أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح العلي - المواطنة من منظور آخر














المزيد.....

المواطنة من منظور آخر


نجاح العلي

الحوار المتمدن-العدد: 2813 - 2009 / 10 / 28 - 22:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعض السياسيين العراقيين المقيمين في بلدان المنافي والبعض من المحسوبين على النخب العراقية المثقفة، كل هؤلاء يطلون علينا من على شاشات التلفاز ويطعنون بولاء بعض السياسيين الحاليين بحجة التبعية وإنهم ليسوا عراقيين أصلاء، رغم انهم عاشوا لعشرات او لمئات السنين في هذا البلد.
لست هنا بصدد الدفاع عن احد او كيل الاتهام لطرف على حساب آخر، لكن ما لاحظته ان المجتمع العراقي ينظر الى المواطنة بمنظور آخر يختلف عما هم متداول في ثقافات الشعوب الاخرى رغم ان الدستور العراقي قد اوضح ان المواطن العراقي هو كل من ولد لاب او لام عراقيين، لكن وفق المنظور الاجتماعي العراقي الذي تشكل بفعل طغيان المد القبلي والعشائري على الحياة العراقية، ان المواطن لابد ان يكون ذا حسب ونسب ووجاهة لكي يتبوأ المناصب السياسية والوظيفية، اما معيار الكفاءة والمهنية والنزاهة فهي ليست ذات اهمية او انها اشياء ثانوية.
اسوق مثلا هنا عن مبدأ المواطنة وفق النموذج الغربي المتطور الذي يعيش برفاه بفعل احترام الانسان والوقت والعمل، وبالتحديد في المانيا، فقبل ايام اختارت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل وزيرا للصحة في حكومتها الجديدة وهو فيليب روزلر صاحب الـ36 عاما، وفيليب روزلر هذا وصل الى المانيا وعمره 9 اشهر فقط، بعد ان تبنته اسرة من شمال المانيا من احدى دور الايتام في فيتنام ومنحته اسم فيليب ليحصل على شهادة الدكتوراه ويصبح طبيبا وسياسيا ناجحا، ويصفه اصدقاءه بانه شاب يتمتع بذكاء حاد وبروح الدعابة واحساسه المرهف خاصة في تعاطفه مع الام الاخرين.
يا ترى لو كان هذا اليتيم الفيتنامي تبنته اسرة عراقية ويمنح الجنسية العراقية ويصبح مواطنا عراقيا.. هل نتوقع ان يتم اعطاؤه منصبا سياسيا او وظيفيا او انه سيظل في نظر الاخرين قاصرا وغير مؤهل حتى لو كان ذكيا وموهوبا وناجحا في مجال عمله لمجرد انه من اصل غير عراقي.
انها دعوة لمراجعة الذات العراقية وجلدها للوصول الى المواطنة الحقة المبنية على الولاء والكفاءة والمهنية بعيدا عن الانتماء القومي والديني والمذهبي والطائفي والعرقي والتي اثبتت التجارب القريبة فشلها خاصة في تبوؤ المناصب الرسمية والمهنية، والرجوع الى الهوية الوطنية باعتبار العراقيين متساوين في الحقوق والواجبات، وان الحقوق هذه مثبتة دستوريا لكنها على ارض الواقع منتهكة وغير معمول بها واستعيض عنها بالمحسوبية والحزبية الضيقة والولاء الديني والمذهبي والقومي.
يبدو ان الحراك السياسي العراقي والتكتلات السياسية الجديدة تنبؤ بخير وتشير الى تكتلات جديدة خارج اطار التخندقات السابقة، بفعل الوعي الجماهيري الذي مارس ضغطا على النخب السياسية بالدفع الى الهوية الوطنية، لان الهوية الفئوية هي هوية طارئة وغير متجذرة في نفوس العراقيين وقد حاول بعض السياسيين استغلال الهوية الفئوية لتمرير بعض المشاريع والاهداف الضيقة، لكن الوعي الشعبي كان اقوى من ذلك، واعتقد ان عامل الوقت كفيل باذابة كل التعصبات في بوتقة الهوية الوطنية التي تجمع كل العراقيين ليكون شعار الجميع (الشخص المناسب في المكان المناسب) مهما كان اصله، اذ ان معيار الاختيار في اي مجال من ميادين الحياة الكفاءة والنزاهة لكي نستطيع ان نلحق بركب العالم المتقدم.
*اعلامي واكاديمي





#نجاح_العلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنظيم العنف في الحقبة الكونية.. ماري كالدور والحروب الجديدة ...
- مشروع منبر الحرية.. خطوة في اتجاه ترسيخ الديمقراطية في الوطن ...
- إزدواج الجنسية للسياسيين العراقيين
- مجاملات سياسية على حساب الدم العراقي
- تفجيرات بغداد .. وضرورة مراجعة الحسابات
- تضامنا مع بطانيات احمد عبد الحسين
- تأثيرالمردود المالي على حرفية العمل الصحفي
- عراقيات يحققن التفوق
- هل العراق دولة حرة ؟
- قانون الاحزاب في العراق ضرورة ملحة وليس ترفا سياسيا
- شعوبنا العربية والشعب الايراني
- إعلام المواطن في ايران وثورة الانترنت
- اداء نقابة الصحفيين العراقيين في الميزان
- الديمقراطية التوافقية الخلل في التطبيق وليس في المبدأ
- دور الاعلام البيئي في الحفاظ على البيئة
- معارضة سلبية
- القتل هو الحل الاسهل في العراق
- العلاقة بين الإعلام والعنف
- شد الأحزمة ام صرف المدخرات
- الصحافة الالكترونية.. النشأة والمفهوم


المزيد.....




- مقطع فيديو تم نشره حديثًا يُظهر مسلحًا يطلق النار على رجال ا ...
- قد تحدث لك.. كيف تُصمّم بناءك لمواجهة فيضانات مدمّرة؟
- حزب الله يعلن رفضه تسليم سلاحه للحكومة: إما أن نبقى ويبقى لب ...
- هل هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق بشأن الحرب في أوكرانيا؟
- مباشر: لقاء ترامب وبوتين في ألاسكا... قمّة قد ترسم معالم مرح ...
- ما هي الأهداف المعلنة وغير المعلنة لخطة سموتريتش الاستيطانية ...
- هجمات أوكرانية على روسيا قبيل قمة ترامب وبوتين
- الاتحاد الأفريقي يدعو لاعتماد خريطة -الأرض المتساوية- إنصافا ...
- خريطة لإسرائيل الكبرى تفضح خطط نتنياهو
- هل يشكل هجوم اليمين الإسرائيلي على زامير مقدمة لإقالته؟


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح العلي - المواطنة من منظور آخر