أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم الجندى - اللغة العامية واللهجة العربية !!ا














المزيد.....

اللغة العامية واللهجة العربية !!ا


ابراهيم الجندى

الحوار المتمدن-العدد: 840 - 2004 / 5 / 21 - 18:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يصرخ البعض ليل نهار بسبب سيادة اللهجة العامية على اللغة العربية ، فالعامية أصبحت هى القاعدة بينما العربية مجرد استثناء ، والعامية المحلية فى كل دولة عربية هى المستخدمة فى الشارع والاعلام ومراكز البحث العلمى بل وفى أقسام اللغة العربية نفسها بالجامعات ، فما هو سبب ذلك يا ترى ؟ ولماذا يعانى الطلاب العرب من صعوبة فهم قواعد لغتهم ؟ ولماذا لا يقبل الطلاب الاجانب على دراسة لغتنا بينما يقبل طلابنا على دراسة لغته ؟ وهل يمكن لنا تعديل قواعد تلك اللغة باعتبار أن من وضعوها بشر أم انها كالنصوص الدينية نزلت من عند الله ولا يمكن المساس بها ؟ واذا كان ذلك ممكنا فالى متى ننتظر؟ وهل اللغة بوضعها الحالى تعتبر سببا من اسباب التخلف العربى ؟ وهل سيتطور العرب الى الامام اذا حفظوا وفهموا لغتهم عن ظهر قلب ، وهل يمكن الاستغناء عن تلك اللغة واستخدام العامية كلغة للعلوم ، ولماذا يفضل معظمنا الاشعار العامية لنزار قبانى مثلا على الفصحى ؟ ثم ما هى وظيفة اللغة اساسا ؟

بداية اللغة مجرد وسيلة للتفاهم والتواصل بين مجموعة من البشروليست غاية فى حد ذاتها ، و العربية صعبة بالفعل وتضم بين جنباتها عوامل اندثارها والدليل هو اكتساح العامية لها بشكل غير مسبوق ، وعزوف الجميع عن التعامل بها خصوصا الاجيال الجديدة التى تعتبر اللغة العربية عقبة حقيقية امام مستقبلهم بسبب آلاف التفاصيل التافهة التى تعج بها تلك اللغة .

اعرف مسبقا ان طرح تلك القضية قد يثير حفيظة بعض المتعصبين للغة العربية فقط لأنها من بقايا الاجداد والأقدمين بخلاف بعض الجهلة الذين لا يفهمون فيها حرفا ومع ذلك يعارضون التغيير مدفوعين بالعاطفة الدينية باعتبار ان تلك لغة القرآن ليس الا !!

وحقيقة لا توجد لغة فى العالم تضاهى اللغة العربية فى التفاصيل اللانهائية من حيث الاعراب والتشكيل بعلامات مختلفة حددها علمى النحو والصرف ، وعلى سبيل المثال لا الحصر .. كان وأخواتها للرفع ، وان وخالاتها للنصب ، ولم وأعمامها للجزم ، والى وجيرانها للجر .....الخ من تلك العلامات التى لو أخطأت فى واحد منها لأخرجوك من الملة !

ولا أعرف حقيقة ما هو الداعى لوضع كل تلك العلامات التى لا داعى لها اصلا، اللهم الا أن الاولين- كابن مالك الذى اتحفنا بألفتيه العتيدة شعرا وسيبويه وغيرهما- وضعوها بهذا الشكل !!

والسؤال المفترض الآن .. ما الذى سيحدث لو عكسنا الاية وجعلنا كان للنصب وان للرفع ؟

اعتقد انه لن يحدث شىء سوى بعض الاستغراب لفترة ثم سنتعود بعدها على ذلك .. أقصد ان اللغة لن تندثر بهذا التغيير ، وبناء عليه يجب أن تكون لدينا الجرأة للتخلص من كل تلك الزوائد والنفايات اللغوية ، والغاء كل تلك العلامات وعمليات الاعراب واستبدالها بتسكين اللغة العربية .

فما الفرق بين ان نقول.. كان سمير فى المدرسة .. وبين أن نقول .. ان سمير فى المدرسة ، بتسكين راء سمير فى الحالتين دون رفع أو نصب أو اعراب ، فالمهم ان الرسالة وصلت من المرسل وتلقاها المستقبل وفهم معناها ، وتلك هى مهمة اللغة .. فهى كما سبق وذكرت مجرد وسيلة، الا اذا اعتبرناها غاية وقدسا من الاقداس وعبدناها دون أن تواتينا الجرأة للاقتراب منها أوتعديلها !!

أذكر أننى سافرت بعد امتحانات الثانوية الازهرية وتولى أحد الزملاء ملء استمارة الرغبات نيابة عنى واذا بى افاجأ بترشحيى لدراسة اللغة العربية وكانت اللوائح تمنع من التحويل طالما ان تلك هى رغبة الطالب فى استمارته ، فدخلت ومعى عشرون طالبا الى عميد الكلية فى حينه الدكتور محمد رجب البيومى ، فاستمع الى الاسباب التى دعت كل منا الى التحويل، فرفض اسبابهم جميعا- والتى تراوحت بين رغبة بعضهم الانتقال الى كلية بجوار سكنه الى خوف الاخر من صعوبة اللغة العربية - وعندما سألنى عن سبب التحويل أجبته بمنتهى الجرأة ، أننى أكره تلك اللغة ، وكان نص تاشيرته على طلبى .. يحول فورا خلافا لجميع القواعد المعمول بها فى جامعة الازهر !!

وللعلم فان القرآن لم يكن منقوطا ولا مشكلا لفترة دامت عشرات السنين، الى ان اضيفت له تلك العلامات فى فترة لاحقة ، ومع ذلك كان الكلام مفهوما وتحققت الغاية منه ووصلت الرسالة من المرسل الى المستقبلين لها بدليل ايمانهم بها وتصديقهم لها ، اذن لابد ان نصغى الى كلام طه حسين مرة اخرى والذى قال .. اننا نملك ناصية تلك اللغة ويمكن لنا ان نضيف اليها ونحذف منها أيضا !!

ان العالم العربى مطالب الان أكثر من أى وقت مضى بالبحث فى كيفية تطوير تلك اللغة حتى تستوعبها الاجيال الجديدة بدلا من هروبها الى لغات أخرى قد تكون جيدة كالانجليزية والفرنسية أو سيئة كلغة الشوارع أو الاغانى الهابطة التى سادت هذه الايام !!

ان تسكين اللغة العربية والغاء الاعراب وجميع اشارات التشكيل كالضم والكسر والفتح والجزم ........ الخ ، هو بداية الحل من وجهة نظرنا!!

اذكر ان المطالبة بتغيير المناهج كانت جريمة فى بدايتها والان أصبحت عادية والجميع ينادى بها وعلى رأسهم من كانوا فى جبهة المعارضة ،اننا نحتاج الى ثورة حقيقية فى المفاهيم لن يقودها الا المتحررين الذين يملكون جسارة القول ويخافون على مستقبل أوطانهم ، والا ستصبح العربية هى اللهجة والعامية هى اللغة !!1



#ابراهيم_الجندى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تتبعوا الانبياء
- أهلا بالتعذيب الأميريكى !!ا
- الغزو الدينى !!ا
- الطرد من الملة !!ا
- ازالة السلطة قبل المستوطنات !ا
- الديمقراطية .. والمناعة العربية
- عراق ..الانتقام!!ا
- آيات الشيطان
- ذكورية الأديان !ا
- أضحوكة الأمم
- محاكمة الأنبياء!!ا
- الاديان .. وخراب العراق!!!ا
- حصاد الاحتلال الاميريكى للعراق !!ا
- متى يعلنون وفاة العرب؟!!ا
- حزب جديد .. ولكن !!ا
- النبى محمد .. ابن آمنة !!ا
- جدار الصمت !!ا
- معلم بيل كلينتون.. يؤكد منذ بدأ بوش الرئاسة.. فقد 2,5 مليون ...
- شباب.. الموت!!!ا
- مقاول الوطنية!!ا


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم الجندى - اللغة العامية واللهجة العربية !!ا