أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جواد بشارة - لعبة القط والفأر بين إيران والغرب















المزيد.....

لعبة القط والفأر بين إيران والغرب


جواد بشارة
كاتب ومحلل سياسي وباحث علمي في مجال الكوسمولوجيا وناقد سينمائي وإعلامي

(Bashara Jawad)


الحوار المتمدن-العدد: 2637 - 2009 / 5 / 5 - 09:58
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    



هنالك معضلة عويصة تواجه المجتمع الدولي في تعامله مع إيران وبحثه المضني عن مقاربة ناجعة لمعالجة الملف النووي الإيراني الشائك والحساس. فلا أحد يتجرأ داخل إيران في الطعن بمشروعية البرنامج النووي الذي أصبح مطلباً وطنياً شبه مقدس لا يحق لأحد مناقشته أو التراجع عنه، وبذلك قطع الطريق أمام التيار الإصلاحي الإيراني في استغلال هذا الموضوع في حملته الانتخابية للفوز بالرئاسة ومنافسة الرئيس الإيراني الشعبوي populiste والمتشدد محمود أحمدي نجاد. فلم تبد حكومة نجاد إشارات إيجابية رداً على اليد الممدودة التي عرضها الرئيس الأمريكي باراك أوباما على نحو جدي لإجراء حوار صريح ومباشر وبلا شروط مسبقة بهذا الصدد. فالمتشددون في إيران يتقدمون في استطلاعات الرأي ويمتلكون أوراق ضغط رابحة في مقابل الإصلاحيين سيما بعد انسحاب محمد خاتمي من معركة المنافسة على الرئاسة كمرشح عن التيار الإصلاحي. وقد استغل الرئيس الإيراني مؤتمر دربان 2 حول العنصرية ليناور ويستغل خطابه بشكل تكتيكي بارع لكسب التعاطف معه داخل أوساط الراديكاليين والمتطرفين وضمان أصواتهم لصالحه، ولم يبال بردود الفعل الدولية المنددة بخطابه وانسحاب ممثلو الاتحاد الأوروبي من الاجتماع. ولم يتردد النظام الإيراني في استفزاز الغرب في كل مناسبة تتوفر له كالحكم بالسجن ثمان سنوات ضد الصحافية الأمريكية من أصل إيراني روكسانا صابري بتهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة الأمريكية التي لفقت لها، والتمادي في مناكفة الغرب عن طريق إصرار النظام الإيراني بالمضي في تخصيب اليورانيوم على نحو صناعي داخل إيران وامتلاك دورة الوقود النووي الكاملة مما سيمكن إيران إن آجلا أو عاجلاً لامتلاك السلاح النووي، وهو الهدف الذي تسعى إليه طهران بلا أدنى شك، كما بدا ذلك واضحاً من خلال احتفال إيران باليوم الوطني للطاقة النووية في أصفهان في التاسع من نيسان 2009 حيث يشكل مصنع أصفهان خطوة جديدة ومهمة على طريق البرنامج النووي الإيراني المثير للغط والمعارضة الدولية. يوجد لدى طهران أكثر من 7000 جهاز للطرد المركزي في ناتانزNatanz، إلى جانب أجهزة جديدة من طراز جديد تفوق بكثير قدرة الأجهزة السابقة، ومن المتوقع أن يبلغ عدد الأجهزة 50000 جهاز في إطار الخطة المعدة للسنوات القليلة القادمة حسب تصريحات رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية في 19 شباط الماضي. يحدث ذلك في وقت تقدمت مجموعة الستة، أمريكا وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، بمبادرة للحوار مع إيران مع التعهد بتقديم رزمة من المحفزات المغرية شريطة أن تتخلى طهران عن مساعيها للحصول على السلاح النووي والاكتفاء بالجانب السلمي والمدني للبرنامج النووي وإخضاع هذا البرنامج للمراقبة الدولية. اللاعب الآخر في لعبة القط والفأر الدائرة بين إيران والغرب هو إسرائيل الإبنة المدللة لأمريكا وأوروبا. فهناك شبه حرب سرية غير معلنة بين طهران وتل أبيب حيث لا تثق هذه الأخيرة بنوايا إيران وتخشى من طموحاتها الإقليمية. فطهران قامت بتفكيك عدة شبكات تجسس تعمل لصالح أمريكا وإسرائيل وهذه الأخيرة بدورها قامت بقصف قافلة داخل السودان ادعت أنها تحمل أسلحة إيرانية للمقاومة الفلسطينية، وقامت باغتيال شخصيات مقربة من إيران في كل مكان في العالم بما فيها داخل سوريا كما حدث مع عماد مغنية رئيس الجناح العسكري في حزب الله في شهر شباط سنة 2008 في دمشق واغتيال الجنرال السوري المقرب من الرئيس السوري بشار الأسد المكلف بالعلاقات مع حزب الله وإيران وهو محمد سليمان والذي تم اغتياله في طرطوس في آب 2008. لقد قررت إسرائيل أنها سوف تمنع إيران من امتلاك السلاح النووي بأي ثمن كان حتى لو اضطرت إلى استخدام القوة المباشرة وتدمير المنشآت النووية الإيرانية بنفسها إذا لم تتمكن المجموعة الدولية من إرغام إيران على الإذعان والتخلي عن البرنامج النووي العسكري. فالزعماء الإسرائيليون يعتقدون أن إيران دخلت اليوم في مرحلة مواجهة عسكرية مباشرة مع إسرائيل من خلال دعمها لحماس وحزب الله ونتيجة لخطابها المعادي لإسرائيل والداعي إلى إزالتها من الوجود وإصرارها على المضي إلى النهاية في برنامجها النووي الذي يشكل خطراً على مصير إسرائيل وبقائها على قيد الحياة. أي أن الإسرائيليون يترجمون دعم إيران لحزب الله وحماس على أنه إستراتيجية لتطويق إسرائيل ومحاصرتها بأسلحة فتاكة وصواريخ تضرب العمق الإسرائيلي. الهدف الإستراتيجي الذي يحظى بالأولوية حتى على عملية السلام العربية الإسرائيلية هو منع إيران من إمتلاك السلاح النووي وعمل ماهو ضروري، وبكل الطرق الممكنة لتحقيق هذا الهدف، وفي نفس الوقت منع وصول الإمدادات العسكرية الإيرانية لحزب الله وحماس بمساعدة حلفاء وأصدقاء إسرائيل في العالم.
بات معروفاً أن إسرائيل قامت بعمليات نسف وتخريب لعدد من المواقع العسكرية والمنشآت النووية الإيرانية بواسطة عملائها داخل إيران واغتيال علماء وشخصيات مهمة ومؤثرة تعمل في هذا البرنامج النووي الإيراني وتحريض وكالة الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة لممارسة الضغوط على إيران. كما اغتالت إسرائيل في حزيران 2007 أحد أشهر علماء الذرة الإيرانيين وهو آردشير حسينبور وقيل أنه قتل نتيجة تسرب غازات مشعة في مفاعل أصفهان . وقد صرح رئيس المخابرات الإسرائيلية الموساد مائير داغان إن أحد أهم أولوياته هي تدمير البرنامج النووي الإيراني، وكان مائير وراء قصف منشأة عسكرية في شمال سوريا في أيلول 2007 وعملية تخريب في مصنع للسلاح الكيمياوي في سوريا أيضاً ومنع إيران من شراء أجهزة ومعدات متطورة تكنولوجياً من الدول المتقدمة مخصصة لبرنامج تخصيب اليورانيوم عبر شركات وهمية تعمل كواجهات أجنبية لتمرير تلك البضائع الممنوعة أو المحرمة دولياً بموجب قرارات المقاطعة والعقوبات المفروضة على إيران. والجدير بالذكر أن هروب أو اختطاف مسؤول إيراني كبير في الحرس الثوري مكلف بالعلاقات مع حزب الله أثناء تواجده في تركيا في عام 2007 وهو علي رضا أصغري، قد أثار مخاوف جمة لدى إيران بالكشف عن الكثير من أسرارها العسكرية، والكرة الآن في الملعب الإيراني فإما أن تتجاوب وتستعيد مكانتها كدولة تحظى بثقة المجتمع الدولي أو تبقى على صورتها كدولة مارقة وترفض اليد الممدودة لها وتضيع فرصتها الأخيرة وتجلب الويل لشعبها .




#جواد_بشارة (هاشتاغ)       Bashara_Jawad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة الخطوات المدروسة في العراق
- سر السماء ولغز البداية سيناريوهات جديدة عن أصل الكون
- رحلة التحولات الجوهرية في صلب العلاقات العراقية الفرنسية
- لماذا يبحث الإنسان عن الحقيقة إلى الأبد؟
- عودة فرنسا الميمونة إلى العراق
- مؤشرات المستقبل: نحو حضارة كونية من الآن إلى نهاية القرن
- نداء من القلب إلى دولة رئيس الوزراء العراقي
- هل سيتحكم العلم بمستقبل البشرية في القرن الحالي ومابعده؟
- أمريكا والخدعة الكبرى في العراق
- هل تشكل إيران خطراً في الشرق الأوسط ؟
- العراق ومعضلة الشقيقة اللدودة إيران
- العراق وجذور المعضلة السياسية بين السنة والشيعة
- متى يستيقظ الإنسان من خرافة الكون الواحد المحدود؟
- هل نحن وحيدون في هذا الكون؟
- من الذي يقول الحقيقة، ومن الذي سيفرض الأمر الواقع في العراق؟
- الملف النووي الإيراني في الأفق
- هل سينهض العراق من كبوته مرة أخرى يوماً ما؟
- هل سيكتشف العلم الحديث سر الكون؟
- العلماء يجربون عملية تشبه الانفجار الكبير الذي أدى إلى نشأة ...
- عندما خلق الإنسان الآلهة


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جواد بشارة - لعبة القط والفأر بين إيران والغرب