|
متى يعلنون وفاة العرب؟!!ا
ابراهيم الجندى
الحوار المتمدن-العدد: 772 - 2004 / 3 / 13 - 09:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بداية أرفض الحلول المفروضة من الولايات المتحدة على بلداننا العربية وآخرها اقتراح الشرق الاوسط الكبير ، لكن المشكلة الكبرى أن الحياة السياسية فى الشرق الأوسط تعيش حالة موات تام منذ ما يزيد على نصف قرن ، فالسياسات هى ذاتها والاقتصاد فى حالة يرثى لها ، وأوضاع حقوق الانسان تزداد سوءا ، بالاضافة الى عدم تغيير الحكام خلال تلك الفترة ما عدا المغدور صدام حسين والذى منعته اميريكا من استكمال مدته الطبيعية فى منطقتنا، وهى فى حدها الادنى نصف قرن ، وتلك حالة شاذة لا يقاس عليها فى عالمنا!!ا المثير فى الاقتراحات الاميريكية للاصلاح الديمقراطى انها سببت زعرا شديدا للحكام ونزلت على رؤوسهم كالمطرقة ، فالبعض منهم أعلن موافقته بلا تحفظ ولا دراسة ، والبعض وافق سرا ورفض علنا ، والبعض الثالث رفض وربط ذلك بضرورة حل المشكلة الفلسطينية وأعتقد أن لا علاقة البتة بين الاصلاح السياسى والديمقراطى وبين حل مشكلة فلسطين ، اذ أن السؤال الذى يطرح نفسه ...هل هناك ما يمنع من انتشار الديمقراطية والاصلاح السياسى والمشاركة الشعبية فى الحكم بجميع البلدان العربية بما فيها فلسطين نفسها فى ظل وجود الاحتلال ؟ أعتقد أنها مجرد حجة ليس أكثر ولا أقل لتثبيت الوضع على ما هو عليه ، لأن الاصلاح السياسى هو المدخل الحقيقى لحل المشكلة الفلسطينية وليس العكس ، لأننا لو افترضنا جدلا انسحاب اسرائيل من الضفة والقطاع واقامة دولة فلسطينية مستقلة ، فان ذلك لن يؤدى حتما الى الاصلاح السياسى العربى ، بل بالعكس يمكن أن يزيد الوضع ثباتا وركودا، أننى أعجب من الشعوب العربية التى ماتت بالفعل ولا يبقى سوى اعلان وفاتها ودفنها اكراما لها ، فاذا كان الحكام يدافعون عن بقائهم فى السلطة ضد أى دعوة للتغيير والاصلاح ..فأين الشعوب ؟ ان ربط الاصلاح السياسى بحل القضية الفلسطينية هو اعتراف ضمنى من الأنظمة بوجود خلل حقيقى فى شرعيتها ؟ يجب أن تطرح الشعوب رؤيتها الخاصة للحل فاذا توافقت مع الطرح الاميريكى فأهلا وسهلا ، وان اختلفت معه فلتفرض رؤيتها للتغيير ، انه لمن المستحيل أن يبقى الوضع على ما هو عليه فى ظل رياح دولية عاتية يمكن استغلالها الآن فى ظرف أعتقد أنه لن يتكرر على الأقل فى المدى القريب ، ان التغييرات التى حدثت فى العراق بكل ما تشهده من توتر وأعمال عنف أفضل بكثير مما لو بقى الوضع على ما كان عليه، فهناك الآن امكانية للتغيير فى أى لحظة ، عكس النظام السابق الذى ظل على حاله دون تغيير ما يربو على ثلث قرن ، ان الأنظمة العربية مهما أدخلت من تحسينات وماكياج على ممارساتها لن تقبل المساس بكراسيها ومصالحها ، فأبسط الأمور أن تعرف الشعوب شيئا واحدا عن مستقبلها ، فكل شىء يعد طوطما أو سرا لا يمكن لأحد الاقتراب منه ، وعلى سبيل المثال.. ما هى ميزانية القوات المسلحة وأجهزة المخابرات فى الدول العربية ؟ متى يترك الرؤساء العرب السلطة دون زيارة غير ديبلوماسية من عزرائيل ، ما هى ممتلكات الحكام العرب ، ومن هو الحاكم القادم لأى دولة عربية ؟ وما هى عمولة السلاح التى يتقاضاها الحكام ، هذا نموزج لما هو مسكوت عنه فى عالم السياسة العربية،اننى أعتقد أن الأوضاع لا تحتمل رفاهية موافقة الحكام أو اعتراضهم على التغيير حتى لو جاء من الشيطان وليس من الأميريكان ، فعلى كل انسان شريف أن يعلن موقفه الآن ، والخطوة الأولى للتغييرهى تنظيم مؤتمرات بالاحزاب والنقابات والجمعيات والمؤسسات لمطالبة الأنظمة ببرنامج محدد لتداول السلطة ، والخطوة الثانية هى اضراب التجمعات المهنية كالأطباء والصحفيين والمحامين والمهندسين عن العمل لذات الهدف ، واذا لم تستجب السلطة فعلينا جميعا أن ننسحب كأحزاب ونقابات وجمعيات من الحياة السياسية بتجميد كل تلك الفعاليات لتعرية الأنظمة أمام العالم، وحتى نرضى ضمائرنا أمام انفسنا والأجيال القادمة ، و لا نشارك فى جريمة سيحاسبنا عليها التاريخ
#ابراهيم_الجندى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حزب جديد .. ولكن !!ا
-
النبى محمد .. ابن آمنة !!ا
-
جدار الصمت !!ا
-
معلم بيل كلينتون.. يؤكد منذ بدأ بوش الرئاسة.. فقد 2,5 مليون
...
-
شباب.. الموت!!!ا
-
مقاول الوطنية!!ا
-
تحية للنائب العام المصرى .. ولكن !!!
-
تحية للمحامى الاسرائيلى .. وسحقا للمحامين العرب !!ا
-
اقتصاد ..أصحاب اللحى!!
-
الطوفان !!ا
-
وعجبى!!
-
لا علم فى الدين .. ولا دين للعلم !!
-
الشريعة العلمانية !!ا
-
وزير..غير صالح للاستخدام!!ا
-
شيخ القبيلة !!ا
-
أحفاد الرسول.. ليسوا أشرافا !!ا
-
الحجاب .. والغرب !!ا
-
صدام.. ضحية !!ا
-
!! القرآن.. بين العقل والنقل
-
الوصايا العشر للاصلاح فى مصر
المزيد.....
-
ردا على بايدن.. نتنياهو: مستعدون لوقوف بمفردنا.. وغانتس: شرا
...
-
بوتين يحذر الغرب ويؤكد أن بلاده في حالة تأهب نووي دائم
-
أول جامعة أوروبية تستجيب للحراك الطلابي وتعلق شراكتها مع مؤ
...
-
إعلام عبري يكشف: إسرائيل أنهت بناء 4 قواعد عسكرية تتيح إقامة
...
-
رئيس مؤتمر حاخامات أوروبا يتسلم جائزة شارلمان لعام 2024
-
-أعمارهم تزيد عن 40 عاما-..الجيش الإسرائيلي ينشئ كتيبة احتيا
...
-
دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية تكشف عن عدد السكان
-
مغنيات عربيات.. لماذا اخترن الراب؟
-
خبير عسكري: توغل الاحتلال برفح هدفه الحصول على موطئ قدم للتو
...
-
صحيفة روسية: هل حقا تشتبه إيران في تواطؤ الأسد مع الغرب؟
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|