أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد سعد - المناورات العسكرية الامريكية – الاسرائيلية في أرجوحة التطورات الاقليمية!















المزيد.....

المناورات العسكرية الامريكية – الاسرائيلية في أرجوحة التطورات الاقليمية!


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 2798 - 2009 / 10 / 13 - 23:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا نبالغ اذا اكدنا ان منح الرئيس الامريكي جائزة نوبل للسلام يعتبر مهزلة سخيفة تستهتر بشكل سافر بالابطال الحقيقيين المناضلين فعلا من اجل السلام العادل وكل المعركة من اجل السلم العالمي. فمنح اوباما لهذه الجائزة يعني من حيث المدلول السياسي تقديم المكافأة لمنهج حق القوة، لمن لم يتخلّ عن البلطجة العدوانية العربيدة وايديه لا تزال ملطخة بدماء ضحاياه وضحايا حلفائه في العراق وافغانستان والمناطق الفلسطينية المحتلة وفي العديد من الدول الافريقية. فالحليف الاستراتيجي والسند المركزي الداعم للعدوانية الاسرائيلية، للاحتلال الاستيطاني الاسرائيلي ولجرائم الحرب التي يمارسها المحتل الاسرائيلي وعصاباته من اوباش المستوطنين ضد الشعب الاعزل من السلاح، هذا الحليف لا يمكن ان يكون رجل سلام بل المجرم بحق السلام.
لقد خاب ظن كل من راهن بان ادارة اوباما تنتهج سياسة "متزنة" في الموقف من الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني – العربي وسيكون الفرج على ايديها بانجاز التسوية العادلة التي تنصف الشعب العربي الفلسطيني حقوقه الوطنية المشروعة بالتحرر والدولة والقدس والعودة، وان 99% من اوراق الحل بايدي الامريكان وهم من يملك مكبس الضغط لكسر رقبة الرفض الاسرائيلي المعادي للتسوية العادلة! واكدنا ان ما يزيد "الطين بلة" هو الانقسام الفلسطيني والعربي المأساوي وسجود العديد من دواجن الانظمة العربية في المحراب الامريكي الامر الذي يعكس اثره في ترجيح مكبس الضغط على الفلسطينيين والعرب، لابتزاز تنازلات سياسية تصب في خدمة المحتل الاسرائيلي وفي تعزيز التحالف الاستراتيجي السياسي والعسكري القائم بين الامبريالية الامريكية واسرائيل الرسمية . فرغم المعطيات الصارخة في تقرير لجنة حقوق الانسان الدولية، لجنة ريتشارد غولدستون، عن الجرائم ضد الانسانية، جرائم الحرب التي ارتكبها جيش المحتل الاسرائيلي في الحرب الهمجية على قطاع غزة، رغم هذه المعطيات المأساوية نجح مكبس التهديد والضغط الاسرائيلي – الامريكي في انقاذ اسرائيل مؤقتا، من اتخاذ قرار بالتصويت في لجنة حقوق الانسان الدولية في جنيف لنقل الموضوع الى مجلس الامن الدولي ومحكمة لاهاي الدولية. فالموقف الفلسطيني المتخاذل في جنيف شجع المجرم الاسرائيلي وسنده الامريكي على تصعيد ارتكابه للجرائم في القدس والاقصى وتسريع وتائر الاستيطان.
والاخطر من كل ذلك يكمن في تعزيز التنسيق العسكري الاستراتيجي الامريكي – الاسرائيلي على مختلف المستويات، وتنظيم مناورات عسكرية مشتركة امريكية – اسرائيلية لا تستهدف بالطبع صيانة الامن والاستقرار في المنطقة ولا انجاز السلام العادل والشامل في الشرق الاوسط. فالخطر بانفجار حرب عدوانية في المنطقة لا يزال احد خيارات التحالف الاستراتيجي الامريكي – الاسرائيلي.
وقد برزت في الاسابيع الاخيرة عدة مؤشرات ودلائل يستدل منها انه يجري في السراديب المعتمة الاسرائيلية – الامريكية التجهيز والاعداد لعمل ارهابي عدواني، قد يكون بشن "حرب وقائية مانعة" ضد ايران او حزب الله او ضد حماس في قطاع غزة.
ومن هذه المؤشرات والدلائل عبور غواصات اسرائيلية لقناة السويس المصرية متوجهة الى مياه منطقة الخليج العربي – الفارسي. واستلام غواصتين عسكريتين من نوع "دولفين" اشترتهما اسرائيل من المانيا. والترويج الاعلامي المكثف (انظر – "يديعوت احرونوت" 7-10-2009). حول انتاح اسرائيلي لاختراع عسكري مميز عبارة عن منظومة يمكنها رصد صواريخ موجهة مضادة للدروع وتحويل مسارها عن الهدف. وحسب تقرير هذه الصحيفة ان الجيش الاسرائيلي سيكون اول جيش في العالم يقوم بحماية سلاح المشاة من جنود ودبابات من النوع الذي كبد الجيش الاسرائيلي خسائر فادحة في الحرب اللبنانية الثانية وفي عملية "الرصاص المصبوب" العدوانية على قطاع غزة.
وحسب نائب مدير الصناعات العسكرية الاسرائيلية "ان المنظومة الحديثة يمكنها تشويش مسار صواريخ مضادة للدروع من نوع (كورنيت) و "ميلان" التي استخدمها افراد حزب الله خلال حرب لبنان الثانية"!
ومن المتوقع ان يتوج التحالف الاستراتيجي الامريكي – الاسرائيلي تنسيقه الاستراتيجي العسكري باجراء اكبر واوسع مناورات عسكرية غير مسبوقة خلال الاسبوع القادم في اسرائيل. فما هو الهدف والمدلول السياسي من وراء ابراز عضلات القوة العسكرية لأحدث منظومات القتل والتدمير ومن مختلف مراتب الصواريخ المطورة، من صواريخ ارض ارض الى ارض جو الى صواريخ تطلق من غواصات تتمركز في البحر المتوسط والبحر الاحمر ومنطقة الخليج!



* مناورات "جنيفر كوبرا"
يجري خلال الاسبوع القادم اضخم مناورة عسكرية مشتركة بين القوات الامريكية والاسرائيلية في اسرائيل. ويطلق على هذه المناورة اسم "جنيفر كوبرا". ومن حيث طابعها العسكري فان هذه المناورة تستهدف - كما تؤكد المصادر الامريكية والاسرائيلية – التمرين على مواجهة صواريخ بعيدة المدى وكأنها منطلقة من ايران او سوريا او من حزب الله في لبنان على اسرائيل. كما ان الهدف ايضا هو فحص مدى نجاعة التعاون بين اجهزة الدفاع الجوي الاسرائيلي والامريكي – فحص نجاعة المنظومات الصاروخية – "هحيتس" و "هتأ اد" و "هبتريون" و "هوك"، فلأول مرة يجري استخدام الاطلاق الحي للمنظومات الصاروخية الامريكية في اسرائيل. وسيشارك في المناورات بوارج حربية وغواصات امريكية، هذا اضافة الى حاملات طائرات ومئات الجنود والضباط الامريكيين. وسيشرف على المناورة جنرال امريكي رفيع المستوى برتبة اربعة نجوم. وانه إبان اللقاء الذي تم خلال الاسبوع الماضي بين القائد العام للجيش الاسرائيلي غابي اشكنازي مع القائد العام للجيش الامريكي مايك مولن وضعت اللمسات الاخيرة المتعلقة بطابع هذه المناورة.
ولا يخفي المسؤولون الامريكيون والاسرائيليون ان هذه المناورات الحالية تجري في ظل التوتر مع النظام الايراني. فمن حيث المدلول السياسي فان استعراض القوة الصاروخية البحرية والجوية والبرية الامريكية – الاسرائيلية وهذا الترويج الاعلامي لها، لا يستهدف الا الارهاب لابتزاز مكاسب سياسية من ايران وسوريا والسلطة الوطنية الفلسطينية. فمحور الشر الامريكي – الاسرائيلي يستغل عمليا المفاوضات الجارية بين الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن زائد المانيا مع ايران لانذار الاخيرة انه اذا لم يخضع نظامها للاملاءات الاشتراطية الغربية المتعلقة بالبرنامج النووي الايراني، فان العقوبات الصارمة تنتظرها، من عقوبات اقتصادية وسياسية وعدم التنازل عن الخيار العسكري الذي تتحمس اسرائيل العدوان لتبنّيه.
إن تعزيز التنسيق العسكري والتعاون العسكري والاستراتيجية العسكرية المشتركة في إطار التحالف الاستراتيجي القائم بين اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية والتي تعكس المناورات الصاروخية بالاسلحة الحية خلال الاسبوع القادم، يعكس ويؤكد ان الامبريالية الامريكية في عهد ادارة اوباما – كلينتون لم تتخل عن اسرائيل كمخفر استراتيجي اساسي وامامي في خدمة استراتيجية الهيمنة الامريكية في منطقة الشرق الاوسط وخارجها. وعلى سبيل المثال لا الحصر، فقد اوردت صحيفة "يديعوت احرونوت" يوم الاربعاء في السابع من شهر اكتوبر الجاري ان المحتل الامريكي للعراق يستدعي "خبراء" من ضباط جيش ومخابرات من "ذوي الخبرة" في ادارة شؤون الاحتلال الاسرائيلي في المناطق الفلسطينية المحتلة، يستدعيهم الى العراق المحتل للاستفادة من خبرتهم في تسيير امور "الحكم الاداري" في المدن والاقاليم العراقية بعد اعادة انتشار القوات الامريكية وانسحابها من داخل الى محيط المدن والبلدات العراقية. فهل يمكن لادارة اوباما ان يؤتمن جانبها بالاخلاص للحق الفلسطيني؟



* ألصفعة التركية
ليس كل شيء سيئا ويبعث على التشاؤم على ساحة التطور والصراع في المنطقة، فالشعوب اذا هبّت ستنتصر ارادتها. وهذا ما يحدث في تركيا العضو في الحلف الاطلسي وتربطه علاقات عسكرية وطيدة مع اسرائيل. هبّة الشعب التركي المتضامن مع الشعب العربي الفلسطيني وضد جرائم الاحتلال الاسرائيلي جعلت النظام التركي الذي ينشط لاخذ دور اقليمي في المنطقة يضطر تحت ضغط الموقف الجماهيري التركي الى تغيير بعض ملامح سياسته من اسرائيل. فالنظام التركي دان بشدة جرائم اسرائيل الهمجية في غزة وطالب بنقل تقرير غولدستون الى مجلس الامن الدولي وحتى لطرد اسرائيل من عضوية الامم المتحدة من جراء جرائمها ضد الفلسطينيين والانسانية. ومؤخرا وجه النظام التركي صفعة مدوية الى حكومة نتنياهو اليمينية. حيث كان من المخطط اجراء مناورات عسكرية مشتركة تركية – امريكية – اسرائيلية من 12-10 الى 25-10 باسم "انتولبان ايجل" وبمشاركة قوات من الحلف الاطلسي. تحت هبة المظاهرات الجماهيرية التركية الغت حكومة رجب الطيب اردوغان مشاركة اسرائيل في المناورة، فتضامنت امريكا مع اسرائيل واعلنت عدم مشاركتها، فاعلن النظام التركي ان المشاركة في المناورات ستقتصر على القوات الجوية التركية. وبدأت حملة من التحريض الاسرائيلي الرسمي ضد النظام التركي الى درجة التلويح باتهام اردوغان باللاسامية.
فهل يتعلم حكام انظمة الدواجن العربية من تركيا ويتحلون بشيء من الجرأة الوطنية بهز الرسن لحكام اسرائيل واسيادهم وحلفائهم من الامريكيين وغيرهم.





#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تنجح حكومة الكوارث في قبر تقرير لجنة غولدستون الدولية؟!
- هل من المعقول ان يكون الذئب حملا وديعا وحمامة سلام ؟!
- مسرحية اللقاء الثلاثي - مأتم جنائزي للسلام العادل!
- في أعقاب تقرير الادانة: لصقل الموقف في مواجهة العدوانية الاس ...
- الفقر والمجاعة من أبرز مؤشرات -النمو الاقتصادي- في اسرائيل !
- مدلولات الأفق الاستراتيجي الكارثي لحكومة نتنياهو اليمينية !
- تدفع حكومة نتنياهو اليمينية باتجاه مأسسة نظام ابرتهايد؟!
- وزير الشؤون الفاشية
- هل تقود سياسة الحكومة الى تضخم مالي منفلت العقال؟!
- أوباما يصطدم بحيتان الطغمة المالية الأمريكية
- مؤتمر فتح السادس: نهج التسوية السياسية هو الخيار الاستراتيجي ...
- امبراطورية مافيا يهودية امريكية – اسرائيلية للفساد وغسل الام ...
- في التسعين من عمره المتجدد: لا تشوهوا دور الشيوعيين الكفاحي ...
- ماذا وراء عناق -الكاوبوي- الامريكي مع -الدب- الروسي في موسكو ...
- هل تأجيل الحوار سيساهم في ترتيب وتعزيز البيت الفلسطيني؟!
- حذار من محراك الشر التخريبي في لبنان والعراق!!
- هل وصلت اقدام الصراع الى عتبة بوابة التسوية السياسية الاقليم ...
- حقيقة الموقف من الاحداث المأساوية في ايران !
- بعد خطابه التاريخي مهمات اساسية لمواجهة التحديات الكارثية لم ...
- نتائج الانتخابات الايرانية: مؤشرات لمخاض داخلي لم تنجح في تغ ...


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد سعد - المناورات العسكرية الامريكية – الاسرائيلية في أرجوحة التطورات الاقليمية!