أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بشارة - إيران على مفترق طرق















المزيد.....

إيران على مفترق طرق


جواد بشارة
كاتب ومحلل سياسي وباحث علمي في مجال الكوسمولوجيا وناقد سينمائي وإعلامي

(Bashara Jawad)


الحوار المتمدن-العدد: 2764 - 2009 / 9 / 9 - 22:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الطبقة السياسية الحاكمة في إيران منقسمة على نفسها بسبب ما تتعرض له من اعتراضات وتمرد يغلي في الشارع الإيراني. فقدت تمخضت الانتخابات الرئاسية الإيرانية الأخيرة عن شرخ عميق في جسد الأمة الإيرانية وتمزق مؤلم في نسيج المجتمع الإيراني الذي انقسم بين مؤيد للمرشح المحافظ والفائز بفضل التلاعب والتزوير في صناديق الاقتراع وهو محمود أحمدي نجاد، الرئيس المنتهية ولايته، من جهة، وأتباع المرشح المنهزم والمعترض على نتائج التصويت ، رئيس الوزراء الإيراني الأسبق مير حسين موسوي ومعه المرشح الإصلاحي الآخر الشيخ مهدي كروبي، ويساندهم من داخل آلة السلطة الرئيس الإيراني الأسبق ورئيس مجمع مصلحة النظام الشيخ البراغماتي هاشمي رفسنجاني الذي كان في عهد الإمام الخميني المنافس الأكبر لعلي خامنئي والخصم الحقيقي لسلطة المرشد الأعلى الحالي وهو خامنئي نفسه، الذي انحاز إلى جانب محمود أحمدي نجاد وأيد فوزه وعمل كل ما في وسعه لإبقائه في السلطة. ومن جراء ذلك تفجر صراع دموي عنيف بين السلطة الحاكمة ومؤسساتها القمعية وبين الشارع الإيراني الأعزل والمصمم على الدفاع عن حقوقه ومايزال الصراع محتدماً ومتأججاً. وقد انطوى الصراع على الكثير من التجاوزات والانتهاكات لحقوق الإنسان وآلاف الاعتقالات وعمليات التعذيب والاغتصاب داخل السجون حيث أن موجات الاحتجاجات باتت تتكرر إلى مالانهاية في سيناريو محكم التنظيم رغم الاعتقالات وسقوط عشرات القتلى والمصابين من المدنيين كان آخرها التظاهرات التي انطلقت بمناسبة أربعينية ندى الفتاة التي قتلت على أيدي رجال الأمن بالرصاص الحي في 20 حزيران الماضي وتناقلت حادثة قتلها بالتصوير المباشر كل وسائل الإعلام العالمية مما دفع ببعض أقطاب السلطة بالمطالبة بمحاكمة قادة الاحتجاجات والمرشحين الإصلاحيين بتهمة التآمر على الجمهورية الإسلامية والتشدد في مواقفهم وعدم تقديم أية تنازلات لتهدئة غضب الشارع الإيراني. وقد وصل الانقسام بين رموز السلطة إلى السلطة القضائية وبرز للعلن خلاف حاد بين رئيس السلطة القضائية هاشمي شاهرودي ومدعي عام طهران المتشدد سعيد مرتضوي بشأن السجون السرية التي تتبع للحرس الثوري ولوزارة الداخلية حيث يتم احتجاز المعارضين السياسيين وكان من بين المعتقلين شخصيات مشهورة منهم مخرجين سينمائيين وصحافيين إضافة للعديد من الطلاب .
هذا على الصعيد الداخلي، أما على الصعيد الخارجي، أي ما يتعلق بعلاقات إيران بالمجتمع الدولي وملفها النووي الشائك فإن جمهورية آيات الله تقف على مفترق طرق. إن علاقة إيران بسورية جيدة ومتينة ونفوذها وتأثيرها في العراق مايزال قوياً ومؤثراً إلا أن إيران على وشك أن تضيع فرصتها التاريخية التي لم تتح لها منذ قيام الجمهورية الإسلامية سنة 1979 والمتمثلة بسياسة اليد الممدودة من قبل الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما. القادة الإيرانيون في وضع حرج فليس بوسعهم إعلان رفضهم الصريح والقاطع ولا القبول بلا قيد أو شرط للمبادرة الأمريكية للحوار المباشر، بيد أن هناك مؤشرات كثيرة تدل على أن الجناح المتطرف والمتشدد في السلطة في طهران بزعامة محمود أحمدي نجاد والمرشد الأعلى علي خامنئي ليس متحمساً وغير مستعد لتلقف هذه الفرصة التاريخية وتخفيف حدة التوتر القائمة بين طهران وواشنطن، حيث قد تنطوي ذلك في نظرهم على مخاطر كامنة لأنهم يخشون فقدان سلاحهم الدعائي الأكثر فعالية ألا وهو محاربة الاستكبار العالمي المتمثل بالولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها في دول الغرب. وكباقي الدكتاتوريات في التاريخ البشري فإن قادة إيران يرغبون في الحصول على التكنولوجيا المتطورة واقتصاد قوي يتحكمون به بأنفسهم وبنى تحتية متقدمة لخدمتهم لكنهم لايرغبون بتحقيق الحريات الحقيقية لشعبهم كالديموقراطية الحقيقية ودولة القانون واحترام حقوق الإنسان فهم يخافون من حدوث ثورة مخملية على غرار ماحدث في أوكرانيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق ودول أوروبا الشرقية. التحدي الكبير الذي يواجه غيران اليوم هو اختيارها بين الانفتاح على العالم أو العزلة السياسية والدبلوماسية والاقتصادية التي سيترتب عليها تبعات وخيمة على حياة الشعب الإيراني. إن دعاة العزلة وتحدي العالم الخارجي هم المسيطرون اليوم على المسرح السياسي الإيراني وبيديهم مفاتيح المستقبل الإيراني ويناورون بذريعة الحفاظ على استقلال الجمهورية الإسلامية من التدخلات الخارجية وحماية إيران من التأثيرات الأجنبية . قد يكون هذا الخطاب صحيح نسبياً في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش لكنه خاطئ قطعاً في عهد باراك أوباما الذي قد يرغم إزاء التعنت الإيراني على اللجوء إلى مواقف متشددة حيال إيران تفتح من جديد أبواب جهنم عليها وتعرضها لضربات عسكرية مدمرة أما سكوت وربما تواطؤ المجتمع الدولي.
لا شك في أن إيران قوة إقليمية مهمة ذات تاريخ عريق ومن حقها أن تلعب دوراً إقليمياً ودولياً يتناسب مع أهميتها ومكانتها لكنها يمكن أن تخسر رصيدها بإصرارها على امتلاك السلاح النووي بالضد من إرادة المجتمع الدولي لاسيما وأن إيران تعاني من صعوبات اقتصادية جمة وامتعاض متنامي في الجبهة الداخلية ومن الخطأ الاستناد إلى تأييد بعض الدول في أمريكا اللاتينية أو العالم العربي واستعداء عدد كبير من الدول المتقدمة التي تخشى من بروز إيران نووية قد تحفز سباقا محموماً نحو التسلح النووي في أخطر مناطق العالم أي منطقة الشرق الأوسط.
يتعين على إيران أن تنظر بعيداً وعلى مدى زمني طويل بغية المحافظة على مكانتها كلاعب إقليمي فاعل خاصة حيال المنافسة التركية لها على زعامة الشرق الأوسط بعد تحقيق انضمامها للاتحاد الأوربي آجلاً أم عاجلاً. فامتلاك السلاح النووي ليس من شأنه ضمان أمن إيران بل العكس هو الصحيح لأنه سيقدم الذريعة لخصومها على تدميرها وتدمير منشآتها النووية بقوة السلاح وبالتالي تدمير بناها التحتية وقدراتها الصناعية والإنتاجية وعلى رأسها النفط . بدلاً من استنزاف مصادر البلد من أجل تطوير أسلحة مكلفة وخطرة لاطائل منها يتعين على غيران سلوك طريق العصرنة والتطوير التكنولوجي السلمي والمدني على غرار ما تقوم به تركيا اليوم، والكرة الآن ما تزال في الملعب الإيراني حيث سيتعين على قادرة طهران اتخاذ القرار الصحيح والاختيار الأسلم للبلاد.



#جواد_بشارة (هاشتاغ)       Bashara_Jawad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق: هل حان وقت الاختيارات الصحيحة
- شهود اللحظات الأولى للوجود
- الفيزياء الكمية والفيزياء الكونية وحكايات الأجداد
- حقيقة الكون بين الوهم والواقع
- ولادة المجهول في الكون والخافي أعظم
- هل سيعثر العلماء يوماً ما على المادة المضادة في الكون؟
- عناق المجرات
- متى نتحرر من لغة الشعارات في العراق؟
- العراق والتحديات العاجلة
- هل العراق على شفير الهاوية أم العافية؟
- الكون بين الخرافة العلمية والخرافة الدينية
- الفقاعة الكونية أو على أعتاب الميتافيزيقيا
- الكون المأهول والأكوان المجهولة
- رحلة الرهانات الصعبة للمالكي
- قصة الوجود الافتراضية كما يرويها العلم
- لعبة القط والفأر بين إيران والغرب
- سياسة الخطوات المدروسة في العراق
- سر السماء ولغز البداية سيناريوهات جديدة عن أصل الكون
- رحلة التحولات الجوهرية في صلب العلاقات العراقية الفرنسية
- لماذا يبحث الإنسان عن الحقيقة إلى الأبد؟


المزيد.....




- رسالة لإسرائيل بأن الرد يمكن ألا يكون عسكريا.. عقوبات أمريكي ...
- رأي.. جيفري ساكس وسيبيل فارس يكتبان لـCNN: أمريكا وبريطانيا ...
- لبنان: جريمة قتل الصراف محمد سرور.. وزير الداخلية يشير إلى و ...
- صاروخ إسرائيلي يقتل عائلة فلسطينية من ثمانية أفراد وهم نيام ...
- - استهدفنا 98 سفينة منذ نوفمبر-.. الحوثيون يدعون أوروبا لسحب ...
- نيبينزيا: روسيا ستعود لطرح فرض عقوبات ضد إسرائيل لعدم التزام ...
- انهيارات وأضرار بالمنازل.. زلزال بقوة 5.6 يضرب شمالي تركيا ( ...
- الجزائر تتصدى.. فيتو واشنطن ضد فلسطين وتحدي إسرائيل لإيران
- وسائل إعلام إسرائيلية: مقتل أبناء وأحفاد إسماعيل هنية أثر عل ...
- الرئيس الكيني يعقد اجتماعا طارئا إثر تحطم مروحية على متنها و ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بشارة - إيران على مفترق طرق