أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تيسير عبدالجبار الآلوسي - من أجل تنشيط دور الثقافي في السلطة الوطنية الجديدة














المزيد.....

من أجل تنشيط دور الثقافي في السلطة الوطنية الجديدة


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 854 - 2004 / 6 / 4 - 04:27
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اُعتـُمِدت الحكومة العراقية الجديدة بعد مناقشات مستفيضة أخذت بعين الاعتبار كثيرا من المحددات اللازمة والضرورية لكي تكون تشكيلة معبرة عن الطيف العراقي عامة. والعراقيون ومنهم بالتحديد المثقفون يستبشرون خيرا متفائلين بتأليف الحكومة الوطنية من أجل تسلـّم السلطة في الموعد المحدد ومن أجل إنهاء تعقيدات الواقع الصعبة..
ولعل الثقافة هي في مقدمة الأنشطة الإنسانية التي لا يمكنها أنْ تحيا إلا في واقع من الاستقرار والعمل السلمي الديموقراطي.. ما يعني في نهاية المطاف ضرورة التعاطي مع التحولات الجديدة بروح مسؤول مؤداه البحث في أهمية دور الثقافة في خلق مثل هكذا واقع جرى تخريبه طويلا...
إذ اعتمدت دكتاتورية الطاغية على عمليات التجهيل والتضليل والتعتيم على كل ما هو معرفي وثقافي من أجل تمرير ممارساتها المرضية وها هي قوى الظلام والخراب تواصل ما مارسه الطاغية طوال عقود من الزمن وتتابع مسيرته بكثير من العنف الدموي ومن ثم مشاغلة الناس في أمنهم وتأمين سلامة حيواتهم بعيدا عن متابعة ما يغني الروح ويملأها معرفة وعلما وحركة إبداع بمعنى ما يجعلها ملأى بالقيم الإنسانية المتمدنة..
إنَّ عمليات التخريب والهدم لم تكن مقصورة على الأبنية والمؤسسات وما شاكلها بل كانت بالأساس قائمة على النفوذ إلى دواخل الروح والعمل على تخريبها بالكامل وتركها هباء وخرابا وأشلاء هي ظلال وجود إنساني لا يقوى على التعاطي مع تفكير ومن ثم مع وجود إنساني متحضر ما يمنع أي تنشيط لقوى الآدمية أو الإنسانية العاقلة..
من هنا وجدنا أنفسنا نحن العراقيين ومنهم المثقفين بالذات أمام مهمة التعاطي مع سلطة الحكومة الوطنية الجديدة انطلاقا من تفعيل دور الثقافي وموقعه في الحياة التي نبدأها وشعبنا حياة العراق الجديد عراق التقدم لعمليات البناء وأولها بناء الروح وعودتها إلى الحياة الطبيعية في ربوع بلادنا وبين جوانح وأضلع ابناء شعبنا..
من هنا تأتي مسألة وجود وزارة للتربية وأخرى للتعليم وثالثة للتكنولوجيا والعلوم لتكون قاعدة أولية تكتمل بقاعدتها التأسيسية وزارة الثقافة وهي الوزارة التي ينبغي أنْ تأخذ حصتها من الاهتمام والتركيز والأولوية وإلا ضعنا في خضم ظلامية ليس لها منتهى سهل وكلنا يشهد على مجريات التخلف التي تقود كثيرا من شبيبتنا المضللة إلى عوالم غير صحية ولا صحيحة..
أما بديلنا الناجع لعراقنا الجديد فهو مزيد من الاهتمام بالثقافة ورفض التقاعس أو التقليل من شأن الثقافي ودوره .. وعلينا في هذه الحال أنْ نقول بصوت عال بضرورة التقدم بسرعة نحو المشروع الثقافي الوطني المتكامل وهو ما يعني اعتماد وزارة الثقافة بالتحديد على الصوت الثقافي الوطني وعلى ما يقدمه من مشاريع ودراسات جدية كما حصل على سبيل المثال لا الحصر فيما قدّمه ممثلو البرلمان الثقافي العراقي في المهجر الهولندي من مشروع متكامل لمؤسسات الثقافة العراقية ومساراتها.. وكما هو الحال في مشروع البرلمان الثقافي العراقي في المهجر وفي كل إسهامات الثقافة العراقية في أطرها المتنوعة المتعددة..
فإذا ما أرادت وزارة الثقافة أن تنجح وأن تتقدم وتتطور في أنشطتها وفي فاعليتها فلابد من تفاعل مع كل قوى الثقافة وأركانها في بلادنا.. ونحن في هذا لسنا في انتظار فكلنا يعمل ضمن إمكاناته؛ وما يعقب ذلك ويُتوِّجُهُ هو تقدُّم الوزارة بدعم عملي جدي مشهود للعمل الثقافي وسلاحنا اليوم ليس البنادق والسيوف والمدافع والدبابات بل الفكر الموضوعي والعقل العلمي وروح الإبداع والتنوير الثقافي المعرفي...
كما على أجهزة الثقافة والشخصيات الثقافية العراقية ألا تنتظر أعمال الوزارة والحكومة بل أنْ تتجه لتفعيل أجهزة أو مؤسسات المجتمع المدني بالخصوص الثقافية منها ومجالسها الوطنية المتنوعة ومن هنا سيكون دور الثقافي مهمّا وجديا ومؤثرا في حال امتلاك روح المبادرة والفعل والتفاعل والتعاطي مع واقع معقد بفاعلية عالية ومناسبة..
إذن نحن هنا نشير سريعا لقضية بحاجة لمؤتمر وطني موسع لكي تكون البداية قائمة على مجموع الرؤى بكل تنوعاتها وأطيافها وبكل الخبرات المتوافرة للعراقيين من كوادر الثقافة.. وتجميع الدراسات والبحوث المتخصصة بغرض تثوير الفعل وتنشيطه بما يرتقي إلى مستوى المسؤولية المنتظرة اليوم..
وكان مثقفونا قد اقترحوا اجتذاب جمهورنا باحتفاليات جماهيرية وبعمل مؤسساتي واسع ومفتوح وبالتقرب من قوى الفعل الثقافي والتفاعل معها وبتحشيد الطاقات بطريقة مناسبة وبقراءة آليات الفعل الثقافي وفصله عن الخطاب الإعلامي التضليلي الذ طال أمده وهو يطبل للنظام والطاغية ويتحول إلى ابواق زاعقة لا غير بمعنى بتصحيح المسار وإعادته إلى حيث ينتظر منه..
تلك هي أوليات ينتظرها جمهور الثقافة عامة وكل الأطر المتخصصة والجميع في حالة من الفعل والحركة حتى تحقيق مستهدفات ثقافتنا العراقية الوطنية...



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تواضع العلماء وتجاوز الجهلاء!
- حول مكونات الطيف العراقي القومية والدينية ومواقعها وأدوارها ...
- حول الأمية المعلوماتية والمؤسسات العراقية الجديدة
- السيادة الوطنية محدداتها وطبيعتها بين الأمس واليوم؟
- حياة الإنسان لا تساوي ورقة في سجل!؟ -وحقوقه مجرد قرار إداري ...
- دولة القانون المؤمَّلة قرار شعبي؟
- حول الجنسية العراقية والقنابل المستقبلية الموقوتة!
- حول برامج الأحزاب الوطنية ومصداقية التفاعل فيما بينها والتوج ...
- حق تقرير المصير للشعب الكردي؟
- بصدد المؤسسة الإعلامية العراقية الجديدة
- الطبقة العاملة العراقية ومسؤوليتها في بناء الاستقرار والتقدم ...
- عواقب إهمال جريمة الأنفال
- تحالف العراق الآن.. تحالف الديموقراطية والسلام
- سيادة القانون على الجميع وذرائعية التعامل مع أصحاب السوابق
- الوجود الأمريكي في العراق بين المصالح الوطنية وأدعياء -المقا ...
- في ذكرى جرائم الطغاة عمليات الأنفال وصفحاتها السود في جبين ا ...
- بين الأمس واليوم: صفحات مجيدة من تاريخ اتحاد الطلبة العام في ...
- مربد الحرية وعطاء الديموقراطية والسلام
- حكاية إصلاح النظام العربي و القمة العربية؟
- المرجعيات الدينية المزيفة ومخاطر وأد الديموقراطية؟


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تيسير عبدالجبار الآلوسي - من أجل تنشيط دور الثقافي في السلطة الوطنية الجديدة