامل عبد العزيز بين الإسلام والعلمانية


المزيد.....




- إبراهيم عيسى يُعلق على سؤال -معقول هيخش الجنة؟- وهذا ما قاله ...
- -حرب غزة- تلقي بظلالها داخل كندا.. الضحايا يهود ومسلمين
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد القادر أنيس - قراءة في مقال: إشكاليات العلمانيين ..رشا ممتاز نموذجا (5) للسيد محمد عبد الفتاح عليوة