غسان ابو العلا
الحوار المتمدن-العدد: 844 - 2004 / 5 / 25 - 03:47
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
ضرطان بدويٌ من بني بعرة امه جاريةٌ فيليبينة و ابوه خصيٌ بنغالي كان يعمل راعياً لدى مالكها و في اوقات فراغه يقضي لها وطرا . و كانت ولادته من خصيٍ معجزةً تناولتها يومها أسواق العرب و تدوالتها إبلهم و مواشيهم و رددت رجعها الصحارى الواقعة على تخوم البوابة الشرقية كما ذكر ابن عنين في كتابه أيام العرب في النكاح و الطرب , و قد جاء ذكرهذه الحادثة أيضاً في مخطوطة النفزاوي المعنونة , طرائق النيك , تحت باب لسان العرب في قضاء الإرب . و لم تكن ولادة ضرطان هي المعجزة الوحيدة في سلالته , فجده لأمه مايك هامبرغر شيخ المقاومين كان ولياً من اولياء الله الصالحين و مارينزاً يشار له بالبنان , ذاع صيته يوم غار بنو حمدان على مضارب بني بعرة إثر خلافٍ على سقاية الماشية فشدّ عليهم شدّ غليظٍ مقتدر بعد أن اجتمع لديه نفرٌ من بني الأشقر _ أصهرة بني بعرة _ و اعمل فيهم قتلاً و بطشا حتى أصابهم الوهن و اندحروا فما عاد عنهم حتى صالحهم على أن يأتوا الجزية و لا يغادروا خط العرض 32 . فلما عاد احتفى القوم بنصره و قدسوا سطوته و دامت الاحتفالات اربعين يوماً أقاموا له خلالها الولائم و ذبحوا على شرفه النساء و قدموا له النعاج ليطفىء شهوته ثم منحه بعدها شيخ القبيلة غانم المشكاح وسام البعرة الذهبية من رتبة محرر ثم خطب في الناس ان يقيموا بإسمه خطب الجمعة , و أخذ منهم بيعة على ان لا يدعوا بعدها الجمل إلا كملاً و لا القارورة إلا بوتل تيمنا بلهجته و كان الشيخ مايك إضافة إلى بطشه و شدة بأسه خطيبا مفوها و فقيهاً منقطع النظير و من مكرماته إنه كان إذا ما اخرج ريحا كانت ريحه تعبق بالحرية و إذا ما خري كان يخرى ديموقراطية حتى صار القوم يتلمسون خراه و يتدافعون على ريحه التي هي عندهم من ريح الجنة و يتقربون إليه بالطواف حوله و لعق إسته المقدسة . ثم اقاموا الانصاب و رفعوا البيارق المزينة بالعقبان تخليداً لبني بعرة إذ غلبت بني حمدان !
اما ضرطان فقد فصار اسمه ضرطان قلب الاسد بعد ان منح نفسه هذا اللقب بسبب عدد الرؤوس الكثيرة التي قطعها الشيخ مايك طيب الله خراه اكثر مما هو طيب ثم اعتنق الديموقراطية الليبرالية و نذر ان يهب نفسه للتبشير بين القبائل بهذا الدين الجديد !
#غسان_ابو_العلا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟