عصفورة بلح

يحيى نوح

الحوار المتمدن-العدد: 2766 - 2009 / 9 / 11 - 22:39
المحور: الادب والفن
    

النهاية العظمى للأشياء ..
من يبقى في الباب يفتح أرصدة الجميع ..
كانوا هناك يجلسون كشاربي ثمالة ،
وهو أيضاً، يضع قبعته الخضراء فوق جبينه
يحاكي يداه ، ويطلب الصفح من عصفورة بلح .
لن تسمعي زعيق الناس ..
صراخ أولياء الخطيئة ..
أذناك ختمتا بشمع أحمر .
لم لا تعوّدي أطراف العالم على الصبح النائم !
لم لا !
لن تقربي من معبد الإله .
كان يجلس على مصطبة بعيدة ،
والسماء تمطر ..
والطبل يقرع ..
وأنت تضحكين بخفتك اللعينة .
اللغة !
لغة الأحياء ..
وأغنيات السباق ..
وكلاب السباق ..
وصيحات طويلة مدمّاة ..
ومرآة مثلومة الحافات .
يقولون أمثلة الشعب تبقى ..
ترقص في العيون
في الأفواه
وفي الأيدي الممدة في الهواء
قلت " يلحق الحمايل على جلال المايل "
مثل شعبي صميم
ومعناه عظيم .
لماذا ؟ لماذا ؟
بنفس اليد
بنفس العيون
ونفس الأنف الممزق
الشمس والقمر
ونجوم السماء
وأرض الله
وأوحال الشياطين
وشوارع العالم وأرصفة الناس
وعربات الموتى كل شيء يدور..
يدور ..
والموسيقى تدور .
كلمات بالانكليزية ..
تدور ، تصرخ ، وتنبعث بقوة ،
ويهدأ القلم ويترنح الرأس
ثم كلمات عبرية من اليهود،
وترانيم من أقباط مصر
أعود لماذا تدور الأشياء على الأشياء ؟
وهذا يثبت ككتاب مقدس
ربما لا!
فأنا أرى الأشياء غير الأشياء في حالة اللارؤية ..
قال كثيراً وكثيراً
عمق الوعي نبحث عنه
هل هو هذا أم شيء آخر ؟
لا أريد أن أضحك حتى لو جمعت كل بهلوانات العالم
ورقصت أمامي على السرير ..
لن أضحك أبداً فإني حزين وقور ..
لا أحب الكلام ولا النقاش ولا أي شيء
سوى الهدوء والبكاء .
عمق الوعي
والوعي الداخلي
الجنس ، الموسيقى ، الفكر
ولأضف شيئاً آخر ؛ الاندحار ..
حقيقة العالم ..
حقيقة نفسي
العمل
الحركة الكثيفة
قانون الصدفة
المال
البورجوازية العظيمة
أشباه الإله
لأعرف ، لأستقصي .. وأتوصل :
لو تمدد الدماغ عشرون بوصة ،
في كل بوصة بليون التفاتة ..
في كل التفاتة بليون ثغرة ..
في كل ثغرة بليون خلية ..
في كل خلية بليون فكرة .. ومقدرة على البرمجة
ينتهي العالم حتما ويفضح إلى الأبد..
ويعيش هذا الكائن الجميل الحزين المتألم إلى الأبد
سيد الكون وسيد الأيمان .
ذكّرتني الحروف الجميلة
بالصغيرة ..وهي تقسم :
" والنبي " بصوت رقيق ناعم طفولي .
كانت تغريني وقتها ،
فتحت أزرار قميصها
لتكشف عن جانبي نهديها ،
وقالت أنت أول رجل في حياتي
والعشب الداكن يلفنا بوداعة،
وقبّلتها فقط قبلات طويلة ..
ولم تمس يدي نهديها
لقد كانت تحمل البراءة،
والطفولة الحالمة ..
لكنها ذهبت وذهب معها العنب .

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل