صدمة المستقبل

محمد رجب التركي

الحوار المتمدن-العدد: 2755 - 2009 / 8 / 31 - 08:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

المستقبل سيكون صدمة ولن يكون تطورا
هذا مااثبتة ( الفريد توفلر ) في كتابة صدمة المستقبل.
اي ان الانسانية سوف تشهد عالما جديدا مختلفا اختلافا نوعيا عن العالم الذي عاشت فية في الماضي والعالم الذي تعيش فية في الحاضر
وقد شرح توفلر في كتابة (الموجة الثالثة ) ...كيف انتقلت البشرية من حضارة الموجة الاولي التي قامت بعد الثورة الزراعية منذ عشرة الاف عام الي حضارة الموجة الثانية اتي قامت علي نتاج وثمار الثورة الصناعية التي حدثت منذ 300 عام ..ثم انتقلت الي حضارة الموجة الثالثة علي ثورة المعلومات والانترنت والاتصالات .
وصور( توفلر) خيبة الامل التي ستصيب المجتمعات التي لم تعمل للالتحاق بمن سبقوها لانها سوف تجد نفسها بعد ذلك عاجزة عن الالتحاق بهم وستجد انها تسير الي الخلف بمقدار ما يندفع الاخرون الي الامام بسرعة وقوة .وذكر ان مشكلة المتخلفين انهم بحسبون ان مجرد اقتناء احدث التكنولوجيات يكفي لتعويض زمن التخلف ولكن الصدمة التي سيواجهونها هي انهم يملكون هذة التكنولوجيا ولا يعلمون كيف يستثمرونها في اللحاق بمن سبقوهم ...وهم ايضا لايدركون ان هذة الموجة الثالثة لها تاثير حتمي علي الاقتصاد والسياسات والاسرة والفرد وكل المجتمع
وفي راي توفلر طبقا للموجة الثالثة من تطور البشرية ان العصر سيكون عصر المعلومات وان التنافس سيكون علي الحصول علي المعلومات وانتاجها بما في ذلك العلوم والتكنولوجيا والثقافة والعقائد والقيم وعلي الانتاج الكبير الذي يعتمد علي الفكر وتصبح المعرفة والمعلومات هي ثروة الامم بدلا من المواد الخام التي كانت في الموجة الثانية ولذلك سوف تنتشر البطالة في العصر الجديد بين غير المثقفين ومن ليست لديهم حرف وتنهار صروح الصناعات مثل جنرال موتورز وغيرها من الشركات الصناعي الكبري ويتضاءل دور الاعلانات ويزداد الضغط علي كيان الاسرة بعد ان كان سائدا نمط الاسرة الكبيرة التي تضم الاجداد والاباء والابناء والاحفاد في الموجةالزراعية الاولي ثم انكمشت الاسرة لتقتصر علي الزوج والزوجة واطفالهما في الموجة الصناعية الثا نية وسوف تنكمش الاسرة اكثر فيزداد عدد غير المتزوجين والمطلقين والذين يفضلون ان يعيشوا وحدهم وتتغير بنية المجتمع باكملها وبعد التجانس والانسجام في مجتمع الموجة الثانية يحل التنوع والتباين في مجتمع الموجة الثالثة وتزداد الحاجة الي الاتصال وتبادل المعلومات بين وحدات الشركات والمستشفيات والمعاهد والمؤسسات وبين الافراد وتزداد الحاجة الي استخدام اكمبيوتر ووسائل الاتصال الالكتروني وكلما ادي التقدم في صناعة المعلومات والهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحديثة كلما تم الاستغناء عن المواد الخام والايدي العاملة ويقل الاعتماد علي الدول التي تعيش التخلف في المرحلة الثانية ولن تحتاج اليها كاسواق لتصريف المنتجات ويزداد التعامل بين الدول المتقدمة لانها قادرة علي تلبية احتياجات العصر من العقول والخبرات والمعرفة وسوف تتوتر العلاقات بين دول حضارة الموجة الثالثة وحضارة الموجتين الاولي والثانية .
ومع هذة التحولات ستنتهي فكرة الوطنية لان الدولة الوطنية نشات نتيجة الثورة الصناعية في الموجة الثانية من تطور البشرية .
ولذلك نجد الشعوب التي تعيش المرحلة الثانية من الحضارة تتمسك بالقومية والوطنية والاستقلال والسيادة .
ويسخر توفلر من الدول المتخلفة لانها مازالت تردد الاناشيد الوطنية بينما تردد الدول امتقدمة الاناشيد عن عالم بلا حدود وهو ماسيؤدي الي صراعات دامية ..
فاين نحن من كل هذا ؟؟
مازلنا مترددين بين الماضي والحاضر ...مشغولين بقضايا فكاهية ...هذا مؤمن وهذا كافر وهذا علماني ..هذا مسلم وهذا مسيحي وهذا بهائي ..
علينا ان نفكر بجدية في المستقبل ولنترك هذا المسخ الفكري السائد .وفي اعتقادي ان هذا ليس مستحيلا اذا بحثنا عن القواسم الشتركة بيننا لنبني عليها بدلا من البحث عن الخلافات التي تفرقنا وتدمر مستقبل امتنا المصرية...مش كدة ولا اية ؟؟

#محمد_رجب_التركي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل