أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس النوري - لماذا التمسك بالماضي؟














المزيد.....

لماذا التمسك بالماضي؟


عباس النوري

الحوار المتمدن-العدد: 2782 - 2009 / 9 / 27 - 13:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من هم الذين يتمسكون بالماضي ويشيرون إليه بمناسبة أو دون مناسبة؟
هل يمكننا طي صفحة الماضي ومحاولة بناء دولة عصرية؟
هل يحق لقائد سياسي أن ينتقل من أيدلوجية إلى أخرى؟
هل يمكننا إطلاق مصطلح المثقف على من يشير بأصابع الاتهام على من لا يتفق معه في الرأي؟

وهل يحق لي أن أختار من أريد العمل معه إن قررت أن في ذلك منفعة الوطن وشعبه؟ وهل يجب عليَ تغيير رأي حين يتهمني الآخرون وينعتونني بمختلف النعوت. وهل سوف يتطور العراق بالكلمات المشحونة باللؤم والحقد والحسد والكراهية...ألست أنت من تنتقد وتوجه الاتهامات عنصري ومتطرف لجهة معينة حين تنتقص من شخصية وطنية...هل يحق لك ما لا يحق لغيرك...وهل تأخذ مكان القاضي دون محكمة وتصدر أحكاماً دون أدلة...بل تبني حكمك على أساس الشبهات...هل أنت وطني بعد ذلك كله.

نمى شخص في عائلة تحب الباذنجان ولا تطيق الشِجر(الكوسة) وفي تصور البعض أن الباذنجان طبيعته حار وعكسه الشجر(الكوسة) فكلما صادف شخصاً من محبي النوع الآخر كرهه عن بعد ولا يختلط به بل يذمهُ دوماً. وفي ذات يوم ألتقي الطرفين معاً على مأدبة عشاء لطرفٍ ثالث كان بعيداً كل البعد عن خلافات النوعين وقد هيأ أكلة تسمى (التبسي) ولدى العراقيين التبسي معروف ومحبوب فهو طبق من النوعين المذكورين والبطاطس والطماطم ولحم الغنم والبصل والبعض يضيف الفلفل الأخضر والأحمر والأصفر طبقات فوق أخرى ممزوج بمعجون الطماطم وبعض الملح والبهارات حسب الرغبة. وكلما تذوق الطرفين المتناحرين الأكلة قالا ما ألذها من طعام وهما يشعران بطعم الباذنجان وطعم الشجر (الكوسة) ولكن بعد مزجهما في طبق يحتوي على خضروات أخر...تبين أن اللذة الحقيقية لم تكن في أكل كل نوع لوحدها بل حينما تختلط بعضها بالبعض الأخر وفق مقادير متوازنة لكي لا يطغي طعم نوعٍ على آخر.

هل تتصورون أن صاحب الكوسة لم يحب الباذنجان أو العكس لاحقاً؟

العراق فيه مجتمعات ذو ثقافات متنوعة ومختلفة عن بعضها، ولكل مجتمع ثقافة وتاريخ وتقاليد خاصة تعتبر كنزٌ خاص ذا مكانة مميزة لا يفرط بجزءٍ منه حينما يتطلب الأمر الدفاع عن المعتقدات والتاريخ والعادات...لكن بما أن جميع هذه المجتمعات والأطياف تعيش في العراق عليها التعايش مع بعضها وفق ضوابط معينة ومتفق عليها، والقانون ينظم الحياة بين الجميع بصورة عادلة وبدون تمييز إن طبق بعدالة. والسلطات مسئولة عن تطبيق القوانين وتنظيم أمور الجميع. وجميع المسئولين في الدولة موظفون لدى عموم الشعب عليهم يتوجب التعامل مع الجميع سواسية.

العراق تجزأ بعد التاسع من نيسان 2003 وكان وراء هذه التجزئة قوى غير عراقية اشتركت في إشعال نيران الفتنة الجميع وأدواتها العراقيين دون أن أوجه تهمة لهذا الطرف أو ذاك...حيث أن الشعب العراقي يكتشف كل يوم من هم الذين معه ومن هم الذين يعادوه وينصبون له المكائد.
وتفرقت القوى السياسية حسب انتماءاتها العرقية والدينية والمذهبية وما إلى ذلك من تقسيمات وقتل البعض الآخر...وهجر أناس وسجن آخرون وظلم آلاف بل مئات الآلاف وكثر الأيتام والأرامل وجف الأرض ومنعت السماء...والسؤال هل نستمر في صنع الكوارث أم نحاول وقف النزيف وإبدال الحقد بالمحبة والتفرقة بالتآخي...ونعد طبقاً يجمع جميع الخضار العراقية لنتذوق من كل الأصناف ونتبادل الخبرة والثقافات ونستنير بمجموع الحضارات والتاريخ العريق.

الأستاذ طارق الهاشمي كان أمين عام للحزب الإسلامي ترك الحزب ليعمل وفق طبق وطني واتجاه جديد يجمع كل ألوان الطيف العراقي الجميل...هل نعيب عليه ما كان عليه سابقاً.
الدكتور محمود المشهداني رئيس البرلمان السابق يعمل الآن مع دولة القانون وسمعته يقول بأنه قريب جداً من نوري المالكي والمالكي رئيس حزب الدعوة...ومعه العديد من العلمانيين لأنه يدعو لقائمة دولة القانون، ولهذا يجب عليه قبول جميع الشرائح في قائمته...هل نعيب عليه ذلك أم نعيب على المشهداني...مع الائتلاف العراقي الموحد أنضم الدكتور أحمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني العراقي والمعروف عنه علماني والمجلس الأعلى إسلامي شيعي على نعيب على الأول أم على الثاني...كيف أراكم تحكمون...هذا هو العراق يجب علينا نسيان الماضي وطي الصفحة المؤلمة والتوكل على الله لبناء عراق جديد وفق ضوابط وطنية.

أني قريب من قائمة تجديد بل من المؤسسين وفكري إنساني ولم أنتمي ولم تغرني المناصب وإن لوحت لي جهات بعناوين مختلفة...ولا حتى في قائمة تجديد سوف لن أرشح للبرلمان ولا أقبل بأي منصب ولم يقدم لي أحد مبلغ كبير لعملي في القائمة...بل هدفي هو عبور الخطوط الحمراء لكوني مسلم شيعي وأحاول العمل مع الأستاذ طارق الهاشمي على أساس قائمة تجديد وطنية وفق البرنامج والفلسفة المطروحة للنقاش في الموقع الخاص وأن يكون المرشحين للقائمة من كافة أنحاء العراق والترشيح يكون بمحض إرادة الناس وليس من خلال قائمة مركزية تصل للكوادر مجبرين على انتخابهم دون معرفة سابقة...المنطقة هي التي تقدم أسماء المرشحين والجميع مشاركون في صياغة سياسة القائمة...والقائمة تبدأ بالهاشمي ولا نهاية لها. أننا نعتمد مبدأ الجماهير تقود القيادة وليس العكس فهل أنتم ممتعضون.

ليقل من يشاء ما يشاء...جميع العاملين في قائمة تجديد يعون أهمية ووطنية هذه القائمة...وإن وصفني البعض بكلمات بذيئة فلا يفسر إلا عن تربيته وخلقه، ولكنني لا أدعوا له إلا بصلاح ما فسد من عمره ففي صلاح الناس صلاح البلاد والعباد وبالخصوص المثقفين أو الذين يعدون أنفسهم في صف المثقفين ويريدون خير الوطن وتغيير مساره...إن لم تكن وردة فلا تكن شوكة في درب المخلصين.

أن كان لدى البعض الخيار الأفضل فأرجوا أن يدلونا عليه...وإن كانوا توصلوا للحقيقة الأزلية دون غيرهم فأتمنى أن يعضونا لنستنير الدرب المظلم ونخرج من الظلمات... وإن كان هناك شخصية وطنية فريدة من نوعها ليس عليها شائبة فنتبعه لكن ...ليقذف بالحجر من لا ذنب له.




#عباس_النوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تنتخب...ومن يجب عليك أن تنتخب!
- قائمة تجديد لكل العراقيين
- الانتخابات البرلمانية القادمة...ومستوى وعي المواطن
- انتهى دور البرلمان بعد ضجة واحدة
- يوميات مجنون 1...!
- يوميات مجنون 2 ...!
- هل يطالب العراق أمريكا بالتعويضات؟
- دور منظمات المجتمع المدني
- تحالف الأحزاب البرلمانية لا تزيل الغبار!
- الاحتجاجات الشعبية للدفاع عن حقوق المعتقلين... إلى أين؟
- الانتخابات البرلمانية القادمة يحسمها ... المسكين!
- لا يمكن قيام مجتمع مدني في عراق عرقي.
- خارطة الانتخابات البرلمانية القادمة...طائفية قومية أم وطنية؟
- المالكي يثبت وطنيته بالزيف...وليس بالسيف!
- قيادات حزب الدعوة....تتهم جهات لتبرأ أخطاء المالكي
- الاعلام العراقي لا يهتم بالاقتصاد
- هل أجبرت أمريكا المالكي لإرجاع البعث؟
- لماذا لا تهتم الحكومة بأهم الذكريات؟
- سؤال للإعلام العراقي ...والحكومة الوطنية
- أحلم بأن أكتب عن منجزات عراقية!


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس النوري - لماذا التمسك بالماضي؟