أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد فايق دلول - الوحدة الوطنية الفلسطينية على الرفوف














المزيد.....

الوحدة الوطنية الفلسطينية على الرفوف


احمد فايق دلول

الحوار المتمدن-العدد: 2755 - 2009 / 8 / 31 - 08:33
المحور: القضية الفلسطينية
    



مدير معهد الزيتون للبحوث والدراسات
منذ تأزم الأوضاع في قطاع غزة وسيطرة حماس عليه بعدما حسمت الأمور عسكريا قام الرئيس محمود عباس بإقالة حكومة "الوحدة الوطنية" وتكليف سلام فياض بتشكيل حكومة إنقاذ وطني أو حكومة طوارئ، وصاحب ذلك تشديد على مؤسسات حماس وخاصة الخيرية منها في الضفة الغربية ونزع الشرعية من الفصائل المسلحة هناك ومطالبتها بتسليم سلاحها، الأمر الذي زاد الأوضاع تأزماً وأدخلها في مأزق الفرقة الفلسطينية، فانفصلت الضفة عن القطاع ليس جغرافيا فسب، بل جيوسياسي، فتولدت لدينا حكومة طوارئ في الضفة في الوقت الذي تحكم قطاع غزة حكومة الوحدة الوطنية التي قد تم التوافق عليها بناءً على اتفاق مكة.
***
لا غرابة اليوم أن نعتبر الوحدة الوطنية أمر يكاد يكون مستحيلا أو أبعد من نجم في السماء، فالوحدة الآن متواجدة على الرفوف بعدما غطتها الغبار السوداء، والسبب هو تعنت الفصائل المتحاورة من ناحية، وعدم إشراك الفصائل الأخرى في موضوع حوارات الوحدة الوطنية، وكأن الوحدة والحوارات شأن يختص بحركتي فتح وحماس، أما باقي الفصائل فهي في الجيوب أو لا اعتبار لها، ففي هذا السياق وبعد تهميش الأطراف الأخرى الفاعلة على الساحة الفلسطينية تم حصار قطاع غزة وشنّت إسرائيل حربا ضارية على قطاع غزة لأكثر من ثلاثة أسابيع راح ضحيتها نحو 5500 جريح وأكثر من 1300 شهيد، بينما كثير من الفصائل والشرائح وقفت كالمتفرج على مجريات هذه الأحداث، بل كثير من العرب لم يتحركوا ولو للحظة واحدة، فكيف يقفون مع شعب بحكومتين وسلطة بلا دولة أو عاصمة أو إقليم...
***

حماس وبعد حصارها المرير وبعد حرب طاحنة خاضتها مع الكيان الصهيوني، لا تقبل بأي حال من الأحوال عودة الأمور إلى سابقها، فبعدما دفعت الثمن غاليا لا يمكن التنازل عن قطاع غزة وتسليمه إلى جهات وقفت محايدة أو متآمرة عليها فيما يخص الحصار والحرب، فصمود حماس في الفترة السابقة جعلها أكثر تمسكا بمواقفها وآراءها تجاه الوحدة الوطنية كمن يسير في السوق ونقوده في جيبه ويتدلل على كافة الباعة.
***

وفي الوقت ذاته وبعد حصولها على تأييد الكثير من الشرائح العربية والإسلامية، حماس لن تقبل بالتنازل لأن هذا ربما يسقط ورقتها ويفقدها الثقة بين أوساط مؤيديها عربيا ودولياً، لذا أصحب الحوار والوحدة الوطنية لدى حماس تعني اعتراف أبو مازن بسيطرة حماس على القطاع وقبوله الأمر الواقع خاصة في ظل الضعف الذي يتسم به هذا الشخص من منظور الحركة، وبهذا لا غرابة في فشل كافة جلسات الحوار، مع رفض حركة حماس أي حكومة وحدة وطنية برئاسة سلام فياض.
***

حركة فتح هي الأخرى تبدي رغبة واضحة في أن تكون رئاسة أي حكومة تابعة لها أو من أفرادها، لذا ترشح سلام فياض على الدوام أن يترأس حكومة ستشكل في المستقبل، بل وتطالب حماس التنازل والتراجع عمّ سمته " الانقلاب العسكري" وتسليم قطاع غزة إلى الرئيس محمود عباس الذي انتهت ولايته.
***

الرئيس محمود عباس مقيد وصلاحياته محدودة، فهو مقيد من المجموعة التي تحيط به ومن القيادة الشابة التي انتخبها المؤتمر السادس على الصعيد المحلي، ومقيد على الصعيد لخارجي من أمريكا الداعم الأول له ومن إسرائيل التي استغلت ضعفه الحالي كشخصية تعتبر المفاوضات خيارا استراتيجيا لها ولا يمتلك ورق ضغط ليستخدمها في مفاوضاته مع الكيان الصهيوني، حيث صرحت قيادات إسرائيلية وأمريكية أنها لن تسمح لأبي مازن أن يتحاور مع حماس، وكان منه رايس وليفني وبوش وأولمرت.
***

حماس وفتح لن تفكر حاليا في حكومة وحدة وطنية، والسبب أن المساعدات القادمة من الخارج لكلا الطرفين هي مساعدات سياسية مشروطة ومقيدة، فحوار أبو مازن مع حماس يعني قطع المساعدات الأمريكية عن سلطته وعن حركة فتح، وفي المقابل حوار ووحدة وطنية حمساوية مع فتح ورئيسها أبو مازن يعن يقطع الدعم من الدول الإسلامية وحجب الثقة عنها من قبل الإسلاميين في الوطن العربي، فكلا الحركتين الآن مستفيدة من حالة التشرذم الحاصل على الساحة الفلسطينية، أما باقي الفصائل فهي مستفيدة كذلك، ليبقى المواطن الفلسطيني ضحية لا يذكره بالخير أحد من صناع القرار الفلسطيني، ويبقى الحوار الفلسطيني على الرفوف وفي الهوامش.



#احمد_فايق_دلول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عَظّم الله أجركم في الثوابت الفلسطينية
- الانقسام والفرقة الفلسطينية ... إلي أين؟
- من المستفيد من قضية حزب الله المصري؟
- العدوان الثلاثي على قطاع غزة
- ماذا بعد الشرعية المفقودة؟
- المقاطعة
- الرئيس محمود عباس ،،، تحول 180 درجة !
- الرئيس الامريكي الجديد
- إن اليهود قوم بهت
- مفاوضات بلا جدوى
- نقاط الضعف تعيشها المصارف الاسلامية !
- إلي متى سيبقي الصمت العرب مستمرا ؟
- نظرة عامة حول جرائم غسيل الأموال !
- أهداف العولمة الاقتصادية وأدواتها !
- صفقات السلاح الأمريكي . . . الواقع و الأهداف !
- كيف نحقق وحدتنا الوطنية ؟
- قطاع غزة بعد زيارة بوش
- أحمد أسعد الشقيري
- أحدث طريقة لرفع الحصار
- الدولار الأمريكي في هبوط . . . إلي أين ؟


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد فايق دلول - الوحدة الوطنية الفلسطينية على الرفوف