أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - الحلم في ديوان يوميات غجرية عاشقة - عرض زيد عمري














المزيد.....

الحلم في ديوان يوميات غجرية عاشقة - عرض زيد عمري


ريتا عودة

الحوار المتمدن-العدد: 2766 - 2009 / 9 / 11 - 22:39
المحور: الادب والفن
    


طالعتُ صفحات " اليوميات" ورأيتها تتخلل أحلاما على جميع المستويات والأطر، ففيها:الحلم الواضح الملحوظ، والحلم المرموز، والحلم المستقرأ، والحلم المستبطن، والحلم المستودع.
هذه المستويات جميعا على كلّ دلالاتها تجعل من ومضات الشاعرة ريتا عودة حُلما واحدا متكامل الأجزاء والأعضاء والأنفاس والجوارح، إنّما أرادتْ به الشاعرة تخطي الإدراك والوعي والإحساس العادي والمُنعَكسَات البصريّة إلى سلم الشفافيّة المكثفة الأبعاد والمرامي ومن الأمثلة على حلميّة ريتا عودة :

كلّما كتبتُ أولدُ من جديد- ص11


فهذا حلم مُستبطن لأنّ الكتابة تحقيق حُلم وولادة والولادة بعث وتجديد لِما قد يفنى. وقولها:


أحاولُ تهريبَ بضع وُريقات من مشاعري
إلى جزيرة الحلم--ص12


فيه هروب من المستحيل إلى الخيال، الحلم هنا مرموز أُريدَ به نقل المعاني الجزئيّة إلى تلك الكليّة المستعبدة. وقولها:


وحين أدركَ أنّي عربيّة صادرَ أحلامي- ص13


الحلم هنا ملحوظ لأنّه صودِرَ .وحُظِرَ فهو بالمتناوَل لكنّه صُودِرَ . وقولها:


-ينهض الحلم فيشعل مصباح الرّوح
ص14


فحلمها هنا وقود وقوّة. يفيضان إلى انفراج واستنارة ويقين. وقولها:


ولا يأتي ولا طيف ... ص15


فالطيف، هنا حُلم لأنّه توَقُّع لما سيكون أو يكون، وتنطلق الشاعرة إلى التمردّ والعصيان والغضب أو الإنتفاض والثورة فنراها تقول:


ليتدفق الحلم على الورق- ص16


فالتدفق فيه حضور وكينونة مُجَسَمَة. وقولها:


داهمتني العادة الشعريّة- ص17


.فيها حلم مُستوْدَع كامن في أنثويّة الإمرأة، جاءت ريتا عودة لتحطم به مُسلمات رجوليّة. وتقول:


شعارنا اصطياد أشعة الحلم ... ص 19


دلالة على إمكان اجتماع المرأة والرجل متناصفين متساويين دونما تسام، وتعبر على الحلم بقولها:


أحتاج إلى قلب يُقلِقُني..
يجتاحُ مدينة أعماقي - ص 20


فيه حلم مستبطن، فالمرأة هنا تريد أن تُعبِّر عن حاجتها إلى إبراز أنوثتها والحاجة هنا، لا شك،حلم وترمز مرّة أخرى إلى أنّ الحبّ عماد البشريّة والإنسانيّة إذ تقول:


أحلم لكي .أحيا- ص21


وتظلّ ريتا عودة تحلُم وتحلُم في يومياتها، "فالمطر" لديها (ص23)حلم في الوصول إلى أفضل المراد. و"اللغة "(ص30) حلم يطول لأنّها تتسلل وتتدّرج رويدا رويدا، حلم بالحبّ المتنامي . وإذا ما تابع متتبع سائر قصائدها في "اليوميات" لوجد الحلم عاملا رئيسيّا في توجهات الشاعرة ومقارباتها الشعريّة وهواجسها، فالحلم لدى ريتا عودة هنا عماد شعرها، وقد أحسنت التلميح إليه والتصريح به مدركة ً كلّ الإدراك أنّ الشاعر حالم والشعر حُلم ورؤيا فجاءت صورها الحُلُميّة تعبيرا عن اللازماكنيّة أحيانا وعن انسلاخها عن الواقع المعيش وتجاوز الأماميات المحسوسة لتشطح في عالَم صوفيّ جامح لا يفصل بين المُتخيّل والمُتوقّع، ولا بين الممكن والمستحيل، لأنّ الحُلم يجعل المستحيل شبه ممكن وهذا الأخير وشيك إلى الممكن إذا آمَنَ الحالم بحلمه، خاصة وأن الحلم " الصادق" من صفات "النبوّة" الشعريّة، فالشاعر الحَق:
"نبيّ عصره ".


_________________

* صحيفة كلّ العرب، الناصرة ، زيد عمري، 2003
ديوان: " يوميات غجرية عاشقة "



#ريتا_عودة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديوان - يوميات غجريّة عاشقة- لريتا عودة، عرض د. حسن السوداني
- ريتا عودة.. إبحار في تجربة القصّ- قراءة في -أنا جنونك- بقلم ...
- - لتكُنْ مشيئتي..! -
- ديوان: مرايا الوهم ، للشاعرة ريتا عودة، 1998
- ديوان:ثورة على الصّمت، للشاعرة ريتا عودة ، 1994
- ديوان:مرايا الوهم للشاعرة ريتا عودة// عرض: الناقد رشيد يحياو ...
- فارسٌ بلا جواد
- طائراتٌ مِنْ وَرَق - قصّة ليست قصيرة
- أُغَرِّدُ؛ فَتَحْسِدُنِي الْقُبَّرَاتُ عَلَى عَفَوِيَّةِ الْ ...
- أُغَرِّدُ؛ فَتَحْسِدُنِي الْقُبَّرَاتُ عَلَى عَفَوِيَّةِ الْ ...
- أُغَرِّدُ؛ فَتَحْسِدُنِي الْقُبَّرَاتُ عَلَى عَفَوِيَّةِ الْ ...
- فارسٌ من زمنِ الحنين
- أَنَا الأُنْثَى
- أَنَا كِيَان
- فارسٌ مِنْ زَمَن ِ الحُبّ
- الْحُبُّ يَصْنَعُ الْحِبْرَ .. وَمْضَاتٌ
- هاربة إلى ملاجئ حبّك
- كَمَا تَبْحَثُ إِبْرَةٌ فِي كَوْمَةِ قَشٍّ عَنْ خَلاَصِهَا.. ...
- من قبل ِ أنْ يكونَ نورٌ, كنتُكَ.. كنتنِي..(ومضات)
- سبحان من سوّاني قصيدتك الأخيرة...ومضات


المزيد.....




- عراقيان يفوزان ضمن أفضل مئة فنان كاريكاتير في العالم
- العربية في اختبار الذكاء الاصطناعي.. من الترجمة العلمية إلى ...
- هل أصبح كريستيانو رونالدو نجم أفلام Fast & Furious؟
- سينتيا صاموئيل.. فنانة لبنانية تعلن خسارتها لدورتها الشهرية ...
- لماذا أثار فيلم -الست- عن حياة أم كلثوم كل هذا الجدل؟
- ما وراء الغلاف.. كيف تصنع دور النشر الغربية نجوم الكتابة؟
- مصر تعيد بث مسلسل -أم كلثوم- وسط عاصفة جدل حول فيلم -الست-
- ترحيل الأفغان من إيران.. ماذا تقول الأرقام والرواية الرسمية؟ ...
- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- أطروحة دكتوراة عن أدب سناء الشعلان في جامعة الأزهر المصريّة


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - الحلم في ديوان يوميات غجرية عاشقة - عرض زيد عمري