أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عربي الخميسي - العلاقات الدوليه وضيق الافق السياسي وقصة حبس الجواهري الشاعر الكبير















المزيد.....

العلاقات الدوليه وضيق الافق السياسي وقصة حبس الجواهري الشاعر الكبير


عربي الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 2814 - 2009 / 10 / 29 - 09:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القسم الاول

كنت قد قرات منذ مدة ليست طويله موضوعا شيقا على موقع الحوار المتمدن الموقر للكاتبه القديره الدكتوره ميسون البياتي تحت عنوان السياسيه والعلاقات الدوليه ، ومنه استوحيت عنوان مقالتي المتواضعه هذه بعد اضافة اسم شاعر العرب الكبير الجواهري ، ورب سائل يسأل يا ترى ما هي العلاقة بين الجواهري بهذا الموضوع ؟ واليكم القصه وأبدأ بموجز المقالة

المقالة باختصار شديد ، تتعلق بالحقوق الانسانيه ، يجسدها الفلم الوثائقي الاسترالي المسمى ( باليبو ) ، وباليبو هذا هو اسم فلم مأخوذ عن اسم قرية اندنوسيه صغيرة واقعة في تيمور التابعه لأندنوسيا ، واندنوسيا هذا البلد الشاسع الواسع الواقع في جنوبي شرق اسيا ، مؤلف من عدد كثير من الجزر المبعثره هنا وهناك في المحيط الهادي، وان تعداد سكانه يبلغ حوالي 300 مليون نسمه الغالبية منهم يدينون بالدين الاسلامي .
وان موضوع الفلم كما تقول الكاتبه ، يكرس حالة القتال الشرسه التي دارت ابتداء بين الاستراليين نيابة عن البريطانيين ضد جيوش الامريكان ، الذين استخدموا هم بدورهم الاندنوسيين نيابة عنهم لطرد البريطانين منها ، كما سبق لهم ان قاموا بطرد البرتغالين وقبلهم اليابانيين والهولنديين ، وهكذا تجري الحروب الخفية وغير المعلنه بين الاقطاب ذات المصالح والاهداف المتصارعه والمتقاطعه فيما بينها وبانابة غيرهم من الشعوب المسالمة البرئيه !!

ففي سنة 1975 ولغرض تخليد ضحايا هذه الحرب الظروس والفضائح الانسانية المرتكبه من جرائها ، وعن واقعة تعتبرها استراليا ، حدث اجرامي وواقعه مؤلمة ومغيبه مذ ذلك التاريخ ، ولم تجر بحقها في حينه اية تحقيقات او اجراءآت قضائيه مشروعه ، فقد ارسلت استراليا الى اندنوسيا زمرة من الفنانين مؤلفه من خمسة اشخاص ، هم طاقم منتجي وممثلي فلم باليبو وكلهم من المدنيين ومن العامليين بالتلفزيون الاسترالي ، الا ان جميعهم تعرضوا الى المحاصرة ، ومن ثم اطلاق النار عليهم وقتلهم كلهم بدم بارد دون ذنب ارتكبوه ، ومرة اخرى في اعقاب هذا الحادث ارسلت حكومة استراليا وبعد ثلاث اشهر منه ، احد الفنانين المشهورين الى قرية باليبو مسرح الجريمه ، لتسجيل تقرير مصور عن ملابسات قتلهم ، فجرى قتله هو الاخر ، بعد القاء القبض عليه من قبل الاندنوسيين وكالعاده لم تحرك الحكومه الاندنوسيه ساكنا لاجراء التحقيقات اللازمه ..!
والان وبعد 34 سنة قامت الحكومه الاستراليه بفتح ملف القضيه من جديد ، باعتبار ان قضية مقتل اؤلئك الفنانين السته جريمة بحق الانسانية ، وتطالب الحكومه الاندنوسيه باللقاء القبض على الفاعلين ومحاكمتهم ، والذين لا يزال بعضهم على قيد الحياة ويشغل وظيفة ومنصبا عاليا في الدوله ، وفي القوات المسلحه الاندنوسيه.

وحيث ان فلم الوثائقي ( باليبو ) فلم يثير الجدل والاحتقان وسيشحذ عواطف ذوي الضحايا .! ومعهم ستتعاطف الجماهير ليست المحليه فقط بل على نطاق عالمي ! وعلى مستوى جميع منظمات حقوق الانسان الدوليه ، مما سيحط من سمعة وقدر الدوله الاندنوسيه بكل تأكيد ، وهذا ما تخشاه وتحاول بشتى الوسائل احتواء الازمة بينها وبين استراليا ، ومحاولة منها باقناع الاخيره بعدم تحريك شكوى امام المحاكم الدوليه المختصه او اجازة عرض الفلم واعتبار الجريمة عادية وليست جريمه ضد الانسانيه ، الا انها حتى الان لم تقدم اعترافا او اعتذارا او سببا مقبول لذوي الشأن للحادث المأساوي المذكور ،..! وعليه قامت الحكومه الاندنوسيه بمحاولة بائسه وذلك بالاتصال بحكومة نيوزيلانده هذاالبلد القريب من استراليا ، والتي ترتبط معه بروابط متينة وعلاقات صميميه واشبه ما يكونا بلدا واحد بكل الاعتبارات ، وان كليهما عضوان في منظمة الكومنولث ، ولهذا فهي اي اندنوسيا تضغط على نيوزيلانده سياسيا واقتصاديا لكي تقوم بالتدخل لدى استراليا بشكل او باخر ، وبهذا قد يمكن وعن طريقها احتواء القضيه ، او تخفف من حدية الموضوع وجديته ، وان تقنع استراليا بعدم السماح بعرض فلم باليبو الذي ترعاه الاخيره وتصر على عرضه .

ولما فشلت كل المحاولات لجر نيوزيلانده للتدخل ، وحيث لا توجد اسباب مبرره لأندنوسيا للضغط على نيوزيلانده ، لذا فقد قامت الاولى بتوظيف امورا اخرى لخدمة هدفها المذكور ..! وهنا الفت عناية القارئ الكريم لبيان كيف وظفت اندنوسيا الامور الدينية لأغراض سياسيه ضيقه .. وهذا هو بيت القصيد من موضوعي واليكم التفاصيل ......

دولة نيوزيلانده تعتمد اقتصاديا على ما تصدره من منتوجات حيوانيه بجميع مشتقاتها ، وكذلك اللحوم الطازجه ،ودواجن واخشاب وبعض الفواكه ، وان اندنوسيا هي الدوله الاولى في تسلسل الدول التي تستورد اللحوم من نيوزيلانده ومنذ عشرات السنين ، وبكميات كبيره نسبة لعدد نفوسها وحاجتها منه ، مما يوفر هذا ربحا كبيرا لنيوزيلانده سنويا يقدر بمئات الملايين من الدولارات لا يمكن للحكومه النيوزيلنديه الاستغناء عنه خاصة ، وهي تحت وطئة الازمه الاقتصاديه العالميه بالوقت الحاضر ، ومن هذا الباب جاءت اندنوسيا لتضغط على الحكومه النيوزيلانديه وتبلغها بامر غاية بالاستغراب ، وهي حالة تعبر عن ضيق افق سياسي ، ولتبرهن ان السياسيه لا لون ولا طعم لها ولا حتى اخلاق ، وان الغايه تبرر الوسيله .. جاءت اخيرا لتبلغ نيوزيلانده وعلى لسان وزير خارجيتها ان اندنوسيا سوف تقاطع استيراد مادة اللحم باعتباره لحم غير حلال ، بسبب طريقة ذبحه غير الاسلاميه حسب ادعاء وزير خارجيتها مبررا ، ان ذلك جاء استجابة الى اعتراض مجلس علماء الدين الاسلامي الاندنوسي ومعهم باقي رجال الدين في اندونسيا ، ولم يعد بعد الان الاعتراف بالوثائق المعتمده المرفقه مع البضاعه المصدره ، وذلك اعتبارا من الاول من شهر تشرين الاول الحالي ، حتى يعاد النظر بالموضوع من كافة جوانبه ..!
واللافت للنظر ، ان اندنوسيا وعلى مدىعشرات السنين اعتادت استيراد اللحم النيوزيلاندي، وخلال كل هذه المده الطويله لم تعترض يوما على نيوزيلانده حول طريقة الذبح ، علما ان نيوزيلانده تملك مجزرة صحية حديثه للذبح ، وتقوم بذبح الضأن على الطريقه الاسلاميه ، وكما هو معلن على صفحات موقعها الاكتروني ، وبذات الوقت ان الامر ليس سريا ، حيث يمكن للزائر الاطلاع عن كثب بما يجري، وكيف تتعامل نيوزيلانده مع توفير اللحم الحلال وفق متطلبات الجاليه الاسلاميه في نيوزيلانده قبل البلدان الاخرى ...!
وهكذا جرى توظيف الامور الدينيه لأغراض سياسيه ، مما ذكرني بحادث ثان تاريخي تعرض من جرآئه الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري للحبس ولأول مره في حياته ، وقع ذلك خلال الحكم الملكي بالعراق وبسبب اللحم الحلال واللحم الحرام ، حادث يدعو الى الضحك يشبه الى حد بعيد هذا الحادث ولكن بالعراق وليس بنيوزلانده ، سأتي عليه لاحقا ايها القراء الكرام وبالقسم الثاني منه وشكرا لكم
عربي الخميسي
ت1 / 2009





#عربي_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا اهل اوكلاند ماتت كاشين ....؟
- العالم عبد الجبار عبد الله يوم التقيته
- العراق خسر الصابئه المندائيين ، ولكن الصابئه المندائيين لم ي ...
- المراة المندائيه حررها الدين المندائي وظلمها المجنمع
- أنا شاهد عَيّان على ثورة 14 / تموز
- القسم الثاني والاخير - كاظم فرهود ابو قاعدة ذلك الشيوعي المن ...
- كاظم فرهود ابو قاعدة ذلك الشيوعي المناضل يوم عرفته
- هذا هو موقف الاخيار والشرفاء
- جريمة الطوبجي ضد الصابئه المندائيين وموقف الشرفاء المطلوب لل ...
- القسم الثالث - يوم تأسيس الجيش العراقي والدروس المستنبطه من ...
- يوم تاسيس الجيش العراقي والدروس المستنبطه من حرب الاحتلال
- يوم تأسيس الجيش العراقي والدروس المستنبطه من حرب الاحتلال
- من مذكرات الراحل طيب الذكر المحامي داوود حبيب يلدو سيبا
- ابناء الاقليات الدينية في العراق واشكاليات ممارسة حلف اليمين ...
- تحركات القنصليه الامريكيه بالبصره بعد ثورة 14 / تموز مباشرة ...
- القسم الثاني ....... تحركات القنصليه الامريكيه في البصره بعد ...
- تحركات القنصليه الامريكيه في البصره بعد ثورة 14 / تموز مباشر ...
- العراقيون المندائيون بخير ! بس عايزهم الحام والطعام
- الى / الكاتب السيد مصطفى القره داغي وعلى هامش مقالته ( مجزرة ...
- وقائع قصر الرحاب يوم 14 / تموز


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عربي الخميسي - العلاقات الدوليه وضيق الافق السياسي وقصة حبس الجواهري الشاعر الكبير