أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام البغدادي - محاولة الانفراد بمنطقة الشرق الاوسط














المزيد.....

محاولة الانفراد بمنطقة الشرق الاوسط


عصام البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 785 - 2004 / 3 / 26 - 10:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أجمل مافي سلوك الفرد الغربي السياسي هو تلك اليقظة التى تشعل جذوتها المتغيرات السياسية المبنية على الواقعية، نتاج الحوار والنهج الديمقراطي وخير مثال هو قرار الناخبين الاسبان خذل حزب رئيس الحكومة الاسبانية الذى اتبع السياسة الاميركية وسار على خطاها ودعمها في احتلال العراق سياسيا وعسكريا .
الغريب ان ياتي التفسير الاميركي للتصريحات على انه تراجع الشعب الاسباني عن الوقوف ضد الارهاب!!!وهكذا تثبت العقلية الاميركية انها تريد وضع الشعوب بالقوالب الديمقراطية وفق مفهومها واهدافها، ولم تقل ان الشعب الاسباني يخشى على مستقبل استقراره وعدم رغبته بان تكون دولته مجرد تابع للسياسة الاميركية كما فعل بلير .
وفي الوقت الذى تؤشر تصريحات رئيس الحكومة الاسباني المنتخب الى امكانية اعادة الحكومة الاسبانية النظر في دعمها العسكري للولايات المتحدة في حملتها على العراق ، فان بولندا هى الاخرى سوف تقترب من هذه الرؤيا بعد اعلان رئيسها ان بولندا قد خدعت بشان اسلحة الدمار الشامل العراقية ،وكوريا الجنوبية عدلت عن قرار ارسال قواتها ، ومن جانب اخر فان لجنة برلمانية تايلندية اوصت بسحب قوتها العسكرية المؤلفة من وحدات هندسية وطبية حيث يواجه رئيس الحكومة حاليا مشكلة مواجهة صعبة مع الشعب التايلندي بعد قراره بيع منظومات انتاج وتوزيع الكهرباء الحكومية للقطاع الخاص مما يسبب لعموم الشعب التايلندي القلق من ارتفاع تسعيرة الوحدات الكهربائية والتى تعتبر من الاساسيات المهمة في حياة العائلة والفرد التايلندي حيث يعتمد في حياته اليومية على استخدام كبير للكهرباء نتيجة حرارة الجو ورطوبته واعتقد ان المناورة الوحيدة امامه لامتصاص هذا القلق والتظاهر المضاد للقرار هو اعادة القوات التايلندية العاملة في العراق.
وليس غريبا ان تسعى دول الاتحاد الاوربي للمحافظة على وحدة موقفها السياسى ، فليس لاوروبا مصلحة كبرى في ان تحتل الولايات المتحدة العراق وتحتكر مستقبله الاقتصادي وتجيره لخدمة المصالح الاميركية وتحديدا لمصالح ال بوش وديك تشينى النفطية.

الجهلة من المثقفين ومن اشباههم ممن تابعوا الاحداث هم الذين انتقدوا موقف فرنسا والمانيا من الحرب الاميركية ضد العراق وركزوا فقط على موضوع واحد بان للدولتين مصالح مع النظام السابق في العراق ، لكن الحقيقة مختلفة كليا لان لاوربا مصالحها الاستراتيجية البعيدة المدى سياسيا وعسكريا وعلى خلاف فرنسا التى كان لها نصيب استعماري معروف في منطقة الشرق الاوسط لم يكن لألمانيا أو اسبانيا مثل ذلك ، لكن المانيا وفرنسا واسبانيا يعبرون عن الرؤية الواضحة بعدم المشاركة في احتلال العراق وفق مفاهيم اساسية سياسية وتاريخية عميقة مرتبطة بماضى المنطقة حيث لم يكن هناك اي دور اميركي سواء الدعم المطلق لدولة اسرائيل وشن الاعتداءات على بعض الدول العربية كما حدث ضد مصر و لبنان وليبيا والسودان والعراق ومحاولة تفتيت الشرق الاوسط الى دويلات ضعيفة ومحاولة تفتيت العراق الى ولايات ضعيفة وفقا لنظريات برنارد لويس.
هذه الرؤيا الاوربية هي ذات الرؤيا التى نهجتها ماليزيا بموقفها المناهض من انتشار الهيمنة الاميركية على منطقة شرق اسيا التى لم تفلح سوى في صنع النموذجين الكوري الجنوبيى والتايلندي سياسيا واقتصاديا ولاتزال برامجها في الهيمنة على الفلبين تواجه تحديات جادة رغم ازدياد كثافة التواجد العسكري الاميركي هناك ، فيما شقت ماليزيا طريقها في الاستقرار والنمو رغم كل محاولات التدخل الاميركية المضادة للحد من برامج ماليزيا الاقتصادية .
محاولة الولايات المتحدة الانفراد بالشرق الاوسط وتعليبه وفق رؤيتها وبرامجها السياسة لن يكتب لها النجاح مطلقا ، فالشرق الاوسط منطقة واسعة وملغومة بالمتغيرات هي ايضا مهما استبدت أنظمة الحكم السياسية فيها ومهما مارست هذه السلطات من اليات في ادارة دولها، وهي ايضا منطقة مليئة بالقوى المختلفة التى تستمد عواملها من خلفيات مختلفة . ناهيك عن شعور سكانها بالظلم والحيف الذى لحقهم خلال حقبة التسعين عاما الماضية اي تحديدا منذ بدء الحرب العالمية الاولى ولغاية يومنا هذا فلم تنعم هذه المنطقة بالحريات والسيادة وببرامج التطور عدا القليل منها التى خدمتها ظروفها السكانية وصغر مساحتها وقوة مواردها ، بل بقيت عيون الطمع والجشع مسلطة انظارها نحوهذه المنطقة لاستغلالها ببشاعة استعمارية تخللها الصراع الاحتكاري على اراضيها وخيراتها.



#عصام_البغدادي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يحتاج العراق الى مهاتما جديد
- الاغتيالات السياسية في الشرق الاوسط
- عندما يتحول الاعلامى الى فلكي
- الامن الدوائى العربي
- الولايات المتحدة دولة أستعمار ام دولة عدوان
- ستيفن وليم هو كينج: خياران أمام البشرية: استعمار الفضاء أو ا ...
- برنارد لويس : مستقبل الشرق الاوسط
- مجلس الحكم والكفاءات العراقية
- نعوم إفرام تشومسكي
- من الاحداث التاريخية لشهر شباط
- حق الكتابة عن الجنرال عبد الكريم قاسم
- الغاء مشروع النهر العظيم في ليبيا
- مقترح بناء عاصمة جديدة للعراق 2-3 & 3-1
- استمارات الجرد الحديثة
- التعليق الرياضي العربي
- الراحل عبد الرحمن منيف بين تألق الروائي وفشل المؤرخ
- العقل العربي وهدر الثروات الوطنية
- البحث عن شقة للايجار
- همسات صباحيـــة-3
- حساسية الكويتيين


المزيد.....




- كيف تغيّرت صيحات المكياج خلال 20 عامًا؟
- إحداها في سوريا..إليكم 10 من أجمل القلاع حول العالم
- قنابل ضد التحصينات وحاملات مجموعات مقاتلة.. ما هي أصول أمريك ...
- ترامب يدعو لإخلاء طهران فورا وإسرائيل تقصف التلفزيون الرسمي ...
- سوريا.. تجارة وصناعة الكبتاغون مستمرة رغم سقوط النظام
- بقصف إسرائيلي..أكثر من 45 قتيلا في حصيلة غير نهائية لاستهداف ...
- -NISAR-.. قمر صناعي جديد لرصد الأرض بدقة غير مسبوقة
- صحيفة أمريكية: رادار روسي الصنع ساعد إيران على إسقاط مقاتلة ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل مواطنين عربا لاحتفالهم بالصواريخ ال ...
- احذرها.. أخطاء شائعة في استخدام واقي الشمس


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام البغدادي - محاولة الانفراد بمنطقة الشرق الاوسط