ماجد زيدان
الحوار المتمدن-العدد: 2784 - 2009 / 9 / 29 - 19:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الاوساط الشعبية في كركوك وبقية انحاء البلاد تطمح الى انهاء الجدل بشأن معضلة كركوك والانتقال الى حل يرضي جميع الاطراف والمكونات الجماهيرية بأسرع وقت. فهي تدرك بتجربتها واحتكاكها مع بعضها البعض ان الحل متيسر اذا ما تخلت القوى السياسية عن التشبث بالمواقف التي ثبت انه لا يمكن تمريرها وفرضها على الآخرين. في نقاشات حرة وبعيدة عن الرسميات والاعلام مع كوادر وقيادات من قوى سياسية من مختلف الاطياف الاجتماعية والاعراق تجمع على ان الحل يكمن في مبادرة جريئة وتاريخية تعطي لكركوك وضعاً خاصاً في دولة العراق. تعصب الزعماء السياسيين ومحاولاتهم الحصول على كل شئ دفعة واحدة اطال من امد المعضلة وعرقل الحلول وافترق عن الطموحات الشعبية لمكونات المجتمع الكركوكي والعراقي ، بل ان هذا الاصرار على المواقف غير العقلانية بشكل خطراً داهماً على الوحدة الوطنية العراقية قد يفجر العملية السياسية ويخرب مشروع بناء الدولة الحديثة الذي ما يزال هشاً ، اذا استمروا على ذلك. وقد يؤدي هذا الشحن والتعبئة خلف الشعارات الحالية الى بلوغ خط لا يمكن العودة فيه الى الحلول المعقولة ، واضاعة فرص واقعية تتوافر الآن لتعزيز الوحدة الوطنية واعادة البناء وتلبية المطالب الجماهيرية. في الحوارات التي تجري مع البعض الذي يتشدد ويتطرف فيما يطرحه على وسائل الاعلام بين الحاق بالمركز او الحاق بالاقليم ، هؤلاء يعتقدون في قرارة انفسهم ان انسب وضع لكركوك ان تكون اقليماً لوحدها ، وحين تطلب منهم ان يصرحوا بذلك علناً وينسجمون مع رغبات وقناعات منتسبي احزابهم يخشون من المبادرة والجهر بها بدعوى انهم يتحملون مسؤولية تاريخية قد تحسبها الاطراف الاخرى عليهم! وينتظر آخرون مقايضة ذلك بمكاسب في مناطق اخرى متنازع عليها لكي يستجيبوا الى المطالب الشعبية في انهاء الاوضاع الاستثنائية في كركوك. يغفل هؤلاء الساسة النافذون انهم سيكسبون قوميتهم اولاً والشعب العراقي ثانياً ما دام هذا الحل يصب في تعزيز وحدة الشعب العراقي بعربه وكرده وقومياته الاخرى. ان الساسة الذين يذكرهم العراقيون ويقيمون اعمالهم ايجاباً هم من يحترمون المواقف التاريخية الممكنة والتي تصب في خدمة شعبهم ووحدته وتعزز لحمته وتنفق مع اتجاه العصر نحو مزيد من الاندماج وبناء الكيانات والدول الكبيرة والقوية بمؤسساتها الدستورية
#ماجد_زيدان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟