حسام الدين النايف
الحوار المتمدن-العدد: 2800 - 2009 / 10 / 15 - 05:43
المحور:
الادب والفن
-دندنة ارتجاف العارف
-حسام الدين النايف
كهولاتُكِ!
عتيقةُ البوح
كشحوب أقمارٍ
جعدتها مساءاتُ
ثرثرةِ البحارةِ؛
لكنها ترشكِ:
باختطافات طيور
لاهثة
كأفواه آلهةٍ
مزدحمةٍ بالنبوءات.
ترشكِ؛
بمسلات كالقواضم
كوّاتُها لا تدلف منها حتى السماوات.
أو بجبال
كأنها وعول؛
شلالاتها كجمهرة خرفان،
ومدرجات زَبَدِها
تزاحم ما نكبتُ
كسفن ثلجية
تكشط فناراتِها
السابحةَ بفيوضات الليل.
ترشكِ؛
بتشوهات
شبيهةٍ بهياكل أباطرة
محاربين؛
كانوا قد نسوا أسمالهم
على الساحل؛
وَبَرُ ياقاتهم يكاد ينتف الهواء،
وقرون قلنسواتهم أشبه ما تكون بأكف المتسولين.
بدندنة ارتجاف العارف
ترشكِ هذه الكهولات
أيضاً:
من أين يأتون؛
هؤلاء
القادمون
من نتوءات الغيم؟
لِما يطفق اطفالٌ
منكِ
لملاقاتهم،
وكهول
يذرّون قدّامَهم
طفولاتٍ
مغلفةً بأحداق المطر،
ونساء
يدخلن ظلالكِ
مزموماتُ الشفاه
كثيابهنَّ
المصفرة
ببهتان النهار؟
آخ؛آخ!
لو أعرف
الى أين تقوديننا
لأنزويتُ في الموت
أرعب رطوباتِكِ
وأوصي السمك:
أن يمسح عن أفواهكِ رائحة الغرقى
الّذين ينصصون أحلامنا
في نهاراتهم الدائخة؛
أيتها الصخور
الصخور الكهلة:
كم أشعل الرمل فيكِ اغترابنا!
أي جنون يندلق من شقوق جدرانكِ
صوب ليلنا؟
أي انتفاخ للجرف
يدعس قيلولاتكِ المندسةَ
في عيون النوارس؟؛
نريد أن نسكرَ
أن نسكرَ
الآن،
مبللينَ،
مرتقينَ سكرنا
أبداً
بصباحات
حراس التين~
9-9-2009
جنوب السويد
#حسام_الدين_النايف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟