أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام البغدادي - برنارد لويس : مستقبل الشرق الاوسط















المزيد.....


برنارد لويس : مستقبل الشرق الاوسط


عصام البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 773 - 2004 / 3 / 14 - 07:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"قال ملك الهند للإسكندر وقد دخل بلاده: ـ ما علامة دوام المُلك؟
قال: الجد في كل الأمور.
قال: فما علامة زواله؟
قال: الهزل فيه."
"عيون الأخبار"
لابن قتيبة الدينوري

ولد برنارد لويس بلندن فى مايو 1916 ، لأسرة يهودية اشكنازية ، لا تتوفر لدينا معلومات عن البلد الذى نزحت منه إلى بريطانيا ، وتاريخ ذلك النزوح ، فلم يذكر برنارد لويس فى سيرته الذاتية المتاحة على موقع جامعة ?رستون بالشبكة الدولية للمعلومات (الإنترنت) شيئاً عن أصول عائلته ، ولم يشر إلى طفولته وصباه وتعليمه العام ولكنه اكتفى بالإشارة إلى تعليمه العالى ، ولكن التحاقه بجامعة لندن فى أوائل الثلاثينات يوحى بانتمائه إلى أسرة ثرية . وقد حصل على درجة الليسانس الممتازة فى التاريخ من مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن عام 1936 ، كما حصل على درجة الدكتوراه فى تاريخ الإسلام من نفس المدرسة عام 1939 ، وكان موضوع رسالته عن الطائفة الاسماعيلية وجماعة الحشاشين . وخلال إعداده لرسالة الدكتوراه ، قضى فترة بجامعة باريس ، كما قام بجولة فى بلاد الشرق الأوسط استغرقت بضعة شهور .
وقبل حصوله على درجة الدكتوراه بعام واحد ، عين مدرساً مساعداً بمدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية ، غير أنه ترك العمل بالجامعة خلال سنوات الحرب (1940 - 1945) ليلتحق بخدمة المخابرات البريطانية وبعد الحرب ، عاد للعمل بالجامعة حتى عام 1974 . ولكن صلته بالمخابرات البريطانية لم تنقطع ، فقد ظل مرجعاً هاماً ، يستشار فى كل ما اتصل بشئون الشرق الأوسط .
ولعل ذلك يفسر انصرافه عن دراسه تاريخ الإسلام الوسيط ، واتجاهه - بعد الحرب العالمية الثانية - إلى دراسة تاريخ الشرق الأوسط الحديث ، فنشر كتاباً عن «قيام تركيا الحديثة» ، وآخر عن «تكوين الشرق الأوسط الحديث» ، وثالث عن «تاريخ الشرق الأوسط فى الألفى عام الأخيرة» جاء فى حقيقة أمره طبعة معدلة لسابقه ، ثم كتاب «تعدد الهويات فى الشرق الأوسط» . ووظف لويس رصيده المعرفى عن تاريخ الأفكار التى يطرحها فى كتبه ، فرصيده المعرفى عن تاريخ الإسلام يشى بالقصور فى متابعة ما حققه هذا الحقل الأكاديمى من تطور بعد الحرب الثانية فى الغرب ذاته .. والأفكار التي يطرحها فى كتبه فى الثلاثة عقود الأخيرة موحية لصانع القرار الغربى ، تستهدف إثارة مخاوف القراء من الإسلام وأهله .
وبعد أفول نجم الهيمنة البريطانية فى الشرق الأوسط ، واضطرار بريطانيا إلى تنفيذ سياسة «الانسحاب شرق السويس» عام 1971 ، ليسدل بذلك الستار على النفوذ البريطانى فى الإقليم ، وتصبح الولايات المتحدة هى الوريث الطبيعى لحماية المصالح الغربية فى المنطقة ، وجد برنارد لويس أن مكانه الطبيعى هناك ، فى الولايات المتحدة ، حيث مركز التأثير فى صناعة القرار الغربى فى الشرق الأوسط ، وخاصة أن صهيونية الرجل كانت حقيقة راسخة أكدها فى كتاباته ومقالاته الصحفية ومن ثم جاء انتقاله إلى جامعة برنستون عام 1974 أمراً منطقياً ، بعدما ترك قسم الشرق الأدنى بمدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية بلندن ، خلفاء من المشايعين للصهيونية من أمثال فاتيكيوتس ، ويا? .
وضمن له عداؤه الشديد للشيوعية وسخريته الجارحة بالعرب والاسلام (عدا تركيا الحديثة) موقعاً في طليعة الحملات المؤيدة لاسرائيل في العقد الأخير من القرن الماضي. انه مستشرق من الطراز القديم، ومنذ زمن تجاوزه التقدم الذي احرزته علوم الاجتماع والانسانيات والجيل الجديد من الباحثين الذين يعاملون العرب والمسلمين كبشر حقيقيين وليس كأقوام متخلفة. اعتبر لويس تعميماته الكبيرة حول الاسلام والتخلف الحضارى لدى "العرب" سبيلاً الى حقيقة لا يراها إلا هو والخبراء أمثاله. واستبعد في ذلك أي نظرة متعقلة الى التجربة الانسانية، مرحباً بدلاً من ذلك بصيغ مجلجلة مثل "صدام الحضارات" (استقى هنتغتون مفهومه المفيد مادياً هذا من واحدة من مقالات لويس الزاعقة عن "عودة الاسلام"). ووجد هذا الايديولوجي المولع بالتعميمات والاستعانة السفسطائية بعلم أصول الكلمات جمهورا جديدا له ضمن اللوبي الصهيوني في أميركا، مستعملاً مجلة "كومينتري" ولاحقاً "نيويورك ريفيو أوف بوكس" لنشر مواعظه المزيفة الداعمة في جوهرها للتنميط السلبي السائد للعرب والمسلمين.
وفى أمريكا ، تولى برنارد لويس قيادة معسكر الصهاينة فى حقل دراسات الشرق الأوسط ، الذى يعد من أبرز رموزه : ليونارد بايندر ، وإيلى كيدورى ، ودافيد برايس ، جونز ، ورفاقهم من أمثال : دانيال ?اي?س ، ومارتن كريمر ، وتوماس فريدمان ، ومارتن بيرتز ، ونورمان ?ودو رتز ، و?وديث ميلر ، وغيرهم من العناصر الصهيونية المنتشرة فى أقسام ومراكز دراسات الشرق الأوسط ، والدراسات الإسلامية ، بالجامعات الأمريكية ، ممن يلعبون - فى نفس الوقت - دور الخبراء العالميين ببواطن الأمور ، يقدمون المشورة لأعضاء الكونجرس ، ودوائر صناعة القرار ، يتقدمهم كبيرهم برنارد لويس ، يفتح أمامهم الأبواب .
وظل برنارد لويس أستاذاً لدراسات الشرق الأدنى بجامعة ?رنستون حتى تقاعد (رسمياً) عام 1986 عند بلوغه سن السبعين ، ولكنه أصبح منذ ذلك التاريخ «أستاذاً فخرياً Professor Emeritus» ، وهو مركز لا يشغله إلا العلماء البارزون . ولكنه يحتل - فى الحياة الأكاديمية - موقعاً مؤثراً باعتباره، على حد تعبير تولسون «حجة ومرجعاً فى الشئون الإسلامية والشرق أوسطية لا غنى عنها لصانع القرار الأمريكى» .


برنارد لويس مستشرق بريطاني الأصل يهودي المعتقد، صهيوني الفكر، أمريكي الجنسية، أسهم في مجال الاستشراق، كتب عن الحشاشين وكتب عن أصول الإسماعيلية والفاطمية والقرامطة وكتب في التاريخ الحديث كتابات ليست في مستوى البحوث التي قدمها في الكتابات التاريخية ومما يلاحظ على كتاباته الخاصة بالتاريخ الاسلامي انه يبرز الشوائب والاعشاب الضارة التي ظهرت طوال التاريخ الاسلامي ويحاول ان يقنع بها من يتابع مؤلفاته انها اصل وجذر لهذا التاريخ. من ذلك ما ذكره في كتاب الحشاشين وكتابه اصول الاسماعيلية والفاطمية والقرامطة. ذلك أن النزعة الصهيونية التي يصرح بها هو ويؤكدها سيطرت على كتاباته في التاريخ الحديث، فظهرت أقرب إلى الكتابات الاعلامية منها إلى الكتابات العلمية المنهجية. فكتب عن الإسلام والغرب، وعن صدام الحضارات صدى لما كتبه زميله (صموئيل هتنقتون، وكان العنوان الفرعي لهذا الكتاب (المسيحيون والمسلمون واليهود في عصر الاكتشافات)، وكتب عن الشرق الأوسط: ألفا سنة من التاريخ من فجر المسيحية حتى يومنا هذا. وكتب عن الساميين وغير الساميين، ولجأ إلى تركيا وسماها في أحد كتبه ( تركيا الحديثة) وجعلها في كتابه الأخير ( مستقبل الشرق الأوسط) هي القوة القادمة في هذه المنطقة في العقود الخمس القادمة وهي المرشحة للعب الدور الأول مع إسرائيل في الشرق الأوسط خلال العقود القادمة. وهو متأثر بحركة مصطفى كمال أتاتورك التي يعدها انطلاقة تركيا الحديثة، ويعول عليها في أن تكون البديل الذي يريده هو من خلال منطلقه الفكري والعقدي ذلك أنه يرى أنه ما لم يصرح به وهو أن البلاد الأخرى المشمولة في مصطلح الشرق الأوسط جغرافياً كلها تميل إلى تطبيق الدين في قضيتها مع اليهود في فلسطين المحتلة وهو لا يريد هذا البعد أن يكون هو الدافع للتعامل مع اليهود، ولذا وجد في غير البلاد المجاورة لفلسطين بديلاً مناسباً، فهم هو منه أنه سيقبل بالأمر الواقع ويتعامل مع اليهود من هذا الواقع. وهذه هي النظرة الإعلامية التي وقع فيها برنارد لويس في إيجاد البديل، لأن من رشحه بديلاً ليس بالضرورة قانعاً في هذا الواقع. إذ تظل تركيا بلداً مسلماً قادت العالم الإسلامي قروناً طويلة وحققت امتداداً لرقعة المسلمين في شرق آسيا وشرق أوروبا، لا تزال معظمها ذات عاطفة قوية نحو الإسلام والمسلمين، ولاسيما مع استقلال جمهوريات الاتحاد السوفياتي، أذربيجان وكزخستان وقرقزستان وتركمانستان، وأوزبكستان وطاجيكستان، وهي دول إسلامية، وجورجيا وآرمينيا وهما دولتين مسيحيتين في أغلبهما والدول الإسلامية الست المستقلة ذات ارتباط بتركيا والأتراك لغة وثقافة، وارتباط آخر بالفارسية لغة وثقافة كذلك، ولكنه ليس في مستوى الارتباط بتركيا، وإنما هي أماني وتوقعات جاءت في عنوان كتابه ( تنبؤات برنارد لويس) والذى قامت بترجمته »دار رياض الريس« للكتب والنشر، وصدرت طبعته الاولى في كانون الثاني عام 2000م في بيروت غير دقيقة والأولى أن تكون توقعات لأنها تناسب مقابلها الأجنبي predictions .
وقد انهى كتابه بهذه السطور:" هذه المنطقة التي كانت مركزا للحضارات، وحاضنة الاديان السماوية وكانت موطن اول مجتمع عالمي ذي ثقافة بينية بكل ما للكلمتين من معنى وكان مركز انجازات عملاقة في كل حقل من حقول العلوم والتكنولوجيا والثقافة والفنون وكان قاعدة لامبراطوريات متتالية شاسعة وعظيمة ".
يرى برنارد لويس ان مصطلح الشرق الاوسط قد بدأ استعماله منذ نهاية القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر، حيث بدأت الحملة الفرنسية باحتلال مصر والتي انتهت عندما طردها الانكليز بقيادة الاميرال »نلسون« وهذا خطأ تاريخي، حيث ان الحملة الفرنسية انتهت بفضل جهاد الشعب المصري وبطولته الحازمة في مقاومة الاحتلال الفرنسي، بل شارك الشعب العربي بأسره في الجهاد ضد الغزوة الفرنسية لمصر من بلاد الشام ومصر، لكن يأبى الغرب ان يعترف بجهاد ابناء البلد في طرد المحتلين ليثبتوا مقولة ان الشعوب العربية لا ارادة لها، ولا تطيق الحرية.
ومن الامور التي يعجب لها المرء، كيف رضي لنفسه مؤرخ ان يذكر ان حملة عسكرية صغيرة تستطيع احتلال بلد عربي دون صعوبة، وان حملة غربية اخرى قادرة على اخراج المحتل الاول، بينما تذكر الحقائق التاريخية انه ما من بلد عربي تعرض للاحتلال الا وواجه المحتل بمقاومة شرسة قوية كانت نتيجتها ان خرج المحتل يجر اذيال الهزيمة، وخير مثال المقاومة العراقية للمحتل البريطاني طوال اربعين عاما والمقاومة السورية للمحتل الفرنسي ، وربما كان اطول احتلال لبلد عربي هو الجزائر، حيث جثم عليها الاحتلال قرابة مائة وثلاثين عاما، خرج بعدها مهزوما بفضل تضحيات الشعب الذي حرق الارض تحت اقدام الغزاة المستعمرين.
ويرى برنارد لويس في توقعاته لمستقبل الشرق الاوسط يرى ان دعوة الاسلاميين للديمقراطية دعوة خادعة وغير صحيحة وان دعوتهم اليها هي بهدف الوصول للحكم، وعندما يتحقق هدفهم ينقضون على الديمقراطية وكل من يخالفهم الرأي.
ويرى كذلك : ان الديمقراطيات قد تفاوض ديمقراطيات اخرى وتساومها، ولكن الامر يكون اصعب مع الاديان ويبيت مستحيلا اذا كانت الاديان اصولية، هذا قول يعني ببساطة ان الشعوب في المنطقة يجب ان تتخلى عن قيمها وتراثها وتاريخها، وان تسلّم للقوى الاخرى بالهيمنة والسيطرة.
ويتنبأ برنارد لويس: « بان الدول العربية هي الاكثر تعرضا لخطر التفكك وانها ليست الوحيدة، فالاتجاه نحو التفكك سيزداد بتشجيع من الشعور الاثني والشعور الطائفي المتناميين، وقد تسربت الفكرة المغرية بحق تقرير المصير الى عدد من الاقليات الاثنية التي لم تعد تكتفي بوضعها السابق، لكن »برنارد لويس« لم يبن لنا من الذي يغذي عملية التفكيك في الدول العربية ومن هو الذى لا يريد لدولة عربية واحدة ان تأخذ وضعها الطبيعي تحت قبة السماء، الا برداء غربي تحت الراية الاميركية.
ومن توقعاته المرة، ان النفط لا بد ان ينضب في يوم من الايام وهو المصدر الاساسي للثروة في الشرق الاوسط الذي لم تعد الزراعة كافية لاطعام جميع سكان المنطقة والحاجة للطعام تتنامى في استمرار، والطعام يعتمد على الزراعة التي تعتمد على التربة والماء، ولكن الشرق الاوسط لا يملك السهول الشاسعة الموجودة في مناطق العالم فمعظم سطحه جبال وصحارى بينما المناطق الزراعية محدودة وتعتمد على الانهار، وتدور حول الانهار مشاكل تقنية وسياسية في آن معا، هذا يعني في نظر الكاتب ان الصراع في المنطقة سيمتد ويطول، فأنهار العالم العربي مثل النيل والفرات ودجلة والاردن تشهد صراعات مع الاخرين .
لكن اغرب مافي توقعاته في كتابه قوله ان هناك ثلاثة عوامل يمكن ان تساعد في تحويل الشرق الاوسط هي تركيا - اسرائيل - والنساء وفي السابق نأت تركيا بنفسها عن المنطقة ووقعت اسرائيل في عزلة وتعرضت النساء للقمع فمن بين العوامل الثلاثة تكتسب النساء اهمية خاصة »فهن« لو سمح لهن ان يلعبن دورا اساسيا في ادخال الشرق الاوسط في عصر جديد من التطور المادي والتقدم العلمي والتحرر الاجتماعي السياسي فمن بين جميع سكان الشرق الاوسط تملك النساء اكبر مصلحة في التحرر الاجتماعي والسياسي يتساءل المرء لماذا وضع »برنارد لويس« النساء في الشرق الاوسط بين اسرائيل وتركيا في العوامل المؤثرة في تقدم الشرق الاوسط؟
لماذا اراد ان يركز على النساء ويعطيهن دورا مستقلا عن الرجال في الوقت الذي يعرف فيه الكل ان المجتمع الانساني يتكون من الرجال والنساء وانهم يكملون بعضهم البعض وان رحلة الحياة لا يمكن ان تستمر بدون التكامل والتعامل بين شقي المجتمع.
لقد أعلن لويس تفكك وموت العالم العربي منذ حرب الخليج، وقد يكون محقا في ذلك للأسف، لكنه حق مبطن بباطل، حيث يعتبر ان اسرائيل وتركيا هما الدولتان الوحيدتان الناجحتان في منطقة الشرق الاوسط. ودعم موقفه هذا في مجلة (فورين أفيرز) في 1992 حين كتب: <<إن غالبية دول الشرق الاوسط. مصطنعة وحديثة التكوين وهي مكشوفة لعملية كهذه. وإذا ما تم اضعاف السلطة المركزية الى الحد الكافي، فليس هناك مجتمع مدني حقيقي يضمن تماسك الكيان السياسي للدولة، ولا شعور حقيقي بالهوية الوطنية المشتركة، او ولاء للدولة الأمة. وفي هذه الحال تتفكك الدولة مثلما حصل في لبنان الى فوضى من القبائل والطوائف والمناطق والاحزاب المتصارعة>>. ويطالب لويس في عدد من المقالات الولايات المتحدة الاميركية بعدم اظهار الضعف تجاه العرب والمسلمين، ويدعوها الى صرف المخاوف من إثارة غضب الشارع العربي، فهو يرى ان <<لا شيء مهما في ذلك الجزء من العالم سوى الارادة الحازمة والقوة>>. وانتقد كثيرا الانسحاب الاسرائيلي من لبنان، لأنه كان <<أبكر من اللازم>>، معتبرا انه كان مؤشرا على الضعف، ودفع الفلسطينيين الى اطلاق الانتفاضة الثانية اقتداء بحزب الله اللبناني. وبصدد العلاقة مع الغرب، يرى لويس ان شكاوى العرب والمسلمين من الغرب تفتقر في مجملها الى اي أساس، كونها لا تتجاوز محاولة يائسة من مجتمعات فاشلة لتحميل قوى خارجية، خصوصا الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل، مسؤولية التعاسة التي صنعتها لنفسها.
و لا بد من ذكر سطور عن الكاتب »برنارد لويس« بالتأكيد، ان اسمه ليس غريبا عن المثقفين العرب بصفة عامة، والمثقفين الاسلاميين بصفة خاصة، لان »برنارد لويس« كاتب منحاز لاسرائيل والصهيونية اولا، ومؤمن بالتوجهات الامريكية في الشرق الادنى، لانه احد المفكرين المنظرين لهذه السياسة في الجامعات الامريكية
برنارد لويس المستشرق المعاصر، أستاذ دراسات الشرق الأدنى المتقاعد في جامعة برنستون بالولايات المتحدة الأمريكية، يجهله الكثير اولئك الذين قرأوا له كتاباً أو كتابين من إنتاجه الغزير.
" وكتابة لويس ممتعه ولغته بسيطة وتحليله مقنع، كثير من الناس الذين يلتقون معه في نظرته إلى الشرق الأدنى وشعوبه ولذا فإن من يقرأ له عملاً أو عملين أو مقالة صحفية في جريدة أو مجلة لا يعدّ عالماً به كمن بحثه بحثاً طويلاً وحلل فكره وكتبه ومقالاته.
وهذه حال بعض قراء العربية الذين يقرأون بالعربية المترجم إليها أو يقرأون باللغة التي يكتب بها المعني بالمنطقة، وقليل من هؤلاء القراء من يبحث عن خلفيات الكاتب وخلفيات الكتابة ما دام ما يقرأه ممتع ولغته بسيطة ومن هنا جاء التأثر بالآخرين الذين يكتبون عن المنطقة والدين الذي تؤمن به والفكر الذي يسير الناس ويسير الناس من خلاله، وخاصة أولئك الذين لديهم الرغبة في التغيير، أيّا كان هذا التغيير. وهذا شعور ليس محدثاً بل هو قديم قدم هذه الإسهامات الخارجية حتى قيل من سنين عديدة تصل إلى خمسة عقود مضت: إن المستشرقين قد فهموا الإسلام أفضل من فهم أهله له وحتى قيل إن بعض المناطق الإسلامية ليست إسلامية الروح بقدر ما هي أوروبية الهوى هذا ناتج عن قراءة سريعة غير تحليلية لكتابات ممتعة ولغتها بسيطة وناتج كذلك عن قدر من الجمود في الفكر في مرحلة من المراحل التي تهمش فيها ما يسمى اليوم بالفكر الإسلامي مع تحفظي على هذه التسمية.
ولولا أن برنارد لويس يوضح للناس هويته الدينية ونزعته الفكرية من أنه يهودي المعتقد صهيوني الهوى لكان تأثيره أكثر مما هو عليه الآن ،وليس كل المستشرقين يبينون ذلك في كتاباتهم وتعليقاتهم حتى أضحى من الصعب على الباحثين في الاستشراق استخلاص هذا الانتماء الديني والفكري إلاّ بمزيد من تحليل الكتابات وهذا يحتاج إلى المزيد من التخصص في الأفراد على غرار ما قام به الدكتور مازن المطبقاني الذي درس برنارد لويس دراسة علمية أظهر فيها انتماءه الديني والفكري، وهذا من حقه كما هو حق قد أعطي للمدروس فلم لا يعطى للدارس؟!
ومهما يكن من أمر فإن كتاب برنارد لويس الأخير "مستقبل الشرق الأوسط" قد أثبت في تحليلاته نقاطاً عدة أكدت توجهه إلى التاريخ الحديث ولجوئه إلى التحليل السريع الإعلامي الذي لم يكن معهوداً عنه في إسهاماته في تاريخ الشرق الأدنى وهو بهذا يحقق من الغايات لدينه وفكره أكثر مما يحققه لهما في مسيرته الأولى وإن ضحى بسمعته العلمية وبعمق البحث العلمي وقدر يسير جداً من التحليل الموضوعي، فكان الله في عون هذه الأمة التي تتكالب الأمم عليها كتكالب الأكلة على قصعتها .
ولبرنارد لويس، مجموعة مؤلفات، تستحق أن تذكر كلها، إنما أهمها:
أصول الإسماعيلية - ترجمة خليل أحمد حلو ، وجاسم محمد الرجب – القاهرة/العرب في التاريخ/نشوء تركيا الحديثة/الحشّاشون-مملكة الجبل في اسيا الوسطى /كيف اكتشف المسلمون أوروبا/السّاميون واللاّساميون/العنصرية والعبودية في الشرق الأوسط: بحث تاريخي/الإسلام والغرب/صدام الحضارات: المسيحيّون والمسلمون واليهود في عصر الاكتشافات/الشرق الأوسط: ألفا سنة من التاريخ من فجر المسيحية حتى يومنا هذا/تركيا الكمالية وإيران الخمينية: مستقبلان متناقضان/الديموقراطية الليبرالية والأصولية الإسلامية/صراع القرن المقبل.
Refrences
http://www.alarabnews.com/alshaab/GIF/16-11-2002/a17.htm
http://www.sutoor.com/issues/2003/076/046_076.htm
http://www.elrayyesbooks.com/Articles/Sep99/27/3.htm
http://www.alshaab.com/GIF/14-03-2003/a2.htm
http://www.plofm.com/new_page_2223.htm
http://www.amin.org/views/edward_said/2003/apr14.html



#عصام_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجلس الحكم والكفاءات العراقية
- نعوم إفرام تشومسكي
- من الاحداث التاريخية لشهر شباط
- حق الكتابة عن الجنرال عبد الكريم قاسم
- الغاء مشروع النهر العظيم في ليبيا
- مقترح بناء عاصمة جديدة للعراق 2-3 & 3-1
- استمارات الجرد الحديثة
- التعليق الرياضي العربي
- الراحل عبد الرحمن منيف بين تألق الروائي وفشل المؤرخ
- العقل العربي وهدر الثروات الوطنية
- البحث عن شقة للايجار
- همسات صباحيـــة-3
- حساسية الكويتيين
- حقوق المرأة العراقية
- موقف اتحاد الكتاب العرب
- غسان كنفاني- نزيف الذاكرة الحية
- حتى أنت يابلبــــــــــل
- سطور مُنتخبة مما كَتبوا
- الابقاء على المهمة في العراق
- البرمجة الكائنية المنحى-03


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام البغدادي - برنارد لويس : مستقبل الشرق الاوسط