أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خدر خلات بحزاني - خروف في المنطقة الخضراء..














المزيد.....

خروف في المنطقة الخضراء..


خدر خلات بحزاني

الحوار المتمدن-العدد: 2760 - 2009 / 9 / 5 - 19:55
المحور: كتابات ساخرة
    


خدر خلات بحزاني
لإنه ساذج جداً، وعلى نيّاته، إستعد الخروف الأبيض الصغير للتنقل إلى ما سمع إنها منطقة خضراء.. وتصوّر خروفنا إنها منطقة فيها المروج الخضراء وكل أنواع البرسيم والحشائش والأزهار اللذيذة.. دخل الخروف للمنطقة الخضراء بعدما توّسط له أحد الثيران مع إتفاق لاحق بإرسال كم (سطل) لبن من أم الخروف إلى دار رئيس حراس البوابة الرئيسية..
مرّ الخروف أمام كل أجهزة الكشف عن المتفجرات بسلام، ولكن في المحطة الأخيرة دق جرس الإنذار لينبّه إلى وجود مادة مشبوهة، وبعد الفحوصات تبيّن إن الخروف يوشك أن يقذف بعروره الذي تجمع في مؤخرته لا أكثر..!
جلس الخروف تحت ظل إحدى أشجار النخيل، فأتاه أحدهم وسأله عن سبب وجوده في هذا المكان، فقال الخروف إنني أبحث عن الكلأ.. فقال المسئول: بإمكانك أن ترعى وتأكل ما تشاء، ولكن أنصحك بأن ترسل لي صوفك عندما تجزه في فصل الربيع.. فوافق الخروف.. وقبل أن يباشر الخروف بالرعي، أتاه مسئول ثاني بوجهٍ بشوش جداً جداً وعرض على الخروف أن يجهزه ببطانية ومدفأة نفطية و السماح له بالرعي في المنطقة الخضراء مقابل الحصول على الأفخاذ وحبل الظهر عقب ذبح الخروف، لكن الخروف قال لا مانع من ذلك لكنه ليس بحاجة للبطانيات والمدفأة، بل إنه يطمح للحصول على (نخالة) وكمية من التبن، فقال له المسئول، حسناً سنزودك بذلك، فمخازن وزارة الإستيراد مملوءة بهاتين المادتين..
وبدأ الخروف يبحث بين أشجار النخيل عمّا يأكله من جديد، فشاهده مسئول ثالث وسأله عن سبب وجوده، وبعدما عرف غاية الخروف، قال المسئول له: إنني مولع بالفن والموسيقى، وأتمنى أن تكتب في وصيتك إن مصارينك سيكونون من حصتي بعد وفاتك، كي أصنع منها أوتاراً موسيقية للعود الذي أعزف عليه.. فوافق الخروف..
وتلاشت رغبة الخروف تماماً بالرعي عندما أتاه مسئول آخر، وحصل على تعهد بأن (كبد) الخروف سيكون من نصيب السيد المسئول مقابل السماح له بالرعي.. ثم كان المسئول الخامس على عجالة من أمره أثناء لقاءه العاصف فطلب من الخروف أن يوقع على ورقة تعهد بأن (كل ما له علاقة بالباجة سيكون من نصيب السيد المسئول)..
أما المسئول السادس فكان نباتياً، وإحتار ماذا يأخذ من الخروف بعد مصادرة الصوف، فتفتق ذهنه على أن يرعى الخروف في المنطقة الخضراء مقابل حضور الخروف مرة واحدة شهريا إلى فيلا المسئول من أجل أن يرعى في حديقته كي يحز الثيل الزائد في الحديقة فقط وبدقة متناهية.. فوافق الخروف كعادته..
أما المسئول السابع، فوجد أنه لم يبقى غير البعرور من الخروف، فإضطر إلى أخذ تعهد بأن كل منتجات الخروف من البعرور يتم تجميعها وإرسالها إلى أحد مخازن الشركات التي يمتلكها الأخ المسئول..
وعندما حضر المسئول الثامن والأخير لينال حصته، لم يجد شيء يذكر، فقال للخروف أرجو أن تعطيني وعداً بأن أحصل على صوتك الإنتخابي في الإنتخابات القادمة.. فإعتذر الخروف عن عدم امكانية حدوث ذلك لكونه تحت السن القانونية ولا يحق له التصويت.. فقال له المسئول: لا تقلق من هذه المسألة التافهة وسأزودك بهوية تسمح لك بالتصويت حينها..
وعقب نصف ساعة من الرعي أحسّ الخروف بأعراض الإسهال بسبب طراوة أعشاب المنطقة الخضراء، فخرج مسرعاً إلى الطبيب..
وفي الطريق إنفجرت سيارة مفخخة على مقربة منه وتطايرت أشلائه ولم يبقى منه شيء سوى بقع من الدماء واللحم الطري المثروم المتناثر..
وبعد أربع سنوات من ذلك اليوم، ما زال أشقاء الخروف وأقربائه وبني جلدته يدفعون الفواتير للإخوة المسئولين في المنطقة الخضراء بسبب تعهدات الخروف المدوّنة خطياً..



#خدر_خلات_بحزاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع قرار لإطلاق ........ في البصرة
- تحالفات وائتلافات.. وهموم وآفات..!
- اهداف سياسية ودواعي انتخابية.. يا للمصيبة..!!
- أفاعي الجفاف وفرسان الفساد..!
- خطاب تاريخي بخصوص فريدة ولؤلؤة وشهرزاد..!!
- النائب نور الدين الحيالي و إحياء سياسات التعريب المقيتة..!!
- شبكة الإعلام العراقي، تكمم أفواه أبناء الأقليات العراقية..!!
- سنة إضافية حلوة.. يا برلمان..!!
- السيد أثيل النجيفي ضد التهميش أيضاً..!!
- عراقيون مبدعون.. كأوراق الخريف يتساقطون..!
- مملكة مجلس النواب العراقي..!!
- درس إيزيدي لكل العراقيين..!
- يا ليتني أكون محمود المشهداني لشهر واحد فقط؟؟
- (الجودَليون) قادمون..!!
- أسود، ابيض، أبلق.. لا مكان للألوان في العراق الجديد
- ليست دعوة أبداً لحماية ثقافات الأقليات العراقية..!!
- روحي ملّت من النوم مظلومة كل ليلة..!!
- الأقليات العراقية.. في مقلاة البرلمان..!!
- عدس رمضان، وحقوق الأقليات، وجارتنا (جميلة)..
- لسنا من كوكب المريخ يا أخي في الإنسانية *


المزيد.....




- المؤسس عثمان ح161 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 161 مترجمة HD ...
- ملحمة تاريخية… مسلسل صلاح الدين الأيوبي الحلقة 25 باللغة الع ...
- الثقافة واليونسكو يؤكدان أهمية دعم القطاع الثقافي في فلسطين ...
- الشعلة الأولمبية على السجادة الحمراء لمهرجان كان السينمائي
- فستان الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت يثير جدلا في مهرجان كان ...
- -عائدة-.. فيلم وثائقي يحقق حلم العودة إلى فلسطين
- افتتاح متحف لأعمال الفنان بانكسى فى نيويورك
- روسيا توجه دعوة لمؤسسات السينما القومية للمشاركة في الجائزة ...
- معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية يحتفي بالنسخة ...
- معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية يحتفي بفيلم R ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خدر خلات بحزاني - خروف في المنطقة الخضراء..