أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سعاد الفضلي - الحوار والاعتذار















المزيد.....

الحوار والاعتذار


سعاد الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 2775 - 2009 / 9 / 20 - 02:27
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


الحوار والاعتذار
جميلة هي الحياة , وأجمل منها شعور الانسان بالرضى والتفاعل مع معطيات الحياة بمرونة بكل أشكالها وجميل أن نبقى على اتصال بما يجري بداخلنا , نسترجع فيها الصادر والوارد ,لأننا قد نخطئ ولكن دائما لدينا مبررات للخطأ نقدم الاعذار لأنفسنا لا الاعتذار نعاند ونكابر ونعترض ونعتبر الاعتذار ضعفا وانتقاصا لكرامتنا أحيانا , ولكن الأجمل من هذا هو نعيش لحظات صادقة مع أنفسنا ومع الآخرين أحيانا كثيرة بأن نملك مهارة الاتصال مع غيرنا في تقديم وتقبل الاعتذار .
فالاعتذار من أخلاق الأكابر والعظماء، وهو مما يعين على استبقاء المودة واستجلابها، وعلى وأد العداوة وإخلاق المباغضة يسمع من أحدهم مايكره، ولا يُعلمه بذلك، ولا يتغير عليه قال - عز وجل -: ( خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ كما إنه دليل قاطع على سمو النفس، وشفافيتها، وهو مما يرفع المنزلة، ويعلي المكانة والتسليم بالخطأ فضيلة ترفع قدر صاحبها. إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه , والترقي في الكمالات خلق يرفع من قدر صاحبه، ويكسبه رضا أهل الفضل ومودتهم، ويبعثه على الاستفادة من كل أحد، وينأى به عن الكبر والتعالي.
الاعتذار فن له قواعده ,هو مهارة اجتماعية وهو إسلوب تصرف وهو ليس مجرد لطافة , بل هو أن تعرف ما هى العناصر الإيجابية التي يجب أن تتوافر في شخصية الانسان المعتذر تحت الظروف الصحيحة لينتج عنها رد الفعل المثالي ويعطي الأمل بتجديد العلاقة وتعزيزها كما إنه إلتزام أخلاقي لأنه يحثنا على العمل على تحسين العلاقات الاجتماعية ويساعد على استمرار التواصل وعلى تطوير النقاش المتبادل الذي يصل بنا إلى نتائج بناءة و تكون لدينا الرغبة في تصحيح الوضع موضوع النقاش من خلال تقديم البدائل المناسبة المقبولة من كل الاطراف المساهمة في الحوار . اعتماد العقل والمنطق ويعنى ذلك أن يلتزم أطراف الحوار بالطرق المنطقية السليمة أثناء المحاورة، وذلك بتقديم الفكرة والتدليل عليها بالحجج الواضحة والأدلة المنطقية القوية، وعدم تناقض الكلام بعضه البعض، مع الاستعداد لقبول ما يطرحه الآخرون ما دام يتفق والمنطق السليم والموضوعية العلمية. وتجنبْ الجدال لأن الجدال يذكي العداوة , ويورث الشقاق ,ويقودإلى الكذب , ويدعو إلى التشفي من الآخرين فإذا تجنبه المرءسلم من النقد وحافظ على صفاء قلبه , وأمن كشف عيوبه , وإطلاق لسانه في بذئ الالفاظ وساقط القول أما إذا اضطر الى الجدال فليكن جداله حوارا هادئا يراد به الوصول إلى الحق وطرح فرضيات مرنة معقولة ومقبولة قال تعالى :( وجادلهم بالتي هي أحسن ) فإصلاح النفس لا يتم بتجاهل عيوبها، ولا بإلقاء الستار عليها نحن لا نملك عقول الآخرين ، ولكن نملك فقط الطرق الى باب العقول وبلياقة ، وقد نُمنع من الدخول وقد ندخل ولكن لا يستضيفنا العقل الآخر فنفشل في الإقناع , الحوار يهدف صاحبه إلى التواصل مع الآخرين، سواء بإقناعهم أم بإخبارهم أم بتبنيهم , ولا يحقق الهدف منه إلا إذا روعيت أصول الحوار الجاد المثمر . "روي أن عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة خرج ليلةً في السّحَرِ إلى المسجد ومع حَرَسِيٌّ، فمرَّا برجل نائم على الطريق، فعَثُر به،فقال: أمجنون أنت? فقال عمر: لا; فهمَّ الحرسيُّ به، فقال عمر:مَهْ; فإنه سألني: أمجنون أنت? فقلت: لا". فالاستهانة بالمسيء ضرب من ضروب الأنفة والعزة ومن مستحسن الكبر والإعجاب كما قال الشاعرفي هذا المجال :
إني لأعْرِضُ عن أشياءَ أسْمَعُها حـتى يقولَ رجالٌ إن بي حمقا
أخشى جوابَ سفيهٍ لا حياءَ له فَـسْلٍ وظـنَّ أناسٍ أنه صدقا

والعرب تقول : إن من ابتغاء الخير اتقاءَ الشَّرِّ
فالخير في الثورة المعلوماتية انها فتحت آفاقا واسعة لمبتفي العلم وأصحاب الباع الواسع في السعي وراء المعلومات والتي ترضي طموحات الجميع في كل المجالات فهي تقوم على اتاحة وفرة المعلومات في شتى حقول العلم والمعرفة لصالح الابداع والتقدم العلمي وتنمية القدرات العلمية , والقدرة على التعامل مع المطلوب وتوظيف العلم والمعرفة بشكل علمي قائم على الاستنتاج والاستنباط والتحليل.
لم يكن الانفجار المعلوماتي فاتحة خير على بعض الناس ، ربما تمدن شكلا واستهلاكا، ولكنه تراجع خلقا وإنسانية والحقيقة ويبدو ذلك واضحا في سوء استغلال التكنولوجيا في وسيلة "الإنترنت"، إذ انطلق البعض يشدو ما يحلو له متصورا أنه لا حاجة للأخلاق في العالم الإلكتروني، لأنه مجرد فضاء رحب يستوعب كل الأنواع الخاطئة لمفهوم الحرية , ونسي حاجة الإنسان إلى التحلي بحسن الخلق والتي تتصل بكل حواسه وأفعاله وخبراته والأخلاق الاجتماعية ضرورة ملحة وهي التي تتعلق بتعامل الإنسان مع سائر الناس ومختلف العقائد .
سئل أحد الحكماء عن الاخلاق الحميدة فقال :أن يكون المرء كثير الحياء ،قليل الاذى كثير الصلاح ، صدوق اللسان
قليل الكلام كثير العمل ، قليل الفضول والخطا ، وفيا شديد الصلة بأهله وأصحابه وقورا صبورا شكورا قانعا حليما رحيما عفيفا راضيا عفوا لا حقودا أو بخيلا سخي العطاء كريم اليد وفيا . فالأخلاق الحميدة ترفع من قدر صاحبها وتعلي شانه.
إن الأخلاق الكريمة ليست شعارات نحفظها ولا عبارات نطلقها ولا ومواعظ منبرية، إنها محك صدق هي أن تجرّب نفسك ومدى تربيتها وتهذيبها بالخلق القويم .
وحين يصاب مجتمع بالشلل الأخلاقى؛ فإنه يفقد فاعليته العقلية والاجتماعية , فحسن الخلق هو: حالة نفسية تبعث على حسن معاشرة الناس، ومجاملتهم بالبشاشة، و طيب القول، ولطف المداراة وإنها لأمنية غالية، وهدف سام، لا يناله إلا ذوو الفضائل والخصائص الذين تؤهلهم كفاءتهم لبلوغها، ونيل أهدافها، كالعلم والأريحية والشجاعة ونحوها من الخلال الكريمة بيد أن جميع تلك القيم والفضائل، لا تكون مدعاة للإعجاب والإكبار وسمو المنزلة، ورفعة الشأن، إلا إذا اقترنت بحسن الخلق، وازدانت بجماله الزاهر، ونوره الوضاء، فإذا ما تجردت عنه فقدت قيمتها الأصيلة، وغدت صورا مشوه تثير السأم والتذمر ’ فلا يمكن – والحالة هذه – أن يصل المتجادلون إلى نتيجة طالما أن الحق ليس رائدَهم ومقصدَهم
وما أجمل قول الشافعي – رحمه الله – حين قال :
قالوا سكتَّ وقد خوصمتَ قلتُ لهم إن الجوابَ لِبَابِ الشَّرِّ مفتاحُ
والصمت عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرفٌ وفيه أيضاً لصون العرض إصلاحُ
حرية التعبير عن رايك وفكرك حرية الكلمة والنقاش الموضوعي هو السبيل الوحيد لنهضة العقل وبالتالي يؤدي إلى قيام الحضارة الانسانية وارتقائها , لذا وجب علينا أن نعلم أن هناك مسؤولية تقع على عاتق المشاركين في الحوار ، وأمانة يجب أن ألا تتجاوزها هذه الحرية ..وهذه المسؤلية متعددة الجوانب منها .... السماح بالرأى والرأى الآخر واحترام كيان الانسان حتى لو بدا منه شي من السخافة يجب ان لا تنحدر لمستواه ..ومن جوانب المسؤلية أيضآ احترام الأخلاق وقواعد وأسس الدين والمجتمع بحيث لا تخرج الحرية عن إطارها المتعارف عليه لعل الإختلاف فى الرأى يصل بالبعض إلى تجاوز الكثير من الأصول والأخلاق . فإذا كان الحق مع غيرك فلا تتمادى في الباطل واعتمد النقد البناء فإنه من قواعد الحوار المثمر
فإذا توفرت لديك القناعة بصحة ما هو عليه اعترف بخطئك دون تردد واستكبار , ذلك لان المعرفة الحقيقية واحترام الحرية الديبنية وإرادة الإنسان في اختيار الإيمان الذي يتناسب واقتناعاته ليس من خصوصياتنا لتغير تفكير الآخرين بل الاقناع في كل الحوارات هو سيد الموقف عليك أن تقول كلمة الحق فى وجه الجميع وبدون تردد ولا تخف في الله لومة لائم . وصولاً إلى الحفاظ على ثقافتنا، والحرص على تنمية المهارات العلمية والمعرفية في شخصياتنا، حتى نكون بالفعل مواطنين أو حتى على درجة قريبة من المواطنة، وفقاً للمقاييس العلمية الحديثة التي تسعى جميع الشعوب في الحفاظ عليها .

د.سعاد الفضلي
كندا في 20/09/09



#سعاد_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيكولوجية الإدمان وطرق علاجه
- ما أهمية النصح وكيف يمكن إيصاله إلى من نحب؟
- تعقيب على تعليق الدكتور ابراهيم حول مقال نشر تحت عنوان -ما ه ...
- يوم العيد
- ما هو منطلق الدعوة في الحفاظ على اللغة العربية ؟
- سحر العيون
- حوار أدبي ردا على أبيات الكاتبة شبعاد جبار - اذهب لمن تشاء -
- الحوار مفتاح المعرفة


المزيد.....




- بآلاف الدولارات.. شاهد لصوصًا يقتحمون متجرًا ويسرقون دراجات ...
- الكشف عن صورة معدلة للملكة البريطانية الراحلة مع أحفادها.. م ...
- -أكسيوس-: أطراف مفاوضات هدنة غزة عرضوا بعض التنازلات
- عاصفة رعدية قوية تضرب محافظة المثنى في العراق (فيديو)
- هل للعلكة الخالية من السكر فوائد؟
- لحظات مرعبة.. تمساح يقبض بفكيه على خبير زواحف في جنوب إفريقي ...
- اشتيه: لا نقبل أي وجود أجنبي على أرض غزة
- ماسك يكشف عن مخدّر يتعاطاه لـ-تعزيز الصحة العقلية والتخلص من ...
- Lenovo تطلق حاسبا مميزا للمصممين ومحبي الألعاب الإلكترونية
- -غلوبال تايمز-: تهنئة شي لبوتين تؤكد ثقة الصين بروسيا ونهجها ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سعاد الفضلي - الحوار والاعتذار