ايران تريد الاستيلاء على لبنان وجنبلاط يساعدها

سعيد علم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2768 - 2009 / 9 / 13 - 11:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

جل ما يحدث في لبنان من أزمات متلاحقة لا تريد ان تنتهي، ولا يحق لها أن تنهي، ولم يحن أوان انتهائها بعد، كيف لا ومخرج هذه الأزمات حزب ولاية الفقيه الشمولي لا يريد لها ان تنتهي الا بعد الاستيلاء الكامل على لبنان الدولة وسقوط الديمقراطية وثورة الأرز والقوى الوطنية الديمقراطية اللبنانية الحية كما سقط وللأسف وليد جنبلاط طائعا بين يديه.
هذا ومنذ عام 2005 وخروج جيش الاحتلال الأسدي ومخابرات بشار من بلاد الأرز يحيك حزب ولاية الفقية الإيراني - فرع لبنان المتلطي تقية تحت اسم حزب الله أبشع المؤامرات الخسيسة ويستعمل كل الأساليب الإرهابية والإجرامية الغير مشروعة في الاستيلاء على لبنان بالكامل ليتحول هذا البلد الديمقراطي الحر التعددي الأليف الى محافظة ايرانية صفوية ارهابية شرية ومخلب شرس تابع لميليشيات الحرس الثوري بقيادة حسن نصر الله على ساحل البحر المتوسط في توق تاريخي عند هؤلاء الصبية المغرورية كغرور حسن ونعيم ورعد ومتكي ونجاد ومقتدي والحوثيين لاستعادة امجاد الامبراطورية الفارسية المنقرضة على حساب المصلحة اللبنانية والعربية العليا.
ووجود إسرائيل وحجة تحرير فلسطين هي ذريعة ملالي إيران المفضلة وأدواتها المطيعة في الاستيلاء على لبنان وباقي الدول العربية.
أما موضوع محاربتها فليس واردا نهائيا عند الملالي واذا حاربوها فإنهم يحاربوها بأدواتهم العربية كحزب الله وحماس وبإزهاق الدماء العربية الغالية سدىً وعلى حساب المصالح العربية وتدمير دولنا وهدر طاقاتنا وبعثرة قدراتنا في حروب عبثية صبيانية وأكثر من فاشلة كما حدث في حربي تموز في لبنان وغزة في فلسطين وكما يرتكب الحوثيون من جرائم ارهابية في اليمن الحزين. وايران في هذا الصدد وساعة تحز المحزوزة هي قاصرة ومقصرة ومقعدة وابعد ما يكون عن مساعدة أدواتها ونجدتهم، بل وتتركك رقابهم تتقطع تحت السكين. هي ترميهم في النار وتتفرج على احتراقهم من البعيد كتلذذ نيرون الروماني باحتراق شعب روما.
هذا وقد أصبح أمر الاستيلاء على لبنان في قبضة اليد الغير طاهرة سهلا خاصة بعد ان اشترت ايران الملالي بأموالها الغير نظيفة ميشال عون كما اشترت العديد من ساسة وزعماء لبنان الصغار والفاشلين الذين خذلهم الشعب اللبناني في الانتخابات، وبعد ان أرعبت واخافت البعض كوليد جنبلاط .
فهنا إيران ومهما دفعت من أموال وارسلت من سلاح، واحتلت واجتاحت وأرعبت وهولت وحتى اغتالت، فإنها لا يمكن ان تستطيع شراء زعيما سياسيا وطنيا لبنانيا محترما واحدا يتحلى بالكرامة والأصالة والعنفوان والصدق مع شعبه والحب لوطنه والاخلاص لأمته العربية.
ايران تستطيع وبسهولة شراء الساسة الوصوليين والانتهازيين والمنقلبين والمزيفين اصحاب الضمائر الميتة والقلوب المرتعدة المرتعبين من سلاح حزب ولاية الفقية الموجه الى صدور اللبنانيين ودولتهم وديمقراطيتهم.
اما بالنسبة الى السيد وليد جنبلاط المرتعد من 7 ايار الأسود والذي انقلب على مواقفه السابقة من السلاح الإيراني حيث كانت له صولات وجولات على الفضائيات في رفض هذا السلاح من خلال دعوته لتطبيق الطائف وتسليم سلاح ميليشيات ايران للدوله اللبنانية فإنه وفي حديث إلى "برس تي في" الايراني، يتناقض كليا مع مواقفه السابقة، حيث رأى أن "لبنان يحتاج إلى حوار عربي-إيراني ".
عجبا وهل نسي السيد جنبلاط ان ايران الملالي لا تحاور بل تناور وتريد من خلال مناوراتها الاستيلاء في النهاية على لبنان وبعده اليمن والعراق والمغرب والسودان وسلطنة عمان والبحرين والامارات العربية بعد ان احتلت جزرها على ايام الشاه!
وهي لا تحاور حول سلاحها النووي، بل تناور وتكرر المناورات الى ان تصبح القنبلة الذرية ملك يديها لتهدد بها الدول العربية المجاورة، لأنها لن تجرؤ على تهديد اسرائيل بقنبلتها العتيدة !
وردًا على سؤال قال جنبلاط: "لا أمانع في الحصول على أسلحة من إيران لأن الأميركيين لا يريدون تزويد لبنان بها خوفاً على إسرائيل
".
أشك جدا باقتناع جنبلاط بهذه المزايدات الفارغة من أي منطق. وكان اسرائيل ستعملها "في شنتانها" خوفا من لبنان الصغير اكثر من خوفها من مصر وغيرها من الدول العربية الكبرى. كلام سخيف يريد قائله فقط مرضاة أشياخ حزب ولاية الفقيه وايران.
عجبا يا استاذ وليد ومتى زودت ايران الجيش اللبناني بالسلاح؟
واذا كانت ايران يهمها تسليح الجيش البناني حقا فإنها وبسهولة تطلب من حزبها فرع لبنان تسليم سلاحه الى الجيش اللبناني ليصبح القرار بيد دولة جميع اللبنانيين سنة وشيعة ومسيحيين وليس بيد فئة احتلت بيروت السنية العزلاء في السابع من ايار يا للعار وارادت بسلاحها الإيراني تدمير الجبل على رأس الأستاذ وليد، لولا عنفوان أهل الجبل الكرام وبسالتهم في الدفاع عن كرامتهم وصد الهجمة الإيرانية المتوحشة بقيادة ميليشيات حزب ولاية الفقيه تحت مسميات حزب الله وامل.
فكل سلاح ترسله ايران الى لبنان يجب ان يكون في أيدي أمينة تخدم سياستها ومصالحها ومشاريعها ومحاولاتها المتكررة الغير مشروعة ومنذ خروج الجيش السوري في الاستيلاء على لبنان بالكامل تحت مسمى المثالثة. أدوات ملالي ايران وحزبها الاممي لا يفهمون مثالثة ومرابعة وانما أطماع حاقدة في الاستيلاء على لبنان بالكامل واخضاع طوائفة ومكوناته كافة لشموليتهم الفاشلة حتى في ايران الحرة.
وكل سلاح ترسله ايران الى لبنان هو اكبر مهدد للوحدة الوطنية وللدولة اللبنانية، كيف لا وقد اثبت هذا السلاح انه موجه وبالدرجة الأولى الى صدور اللبنانين، في تعطيل قيام دولتهم وفي ارتهانهم كورقة مفاوضات بيد المحور الإيراني السورية لتمرير مشاريعه في الاستيلاء على المنطقة العربية وتقاسم النفوذ مع اسرائيل.
وكل سلاح ترسله ايران الى لبنان هو أكبر مهدد للأمن الوطني اللبناني والقومي العربي، لأنه يقدم وبسهولة الذريعة لاسرائيل للفتك بلبنان واعادة تدميره ومحاصرته برا وبحرا وجوا كما حدث في حرب تموز عام 2006 التي قدم فيها حزب ولاية الفقيه الذريعة لإسرائيل على طبق من فضة إيرانية.
وكل سلاح ترسله ايران الى لبنان لن يخيف الا اللبنانيين ولن يزيد اسرائيل بحجة هذا السلاح الا شراسة في اخترق السيادة والاجواء اللبنانية وكما يحدث وبسبب هذا السلاح الإيراني ومنذ عام 2005 من اختراقات متواصلة.
ولماذا لا تخترق اسرائيل الاجواء والسيادة الأردنية؟ لانه في المملكة الاردنية المحروسة بهم ملكها وشعبها وجيشها لا توجد دولة في قلب الدولة كحزب ولاية الفقيه الايراني - فرع لبنان.
أما الأجواء السورية فإسرائيل تخترقها ساعة تريد وتقصف كما فعلت في اكثر من مرة، الا انها على العموم تحترم السيادة السورية ما عدا الجولان المحتل، لانه من الحدود السورية لا يتم اطلاق الصواريخ عليها.
وبظل سلاح ايران سيظل لبنان على كف عفريت: أمنه مهدد، وديمقراطيته مشلولة، ودولته كسيحه، وحدوده سائبه، وقراره في النهاية بيد ايران الملالي. واذا أومئ خامنئي الى وكيله في لبنان حسن نصر الله بالتحركش بإسرائيل فان الاخير لن يتأخر لحظة واحدة عن تنفيذ الأوامر وطز بلبنان وشعبه ودولته وشيعته وسنته وكاثوليكه ومارونته وعربه وأرمنه وسريانه وكرده.
09.09.13

#سعيد_علم_الدين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل