عهد الاخوة لبني ويس

حيدر الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 2809 - 2009 / 10 / 24 - 21:23
المحور: الادب والفن
    

* قراءة في كتاب عهد الاخوة ( ريخي برايي )تأليف الباحث الكردي ( محسن بني ويس ) الصادرعن مطبعة (ايلاف) باللغة الكردية( اللهجة الكلهرية )
وبمساهمة مخلصة من الاستاذ سعدون يد الله شفي ( الفيلي )
والكتاب صدر بواقع (112) صفحة من القطع المتوسط
وبتصميم الفنانة المبدعة منى محمدغلام .
ـــــــــــــــــــــــــــ

*من المعلوم ان الفولكلور الشعبي لدى معظم شعوب المعمورة يمثل
تراث الانسان وثقافته بجانبيه المادي والمعنوي
وفيما يتعلق بالتراث الشفاهي فهو يحمل عادات وتقاليد وافكار ومعتقدات
الانسان في مختلف الازمنة والعصور.
فالفولكلور تراث شعبي بسيط له مدلول جد عميق تحفظه ذاكرة الاجيال عبركل الازمنة .
وللشعب الكردي كما هو لسائر شعوب الارض خزين وتراث شفاهي
لحكايات جميلة كانت تسرد عند مواقد الشتاء ليلاً.
والحكاية التي تناولها الباحث الكردي ( محسن بني ويس )
هي واحدة من حكايات كردستان الجنوبية .
تتحدث عن شاعرين كرديين بارزين هما :
( شاكه وخان منصور) او ما يعرف بخان مه سور .

*شاكة وخان منصور شاعران كرديان مشهوران
ومعظم اشعارهما تتغنى بالجمال والعشق ووصف الطبيعة الساحرة
لمناطق كردستان الجنوبية ، وقد تحولت تلك القصائد الى اغاني باللهجة الهورامية
( القريبة الى الفيلية والكلهرية ) جُمعت في ( فرهنك دوست ايلام )
وحافظت على بقائها السنة الناس في ايلام وكرماشان وخانقين وزرباطية وبدرة ومندلي
ومعظم مناطق كردستان الجنوبية الممتدة الى الضفاف الشرقية لدجلة ،
واعتبرشعرهما ميراثاً مكتوباً للادب الكردي يحمل الكثير من القيم والاحاسيس الانسانية الرفيعة اضافة الى النواحي البلاغية والادبية .
ونشرت تلك القصائد في كثير من الصحف والمجلات التي تعنى بالادب الكردي
ومنها مجلة ( ئاوينه ).

* وقد تناول عدد من الادباء والنقاد تلك الاشعار باعتبارها جزءاً مهماً من الاحاسيس والعواطف البشرية
صيغت بعفوية وبساطة لغوية وبمضامين رائعة في السمو .

* اما الدراسة التي قام بها الاستاذ الباحث ( محسن بني ويس ) في كتابه
( ريخي برايي اي عهد الاخوة )
فهي تدور حول القصة الحقيقية والتاريخية لهذين الشاعرين
الذين عاشا في النصف الثاني من القرن الثامن عشر في منطقة كلهر بكردستان الجنوبية
حيث ربطتهما علاقة اخوية ضرب بها المثل في الوفاء والاخوة والاخلاص .
وخلاصة تلك الحكاية ان (شاكه )كان شاعراً فقيراً يبيع الملح ، اما ( خان منصور )
فهو كبير خانات منطقة ( كلهر )الكردية وقد التقيا بالصدفة في ليلة شتائية مطيرة ،
اذ نزل ( شاكه ) ضيفاً في ( ديوه خان ) خان منصور فاستقبله الاخير ودارت بينهما
مطاردات ومنافسات شعرية كانت روعة في البلاغة
نالت اعجاب واستحسان كل من حضر تلك الجلسة الشعرية في ذلك الجو الشتائي الجميل ، وتوثقت بينها العلاقة الاخوية
وصار لا يستغني احدهما عن الآخر فكتبا عهداً للاخوة بينهما ..
وحدث ذات يوم ان تعرض ( خان منصور )
لغضب العائلة القاجارية والقي به في سجن بباطن الارض وشاع خبر موته في السجن ،
فيحزن ( شاكه ) عليه حزناً لا يضاهيه الا حزن يعقوب لفراق يوسف ،
ويعتزل الناس والعيش بطمر نفسه في حفرة من تراب حزناً لفراق صاحبه
( خان منصور ) وتنتهي الحكاية بعودة ( خان منصور) ظافراً .

* وقد تناول الباحث ( بني ويس ) هذه الرواية التاريخية الفولكلورية الكردية من كرستان الجنوبية ،
باسلوب السرد باللهجة الكلهرية وحرص على عدم استخدام كلمات ومفردات غريبة واستعان بشعرهما في كثير من المواطن ،
كما ضمن الباحث دراسته في نهاية الرواية معجماً بالالفاظ والمفردات الواردة في الكتاب
وقام بشرح معانيها باللغة الادبية الكردية .
* ولا يسعنا الا ان نبارك للباحث ( محسن بني ويس )
هذا الانجاز الذي رفد به المكتبة الكردية التي هي بامس الحاجة
لمثل هذه الدراسات القيمة ونتمنى له دوام التوفيق .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حيدر الحيدر

#حيدر_الحيدر (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل