أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عصام البغدادي - الرسائل والسيارات المفخخة















المزيد.....

الرسائل والسيارات المفخخة


عصام البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 852 - 2004 / 6 / 2 - 04:37
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في بداية القرن العشرين كان أول من اخترع الرسائل البريدية الملغومة هو السويدي / مارتين ايكينبرغ / حيث بعث برسالته القاتلة إلي أحد مواطنيه من رجال الأعمال الذي كان قد دحض الاختراع وسخر منه . لم يكن ايكينبرغ ضليعا في المحافظة على اسرار اختراعه ولذلك تم اكتشافه من قبل البوليس . لقد عاش فترتها في لندن وتزوج مرتين ، كان شخصا غامضا حتى أن زوجيته قضتا في ظروف غامضة مشكوك فيها ، الأمر الذي دفع بالشرطة البريطانية لاعتقاله ووضعه في سجن بريكسون بانتظار تسفيره الى بلده السويد ، بيد أنه تمكن من الانتحار .
بعد مرور ثلاثين عاما على وفاته تم التوصل إلي جوهر أفكاره الاجرامية ، ففي الثالث من أيلول عام 1947 أثناء فتح أحد الطرود البريدية في جنوب غرب لندن حدث انفجار قوي أدى إلي انهيار سقف البريد وجرح اثنين من موظفيه . بعد تحري المكان وفحصه تبين أن الطرد الملغوم كان مرسلا من أيرلنده إلي عنوان أحد ضباط الاستخبارات العسكرية البريطانية . في البداية اعتقدت المخابرات البريطانية أن الجيش الايرلندي يقف وراء الحادث ، لكن التحريات توصلت إلي أدلة دامغة تؤكد ضلوع المنظمات الصهيونية الإرهابية انذاك : «ايرغون تسفي ليعوم» (المنظمة القومية العسكرية) و «ليخي» (عصابات شتيرن أو المقاتلون من أجل حرية إسرائيل).

قبل الانتقال إلي وقائع أخرى كان لابد لنا من ذكر ما نشرته الصحف في الأربعينات أثناء وفاة أحد قادة المنظمات الإرهابية (شتيرن) والمدعو/ناتان ايللين مور/ الملقب بـ «فريدمان» حيث اعترف قبل وفاته بضلوعه في العمليات الإرهابية مع استخدام المتفجرات وتطرق إلي إحدى الطرود الملغومة التي ارسلت إلي انطوني ايدن الذي أصبح رئيسا لوزراء بريطانيا ، والمثير في الأمر أن الرسالة بقيت مع ايدن عدة أيام دون أن يفتحها وشاءت الصدفة أن تبطل مفعول الشحنة .

ونتيجة لانفجار أحد الرسائل الملغومة في مركز بريد لندن عم الهلع في أوساط البريطانيين وبدأت حملة تفتيش ومراقبة للطرود البريدية حيث تم العثور على ثمانية طرود بريدية ملغومة مرسلة من مدينة / تورنو / الايطالية إلي عناوين القادة في المؤسسة العسكرية البريطانية .

منذ سنوات خلت ذكر خبير الطرود في عصابة شتيرن الصهيونية / ياكوف ايلياف / بأن الرسائل الملغومة في تلك الفترة كانت من صنعه واعترف بالاخطاء التي ارتكبها من حيث قوة الحشوة المتفجرة فيها . وحسب أقوال ايلياف فإنه كان قد عمل في السبعينيات في إحدى «الشركات» التابعة للأمن الإسرائيلي التي صنعت متفجرات خاصة بالطرود البريدية ، وقبل ذلك ساهم بشكل فعال في إرسال الطرود الملغومة إلي القادة البريطانيين العاملين في وزارة الدفاع لكن رجال تحري الأسكوتلانديار كانوا يستخدمون الأشعة في الكشف ببساطة على الطرود المشبوهة ، وبذلك خلقت لدى البريطانيين نوعا من القيظة الدائمة .

بيد أنه في أيار عام 1948 ،عندما قررت الأمم المتحدة تقسيم فلسطين وإقامة الدولة اليهودية خفت حدة اليقظة لدى الإنكليز ، بحيث شغل تفكيرهم الاجراءات الواجب اتخاذها لإجلاء قسم من قواتهم عن فلسطين . فصدموا بالإنفجار الذي أودى بحياة الطالب البريطاني / ريكس فران / بسبب خدمة أخيه في القوات البريطانية في فلسطين والذي أتهم من قبل عصابة شتيرن بقتل فتى يهودي وهكذا تم قتل الأخ الطالب في لندن بواسطة كتاب ملغوم أرسل له من قبل العصابة المذكورة .

حينها شدد رجال الأسكوتلانديارد اجراءاتهم الأمنية وبدؤوا حملة تفتيش واسعة على الرسائل والطرود البريدية الموجهة للشخصيات السياسية والعسكرية والهيئات الحكومية والوزارات ، وبعد اسبوعين من مقتل الطالب كاد أحد الطرود أن يبلغ هدفه ، حيث تم العثور على طرد بريدي ملغوم موجه إلي الجنرال البريطاني ي . باركر الذي كان قائدا لأحد التشكيلات البريطانية في فلسطين فترة الانتداب وذلك بعد أن بدأت زوجته بفتح الطرد أمامه وفجأة لاحظت أسلاك معدنية ضمنه الأمر الذي دفعها لطلب الشرطة فورا ، والتي قامت بدورها بتفكيك الشحنة وإبطال مفعولها.

كانت فلسفة الذين استخدموا هذا السلاح : "أن سلاح الرسائل الملغومة مصنوع بمهارة ويثير الاهتمام في كافة العلاقات ، فهذه الحرب عن بعد لا تشكل خطرا على أحد منكم ، إذا أقدم على نقلها وايصالها للعنوان المطلوب ، لأن مهمتها قتل الشخص الموجهة له والذي سيقوم بفتحها حتما ،وحتى لو لم تقتله فإنها تدب الرعب فيه ، لذلك أنتم تعرفون عنوان عدوكم ، وليس باحد في مأمن منها ، ولا يعنيكم من ستقتل الرسالة : الشخص المعني أم زوجته أو أحد أبنائه .

استخدمت اسرائيل هذه الطريقة ضد العلماء الالمان في مصر وضد عوائلهم في المانيا خلال فترة استخدامه في مصر في الستينات ، وضد الشخصيات المؤثرة في القيادات الفلسطينية .
لكن بعد عشرة سنوات جاءت تقنية السيارات المفخخة فتم اغتيال العديد ليس المجال الان للاشارة اليهم ، وادى انفجار سيارة مفخخة عامي 1981 و1983 لقتل 174 وجرح 625 من المواطنين اللبنانيين في بيروت بعد ان قامت عميلة لبنانية للموساد بوضع سيارة مفخخة لقتل عناصر وطنية لبنانية وبعد ان تم القاء القبض عليها تدخل الموساد لانقاذها.
وهكذا كانت اسرائيل تقوم بتلك الجرائم وتتهم بها جهات فلسطينية متباينة لخلق مزيدا من التضارب بين تلك التنظيمات المتعددة. وقامت الادارة الاميركية عام 1985 باتهام جماعة ابو نضال ثم النظاميين المصري والليبي.

النظام البعثى السابق استخدم السيارات المفخخة في السبعينات في محاولة تصفية القيادة الكردية خلال مدة قصيرة من بدء التفاوض معها ،النظام الصق تهمة انفجار سيارة في شارع الرشيد في ساحة وقوف السيارات بالمخابرات السورية وكلا النظاميين تبادلا هذه الاساليب الهمجية ضد بعضهما ، كذلك اتهم النظام البعثي حزب الدعوة العراقي المدعوم من ايران خلال الحرب العراقية –الايرانية في تنفيذ بعض تلك التفجيرات ولا احد يعرف اين هي الحقيقة .

بغداد شهدت خلال عام الاحتلال المزيد من اعمال التفخيخ والتفجيرات طالت المدنيين الاجانب الابرياء والتهم متبادلة فهناك من يقول انها يتم اعدادها في الفلوجة وانها توقفت خلال احداث الفلوجة وعادت للظهور مرة اخرى بعد انتهاء مشكلة الفلوجة، البعض ينسبها لقوات الصدر، وليس من المستبعد انه تاتي ايضا من قوى خارج الحدود تتربص الاستقرار العراقي ، وقد تكون ايران او اسرائيل او مجرمى القاعدة والنظام السابق تساهم بتلك العمليات فلكل طرف خبراته وامكانياته في اتباع هذه الوسيلة .
اخر سيارة تم تفجيرها وادت الى مقتل رئيس مجلس الحكم السابق المرحوم عزالدين سليم ، هناك ثمة سؤال هام في القضية هو اشارة الدكتور الجلبي بان الحادث وقع في نقطة تفتيش امريكية ، كان الرسالة تقول ان للاميركيين ايضا مساهمة فعالة في هذا المجال للتخلص ممن لا يرغبون به .

وستبقى ثمة اسئلة عديدة بدون اجابات اهمها : هل فعلا لا تستطيع كل هذه التقنية والاقمار واجهزة التنصت والفلول الواسعة من الجواسيس والمخبرين من الوصول الى منفذي تلك العمليات ؟؟



#عصام_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيخ الاستاذ المهندس
- أتهامات ضد القذافي- حاكم ليبيا توزع بالبريد الالكتروني
- الرياضى العربي والاولمبياد
- مجلس الحكم والعلم العراقي
- هؤلاء كيف ينظرون لمقتدى الصدر؟
- المنتخب الاولمبي في طريقه الى اثينا
- الرياضة درع واق ٍ من مرض السكـّر ومضاعفاته
- الرحلة 504 من لندن الى روما
- هل أستفاق بريجنسكي أخيرا؟
- لا حياد بين الوطن والمحتل
- أما آن الاوان لكي تراجع نفسك؟
- اغتيال العلماء العرب-علماء اخرون
- اغتيال العلماء العرب –يحي المشد
- أغتيال العلماء العرب - سميرة موسى
- مؤتمرات القمة العربية
- هل للعراقيين القدرة على التسامح؟؟
- مكافحة برامج التجسس و المواقع الاباحية
- محاولة الانفراد بمنطقة الشرق الاوسط
- هل يحتاج العراق الى مهاتما جديد
- الاغتيالات السياسية في الشرق الاوسط


المزيد.....




- مصر.. بدء تطبيق التوقيت الشتوي.. وبرلمانية: طالبنا الحكومة ب ...
- نتنياهو يهدد.. لن تملك إيران سلاحا نوويا
- سقوط مسيرة -مجهولة- في الأردن.. ومصدر عسكري يعلق
- الهند تضيء ملايين المصابيح الطينية في احتفالات -ديوالي- المق ...
- المغرب يعتقل الناشط الحقوقي فؤاد عبد المومني
- استطلاع: أغلبية الألمان يرغبون في إجراء انتخابات مبكرة
- المنفي: الاستفتاء الشعبي على قوانين الانتخابات يكسر الجمود و ...
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- الحرس الثوري الإيراني: رد طهران على العدوان الإسرائيلي حتمي ...
- الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بالأعمال الألماني بسبب إغلا ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عصام البغدادي - الرسائل والسيارات المفخخة