أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فاطمة الفلاحي - العشق في فكر يكتنزه الورق – قرأت لهم















المزيد.....



العشق في فكر يكتنزه الورق – قرأت لهم


فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 2810 - 2009 / 10 / 25 - 12:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مفهوم العشق

إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى، ... فأنت وعير في الفلاة سواء!
البرق يؤرقه، ورسوم الديار تحرقه، والعذل يؤلمه، والتذكر يسقمه، والبعد والقرب يهيجه، والليل يضاعف بلاءه، والرقاد يهرب منه. ولقد تداويت بالقرب والبعد فلم ينجع فيه دواء، ولا عز بي عزاء.النويري

وقال الشاعر:
وقد زعموا أن المحب إذا دنا ... يمل، وأن النأي يشفي من الوجد!
بكل تداوينا، فلم يشف ما بنا! ... على أن قرب الدار خير من البعد!
اذن ذنوب العشاق ذنوب اضطرار لا اختيار، وما كان كذلك لم يستحق عقوبة.



# وانا اقول هو الوله والتدله وانا مع ذو الرياستين فيما قاله عن العشق



# وفي (لسان العرب)

العِشْقُ:
فرط الحب، وقيل: هو عُجْب المحب بالمحبوب يكون في عَفاف الحُبّ ودَعارته؛ عَشِقَه يَعْشَقُه عِشْقاً وعَشَقاً وتَعَشَّقَهُ، وقيل: التَّعَشُّقُ، تكلّف العِشْقِ، وقيل: العِشْقُ الاسم والعَشَقُ المصدر، قال رؤبة: ولم يُضِعْها بينَ فِرْكِ وعَشَقْ ورجل عاشِقٌ من قوم عُشَّاقٍ، وعِشِّيقٌ مثال فِسِّيقٍ: كثير العِشْقِ.
وامرأَة عاشِقٌ، بغير هاء، وعاشِقةٌ.
والعَشَقُ والعَسَقُ، بالشين والسين المهملة: اللزوم للشيء لا يفارقه، ولذلك قيل للكَلِف عاشِق للزومه هواه والمَعْشَقُ: العِشْقُ؛ قال الأَعشى: وما بيَ منْ سُقْمٍ وما بيَ مَعْشَق وسئل أَبو العباس أَحمد بن يحيى عن الحُبِّ والعِشْقِ: أَيّهما أَحمد؟ فقال: الحُب لأن العِشْقَ فيه إِفراط، وسمي العاشِقُ عاشِقاً لأَنه يَذْبُلُ من شدة الهوى كما تَذْبُل العَشَقَةُ إِذا قطعت، والعَشَقَةُ: شجرة تَخْضَرُّ ثم تَدِقُّ وتَصْفَرُّ؛ عن الزجاج، وزعم أَن اشتقاق العاشق منه؛ وقال كراع: هي عند المُوَلَّدين اللَّبْلابُ، وجمعها العَشَقُ، والعَشَقُ الأَراك أَيضاً. ابن الأَعرابي: العُشُقُ المُصْلحون غُرُوس الرياحين ومُسَوُّوها، قال: والعُشُقُ من الإِبل الذي يلزم طَرُوقَتَه ولا يَحنّ إِلى غيرها. أَبو عمرو: يقال للناقة إِذا اشتدت ضَبَعَتُها قد هَدِمَتْ وهَوِسَتْ وبَلَمَتْ وتَهالَكَتْ وعَشِقَتْ وأَبْلَسَتْ، فهي مِبْلاسٌ، وأَرَبَّتْ مثله.


* * *

# ماالعشق الذي اسكن نصر بن الحجاج الفيافي والاودية ؟

جاء في كتاب تلقيح الفهوم لابن الجوزي ، عن محمد بن عثمان السلمي عن أبيه عن جده قال : بينما عمر بن الخطاب رضي الله عنه يطوف ذات ليلة في سكك المدينة إذ سمع امرأة تقول :

هل من سبيل إلى خمر فأشربها .. .. أومن سبيل إلى نصر بن حجاجِ
إلى فتى طيب الأعراق مقتبل .. .. سهل المحيا كريم غير ملجاجِ
نمته أعراق صدق حين تنسبه .. .. وذي نجدات عن المكروه فرَّاجِ
سامي النواظر من فهر له كرم.. .. تضيء سنته في الحالك الدّاجِ

فقال عمر رضي الله عنه , لا أرى معي بالمدينة رجلا تهتف به الهواتف في خدورهن , عليّ ب ( نصر بن حجاج ) , فلما جيء به فإذا هو من أحسن الناس وجها وأحسنهم شعرا , فقال عمر رضي الله عنه : عزيمة من أمير المؤمنين لتأخذن من شعرك . فأخذ من شعره , فخرج وله وجنتان كأنهما شقتا قمر , فقال له اعتم (اي إلبس عمامة) فافتتن الناس بعينيه , فقال عمر والله لا تساكنني في بلدة أنا فيها . قال يا أمير المؤمنين ما ذنبي ؟ قال هو ما أقول لك . ثم سيره إلى البصرة , وخشيت المرأة وهي الفارعة أم الحجاج بن يوسف الثقفي أن يبدو من عمر إليها شيء فدست المرأة إليه أبياتا وهي :
قل للإمام الذي تخشى بوادره.. .. مالي وللخمر أو نصر بن حجاج
لا تجعل الظن حقا أن تبينه.. .. إن السبيل سبيل الخائف الراجي
إن الهوى زم بالتقوى فحبسه .. .. حتى يقر بإلجام وإسراج
قال فبكى عمر رضي الله عنه وقال الحمد لله الذي زم الهوى بالتقوى .
فأخذ نصر بن حجاج يتهيأ للرحيل وتغنى بأبيات قال فيها :

ظن ابن خطاب عليَّ بجمة .. .. إذا رجلت تهُزُ هزَ السلاسلِ
فصلَّع رأساً لم يصلعه ربه .. .. يرفُ رفيفاً بعد أسود جائلِ
لقد حسد الفرعان أصلع لم يكن .. .. إذا ما مشى بالفرع بالمتخايلِ
ثم أرسل الوسطاء إلى عمر حتى يبقيه في المدينة ولكن عمر رفض رفضاً قاطعاً

قال وطال مكث نصر بن حجاج بالبصرة فخرجت أمه يوما بين الأذان والإقامة متعرضة لعمر , فإذا عمر قد خرج في إزار ورداء وبيده الدرة , فقالت يا أمير المؤمنين والله لأقفن أنا وأنت بين يدي الله عز وجل وليحاسبنك , أيبيتن عبد الله وعاصم إلى جنبك وبيني وبين ابني الفيافي والأودية ؟ فقال لها إن ابناي لم تهتف بهما الهواتف في خدورهن . ثم أرسل عمر رضي الله عنه بريدا إلى البصرة وعامله فيها عتبة بن غزوان فأقام أياما ثم نادى عتبة من أراد أن يكتب إلى أمير المؤمنين فليكتب فإن البريد خارج , فكتب نصر بن حجاج بسم الله الرحمن الرحيم , سلام عليك , أما بعد يا أمير المؤمنين :

لعمري لئن سيرتني أو حرمتني .. .. وما نلت من عرضي عليك حرام
فأصبحت منفيا على غير ريبة .. .. وقد كان لي بالمكتين مقام
أأن غنت الذلفاء يوما بمنية .. .. وبعض أماني النساء غرام
ظننت بي الظن الذي ليس بعده.. .. بقاء ومالي جرمة فألام
فيمنعني مما تقول تكرمي .. .. وآباء صدق سابقون كرام
ويمنعها مما تقول صلاتها .. .. وحال لها في قومها وصيام
فهاتان حالانا فهل أنت راجعي .. .. فقد جب مني كاهل وسنام

فلما قرأ عمر الكتاب قال : أما ولي السلطان فلا , فأقطعه دارا بالبصرة ودارا في سوقها . فلما مات عمر ركب ناقته وتوجه نحو المدينة قلت : ورأيت في بعض الكتب أن سيدنا عمر رضي الله عنه لما أخرج نصر بن حجاج قال له أتمنى قتل نفسي , فقال له عمر رضي الله عنه كيف ؟ قال قال الله تعالى { ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه } فقرن هذا بهذا , فقال له عمر رضي الله عنه ما أبعدت ولكن أقول كما قال الله تعالى { إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت } وقد أضعفت [ ص: 206 ] لك العطاء ليكون ذلك عوضا لك عن خروجك من بلدك .
وزاد في الأبيات التي كتبها نصر :

وما نلت ذنبا غير ظن ظننته .. .. وفي بعض تصديق الظنون آثام
أأن غنت الحوراء ليلا بمنية البيت
وزاد في أبيات الفارعة بنت همام :

ما منية إرب فيها بضائرة .. .. والناس من هالك فيها ومن ناجي
فضرب بها المثل فقيل أصبى من المتمنية وهي الفارعة , وقيل اسمها الفريعة والله أعلم .



# وماقاله د.عمّار علي حسن
في فرسان العشق الإلهي
الصوفيّة... ذلك المجهول

تفيض هذه السطور بعشق لا يدانيه عشق، كبير وعريض على اتساع الكون، عميق وراسخ كالجبال الرواسي، لا يخبو نوره، ولا ينتهي عطاؤه، ولا تنضب مواجيده وأذواقه، ولا تتراخى مقاماته وأحواله. إنه العشق الذي ذاقه كبار العابدين والزاهدين، وهبت نسماته على كل من اقترب منهم، وحاول أن يتشبه بهم، وأبقى وراء ظهره منافع الدنيا الزائلة، وأطلق روحه لتبحث عن الحب العظيم، الذي لا يتهادى إلا لأصحاب القلوب الرقيقة، والنفوس الطيبة، والعقول المتوقدة، والبصائر النيرة.



# العشق مع الرافعي

إن سر حيرة العاشق حين تفتنه من يهواها يكون في اتصال المحبوبة بموضع السر من روحه، وربما خفيت المناسبة بين المحبين، لوجود شخصين متحابين لا مشاركة بينهما في وصف جمال ولا إحسان، ولكن في أمر خفي، وكذلك المناسبة بين الألحان الموسيقية وبين النفوس ((ذات ارتياض السمع، فيؤثر فيها عشقاً ونفرة، بحيث تحار الأذهان في علته)) ، وهذا الحب إن تمكن من العاشق يستلذ عندها هذه الحال، ولا يمر المحب إلا في روح وريحان على طريق لذة النفس التي لا تنتهي، ويغدو المحب كأنه في تلك ((اللذات الروحية طفل لا يكبر ما دام في عمر الحب)).‏
إن الرافعي فيما سبق، لا يتكلم على لذة الحب بمعناها المادي (العَرَض)، وإنما بمعناها الروحي (الجَوْهر). ويمكن أن نطلق عليها تسمية السعادة، لأن اللذة من متطلبات الجسد (العَرَض)، على حين أن السعادة من متطلبات الروح (الجَوْهر)، واللذة فانية، بينما السعادة باقية لأنها إلهية
وتفريق الرافعي بين روح الشهوة ( العشق ) وروح العبادة ( الحب ) ، دليل على تأثره بالتصوف، فيقرر أن محبة الشهوة لا ترقى إلى درجة الحب.

وأما العلة في كون النفس تولع بصورة حسنة، فهذا إنما هو من جهة الشهوة، وليس من جهة الحب، لأن النفس إذا ظفرت بما يشاكلها ويماثلها لم تبال بصورته، ولم تهتم بعرَضه، فالحب لا يتصل بالجسد ولا يحفل بلذاته بل يتصل بالروح، فمحبة الشهوة لا ترقى إلى درجة الحب.‏


* * *
# هل تستطيع رسم العشق، تصفه ؟

ترسم مدهُ وجزر بحره المتلاطم.. ماذا يقولون عنه الناس ، مارسمته بالنسبة للعشاق وماصفته عند الشعراء ؟
قول الشاعر:
يقول أناس لو نعت لنا الهوى والله ما أدري لهم كيف أنعت
فليس لشيء منه حد أحده وليس لشيء منه وقت مؤقت

* وصفه فيثاغورس :

العشق .. طمع يتولد في القلب ويتحرك وينمو ثم يتربى وتجتمع إليه مواد من الحرص وكلما قوي زاد صاحبه في الاهتياج واللجاج والتمادي في الطمع والفكر والأماني والحرص على الطلب حتى يؤديه ذلك إلى الغم المقلق ويكون احتراق الدم عند ذلك باستحالة السوداء أو التهاب الصفراء وانقلابها إليها ومن طبع السوداء إفساد الفكر يكون زوال العقل ورجاء ما لا يكون وتمنى ما لا يتم حتى يؤدي ذلك إلى الجنون فحينئذ ربما قتل العاشق نفسه وربما مات غماً وربما نظر إلى معشوقه فمات فرحاً وربما شهق شهقة فتختنق روحه فيبقى أربعاً وعشرين ساعة فيظنون أنه مات فيدفنونه وهو حي وربما تنفس الصعداء فتختنق نفسه في تامور قلبه وينضم عليها القلب ولا ينفرج حتى يموت وتراه إذا أذكر من يهواه هرب دمه واستحال لونه قال الإمام ابن الإمام محمد بن داود الظاهري وتكرار وإذا كان ذلك كذلك فإن زوال المكروه عمن هذه حالته لا سبيل إليه بتدبير الأدوية ولا شفاء له في نسخة وقال فزاري إلا بلطف رب العالمين وذلك إن المكروه العارض من سبب واحد قائم بنفسه يتهيأ التلطف فيه بزوال سببه فأما إذا وقع السببان وكان كل واحد منهما سبباً فإذا كانت الصوداء سبباً لاتصال الفكر وكان اتصال الفكر سبباً لاحتراق الدم والصفراء وقلبهما إلى تقوية السوداء فهذا هو الداء العضال الذي يعجز عن معالجته الأطباء .



* وصفه افلاطون :
العشق .. قوة غريزية متولدة من وسواس الطامع وأشباح التخيل نام بإيصال الهيكل الطبيعي محدث للشجاع جنباً وللجبان شجاعة يكسو كل إنسان عكس طباعه حتى يبلغ به المرض النفساني والجنون الشوقي فيؤديانه إلى الداء العضال الذي لا دواء له.


* وصقه ارسطاطاليس : العشق .. عمى العاشق عن عيوب المعشوق
كقول الشاعر:
فلست براء عيب ذي الود كلّه ولا بعض ما فيه إذا كنت راضياً
وعين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا


* وقول لآخر:
وعين السخط تبصر كل عيب وعين أخي الرضا عن ذاك عميا


* وصفه أبو علي بن سينا :
العشق .. مرض وسواسي شبيه بالماليخوليا يجلبه المرء إلى نفسه بتسليط فكرته على استحسان بعض الصور والتماثيل وقد يكون معه شهوة جماع وقد لا يكون


* وصفه بعض الأدباء الظرفاء :
العشق .. عبارة عن طلب ذلك الفعل المخصوص من شخص مخصوص وهذا ظريف


* ووصفه الجنيد:
العشق ... ألفة رحمانية وإلهام شوقي أوجبها كرم الله تعالى على كل ذي روح لتحصل به اللذة العظمى التي لا يقدر على مثلها إلا بتلك الألفة وهي موجودة في الأنفس بقدر مراتبها عند أربابها فما أحد إلا عاشق لأمر يستدل به على قدر طبقته من الخلق ولأجل ذلك كان أشرف المراتب في الدنيا مراتب الذين زهدوا فيها مع كونها معاينة ومالوا إلى الآخر مع كونها مخبراً لهم عنها بصورة اللفظ

* ووصفته إعرابية :
العشق .. جل الله عن أن يرى وخفى عن أبصار الورى فهو في الصدور كامن ككمون النار في الحجر إن قدحته أورى وإن تركته توارى

* ووصفوه اخرون :
العشق .. جنون والجنون فنون والعشق فن من فنونه


* ووصفه قيس :
قالوا جننت بمن تهوى فقلت لهم العشق أعظم مما بالمجانين
العشق لا يستفيق الدهر صاحبه وإنما يصرع المجنون في الحين
إني جننت فهاتوا من جننت به إن كان ينفي جنوني لا تلوموني


* ووصفه أبي زهير المدايني :
العشق .. الجنون والذل وهو داء أهل الظرف

* ووصفه أبي وائل الأوضاحي:
العشق .. إن لم يكن طرفاً من الجنون فهو عصارة من السحر

* وصفته اعرابية اخرى :
العشق .. هو تحريك الساكن وتسكين المتحرك


* وصفه اعرابي :
العشق .. هو أظهر من أن يخفى، وأخفى من أن يرى، كامن ككمون النار في الحجر، إن قدحته أورى، وإن تركته توارى.


* وصفه ابن عقيل:
العشق .. مرض يعتري النفوس العاطلة، والقلوب الفارغة المتلمحة للصور لدواع من النفس، ويساعدها إدمان المخالطة، فيتأكد الإلف ويتمكن الأنس، فيصير بالإدمان شغفا. وما عشق قط إلا فارغ. فهو من علل البطالين وأمراض الفارغين من النظر في دلائل العبر
ثم قال: والعشق بين الضرر في الدين والدنيا. أما في الدين فإنه يشغل القلب عن الفكر فيما له خلق: من معرفة الله تعالى، والخوف منه، والقرب إليه. ثم ينفذ ما ينال من موافقة غرضه المحرم الذي يكون فيه خسران أخرته. ويعرضه لعقوبة خالقه. فكلما قرب من هواه، بعد من مولاه. ولا يكاد العشق يقع في الحلال المقدور عليه فإن وقع، فيا سرعان زواله



* * *
• حكي عن الفضل بن يعقوب: قال لما اجتمع ثمامة بن أشرس، ويحيى بن أكثم عند المأمون، قال ليحيى: خبرني عن العشق ما هو؟
فقال: يا أمير المؤمنين، سوانح تسنح للعاشق يؤثرها، ويهيم بها تسمى عشقا!
فقال له ثمامة: يا يحيى، أنت بمسائل الفقه أبصر منك بهذا، ونحن بهذا أحذق منك!
فقال المأمون: فهات ما عندك!
فقال: يا أمير المؤمنين، إذا امتزجت خواطر النفوس بوصل المشاكلة نتجت لمح نور ساطع تستضيء به نواظر العقول، ويتصور من ذلك اللمح نور خاص بالنفوس متصل بجواهرها يسمى عشقا!
فقال له المأمون: صدقت، هذا وأبيك الجواب!
• وحكي عن الأصمعي، قال: دخلت على هارون الرشيد،
فقال: يا أصمعي، إني أرقت ليلتي هذه،
فقلت: مم؟ أنام الله عين أمير المؤمنين،
قال: فكرت في العشق مم هو، فلم أقف عليه، فصفه لي حتى أخاله جسما مجسما!
قال الأصمعي: لا والله ما كان عندي قبل ذلك فيه شيء فأطرقت مليا، ثم قلت: نعم يا سيدي، إذا تقاربت الأخلاق المشاكلة وتمازجت الأرواح المشابهة، لمح نور ساطع يستضيء به العقل، وتهتز لإشراقه طباع الحياة، ويتصور من ذلك النور خلق خاص بالنفس متصل بجوهريتها يسمى العشق
! فقال: أحسنت والله! يا غلام، أعطه وأعطه وأعطه! فأعطيت ثلاثين ألف درهم.



# هل للعشق مراتب من اين يبدأ وما هي نهايته ؟

• قالوا: أول ما يتجدد الاستحسان للشخص تحدث إرادة القرب منه، ثم المودة، وهو أن يود لو ملكه، ثم يقوى الود فيصير محبة، ثم يصير هوى فيهوي بصاحبه في محاب المحبوب من غير تمالك، ثم يصير عشقا، ثم يصير تتيما والتتيم حالة يصير بها المعشوق مالكا للعاشق لا يوجد في قلبه سواه، ثم يزيد التتيم فيصير ولها والوله الخروج عن حد الترتيب، والتعطيل عن أحواله التمييز.

• وقال بعضهم: أول مراتب العشق الميل إلى المحبوب، ثم العلاقة، ثم الحب، ثم يستحكم الهوى فيصير مودة تزيد بالمؤانسة، وتدرس بالجفاء والأذى، ثم الخلة، ثم الصبابة وهي رقة الشوق تولدها الألفة، ويبعثها الإشفاق، ويهيجها الذكر، ثم يصير عشقا. وهو على أضرب. فمبدؤه يصفي الذهن، ويهذب العقل.
• قال أبو عبيد القاسم بن سلام: العلاقة الحب اللازم للقلب؛ والجوى الهوى الباطن؛ واللوعة حرقة الهوى؛ واللاعج الهوى المحرق؛ والشغف أن يبلغ الحب شغاف القلب وهو جلد دونه؛ والتتيم أن يستعبده الهوى؛ والتبل أن يسقمه الهوى، يقال: رجل متبول؛ والتدليه، ذهاب العقل من الهوى، يقال: رجل مدله؛ والهيوم أن يذهب على وجهه؛ والشغف إحراق القلب مع لذة يجدها وهو شبيه باللوعة.

وقال أبو عبد الله بن عرفة: الإرادة قبل المحبة، ثم المحبة، ثم الهوى، ثم العشق.
• وقال ابن دريد: الصبابة رقة الهوى. واشتقاق الحب من أحب البعير، إذا برك من الإعياء

• وقال بعض الحكماء: أول الحب العلاقة وهو شيء يحدثه النظر أو السمع فيخطر للبال، ويعرض للفكر، ويرتاح له القلب، ثم ينمى بالطمع، واللجاج، وإدمان الذكر، ثم يقوى فيصير حبا، ثم يصير هوى، ثم يصير خلة، ثم عشقا، ثم ولها، فيسمى صاحبه مدلها، ومستهاما، وهائما، وحيران، ثم يصير متيما، وهو أرفع منازل الحب، لأن التتيم التعبد؛ والوجد ألم الحب، والهيمان الذهاب في طلب غرض لا غاية له؛ والكلف والشغف اللهج بطلب الغرض.

• كما قال ذو الرياستين لأصحابه: اعشقوا، ولا تعشقوا حراما! فإن عشق الحرام يطلق اللسان ويرفع التبلد ويطلق كف البخيل ويبعث على النظافة ويدعو إلى الذكاء، فإذا زاد؛ مرض الجسد، فإذا زاد؛ أخرج العقل وأزال الرأى فاستهلك، ثم يترقى فيصير ولها، ويسمى ذو الوله مدلها، ومستهاما، ومستهترا، وحيران؛ ثم بعدها التتيم فيدعى متيما، والتتيم نهاية الهوى، وآخر العشق؛ ومن التتيم يكون الداء الدوي، والجنون الشاغل.




# ما الفرق بين المحبة والعشق ؟

• قالوا: المحبة جنس، والعشق نوع. فإن الرجل يحب أباه وأمه، ولا يبعثه ذلك على تلف نفسه، بخلاف العاشق.
وقد حكي أن بعض العشاق نظر إلى جارية كان يهواها، فارتعدت فرائصه وغشي عليه، فقيل لبعض الحكماء: ما الذي أصابه؟
فقال: نظر من يحبه، فانفرج قلبه، فتحرك الجسم لانفراج القلب!
فقيل له: فنحن نحب أهالينا ولا يصيبنا ذلك فقال: تلك محبة العقل، وهذه محبة الروح!

* وقالوا: كل عشق يسمى حبا، وليس كل حب يسمى عشقا. لأن العشق اسم لما فضل عن المحبة، كما أن السرف اسم لما جاوز الجود، والبخل اسم لما نقص عن الاقتصاد، والجبن اسم لما فضل عن شدة الاحتراس، والهوج اسم لما فضل عن الشجاعة.

* قال الشاعر:
ثلاثة أحباب: فحب علاقة، ... وحب تملاق، وحب هو القتل!



# هل للعشق سبب .. هل العين مسؤولة عن جنون العقل ، هل الاذن مسؤولة عن العشق ، هل الاشكال والطباع لها سبب ؟

• قالوا: سبب العشق مصادفة النفس ما يلائم طبعها فتستحسنه وتميل إليه. وأكثر أسباب المصادفة النظر.
ولا يكون ذلك باللمح، بل بالتثبت في النظر ومعاودته بالنظر، فإذا غاب المحبوب عن العين طلبته النفس، ورامت التقرب منه، وتمنت الاستمتاع به. فيصير فكرها فيه، وتصويرها إياه في الغيبة حاضرا، وشغلها كله به، فيتجدد من ذلك أمراض لانصراف الفكر إلى ذلك المعنى

• وقال ذو النون: اللحظات تورث الحسرات: أولها أسف، وآخرها تلف. فمن تابع طرفه، تابع حتفه.

• وقال حكيم: أول العشق النظر، وأول الحريق الشرر.

* * *

وقال أبو الفرج بن الجوزي: البصر صاحب خبر القلب. ينقل إليه أخبار المبصرات، وينقش فيه صورها، فيجول الفكر فيها فيشغله ذلك عن الفكر فيما ينفعه من أمر الآخرة. فاحذر من شر النظر! فكم أهلك من عابد، وفسخ عزم زاهد! وهو سبب الآفات، إلا أن علاجه في بدايته قريب. فإذا كرر تمكن الشر فصعب علاجه. فإن النظرة إذا أثرت في القلب، فإن أعجل الحازم بغضها وحسم المادة من أولها سهل علاجه، وإن كرر النظر نقب عن محاسن الصورة ونقلها إلى قلب متفرغ ونقشها فيه. فكلما تواصلت النظرات كانت كالمياه تسقى بها الشجرة، فلا تزال تنمو فيفسد القلب، ويعرض عن الفكر فيما أمر به، ويخرج بصاحبه إلى المحن، ويوجب ارتكاب المحظورات، ويلقى في التلف.

• وقال أبو عبد الله المارستاني:
رماني بها طرفي فلم يخط مقتلي، ... وما كل من يرمى تصاب مقاتله!
إذا مت، فابكوني قتيلا لطرفه ... قتيل عدو حاضر ما يزايله!

• وقال ابن المعتز:
متيم يرعى نجوم الدجى ... يبكي عليه رحمة عاذله!
عيني أشاطت بدمي في الهوى، ... فابكوا قتيلا بعضه قاتله!
وما أدري، إذا ما جن ليل، ... أشوقا في فؤادي أم حريقا؟
ألا يا مقلتي، دهيتماني ... بلحظكما فذوقا! ثم ذوقا!

• وقال المتنبي:
وأناالذي اجتلب المنية طرفه ... فمن المطالب؟ والقتيل القاتل!

• وقال أبو عبد الله بن الحجاج:
يا من رأى سقمي يزي ... د وعلتي تعيي طبيبي.
لا تعجبن فهكذا ... تجني العيون على القلوب!

• وقال عبد المحسن بن غالب الصوري:
ما نظرة إلا لها سكرة ... كأنما طرفك خمار.
هذا هوى يصدر عنه جوى ... يتلوه لوعات وأفكار.
وهذه أفعالها، هذه! ... ما بعد رأى العين إخبار.
ولم يكن أول من غرني! ... كل غرير الطرف غرار!

• وقال أبو شجاع الوزير:
لأعذبن العين غير مفكر ... فيها، جرت بالدمع أم فاضت دما!
ولأهجرن من الرقاد لذيذه ... حتى يصير على الجفون محرما!
سفكت دمي، فلأسفكن دموعها ... وهي التي بدأت فكانت أظلما!
هي أوقعتني في حبائل فتنة: ... لو لم تكن نظرات، لكنت مسلما!

• وقال آخر عفا الله عنه:
يا عين أنت قتلتني، ... وجعلت ذنبك من ذنوبي!
وأراك تهوين الدمو ... ع كأنها وفق الحبيب.
تالله، أحلف صادقا ... والصدق من شيم الأريب!
لو ميزت نوب الزما ... ن من البعيد إلى القريب،
ما كن إلا دون ما ... جنت العيون على القلوب!

• وقال آخر، وأجاد:
أنا ما بين عدوي ... ن هما: قلبي وطرفي.
ينظر الطرف ويهوى ال ... قلب، والمقصود حتفي.

• وقال ابن الحريري:
فتصبر، ولا تشم كل برق! ... رب برق فيه صواعق حين!
واغضض الطرف، تسترح من غرام ... تكتسي فيه ثوب ذل وشين.
فقياد الفتى موافقة النف ... س، وبدء الهوى طموح العين.


* *

# والأذن لها سبب.

قالوا: ومن أسباب العشق، سماع الغناء، وإنشاد الغزل. فإن ذلك يصور في النفس نقوش صور فتخمر خميرة صورة موصوفة، ثم تصادف نظرا مستحسنا، فتتعلق النفس بما كانت تطلبه حالة الوصف.

* *

# والشكل له سبب

لا يقع العشق إلا لمجانس وذكر بعض الحكماء أنه لا يقع العشق إلا لمجانس ، وأنه يضعف ويقوى على قدر التشاكل. واستدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم! " الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف " . قال: وقد كانت الأرواح موجودة قبل الأجسام، فمال الجنس إلى الجنس. فلما افترقت في الأجساد، بقي في كل نفس حب ما كان مقارنا لها. فإذا شاهدت النفس من نفس نوع موافقة، مالت إليها ظانة أنها هي التي كانت قرينتها. فإن كان التشاكل في المعاني كانت صداقة ومودة، وإن كان في معنى يتعلق بالصورة، كان عشقا. وإنما يوجد الملل والإعراض من بعض الناس لأن التجربة أبانت ارتفاع المجانسة والمناسبة.
وأنشدوا على ذلك:
وقائل: كيف تهاجرتما؟ ... فقلت قولا فيه إنصاف:
لم يك من شكلي ففارقته، ... والناس أشكال والاف.


* *
# والطباع لها سبب

• قال أبو الفرج بن الجوزي: فإن قيل إذا كان سبب العشق نوع موافقة بين شخصين في الطباع، فكيف يحب أحدهما صاحبه والآخر لا يحبه؟ فالجواب أنه يتفق في طبع المعشوق ما يوافق طبع العاشق، ولا يتفق في طبع العاشق ما يلائم طبع المعشوق. فإذا كان سبب العشق اتفاقا في الطباع بطل قول من قال: إن العشق لا يكون إلا للأشياء المستحسنة. إنما يكون العشق لنوع مناسبة وملاءمة، ثم قد يكون الشيء حسنا عند شخص غير حسن عند آخر. وحكي على ذلك حكاية رفعها بالسند إلى علي بن الحسين القرشي، عن رجل من أهل المدينة كان أديبا ظريفا طلابا للأدب والملح، قال: كنت يوما في مجلس رجل من قريش ومعنا قينة ظريفة حسنة الصورة، ومعنا فتى من أقبح ما رأته العين، والقينة مقبلة عليه بحديثها وغنائها. فبينما نحن كذلك إذ دخل علينا فتى من أحسن الناس وجها، وأثراهم ثوبا، وأطيبهم ريحا، فأقبل علي صاحب البيت، فقال: إن في أمر هذين لعجبا! قلت: وما ذاك؟ قال: هذه الجارية تحب هذا (يعني القبيح الوجه) وليس لها في قلبه محبة، وهذا الحسن الوجه يحبها، وليس له في قلبها محبة. فبينما نحن على شرابنا إذ سر الفتى الحسن الوجه فتغنى وقال:
بيد الذي شغف الفؤاد بهم ... فرج الذي ألقى من السقم!
فاستيقني أن قد كلفت بكم ... ثم افعلي ما شئت عن علم!
فأقبلت عليه، وقالت: قد علمنا ذاك، فمه! ثم تركته، وأقبلت على القبيح الوجه، فلبثنا ساعة، ثم تغنى الفتى أيضا:
ألا ليتني أعمى أصم تقودني ... بثينة لا يخفى علي كلامها!
فقالت: اللهم أعط عبدك ما سأل! فغاظتني، فقلت لها: يا فاجرة تختارين هذا، وهو أقبح من ذنوب المصرين، على هذا الذي هو أحسن من توبة التائبين، فقالت لي: ليس الهوى بالاختيار! ثم أنشأت تغني وتقول:
فلا تلم المحب على هواه ... فكل متيم كلف عميد
يظن حبيبه حسنا جميلا، ... وإن كان الحبيب من القرود!
فقلت: أجل! إنه لكما قلت، وليس في هذا حيلة، وذكرت قول عمر بن أبي ربيعة:
فتضاحكن، وقد قلن لنا: ... حسن في كل عين ما تود!


* *

# هل العشق ممدوح أو مذموم.؟

• فقال قوم: هو ممدوح، لأنه لا يكون إلا من لطافة الطبع، ولا يقع عند جامد الطبع. ومن لم يجد منه شيئا فذلك من غلظ الطبيعة. فهو يجلو العقول، ويصفي الأذهان، ما لم يفرط. فإن أفرط عاد سما قاتلا.

• وقال آخرون: هو مذموم، لأنه يستأسر العاشق ويجعله في مقام المستعبد. قال: قلت: وفصل الحكم في هذا الفصل أن نقول: أما المحبة والود والميل إلى الأشياء المستحسنة والملائمة فلا يذم، وأما العشق الذي يزيد على حد الميل والمحبة فيملك العقل ويصرف صاحبه على غير مقتضى الحكمة فذلك مذموم. ويتحاشى من مثله الحكماء.

• وقال محمد بن أبي أمية:
فو الله، ما أدري أمن لوعة الهوى ... صبرت على التقصير أم ليس لي قلب؟
أقبح أمرا، والفؤاد يوده، ... أجن فؤادي في الهوى؟ بل هو الحب.

• وقال أبو عبادة البحتري:
قال بطلا وأفال الراي من ... لم يقل إن المنايا في الحدق!
إن تكن محتسبا من قد ثوى ... بحمام، فاحتسب من قد عشق!

• وقال أبو تمام:
أما الهوى فهو العذاب، فإن جرت ... فيه النوى فالتيم كل التيم.

• وقال ابن أبي حصينة:
والعشق يجتذب النفوس إلى الردى ... بالطبع، واحسدا لمن لم يعشق!
طرق الخيال فهاج لي بطروقه ... ولها، فليت خيالها لم يطرق!

• وقال صالح بن عبد القدوس:
عاص الهوى إن الهوى مركب ... يصعب بعد اللين منه الذلول!
إن يجلب اليوم الهوى لذة ... ففي غد منه البكا والعويل.

• وقال عبد المحسن بن غالب الصوري:
وكان ابتداء الذي بي مجونا، ... فلما تمكن أمسى حنونا.
وكنت أظن الهوى هينا ... فلاقيت منه عذابا مهينا.

• وقال أبو بكر بن محمد بن عمر العنبري:
يا صاح، إني مذ عرفت الهوى ... غرقت في بحر بلا ساحل!
عيني لحيني نظرت نظرة ... رحت بها في شغل شاغل.
علقته في البيت من فارس؛ ... لكنه في السحر من بابل.
يظلمني، والعدل من شأنه! ... ما أوجع الظلم من العادل!

• وقال آخر:
من سره أن يرى المنايا ... بعينه منظرا صراحا.
فليحس كأسا من التجني ... وليعشق الأوجه الملاحا!
يا أعينا أرسلت مراضا ... فاختلست أعينا صحاحا!

• وقال آخر:
ما أقتل الحب! والإنسان يجهله ... وكل ما لم يذقه فهو مجهول.
راح الرماة إلى بعض المها، فإذا ... بعض الرماة ببعض الصيد مقتول!


* *

# هل للعشق آفة مانوعها ؟

هل هو المرض ، الضنا ، الجنون ، المخاطرات بالنفوس ، إلقائها في الهلاك؟
• عن محمد بن قيس العبدي، قال:
إني لبمزدلفة بين النائم واليقظان إذ سمعت بكاء حرقا وغناء عاليا. فاتبعت الصوت فإذا أنا بجارية كأنها الشمس حسنا ومعها عجوز. فلطئت بالأرض لأمتع عيني بحسنها، فسمعتها تقول:
دعوتك يا مولاي سرا وجهرة ... دعاء ضعيف القلب عن محمل الحب!
بليت بقاسي القلب لا يعرف الهوى ... وأقتل خلق الله للهائم الصب!
فإن كنت لم تقض المودة بيننا ... فلا تخل من حب له أبدا قلبي!
رضيت بهذا ما حييت فإن أمت ... فحسبي معادا في المعاد به حسبي!
قال: وجعلت تردد هذه الأبيات وتبكي، فقمت إليها وقلت: بنفسي من أنت؟ مع هذا الوجه وهذا الجمال يمتنع عليك من تريدين؟ قالت: نعم! والله إنه يفعل تصبرا وفي قلبه أكثر مما في قلبي! قلت: فإلى كم البكاء؟ قالت: أبدا! أو يصير الدمع دما وتتلف نفسي غما.
فقلت: إن هذه آخر ليلة من ليالي الحج، فلو سألت الله تعالى التوبة مما أنت فيه، رجوت أن يذهب حبه من قلبك! قالت: يا هذا، عليك بنفسك في طلب رغبتك، فإني قد قدمت رغبتي إلى من ليس يجهل بغيتي! وحولت وجهها عني، وأقبلت على بكائها وشعرها.



* *

# العشق ما قتل ، وكيف يكون.. وما حالاته ؟

• قال عبد الله بن جندب: خرجت فرأيت فسّاقاً فيهن امرأة كأنها منحوتة من فضة فتمثلت بقول قيس بن ذريح:
خذوا بدمي إن مت كل خريدةٍ مريضة جفن العين والطرف فاتر
فقالت المرأة: يا ابن جندب إن قتيلنا لا يودى وأسيرنا لا يفدى. وقال ابن العباس: قتيل الهوى هدر ولا عقل ولا قود.

• وحكي عن جميل بن معمر العذري أن قال: دخلت على عبد الملك بن مراون فقال لي: يا جميل حدثني بعض أحاديث بني عذرة، فإنه بلغني أنهم أصحاب أدب وغزل، فقلت: نعم يا أمير المؤمنين، انتجعوا من حيهم مرة فوجدوا النجعة بموضع نازح فقطنوه. فخرجت أريدهم. فبينما أنا أسير، غلطت الطريق وجن علي الليل، فلاح لي باب فقصدته. فوردت على راع في أصل جبل قد ألجأ غنمه إلى كهف في الجبل، فسلمت عليه، فرد علي السلام، وقال: أحسبك قد ضللت الطريق؟ قلت: قد كان ذلك، فأرشدني! قال: بل انزل حتى تريح ظهرك، وتبيت ليلتك،فإذا أصبحت وقفتك على القصد. فنزلت فرحب بي وأكرمني، وعمد إلى شاة فذبحها، وأجج نارا، وجعل يشوي ويلقي بين يدي، ويحدثني في خلال ذلك. ثم قام إلى كساء فقطع به جانب الخباء ومهد لي جانبا، ونزل جانبا خاليا. فلما كان في الليل سمعته يبكي ويشكو إلى شخص. فأرقت ليلتي. فلما أصبحت، طلبت الإذن فأبى، وقال: الضيافة ثلاث! فأقمت عنده، وسألته عن اسمه ونسبه وحاله، فانتسب لي. فإذا هو من بني عذرة، من أشرافهم. فقلت: يا هذا، وما الذي أحلك هذا الموضع؟ فأخبرني أنه كان يهوى ابنة عم له وتهواه، وأنه خطبها إلى أبيها فأبى أن يزوجه إياها لقلة ذات يده، وأنه زوجها رجلا من بني كلاب فخرج بها عن الحي وأسكنها في موضعه ذلك، وأنه تنكر ورضي أن يكون راعيا لتأتيه ويراها. وجعل يشكو إلي صبابته بها وعشقه لها. فلما أبطأت عن الوقت المعتاد وغلبه الشوق، وثب قائما وأنشأ يقول:
ما بال مية لا تأتي لعادتها! ... أهاجها طرب أم صدها شغل؟
لكن قلبي لا يلهيه غيرهم ... حتى الممات، ولا لي غيرهم أمل!
لو تعلمين الذي بي من فراقكم ... لما اعتللت ولا طابت لك العلل!
روحي فداؤك! قد هيجت لي سقما ... تكاد من حره الأعضاء تنفصل!
لو أن عاديه مني على جبل، ... لزال وانهد من أركانه الجبل!
ثم قال: يا أخا بني عذرة، مكانك حتى أعود إليك! فما أتوهم أن أمر ابنة عمي صحيح! ثم مضى. فما لبث أن أقبل وعلى يده شيء محمول، وقد علا شهيقه ونحيبه، فقال: يا أخا بني عذرة، هذه ابنة عمي، أرادت أن تأتيني فاعترضها الأسد فأكلها! ثم وضعها عن يده، وقال: على رسلك حتى أعود إليك، ومضى فأبطأ حتى يئست من رجوعه. ثم أقبل ورأس الأسد على يده، فألقاها وجعل ينكت على أسنان الأسد ويقول:
ألا أيها الليث المخيل بنفسه! ... هلكت! لقد حرت يداك لنا حرتا!
وغادرتني فردا وقد كنت آلفا ... وصيرت بطن الأرض ثم لنا سجنا!
أقول لدهر خانني بفراقه: ... معاذ إلهي أن أكون له خدنا!
ثم قال: يا أخا بني عذرة، إنك ستراني بين يديك ميتا! فإذا مت فاعمد إلي وابنة عمي، فأدرجنا في كفن واحد، واحفر لنا جدثا واحدا، وادفنا فيه، واكتب على قبري هذين البيتين:
كنا على ظهرها، والعيش في مهل! ... والشمل يجمعنا والدار والوطن

• ففرق الدهر والتصريف ألفتنا ... فصار يجمعنا في بطنها الكفن.
ورد الغنم إلى صاحبها وأعلمه بقصتنا، ثم عمد إلى خناق فطرحه في عنقه، فناشدته الله تعالى أن لا يفعل، فأبى وجعل يخنق نفسه حتى سقط ميتا. فكفنتهما ودفنتهما في قبر واحد، وكتبت البيتين على قبرهما، ورددت الغنم إلى صاحبها، وأعلمته بقصتهما فحزن حزنا شديدا أشفقت منه على نفسه.

* قال علقمة:
للماء والنار في قلبي وفي كبدي ... من قسمة الشوق ساعور وناعور

• قال بشار لأبي العتاهية: أنا والله أستحسن قولك في اعتذارك للدمع:
كم من صديق لي أسا ... رقه البكاء من الحياء!
فإذا تفطن لامني ... فأقول ما بي من بكاء
لكن ذهبت لأرتدي ... فطرفت عيني بالرداء

• فقال أبو العتاهية ما لذت إلا بمعناك حيث تقول

• المخزومي: فإن يك سر قلبك أعجميا ... فإن الدمع نمام فصيح

• وقد استحسن للمتنبي قوله: ونتهم الواشين والدمع منهم

وقوله:
وصاحب الدمع لا تخفى سرائره
وقوله:
ومن سره في جفنه كيف يكتم؟

• أبو عيسى بن الرشيد:
كتمت هواه حتى فاض دمعي ... فصيره حديثا مستفاضا

• أبو الفرج الدمشقي:
إني لأخفي اشتاقي وهو مشتهر ... من أين يخفى ودمعي صاحب الخبر

• بعضهم:
ماء المدامع نار الشوق تحدره ... فهل سمعتم بماء فاض من نار

• ابن الرومي:
لا تعجبا إن دمعا فاض عن حرق ... ماء أفاضته نار من مراجله

• من أبدع ما فيه قول بشار:
وجدت دموع العين تجري غروبها ... أخف على المحزون والصبر أجمل

• قال الرقاشي: نعم معون الكمد البكاء.
• وبكى أعرابي فقيل له في ذلك فقال: أما علمتم أن الدموع خفراء القلوب؟

• الحسين بن وهب:
ابك فما أكثر نفع البكا ... والحب اشفاق وتعليل
فهو إذا أنت تأملته ... حزن على الخدين محلول

• قال ابن عباس: كنت إذا خرجت أمتنع من البكاء حتى سمعت قول ذي الرمة:
لعل انحدار الدمع يعقب راحة ... من الوجد أو يشفي نجي البلابل
فصرت أشتفي من الوجد به.

• الموسوي:
الدمع عون لمن ... ضاقت به الحيل

• قال ديك الجن:
في قلبه نار شوق ليس يخمدها ... بحر أحاط به الدمع مسجور

• محمد بن أبي زرعة:
فبدت تشب بدمعها نار الهوى ... من ذا رأى نارا تشب بماء؟

• سمع أبو السائب قول جرير:
إن الذين غدوا بلبك غادروا ... وشلا بعينك لا يزال معينا
غيضن من عبراتهن وقلن لي: ... ماذا لقيت من الهوى ولقينا؟
فقال: أتدرون ما التبغيض؟قالوا: لا. فأشار بإصبعه إلى جفنه كانه يأخذ الدمع لينضحه.

• محمد بن وهب:
يدل على أنني عاشق ... من الدمع مستشهد ناطق

• ديك الجن:
زعمتم بأني قد سلوت وصالكم ... فلم ذرفت عيني ولم شاب مفرقي؟
وقال:
وقائلة وقد بصرت بدمع ... على الخدين منحدر سكوب
أتكذب في البكاء؟وأنت خلو ... قديما ما جسرت على الذنوب
قميصك والدموع تجول فيه ... وقلبك ليس بالقلب الكئيب
شبيه قميص يوسف حين جادوا ... على لباثه بدم كذوب

• المتنبي:
إذا اشتبكت دموع في خدود ... تبين من بكى ممن تباكى

• أبو الطمحان:
هل الوجد إلا أن قلبي لو دنا ... من الجمر قيد الرمح لاحترق الجمر

• العباس:
يا قابس النار قد أعيت قوادحه ... اقبس إذا شئت من قلبي بمقباس

• الخبزارزي:
بقلبي جمر من هواه فإن أكن ... شكوت فهذا الوجد من ذلك الجمر
وقال:
وحق الهوى إني أحس من الهوى ... على كبدي جمرا وفي أعظمي رضا

• المتنبي:
جربت من حر الهوى ما تنطفي ... نار الغضى وتكل عما تحرق

• المتوكل:
إذا زفرات الحب صعدن في الحشا ... وردن ولم يوجد لهن طريق

• مسلم:
وإذا بعثت إلى الهوى بعث الهوى ... نفسا يكون على الضمير دليلا
يعقوب: قد كتمت الهوى فنم علي التنفس.


* *

# وهل للعشق بقية ؟

• قال بعضهم: رأيت في بني عذرة شيخا فقلت: هل بقي من حبك بقية؟فقال:
كأن قطاة علقت بجناحها ... على كبدي من شدة الخفقان
وأنشد لتوبة وقيل للمجنون:
كأن القلب ليلة قيل يغدى ... بليلى العامرية أو يراح
قطاة غرها شرك فباتت ... تجاذبه وقد علق الجناح

• بشار:
كأن فؤاده كرة تنزى ... حذار البين لو نفع الحذار

• ديك الجن:
كأن قلبي إذا تذكرها ... فريسة بين ساعدي أسد

• أبو الشيص:
كأن بلاد الله في ضيق خاتم ... علي فما تزداد طولا ولا عرضا

• العباس:
كأن جميع الناس عند صدودكم ... تصور في عيني سود العقارب

• عبد الصمد بن المعدل:
مكتئب ذو كبد حرى ... تبكي عليه مقلة عبرى
يرفع يمناه إلى ربه ... يدعو وفوق الكبد اليسرى

• الأعشى:
وبانت وفي الصدر صدع لها ... كصدع الزجاجة لا يلتئم

• الخضري:
وإنك لو نظرت فدتك نفسي ... إلى كبدي وجدت بها صدوعا

• الخبزارزي:
فلو كان لي قلبين عشت بواحد ... وأفردت قلبا في هواك يعذب
ولي ألف وجه قد عرفت مكانه ... ولكن بلا قلب إلى أين أذهب؟

• خالد الكاتب:
كان لي قلب أعيش به ... فاصطلى بالحب فاحترقا

• بعضهم:
يوم ارتحلت برحلي قبل برذعتي ... والعقل متله والقلب مشغول
ثم انصرفت إلى نضوي لبعثه ... أثر الحدوج الغوادي وهو معقول

• الماني:
تحسبه مستمعا منصتا ... وقلبه في أمة أخرى

• ذو الرمة:
عشية مالي حيلة غير أنني ... بلقط الحصى والجر في الأرض مولع

• كشاجم:
دموعي فيك أنواء غزار ... وقلبي ما يقر له قرار
وكل فتى عليه ثوب سقم ... فذاك الثوب مني مستعار

• المتنبي:
فبلحظها نكرت قناتي راحتي ... ضعفا وأنكر خاتماي الخنصرا

• المتنبي:
بجسمي من برته فلو أصارت ... وشاحي ثقب لؤلؤة لجالا
ولولا أنني في غير نوم ... لكنت أظنني مني خيالا
وقال:
دون التعانق ناحلين كشكلتي ... نصب أطالهما ودق الكاتب

• ونحوه لابن المعتز:
كأنما جسمي إلى جسمها ... غصنان ذا غض وذا ذابل

• الخبزارزي:
وذبت حتى صرت لو زج بي ... في مقلة النائم لم ينتبه
قد كان لي قبل الهوى خاتم ... والآن لو شئت تمنطقت به

• ماني:
ها أنا ذا يسقطني للبلى ... عن فرشي أنفاس عوادي

• المجنون:
ألا إنما غادرت يا أم مالك ... صدى أينما تذهب به الريح يذهب

• ديك الجن:
ألست ترى الضنى لم يبق مني ... سوى شبح يطير بكل ريح

• العباس:
لولا الكلام لما اهتدت ... عين الجليس إلى مكاني

• أبو نواس:
تركت جسمي قليلا ... من القليل أقلا
يكاد لا يتجزا ... أقل في اللفظ من لا

• أبو الفضل بن العميد:
لو أن ما أبقيت من جسدي قذى ... في العين لم يمنع من الإغفاء

• ديك الجن:
ولو أن أحداث الزمان أردنني ... بخير وشر ما عرفن مكاني

• المتنبي:
وشكيتي فقد السقام لأنه ... قد كان لما كان لي أعضاء
وله:
وخيال جسم لم يخل له الهوى ... لحما فينحله السقام ولا دما

• ديك الجن:
لا أوحشنك ما استحملت من سقمي ... فإن منزله بي أحسن الناس
• الأخطل:
إن من أسهرت ليلته ... لقرير العين بالسهر

• الرستمي:
وإني لأهوى الشيب من أجل أنه ... وإن نفرت عيني له من فعالها

• أشجع:
إذا الليل ألبسني ثوبه ... تقلبت فيه فتى موجع

• ديك الجن:
ألست ترى الضنا لم يبق مني ... سوى شبح يطير بكل ريح

• أبو العتاهية:
أبيت كأني في الفراش على مقلي
بعيدة ما بين الجفون كأنما ... عقدتم أعالي كل هدب بحاجب

• أخذ ذلك من بشار حيث قال:
جفي عيني عن التغميض حتى ... كأن جفونها عنها قصار
كأن جفونها حزمت بشوك ... فليس لنومة فيها قرار

• ونحوه لجميل:
كأن المحب قصير الجفون ... لطول النهار ولم تقصر

• ويستحسن للمتنبي:
كأن الجفون على مقلتي ... ثياب شققن على ثاكل

• العباس بن الحنف:
قفا خبراني أيها الرجلان ... عن النوم، إن الهجر عنه نهاني
وكيف يكون النوم أم كيف طعمه ... صفا النوم لي إن كنتما تصفان
وإني لمشتاق إلى النوم فاعلما ... ولا عهد لي بالنوم منذ زمان

• بشار:
وطال علي الليل حتى كأنه ... بليلين موصول فلا يتزحزح

• سربلة بن كاهل:
وإذا قلت ظلام قد مضى ... عطف الأول منه فرجع

• ابو كثير:
وإني إذا ما الصبح آنست ضوءه ... يعاودني قطع علي ثقيل
• آخر:
في الليل طول تناهى العرض والطول ... كانما ليله بالليل موصول
لا فارق الصبح كفي إن ظفرت به ... وإن بدت غرة منه وتحجيل
لساهر طال في صول تململه ... كأنه حية بالسوط مقتول

• الناشىء:
سل الليل عني كيف أرعى نجومه ... فإن الليالي يطلعن على سري
وقال:
سل الليل عني ما لقيت وما لقي ... يخبركم أني بحبكم أشقي

• النابغة:
وليل أقاسيه بطيء الكوكب

• امرؤ القيس:
فيا لك من ليل كأن نجومه ... بكل مغار الفتل شدت بيذبل

• المتنبي:
ما بال هذي النجوم حائرة ... كانها العمي ما لها قائد
وقال:
أكابد هذا الليل حتى كانه ... على نجمه أن لا يغور يمين

• وقال قدامة: أنشدني عبد الله بن المعتز:
عسى شمسه مسخت كوكبا ... فقد طلعت في عداد النجوم
فقلت: غبرت في وجه امرؤ القيس إذ يقول: وليل " البيت " فقال: لا ولا وجه في ابن طباطبا إذ يقول:
كان نجوم الليل سارت نهارها ... وعادت عشاء وهي أنضاء أسفار
فخيمن حتى يستريح ركابها ... فلا فلك جار ولا كوكب سار

• جحظة البرمكي:
وليلي في كوكبه حران ... فليس لطوله منه انقضاء
عدمت محاسن الإصباح فيه ... كان الليل جود أو رفاء

• ابن الدمينة:
أقضي نهاري بالحديث وبالمنى ... ويجمعني والهم بالليل جامع

• الموصلي:
إن في الصبح راحة لمحب ... ومع الليل ناشئات الهموم

• امرؤ القيس:
ألا أيها الليل الطويل ألا انجل ... بصبح وما الإصباح منك بأمثل

• الصولي:
وطولت ليلي لو دريت بطوله ... ولكنه يمضي لما بي ولا أدري
تشابه ليلي واستمر بي الهوى ... فمن لي بنفس تستريح إلى الغدر

• خالد الكاتب:
لست أدري أطال ليلي أم لا ... كيف يدري بذاك من يتقلى
لو تفرغت لاستطالة ليلي ... ولرعي النجوم كنت مخلى

• العباس:
نام من أهدى لي الأرقا ... مستريحا سامني قلقا
لو يبيت الناس كلهم ... بسهادي بيضو الحدقا
أنا لم أرزق مودتكم ... إنما للعبد ما رزقا
وقال:
كل من نام لعمري ... يحسب الناس نياما
وقال:
شكونا إلى أحبابنا طول ليلنا ... فقالوا لنا: ما أقصر الليل عندنا!

• بشار:
كأن الدجى طالت وما طالت الدجى ... ولكن أطال الليل هم مبرح
وقال:
أقول في الليل وفي طوله ... قول امرىء بالليل طب بصير
يطول الليل مراعاته ... فكل أمر لا يراعى قصير

• ابن بسام:
لا أظلم الليل ولا أدعي ... أن نجوم الليل ليست تغور
ليلي كما شاءت فغن لم تزر ... طال وغن زارت فليلي قصير

• المتنبي:
ليالي بعد الظاعنين شكول ... طوال وليل العاشقين طويل
يبين لي البدر الذي لا أريده ... ويخفين بدرا ما إليه سبيل

• العباس:
ألا إن أيام البلاء على الفتى ... طوال وأيام السرور قصار

• بشار:
وللدهر أيام قصار إذا سرت ... بخير ويوم الحزن منه طويل

• أبو تمام:
بيوم كطول الدهر في عرض مثله ... ووجدي من هذا وذياك أطول
وقال:
تهون علينا في المعالي نفوسنا ... ومن يطلب العلياء لم يعيه المهر

وقال المتنبي:
تريدين ادراك المعالي رخيصة ... ولا بدون الشهد من ابر النحل


* * *

##
ارجو اني لم اثقل عليكم لكنني تمتعت بهذا الوله والجنون ، حذرت منه ان لايصيبني ما اصابهم من صبابة ووجد حين انجرفت بوله القراءة ، فنسيت نفسي ووضعت كل الذي امتعني، نصب اعينكم ..لتتمتعوا به فهنيئا لكم القراءة والتلذذ ##

انا الان بوعي .. سأخبركم عما قالوه الامراء والشعراء والفلاسفة من اخبار العشق :

• ألمس بكفك مواجيـع الهـوى
واطرد من القلب وخزات الهموم


بيني وبينك من العشق اجملـه
أطعمْ واشهى من طيوف الحلوم


استضافتنـا الّليـال العاشـقـة
اشعل الضيّان واصحى لا تنـوم .. الأمير خالد الفيصل


* أخبريني ما احتيالي عندما
يُصبِحُ الشَّوْقُ شُواظا مِن لَهَبْ؟

وإذا ما الليلُ ألقى ثَوبَهُ
ودّعَ النَّومُ جُفوني وهَرَبْ

وحنينُ الأمسِ يُبلي مُهجَتي
يُلقِمُ النَّارَ وقودًا وحَطَبْ .. ! الدكتور جاسم الفهيد - البارق النجدي

• يستحيل العشق دون معرفة. جمال الغيطاني
روائي وصحفي مصري

• لقد عشقت النجوم لدرجة أنني لم أعد أخاف الليل. غاليليو غاليلي

• العشق مرض ليس فيه أجر ولا عوض – علي بن ابي طالب

• ضمي مَلامح صورته ..

ضميه .. لعله يفيق ..

يَشهق .. أو يَردّ النَّفسْ ..

ضمّيه لعَله حبس ..

صٌوته .. رعشة عرٌوقه ..

وخيم حزين الصمت فُوقه .. الأمير بدر بن عبد المحسن


* أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى فصادف قلباً خالياً فتمكنا .. ابن الطثرية

• ستبقى لها في مضمر القلب والحشا سريرة ودٍ يوم تبلى السرائر .. الشاعر

• يهيم فؤادي ما حييت بذكرها ولو أنني قد مِتّ جاوبها الصدى .. قالها اخر

• سبقت بالحب سلمى غيرها وأحق الناس عندي من سبق.. بشار

• نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحب إلا للحبيب الأول
كم منزل في الأرض يألفه الفتى وحنينه أبداً لأول منزل! .. أبو تمام

• نقل فؤادك حيث شئت فلن ترى كهوى جديدٍ أو كوصل مقبل..ديك الجن

• عدمت فؤادي من فؤادٍ فما أشقى وأكثر من يهوى وأعظم ما يلقى
فلو كان يهوى واحداً لعذرته ولكنه من جهله يعشق الخلقا
ثمانون لي في كل يوم أحبهم وما في فؤادي واحد منهم يبقى.. ابن أبي طاهر

• أنا مبتلٍ ببليتين من الهوى شوقي إلى الثاني وذكر الأول
قسم الفؤاد لحرمةٍ وللذةٍ في الحب من ماضٍ ومن مستقبل.. قال الشاعر


• أفي الحق أني مغرمٌ بك هائمٌ وأنك لا خلٌ هواك ولا خمر
وموت الفتى خيرٌ له من حياته إذا كان ذا حالين يصبو ولا يصبي.. أبو الطمحان

• أنت الحبيب ولكني أعوذ به من أن أكون محباً غير محبوب.. المتنبي

* اذا أمرتك النفس أن تتبع الهوى فقل سامع للأمر منك سميع.. بعض بني أسد

• ويقبح من سواك الفعل عندي وتفعله فيحسن منك ذاكا.. المتنبي

• ولائمٍ لام فيه يبغي بذلك شيني
فقلت إذ لام فيه هلا نظرت بعيني!... علي بن عبد الله بن جعفر

*وصرنا في محبتنا حديثاً يهجن شرحه قيساً ولبنى.. المهلبي:


*رمين فأقصدن القلوب وما نرى دماً مائراً إلا جرى في الحيازم
ولكن لعمر الله ما طل مسلماً كغر الثنايا واضحات الملاغم

* وإن دماً لو تعلمين جنيته على الحي جاني مثله غير سالم.. أبو حية النميري


* خليلي إن حانت وفاتي فاطلبا دمي من سليمي واطلبا بجميل.. شاعر


* غزالٌ ما اجتلاه الطرف إلا تحير في ملاحة وجنتيه
خذوا بدمي محاسنه وخصوا مقبله وبرد ثنيتيه.. الحسين بن الضحاك


* وفي الموت لي من لوعة الحب راحةٌ ولكنني أخشى ندامتها بعدي.. أحمد بن يوسف


* هل الحب إلا زفرةٌ بعد زفرةٍ وحرٌ على الأحشاء ليس له برد
وفيض دموع العين يامي كلما بدا علم من أرضكم لم يكن يبدو.. شاعر

* وما العشق إلا غرة وطماعةٌ يعرض قلبٌ نفسه فتصاب.. المتنبي:

* وما العشق إلا النار توقد في الحشا وتذكى إن انضمت عليه الجوانح.. الصمد المري

* تجشم المرء هولاً في الهوى كرم.. العرجي

* لا عار في الحب إن الحب مكرمةٌ لكنه ربما أزرى بذي الخطر... وقال آخر

* الحب شجع قلب كل فروقةٍ والحب حمل عاجزاً فأطاقا.. شاعر



ــــــــــــــــــــــ
من فكر يكتنزه الورق



#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)       Fatima_Alfalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة الكسندر دوماس –( المكتبة الالكترونية )
- السعادة في فكر يكتنزه الورق – قرأت لهم
- لاتبرحيني
- ملحمة
- ايسخولوس - شاعر التراجيديا اليوناني
- قراءة نقدية في المجموعة القصصية ( وجوه واقنعة ) للقاص حسن ال ...
- - مسافات -
- إفتراض
- الزمن في فكر يكتنزه الورق – قرأت لهم
- المواساة في فكر يكتنزه الورق – قرأت لهم
- صخب الصمت
- الظلم في فكر يكتنزه الورق - قرأت لهم
- حلم معلق على شفتيّ
- فرار
- غنيت
- - ذات حلم ..-
- القدرة والقدر في فكر يكتنزه الورق – قرات لهم
- ضياع
- باب البحر
- الخوف في فكر يكتنزه الورق – قرأت لهم


المزيد.....




- مشتبه به في إطلاق نار يهرب من موقع الحادث.. ونظام جديد ساهم ...
- الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟
- بشار الأسد يستقبل وزير خارجية البحرين لبحث تحضيرات القمة الع ...
- ماكرون يدعو إلى إنشاء دفاع أوروبي موثوق يشمل النووي الفرنسي ...
- بعد 7 أشهر من الحرب على غزة.. عباس من الرياض: من حق إسرائيل ...
- المطبخ المركزي العالمي يعلن استئناف عملياته في غزة بعد نحو ش ...
- أوكرانيا تحذر من تدهور الجبهة وروسيا تحذر من المساس بأصولها ...
- ضباط وجنود من لواء المظليين الإسرائيلي يرفضون أوامر الاستعدا ...
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات مقطع فيديو أثار غضبا كبيرا في ال ...
- مصر.. الداخلية تكشف حقيقة فيديو -الطفل يوسف العائد من الموت- ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فاطمة الفلاحي - العشق في فكر يكتنزه الورق – قرأت لهم