أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد فايق دلول - مفاوضات بلا جدوى














المزيد.....

مفاوضات بلا جدوى


احمد فايق دلول

الحوار المتمدن-العدد: 2287 - 2008 / 5 / 20 - 03:30
المحور: القضية الفلسطينية
    


مع اعترافنا أن المفاوضات هي احدي أشكال النضال السياسي الذي اتبعته بعض أو الكثير من الحركات التحررية العربية و الغربية كذلك و الذي ربما تتخذه حركة حماي اذا اقتضت المصلحة ، لكن التفاوض يجب أن يكون وفق قواعد و ركائز و مبادئ محدد يجب أخذها في عين الاعتبار ، فهناك أوراق الضغط و هناك تكافؤ القوي و المصداقية و تغليب المصلحة العامة علي المصالح الأخرى التي دونها ، وكذلك الرغبة المشتركة في الوصول إلى حلول تلبي مطالب الأطراف المتفاوضة جميعا بشكل متساوي أو شبه متساوي أو بشكل مرضي علي الأقل .

و حتى تكون قراءتنا للمفاوضات الفلسطينية (سلطة أوسلو) – الإسرائيلية واضحة للجميع لا غبار عليها ، فلا بد هنا من الإشارة إلي نقطتين رئيستين لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهلهما أو الإغفال عنهما و هما :
1. النقطة الأولي تتمحور حول النوايا الصهيونية و التي هي معلنة وليست بأدنى حاجة إلي التفسير او التأويل و التي أعلنت مرارا و تكرارا علي لسان قادتها العسكريين و السياسيين و الكثير من القادة و حتى الأفراد العاديين ، و شر مثال علي ذلك ما ورد علي لسان تسيبي ليفني بعد الفراغ من اجتماعها الأخير مع احمد قريع حيث قالت بأنها تعتزم تحديد الخطوط الحمراء أمام المفاوض الفلسطيني الفاشل و التي لن تساوم عليها أبدا ، و هذه الخطوط تدور حول اللاجئين و ما يتعلق بهم و كذلك المقدسات و الحدود التي تتمثل في الجدار العنصري الفاصل الذي بني باسمنت أبي غلاء قريع
2. أما النقطة الثانية المتعلقة بالجانب الفلسطيني أو بسلطة أوسلو علي وجه التحديد ، فهي إدراك سلطة أوسلو إن جميع أوراقها السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الإعلامية و الأخلاقية و العسكرية أيضا تحتاج إلي الختم أو الموافقة الإسرائيلية و خاصة حول مستقبل القضية الفلسطينية و الدولة و العاصمة ، فالقضية ستكون بعيدة كل البعد عن قرارات مجلس الأمن و التي كانت قد سقطت مع تقادم الزمن و بقوم التسامح السبات العربي .


تلك المفاوضات لا ترى فيها إسرائيل إلا غطاء لها لمواصلة مخططاتها الاستيطانية وإجراءاتها التعقيدية على الأرض وستاراّ دخانياّ للتغطية على أجندتها الخاصة بشأن المصير النهائي للشعب الفلسطيني وقد جاء ذلك على لسان كبير مفاوضيها صائب عريقات بتصريحه الأخير :
أ. إن الوعد الإسرائيلي الذي قطعه أولمرت بإزالة 50 حاجزاّ وساتراّ ليس سوى كذبة إسرائيلية .
ب. هناك مخططاّ إسرائيليا معتمداّ ويجري تطبيقه على الأرض منذ سنوات لخنق ومحاصرة جميع المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية بشكل محكم وتحويلها إلى جزر و معازل .
جـ. إن الحكومة الصهيونية تنشير العديد من المناقصات لبناء المزيد من التجمعات الصهيونية في الضفة المحتلة و في القدس.
د-أن إسرائيل لم تف و لو بالقليل من الالتزامات التي قطعتها علي نفسها في خارطة الطريق و هي تعتمد سياسة المماطلة و التضليل و التهرب من المجتمع الدولي و من مجلس الأمن .

إن إسرائيل لم تف بأي من التزاماتها في خطة خارطة الطريق وتعتمد سياسية المماطلة والتهرب وإدارة حملة علاقات عامة لمخادعة وتضليل المجتمع الدولي
و في الوقت الذي يري فيه بعض السياسيين سلطة أوسلو أن المفاوضات ستؤدِّي في النهاية إلى التوصل إلى شيء ما، أو إلي نوع من اتِّـفاق المبادئ أو الإطار الذي يمكن أن ترافقه بعض الإجراءات على الأرض، لاسيما خطوات نحو تسهيل حركة الفلسطينيين ودفع عجلة الاقتصاد قليلا، نقول إن المفاوضات عبثية و مضيعة للوقت وهي أضواء خضراء تجاه سفك الدماء الفلسطينية و خاصة في قطاع غزة و هي كذلك تكريسا للحصار الصهيوامريكي المفروض علي قطاع غزة ، هذه شهادتي و شهادة الواقع ، أما رأي المحللين السياسيين هنا :
حيث يقول المحلِّـل السياسي علي الجرباوي "ليس هناك مجال للتوصُّـل إلى اتفاق نهائي حول مختلف القضايا ، لكن الظروف لا تسمح بعدم التوصُّـل إلى لا شيء، لأن ذلك سيعني ببساطة انهيار السلطة الفلسطينية ، و أنا أقول أن السلطة منهارة جوهريا و قريبا ستنهار كليا
ولم تفلح جولات المفاوضات المتعاقبة الأخيرة سوى في قيام إسرائيل بالإعلان عن إزالة بعض السواتر الترابية في الضفة الغربية، و هي سواتر إن أزيلت - حسب تقرير للأمم المتحدة، فإنها غير ذات أهمية من ناحية ، و هي سواتر وضعتها قوات الاحتلال قبل إزالتها بوقت قصير كما تقول جمعيات حقوق الإنسان في الضفة .

كان ذلك اللِّـقاءات المكثفة للرجلين -اعتذر- منذ مطلع الصيف الماضي و التي لا زالت نتائجها مجهولة أو صفرا علي الأرجح ، و لكن اعتقد أن النتيجة كانت بالسالب و طريقة الحساب هنا بالوقت الضائع في المفاوضات و عدد الحواجز التي أضيفت ، و بناء التجمعات الاستعمارية السكنية بالقدس و دماء غزة و اشتداد الحصار عليها

و نستمع هنا إلي رأي مستشار الرئيس عباس حيث اعتبر أن كل المفاوضات واللقاءات التي جرت حتى الآن كانت مجرد رياضة فكرية وجس للنبض، مشيرا إلى أن السلطة الفلسطينية كانت تأمل أن يتم في لقاء عباس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت الأخير تقدم أو أي انجاز وعلى صعيد ما تم الحوار بشأنه في جلسات المفاوضات السابقة بشيء مكتوب ، إلا أن الإسرائيليين رفضوا ذلك بغباء المفاوض الفلسطيني .

و في اعتقادي إن المفاوض أيّا كان لا بد و أن يفاوض وفق أجندة واضحة منه و من الطرف الصهيوني ، لان الغريب في المفاوضات العبثية أن المفاوض الفلسطيني يفاوض إسرائيل و هي لا تمتلك دستور و لا حدود و لا عاصمة و لا حتى ادني مقومات الدولة ، فكيف يفاوض ؟ و علي أي أساس يفاوض ؟ و أين الجدول الزمني للمفاوضات ؟ و ما هي انجازات المفاوضات ؟ و هناك العديد من الأسئلة التي تطرح نفسها .



#احمد_فايق_دلول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقاط الضعف تعيشها المصارف الاسلامية !
- إلي متى سيبقي الصمت العرب مستمرا ؟
- نظرة عامة حول جرائم غسيل الأموال !
- أهداف العولمة الاقتصادية وأدواتها !
- صفقات السلاح الأمريكي . . . الواقع و الأهداف !
- كيف نحقق وحدتنا الوطنية ؟
- قطاع غزة بعد زيارة بوش
- أحمد أسعد الشقيري
- أحدث طريقة لرفع الحصار
- الدولار الأمريكي في هبوط . . . إلي أين ؟


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد فايق دلول - مفاوضات بلا جدوى