أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أياد أحمد هاشم السماوي - هُما وَطَنان














المزيد.....

هُما وَطَنان


أياد أحمد هاشم السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 2749 - 2009 / 8 / 25 - 07:17
المحور: الادب والفن
    


أضعتـُهُما لمـّا وجدتُهُما نـدّا
رميتُهُما سيــــفاً وصنتـُهُما غمـدا
أقَمْتـُهُما في كلِّ ماءٍ شربتـُهُ
فما أخلفا عهــداً وما نقضا وعـــدا
وما رَكَبا موجاً تهاوتْ سدودُهُ
فجئتـُهُما سيــــلاً وكنتـُهما ســدّا
علَتْ فيهِـما تلكَ الرمالُ وشاية ً
فما ثَقـُلا سمعـــاً وما اختفيا ردّا
أعدُّهما عدَّ الأصابعِ مازحاً
أرى فيهما أنّي أضعـــتـُهُما عــــــدّا
وكم وقَفَتْ بالبابِ أنفاسُ أمــــةٍ
فما وجَدَتْ نفسٌ لوعدهِما بـــــدّا
رميتـُهُما رميَ السهامِ فلم أجـــــدْ
سوى خافقي أمسى بما رُمِيــا صيدا
يحطـّانِ بي قسراً وتحدوهما يدي طواعيَة ً،
والأمرُ مختلفٌ جــــــــدا
ولو رحَلَتْ أركانُ بيتي فمـــا همــــا
سوى عمـَدٍ باقٍ وما بدّلا عهـــــدا
أجرُّهُما عن كلٍ قيـــــدٍ ومعقِــلٍ
وكم رَكَبا ســهلاً إذ انتعلا القيـدا
حملـتُهُما حملَ الضريرِ على الخطى
فكانا ليَ المسعى وما انفرطا عقدا
وشى بهما لما تغـزّلَ خافقي
إذ امتنعا حرفاً ، فأقواهما قصـدا
هما كلُّ ما بي غيرَ أنّي كما هما
حسبتُهما جمعـاً رأيتُهُما فردا
وشاءت بنا الأقدارُ أن ليسَ نلتقي
فما احتملا هجراً وما انتفضا صدّا
وما كنتُ إلاّ بارقاً من ضُباهُما
وما قـُدَّ منّي ليسَ ما كانَ منقـدّا
وهبتـُهُما حزنَ اليعاسيب حُمــَّلَتْ
بأطرافِها شوكاً وأجوافِها شهـــدا
وفي غرغرات الماءِ تجتاحني يدٌ
هما فوقها حيناً إذ اتـَّخَذا مهــدا
رميتـُهُما كأساً وعاقرتٌ فارغاً
بلا قدَحٍ حتى أطاحا بيَ الرشدا
بساطهما يمشي على الضوء واللظى
بلا قمرٍ هادٍ فما ضلَّ من جـدّا ؟
هما حدثان اثنان قد وثبا معا
فما استبقا باباً وما خلعا زردا
هما وطنانِ استـُنفِرَتْ غيمَتاهُما
فما هَطَلا ودْقا وما صَمَتا رعدا
وما حسِبا لونَ المصابيحِ غاية ً
إذ ابتكرا فجراً فـما أعتما وقــْدا
جنى بهما قلبي مفاتيحَ دولــةٍ
فعُدِّدَت الأبوابُ هدياً فمن أهدى
فقلتُ لِمَنْ تلكَ القوارير أقبلَتْ
فما عدتُ أستبقي وما وهبَتْ وِرْدا
أُكلـِّمُ قلبي كيفَ للشمسِ غادرتْ
لها مستقراً ، كيفَ ما ادَّخَرَتْ جُهدا
أجابتْ رياحٌ أنَّ عِشقـــاً يَلُفـُّهــا
فـكوّرَها حتى تلبَّسَها جـلدا
أنا غابة ٌ باعَ الردى عرصاتِها
إذ ْ انتبذَتْ سِتراً فما أجهضَتْ وِلْدا
أنا دجلتان استوقفَتْـني يداهُما
رسَمْتـُهُما بيتـاً وصنتـُهُما حـــدّا
وأعددتُ أسماءاً وأخرى مَحَوْتـُها
فما غرَّبا سنداً وما شرّقا هنــْدا
وضعتـُهُما في آخر الدربِ مكرهاً
إذا بهما في أول الخطوِ قدْ عُـــــدّا
على كتفي سالا فكـــــانا تعرقـــاً
رشفتـُهُما رشفَ الرذاذ إذا نــــــدّى
هلاميـّة ً سالت فخطـَّتْ دماهُما على وطنٍ أضحى لحرفِهما مـــــدّا



#أياد_أحمد_هاشم_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طرف العصا
- ( حيث يموت الفرات )
- (( حيثُ يموت الفرات ))
- اعتراف في حضرة الوطن
- يا حدود الغريب


المزيد.....




- فنانة لبنانية ترقص وتغني على المسرح في أشهر متقدمة من الحمل ...
- “فرحة للعيال كلها في العيد!” أقوى أفلام الكرتون على تردد قنا ...
- موسيقيون جزائريون يشاركون في مهرجان الجاز بالأورال الروسية
- الشاعر إبراهيم داوود: أطفال غزة سيكونون إما مقاومين أو أدباء ...
- شاهد بالفيديو.. كيف يقلب غزو للحشرات رحلة سياحية إلى فيلم رع ...
- بالفيديو.. غزو للحشرات يقلب رحلة سياحية إلى فيلم رعب
- توقعات ليلى عبد اللطيف “كارثة طبيعية ستحدث” .. “أنفصال مؤكد ...
- قلب بغداد النابض.. العراق يجدد منطقة تاريخية بالعاصمة تعود ل ...
- أبرزهم أصالة وأنغام والمهندس.. فنانون يستعدون لطرح ألبومات ج ...
- -أولُ الكلماتِ في لغةِ الهوى- قصيدة جديدة للشاعرة عزة عيسى


المزيد.....

- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أياد أحمد هاشم السماوي - هُما وَطَنان