بدعوة من المركز الثقافي العربي لمنطقة لياج:الجميع قد نهل من آفاق طرب الامسية الموسيقية لفرقة -معا واجد-

احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)

الحوار المتمدن-العدد: 2815 - 2009 / 10 / 30 - 14:49
المحور: الادب والفن
    

صوت يلامس اعماق النفس لنزيهة مفتاح رافق عزف حساس للبيانو من طرف العازفة غيس جاسر انه اجتماع استثنائي للفن يأخذ بتلابيب العقل والمشاعر
صوت الفنانة نزيهة الصادح الايقاعي والذي يتجاوب مع العزف الشرقي يترجم الاحساسيس العميقة لكل من يستمعها ويتذوق هذا الفن الصعب ليصل الى ذرى آفاقها..
الشفافية والحنين كانت تعابير امتزجت بالشعر والصوت الجميل وعزف منفرد لبيانو في الحفلة الموسيقية التي نظمها المركز الثقافي لمنطقة لياج في الصالة الاكاديمية بجامعة لياج مساءالسبت 24 تشرين الأول – اكتوبر -
بدت علامات التجاوب والسكينة تسيطر على حضور هذا الحفل الموسيقي ليتوجه البعض منهم بالشكر للمركز الثقافي العربي لمنطقة لياج على اختياراته واتحافهم بهذا النمط الكلاسيكي للموسيقى
فبعد الغناء الطربي المشرقي بكل ألقه لايلي رحال كان الشاب دوزي وحفلته الموسيقية الخاصة بالشباب وجاء اليوم حفل خاص للطرب الكلاسيكي العربي
مقاطع صوتية جميلة تلك التي تتاخم صدى الصوت القوي وهو يرسل امتدادته في المكان وفي اعماق النفس بحزنها وفرحها وامتزاجها بصور الحاضر والماضي والكائنات المادية الشفافة
عازفة البيانو غيس جاسر التي تعرف ابعاد هذا الصوت عزفت بتناسق والتحام وجداني معه ومع كلمات الشعر التي تنساب مع هذا الطرب الذي اجتمع عبر الصوت والعزف والمعاني الشعرية
غنت الفنانة نزيهة عن الحب والغربة والوطن ولبنان وشعورها في هذا البلد الذي يوقظ الاحاسيس الشاعرية
كلمات الشاعر خالد رومو الذي هو بدوره مدير الفرقة بدت مصاغة بلغة تناسب الغناء التقليدي فهي قد نحتت من معان تطل علينا كثيرا في اشعار الأندلسيين ومغناهم او حتى الأشعار العربية التقليدية فحافظت على قوافيها بكلماتها غير الدارجة فمن قصيدة "من بكانا" نستمع الى مقاطع تقول" ما عرفنا أبداً طعم الفراق..ولم نرَ ما غاب عنا من مشاق..وصحونا من غفلتنا..وصرخنا..بكل ما أودعت في الحواس ..من ألم ..وحسبنا انه الدهر ..قد قسا سهواً علينا..أو انها الأيام ابعدتـنا عن قريب ..عن وطن أو عن حبيب..وسكنا في الشجن.."
بينما جاءت الترجمة بسيطة ومفهومة باللغة الفرنسية مما جعل البعض يفهم - رغم معرفته العربية - بعض مفردات النص من خلال قرائة الفرنسية و هكذا اقترب أكثر من النص وأحبه بهذه المعاني ويردد الايقاع الموسيقي للابيات بلغتها العربية
من قصيدة "لم أبكي وأنتِ معي"نقرأ ونستمع من بين الألحان:"تعودين حين تعبر الحياة منك ِ الي ..تنادين جسمي الدفين تحت أنقاض المستقبل البعيد..وماضي العرب التليد..عربية سورية حلبية أنسابها ما ان لامست طرف اللسان ماج الجنان ..لم ابكي وانت معي يا جارة الغريب في منفاه ..على ضفاف النهر في باريس عروسة الشموس والامطار.."
من القصيدة المغناة"جسر الفنون" قصدت جسر الفنون تملأ منه العيون تهفو شوقا لحلب..وسرى اللحن رهيفا عاصفا ثم لطيفا ..وجرى النهر حبورا يعد القلب عبورا ..قصدت جسر الفنون وعلى الأفق المبين ومضة من شفشوين"
المركز العربي الثقافي الذي تكفل بطباعة المجموعة الشعرية الغنائية للشاعر خالد رومو بترجمتها الفرنسية قدم مساعدة ثمينة لتقريب المعاني والأشعار بين المستمع الأجنبي وحتى العربي المغترب وبين هذا الفن التقليدي العربي الأصيل ..لتبدو هذه المجموعة الشعرية - التي وزعت بخمسين سنت او اقل - مع الحفل الغنائي ذات قيمة شعرية ولغوية عالية ليحتفظ بها المرء في أدراج مكتبته ليغني لغته على الجانبين الفرنسي والعربي
غيس جاسر هي عازفة صدر البومها الأول للتأليف الموسيقي "بلوم بريمير" سجل في كاليفورنيا 2002 أحيت حفلات موسيقية في الولايات المتحدة وفرنسا وسوريا والبحرين هي تلحن موسيقاها وتحمل دكتوراة دولة في الأدب الفرنسي ورئيس المهرجان الدولي لأفلام النساء في كغيتيه بفرنسا
اما الفنانة نزيهة مفتاح مغنية سجل البومها الأول في القاهرة
اما الالبوم الثاني فقد سجل في بروكسل في تكوين قينه /الاصوات الأولى/
اصواتها تبث على الكثير من المحطات الاذاعية في باريس
اشتركت في مهرجانات مختلفة كعيد الموسيقى 2001 مهرجان افنيون بفرنسا 2003 ومهرجان الثقافة المغربية في كان الفرنسية 2005 موسيقى البحر الابيض المتوسط وفيروزيات في معهد العالم العربي 2006
الصوت الأول في حفل تقيمه اذاعة باريسية
أما خالد رومو شاعر باللغتين العربية والفرنسية
باحث ومتدخل في حوار الثقافات والأديان
مدير فرقة واجد

#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل