أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فهد ياسين - المتسربون في العراق ....تلاميذ المدارس ونواب البرلمان !!!!!!!!















المزيد.....

المتسربون في العراق ....تلاميذ المدارس ونواب البرلمان !!!!!!!!


علي فهد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 2763 - 2009 / 9 / 8 - 19:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تختزن الذاكرة الكثير من صور الحياة وبعض تفاصيلهاولسنوات الدراسة نصيب كبير من ذلك الخزين ,لعل اطرفها السنوات الاولى في مدارسنا الابتدائية التي كان فرسانها مدير المدرسة ومعلمينا الاكثر حبا وقربا من نفوسنا وبعدهم زملائنا الخاصين وبعض النماذج التي لاتنسى من التلاميذ .
هذا الفضاء الذي لازال محافظا على تواجده في ذاكرتنا ليس مفروضا بل نحن نحتضنه بحب وحنين بعد سنوات طويلة من الخوض في الحياة التي نعرف جميعا كم كانت قاسية لاسباب لسنا بصدد الخوض فيها الان ,ما اود الاشارة اليه من سنوات الدراسة الاولى هو احد اهم ركائزها الا وهو الحضور اليومي للمدرسة الذي هو القاعدة واستثناء ذلك هو الغياب الذي لابد ان يكون مبررا لانه ذنب كبير لاتغفره الادارة الا بأجازة مرضية معروفة ضوابطها او في حالات خاصة تكون مراجعة المدير فيها اجراء لابد منه,ودون ذلك يكون التلميذ الغير ملتزم بالدوام ملزما بحضور ولي امره لمعرفة اسباب غيابه المتكرر وقناعة الادارة وحدها هي الفيصل في اعادته الى الدوام او فصله .
هذه الضوابط التي رافقتنا الى نهايات السبعينات هي والتفاصيل الاخرى في مجال التعليم كانت على مدى عقود منتجة لاجيال من العلماء والاختصاصيين والمهرة ومنتجي الثقافة باعداد كبيرة وبنوع مشهود له بالكفاءة والالتزام والوطنية والبعد عن الفساد والمنافع الذاتية ,وكان للجامعات العراقية مكانة معروفة ولخريجيها واساتذتها كامل الثقة في الاوساط العلمية العالمية, ,ولاادل على ذلك من الاسماء الكبيرة للاساتذه العراقيين في بلدان الشتات التي قصدوها مجبرين في موجات الهجرة التي تصاعدت نتيجة لسياسة القمع التي تبنتها السلطة في اواخر السبعينات قبل ان تبدء جولات الحروب التي لم تنتهي الى الان.
لاشك في ان للحرب اثارها المدمرة على كل تفاصيل الحياة فهي نقيض لها ,وحروب الدكتاتورية البغيضة في العراق احالت البلد الى ركام نفوس قبل ركامات البناء بتغييبها مئات الالاف من خيرة الابناء ومن كل الاعمار , وكانت بادارة همجية استحقت لها مكان في صفوف اعداء الانسانية بقسوة سوف لن ينساها التاريخ كما لم ينسى همجية التتار والفاشية النازية.
لم يعرف العراق تسربا من المدارس الا بعد ان اشتد اوار الحرب العراقية الايرانية وثقلت اوزارها , فقد بان النظام على حقيقته حين اعتمد على سياسة عسكرة المجتمع وجعل كل موارده في خدمة هدف واحد هو المحافظة على النظام وكل التفاصيل الاخرى الى الجحيم , وكان نصيب التعليم من تلك السياسة هو السحق والتدمير من خلال سياسة التمويل الذاتي التي حولت العملية التعليمية الى جهد شخصي للمعلم وادارات المدارس ومديريات التربية ,فكان على الطالب دفع اجور النقل التي يحتاجها المعلم ليصل الى مدرسته اضافة الى كل اجور ترميم المدارس ومصاريف الادارات ,
واكتملت حلقات التدمير بنتائج التجويع التي اعتمده النظام من خلال ضعف الرواتب لموظفي الدولة عموما في ظروف كانت فيها تكاليف الحياة لاتطاق.
بعد ان ادارت السلطة ظهرها لكل تفصيل في الحياة لايخدم الحرب بدء المواطن يبحث عن اساليب توفر له الحد الادنى من مقومات معيشته ,فكان احداها هو ترك التلاميذ وطلاب المدارس والمعاهد والجامعات دراستهم لتوفير مايمكن ان يسد الرمق لعوائلهم من خلال البحث عن عمل ,وهنا بدءت احدى اقسى الكوارث التي احاطت بالعراق وساهمت في تعميق الخراب الذي تعرضت له الحياة فيه
,فقد تناسلت نتيجة لذلك اجيال مقطوعة عن التقاليد العراقية الاصيلة التي نعرفها فازدادت وتنوعت الجرائم وتعرض النسيج العراقي المتماسك الى النهش والتفكيك
بعد سقوط سلطة القمع في 2003 لم ياخذ التعليم ماكان يحتاجه لاعادته الى المسار المفيد , وبدلا من ان يعار اهتماما استثنائيا لخطورة تاثيره على بناء النفوس التي نحتاجها لبناء العراق ,اعيد ترتيبه
للصفوف الخلفية من الاهمية تحت المسميات الجديدة للوزارات التي فوجئنا بان بعضها سيادي والاخرى بعيدة عن السيادة, فكان ان استمر الخراب وتضاعفت نسبة التسرب من المدارس لحاجة الناس الى عمل ابنائهم ي يعيلوا العوائل التي اصبحت دون معيل نتيجة لاعمال العنف التي لم تستثني احدا, فألفنا صور الابناء وهم باعمار الورد يجوبون الشوارع وتقاطعات الطرق ليتسولوا او في احسن حالاتهم ليبيعوا مايستطيعون الى اصحاب السيارات الفارهة , اما الاخرون فان الاعمال القاسية تنتظرهم ليتحولوا الى ادوات سهلة التطويع لمافيات البغاء والارهاب .
هؤلاء الفتية المرميون في الشوارع لااحد يستطيع ان يسئلهم عن اسباب تسربهم من المدارس لان
ذلك مسؤولية قادة السياسة في البلد ,وهم في كل الاحوال ينجزون اعمالا تدر عليهم مكسبا تعتمد علية حياة اسرهم التي لاتستطيع مواجهة ارتفاع الاسعار الذي يضرب في عظام الفقراء ,وهم مكشوفون للناظر من خلال ملابسهم الرثة واشكالهم التي لاتدل على انهم يجدوا مايغتسلون به من ماء على اقل تقدير في بلد النهرين ,وهم بذلك لايحاسبون على تركهم للدراسة لان اسبابهم مشروعة وخطياهم في رقبة المشرعين للقوانين في العراق الجديد الذي تصوروا انه سينصفهم بعد ان سحقتهم الدكتاتورية الصدامية القذرة ,وحين طال انتظارهم وتعرضوا للاهانات والتساؤلات القاسية
عن اسباب تسربهم من المدارس ,طفح بهم الكيل وصرخوا , لسنا وحدنا المتسربون بل ان نواب برلماننا العتيد هم قدوتنا في التسرب من الالتزام , لكننا مندهشون من عدم مكافئتنا عن تركنا مقاعد الدراسة لكي نعمل على اطعام اهلنا ونوابنا يتقاضون اموال وامتيازات لاتعد ولاتحصى وهم اشقائنا في التسرب فثيابنا رثة وثيابهم من اعرق ماركات العالم وحين نعرض على حماياتهم (لاننا لانصل الى نوافذ سياراتهم الفارهة ) علب المناديل الورقية ينهروننا لان ماركاتها ليست اصلية !!!!.
لقد سئمنا اسئلتكم لكن اباؤنا الشهداء وامهاتنا الثكلى علمونا بأن العمل مقدس سواء كان بكتابة واجب المدرسة او في بيع المناديل في تقاطع الاشارات لانه يوفر لاهلنا لقمة شريفة بدلا من ان نمد ايدينا ونسرق المال العام الذي يوفر شراء البدلات الانيقة والسيارات الفارهة ويضاعف الارصدة في بنوك عالمية , لكن كل ذلك لايستطيع ان يتصالح مع النفوس التي تحتاج الى هدوة ليل جميل نحن ننامه مهدودين من التعب لنستيقظ الى يوم عمل جديد واشقاؤنا النواب المتسربين يحتاجون الى مساعدات للنوم لانهم يفتقدون سلطانه ان كانوا في المنطقة الخضراء او في البلدان التي توفر لهم الحرير في فلل لم يحلموا بها حتى في عهد الدكتاتورية التي بعضهم يلعنها والبعض الاخر يعمل من اجل عودتها .
واخيرا فاننا لازلنا اطفالا وتعلمنا قيمة العمل , واشقاؤنا النواب بالغين ومتسربين ومعتقدين اننا سنغفر لهم ذلك , بلدنا العراق نحن ابناؤه والمستهترون به وبنا سيحاسبون لان التاريخ يحتفظ بكل الافعال وسياتي يوم وياخذ كل ذي حق حقه ,نحن اولياء امور انفسنا وعوائلنا الان ونعرف ان المهمة عصيبة
لكننا نقول لاولياء امور النواب المتسربين اردعوا ابناؤكم واعيدوهم الى جادة الصواب لانكم تتحملون مسؤولية واثم اعمالهم .



#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان الاحزاب العراقية الى الشعب بمناسبة الانتخابات القادمة ! ...
- ومضات الشاعر سامي عبد المنعم ....ابداع ووفاء
- فوانيس كامل الركابي الضوء الوطني والدفء الانساني
- ملف الكفاءات العراقية لايعالج بجمع التواقيع
- العلماء والرؤساء
- انا وحسون الشنون وعلي
- لا للحوار ان لم يكن متمدنا


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فهد ياسين - المتسربون في العراق ....تلاميذ المدارس ونواب البرلمان !!!!!!!!