أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - لازلنا في مرحلة محاربة الأمية العتيقة














المزيد.....

لازلنا في مرحلة محاربة الأمية العتيقة


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 2778 - 2009 / 9 / 23 - 07:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حسب الإحصائيات الرسمية المعلن عنها، بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة الأمية الذي احتفى به المغرب مؤخرا، انخفضت نسبة الأمية عندنا من 43 بالمائة (سنة 2004) إلى 34 بالمائة (سنة 2009)، مع إبراز كون 80 بالمائة من المستفيدين من برامج محو الأمية (من أصل 3.2 مليون مستفيد) من النساء ـ نصفهن قرويات ـ علما أن الميثاق الوطني للتربية والتكوين، سعى إلى تقليص نسبة الأمية إلى 20 بالمائة في أفق 2010 والقضاء شبه التام عليها في أفق 2015.

لكن ما تناساه القيمون على أمورنا، أن أمية اليوم ليست هي أمية الأمس، وأن التصور الحالي لمحاربة الأمية أضحى متجاوزا ولم يعد يفي بالغرض، لأنه يحارب أمية عتيقة تجاوزها الركب، وهو تصور لا يجدي نفعا مع مفهوم ومدلول أمية اليوم.

لقد تطور كل شيء في مختلف المجالات، فكيف يمكن لتصور تمت بلورة جوهره، في منتصف خمسينيات القرن الماضي، أن يواجه أمية اليوم؟

في هذا المضمار رفعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) شعار "محو الأمية وتمكين الأفراد"، أي تمكينهم في مجالات المشاركة والمواطنة والتنمية، وهذا أمر لم يكن ليوفره التصدي للأمية بمفهومها العتيق المقتصر على "فك الخط وتهجي الحروف".

"محو الأمية وتمكين الأفراد"، هذا هو السبيل لتقدير الذات والثقة بالنفس، وتحفيز إحساس الأفراد بمهاراتهم الشخصية، وبالاستقلالية وزيادة وعيهم بحقوقهم، هذه هي مفاتيح ضمان الكرامة والدفاع عنها.

إذن، عن أي أمية يتحدثون؟

إن تزويد الأفراد بما يلزم حتى يتمكنوا من المشاركة في مجرى حياة البلاد بفعالية، يستوجب التصدي لأمية اليوم وليس لأمية الأمس، العتيقة.

وربما تكمن هنا مصيبتنا، فنحن بصدد التصدي للأمية بتصورها العتيق وليس للأمية بمفهومها الحالي والتي تفوق نسبتها بكثير النسبة المعلن عنها مؤخرا.

لقد سبق للراحل الحسن الثاني أن قال مبكرا متوجها للعلماء :"من يتقن لغة واحدة يعتبر في عداد الأميين"، وبذلك يكون قد اختزل بمقولته هاته، منذ أكثر من عقدين جانبا من جوانب مفهوم "الأمية" في عصرنا، لأن لكل عصر أميته، ويبدو أننا لازلنا في مرحلة التصدي للأمية بمفهومها "الحجري".

وحسب الخبراء في ميدان التنمية ، فإن نسبة الأمية، التي لا يمكنها أن تعرقل مسار التنمية هي 10 بالمائة في حين أنها تصل ببلادنا إلى 45 بالمائة، والأمر يتعلق هنا بالأمية "العتيقة" فقط. سنكون طوباويين أو نضحك على الذقون، إذا أردنا محو الأمية بمجتمعنا لأننا لن نقوى على ذلك حتى و لو قضينا أربعين سنة أخرى في محاربتها . لذا نرى أن من الواقعي أن نستهدف توقف نسبتها عند 10 بالمائة لاسيما بالنسبة للأجيال القادمة،وهذا في حد ذاته مسعى صعب جدا، لأن مفهوم الأمية ذاته عرف تطورا، إذ لم تعد القراءة والكتابة كافية لمحو الأمية، مادام الذي يعرف القراءة والكتابة ولا يستطيع مواكبة روح العصر، يعتبر هو كذلك عرقلة للمسيرة التنموية، ويصبح أميا في هذا المجال.

لقد كانت الأمية ومازالت إحدى أكبر المعوقات التي تعرفها بلادنا. ولم تستطع المنظومة التعليمية التقليل من هذه الأمية، بل ساهمت أحيانا في تضخيم جيوش الأميين، إما عبر الطرد المبكر وإما بعدم قدرتها على استيعاب الأطفال البالغين سن التمدرس، وهذه هي الأمية التي تهدد بلادنا وليست أمية المسنيين. أما علاقة منظومتنا التعليمية بالمفهوم الجديد للأمية فهذه طامة كبرى.

هذا في وقت ظلت فيه جهود محاربة الأمية، محدودة وارتجالية وبدائية وأحيانا كثيرة عشوائية على مستوى الممارسة والتطبيق، رغم كل ما قيل عن التنظيم والجدالات الأكاديمية العقيمة.
إذ لا يكفي لمحاربة الأمية والتصدي لها، إحداث جهة أو جهاز خاص بها، بل لابد من استراتيجية مجدية وفعالة تتجاوز التصور العتيق للأمية. وحتى الآن مازالت بلادنا لا تتوفر على مثل هذه الإستراتيجية، وما هو موجود لحد الآن مجرد خطوط عامة فضفاضة استمر اجترارها على امتداد عقود من الزمن، وقد سطرت لمحاربة الأمية بمفهومها العتيق،ألف باء...

هذا في الوقت الذي أصبحنا فيه، أمام أشكال جديدة للأمية الوظيفية، وهي المرتبطة بالمقاولات والوحدات المنتجة وأمية الثقافة، وهي المرتبطة بعدم القدرة على الإحاطة بالتكنولوجيا الحديثة واستيعابها.

ففي عصر التسارع التاريخي لم تعد الأمية هي عدم القدرة على فك الحرف، وإنما عدم القدرة على تجديد المعارف وتطوير المعلومات المكتسبة، والعجز عن مسايرة ومواكبة التغييرات الطارئة على الحياة المجتمعية، لاسيما في المجال العلمي والتقني والتكنولوجي، و هيهات بين المفهومين، أمية اليوم و أمية الأمس.







#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما أصبحوا يصعدون إلى المنبر، أصبحت الدروس خاوية على عروشه ...
- خبايا، طرائف وكواليس الدروس الحسنية في عهد الحسن الثاني
- دعم ليبيا ل -لبوليساريو- دون التفريط في العلاقات مع المغرب
- حوار مع علي سالم ولد التامك/ فاعل حقوقي صحراوي
- اقترح عليه الرئيس بومدين رئاسة -الجمهورية الصحراوية- فغادر ا ...
- المغرب في الإعلام الخارجي
- نمو اقتصاد الدول المغاربية لن يتجاوز 4 بالمائة في 2010
- قضاؤنا نقطة سوداء و فشل الحكومة -مستدام-
- لغة سنوات الرصاص
- صيف -الفياسكو-
- من يمثل 15 مليون مغربي؟
- الفقيد عبد الفتاح الفاكهاني لازلت حيا، رغم رحيلك عنا
- الملك -الروك- الوحيد الذي نمّى ثروته هذه السنة
- استعمال المرأة و جسدها من طرف المخابرات
- اعتماد المخابرات ومصالح الأمن على -المرأة- لإسقاط السياسيين ...
- الجزائر تصطاد في مياه المغرب العربي العكرة
- قد تسير الجزائر نحو المجهول وعلى المغرب أن يستعد
- حقوق الإنسان بالريف ، تقرير يرسم صورة قاتمة
- حلقة أخرى من مسلسل الفساد
- -أسطول- سيارات الملك الخاصة


المزيد.....




- مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
- من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين ...
- بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين ...
- الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب ...
- استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
- لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
- روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
- -حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا ...


المزيد.....

- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - لازلنا في مرحلة محاربة الأمية العتيقة