امتيازات مجلس النواب استغلال للسلطة التشريعية

إياد محسن

الحوار المتمدن-العدد: 2819 - 2009 / 11 / 4 - 22:15
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    

من بين دخان انفجارات الاحد الدامي ومن بين أشلاء شهداء الخيانة والفوضى السياسية حيث الأمهات الثكالى والبيوت التي تتشح بالسواد وحيث الألم العراقي المستمر
يخرج علينا مجلس نوابنا المنتخب بكل جرأة وقساوة ليعلن قائمة أخرى من امتيازات أعضائه وعوائله وهذه المرة باسم الجوازات الدبلوماسية ولمدة ثمانية سنوات وحيث لا يوجد متسع من الوقت ولان الدورة الانتخابية أوشكت على الانتهاء أعلن الامتياز الأخير رغم كل الماسي والجراح وأصبح اللعب على المكشوف
غدا سيحزمون حقائبهم ويهربون بعيدا عن مياهنا الاسنة وبيوتنا الخربة ونظراتنا الغارقة بين الحيرة والدهشة يذهبون للتنعم بما جمعوه من ثروة نجمت عن الاستخفاف بنا واستغلالنا
اي بلد هذا الذي يسرق فيه الوزير والنائب ورجل الدين وشيخ العشيرة والمعلم والطبيب واي بلد هذا الذي يعجز عن انجاب مجموعة من الشرفاء توصله الى بر الامان قد يعترض البعض ويرى في هذه الكلمات نوع من التطرف والتطاول على بعض الخيرين لكني أتساءل لو كان للشرف صوت لاعترض ولو نائب واحد على الاقل وظهر على وسائل الاعلام محتجا على هذه السرقة الواضحة لاموال الشعب ولاعلن امتناعه عن التمتع بهذه الامتيازات تضامنا مع اصوات الفقراء الرافضون لها والذين لا يملكون حولا ولا قوة بعد ان قام من أوصلوه الى مصادر صناعة القرار بخيانتهم وبدلا من تغيرر واقعهم المتردي راح يفكر في بناء ثروته ومستقبل اجياله
ما يمارسه مجلس النواب لا يعدو كونه استغلال للسلطة التشريعية للحصول على مكاسب شخصية و تجاوز للوظيفة والمهمة التي من اجلها تم انتخاب مجلس النواب وكما ان لدينا قوانين تعاقب الموظف الذي يستغل وظيفته للحصول على مكاسب ومنافع شخصية فيجب ان تكون لدينا قوانين تعاقب النواب ممن يستغلون السلطة التشريعية لمنافعهم الخاصة
المشكلة ليست بالنواب والوزراء الفاسدين فقط لا المشكلة في الشعب النائم والغارق في سباته القديم والعميق ولو كان المسئول في العراق يشعر ان رقابة شعبية ترصد ادائه لما تجرأ على الاستخفاف بوطنه وشعبه بهذا الشكل العجيب
ليس لدينا رجل دين يحشد الناس للتظاهر لوقف مثل هذه السرقات وليس لدينا نقابات مهنية او منظمات مجتمع مدني تدعو للتظاهر ضد المسئول الفاسد ليقف عند حد معقول الجميع يمارس دور خيانة هذا الشعب المسكين
الكتل النيابية علمانية واسلامية وبعثية تختلف على جميع الامور لكنها تتفق فقط في جلسة الامتيازات جلسة الخيانة والسرقة ونهب قوت الفقراء واطلاق رصاصة الرحمة على هذا الوطن ويبدو ان استغلال المنصب هو القاسم المشترك الوحيد الذي تشترك فيه نخبنا السياسية والوحدة التي لم يستطع الوطن تحقيقها استطاعت الامتيازات والاطماع الشخصية تحقيقها

#إياد_محسن (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات