أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ثائر سالم - مفارقات العولمة / الحداثة/ الاصالة















المزيد.....

مفارقات العولمة / الحداثة/ الاصالة


ثائر سالم

الحوار المتمدن-العدد: 2746 - 2009 / 8 / 22 - 09:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


المجتمعات العربية والعولمة

طرقت العولمة ابواب معظم امم واقوام العالم ، وباتت منجزا معاشا، يوميا في معظم مدنه وقراه. في اكثرها واقلها، صلة بالمدنية والعصر. الا ان الطبيعة الانانية والمتناقضة للعولمة الراسمالية ساهت في تشوه مضمونها الخدمي ، وكانت له تجلياته في ابعد البقاع . لقد حولت ثورة الاتصالات والمعلومات، حقا العالم الحديث والكبير، الى قرية عصرية صغيرة، ليس فقط بوسائط الاتصال والنقل السريعة والحديثة بل وبوصول المنتجات بسرعة الى مختلف المناطق .
ودون انكار الاثر الايجابي ، لاختراق هذه الاصقاع المعزولة وربطها بدرجة ما بحياة العصر، الا ان وصول منتجات خدمية مثل الموبايل الى قرى نائية، قبل ان تتكون حوامله البيئيه الاجتماعية والاقتصاية والحاضنة، وتتوفر مستلزمات الحياة اللائقة والكريمة ، بيتا ومدرسة، ومستوصفا ، قي الانسان قهر الطبيعة والجهل والمرض، هو احد الشواهد على هذا الطابع المشوه والمتناقض للعولمة.

ان دخول هذه المجتمعات عصر العولمة..لا يتحقق كنمط ثقافة وسلوك استهلاكي ، وتفكير تبعي ، وعلاقة غير متوازنة بالاخر، وانما كنمط ثقافة وسلوك يقوم على وفرة شروط اجتماعية (اقتصادية وسياسية وثقافية ). وهي شروط لا يمكن توفيرها بعلاقة الاستيراد والتلقي والتبعية والارتباط بمصالح الغير واولويالته.
ان مقومات هذه الثقافة لا تتشكل فقط في سياق علاقات العلم والعمل والانتاج ، في اطاره العالمي، ولكن لابد لها من ركائز وروافع محلية ، تمنح النموذج القدرة على احتمال/ احتواء آثار تقلبات مصالح البلدان والاسواق والسياسات. وتربط تطور المجتمع، وتحسن انماط الحياة والسلوك والتفكير، بتغير انماط وعلاقات الاقتصاد والعلم والعمل.
رهان الحداثة هذا ...تعثر في الدول العربية، مرات عدة ، بين تقدم وتراجع. فهو رهان قديم .. تباين ليس فقط تبعا لاختلاف الظروف الاقتصادية والموضوعية، وانما بدرجة كبيرة بخطل سياسات ورؤى القوى الحاكمة والقوى الاجتماعية ونخبتها التي تصدت لمشروع الحداثة(وفقا لطبيعة انظمتها الاجتماعية). ان الخصائص العامة التي تتوحد حولها الانظمة الاجتماعية والسياسية، تبقى اقوى تاثيرا من خصائصها المحلية ، في تقرير ماتتفارق به مشاريع الحداثة العربية والتركية والايرانية والماليزية .

اذن الفارق لا يعود بالاساس الى اختلاف الثقافات القومية. وقد ينعكس هذا الاختلاف في، آلية عمل ونضج النظام السياسي، وبعض التقاليد التي ظلت مقبولة او مطلوبة من انظمة مختلفة. فاختلاف المذاهب والاديان ، والمسار التاريخي لقراءات تلك الاختلافات ، له تاثيره الكبير على الحياة الثقافية والتقاليد الديموقراطية وآلية الحكم وادارة الصراعات . لاحظ الفوارق بين النموذج التركي والسعودي ، الايراني واللبناني والسوري ، الاردني وزالمغربي ، او الماليزي والتونسي . في حين يمكن ان تجد تشابها اكبر بين العراق وايران بذات القدر الذي مع النماذج الخليجية،ولكن بزوايا نظر مختلفة.

الاصالة والحداثة... مفهوم /منتوج تاريخي. اي ان علاقة الموازنة بينهما ، ايضا علاقة مشروطة بزمنها وظروفها . ولكن في كل الاحوال ، يجب ان يبقى الانحياز لاستيفاء شروط الحداثة، كضرورة تتقدم على اعتبارات الاصالة. فضرورة الاصالة ، لا تتجلى قيمتها الا بعلاقتها بضرورة الحداثة. اي يفترض انها نابعة من ضرورة استيفاء شروط الحداثة وليس العكس.اي ان على الموروث التاريخي / القيم " الاصيلة" ان يتكيف وفقا لمتطلبات الحداثة، كي يكتسب مشروعيته/ منطقيته التاريخية.

الانحيازلاولوية استيفاء شروط المعاصرة والحداثة، هو خيار الانحياز لاولوية الحاضر والمستقبل. وتلك قراءة مشدودة للرهان على المستقبل ، دون ان تعني القطيعة المطلقة مع ماهو مطلوب في الحاضر او المستقبل. اما الانحيازلاولوية اعتبارات الماضي/ الاصالة...على حساب معطيات وضرورات الحاضر او التضحية بها ، فهي قراءة رجعية او سلفية، باي لون تلبست، ..بوصفها دعوة للعودة والرجوع الى الماضي. علميا لايمكن للارادة الفردية او الرغبة الجماعية ان تحقق تغييرا دون انضاج مقدماته التاريخية
وهنا يواجهنا منهجان :الاول : يقوم على افتراض ان وعي الناس هو الذي يحدد مصائرهم وتقدم مجتمعاتهم. الثاني: يقوم على ان ظروف حياة الناس هي التي ترسم معالم وعيهم وثقافتهم. حتى الان تخبطت كل محاولات التحديث العربية، في قراءة هذا الفارق وترددت في حسم خيارها ..هذا التخبط كان ناجما غالبا عن الاخفاق في خلق هذه الظروف الملائمة ( الاجتماعية والفكرية والسياسية ). نظام سياسي يتبنى بقوة مشروع الحداثة . تحولات اجتماعية تلمس مزاياها القوى المضطهدة(بفتح الهاء) .محاصرة وتهميش دور القوى الرجعية، ومساحات حركتها وادوارها .
غياب الحامل الاجتماعي المؤهل ...الاحزاب والتيارت والقوى الاجتماعية ،...وهشاشة الطبقة الوسطى، ومثقفيها قادة عملية التحول هذه ، هو احدد اسباب تكرارفشل المحاولات. لهذا كان الرهان على اقامة علاقة التوازن (المفترضة ) بين الحداثة والموروث ، لم يكن رهانا تقدميا مستقرا . فالاصول الاجتماعية لهؤلاء المثقفين لم يندر ان كانت ريفية او اقطاعية ، اصول غير مدينية بشكل عام . لهذا هي من قادت قراءة توفيقية منحازة لاصولها الاجتماعية الرجعية .
وتجلى ذلك واضحا في تجارب القومييين العرب والاكراد ، من عبد الناصر والاسد الى جلال طالباني ومسعود برزاني . والامر ذاته يمكن الاستدلال عليه في كل دول الخليج . والفارق واضح بينها وبين قراءة الحداثة ، المصرية والتونسية.
الموقف من المراة . يكتسب هذا الامر اهمية استثنائية ، في مجتمعات الثقافة العربية الاسلامية. هنا بالذات تجلت ولازالت اكبر المآسي والاخفاقات. وهي في الحقيقة اخفاقات هذه النخبة وقيمها الاجتماعية القلقة بالاساس. آثار الطابع الانتقائي لمواقفها من قضية المراة، . كل هذه الاشكالات التي اشرنا لها او التي ستاتي ، تجتمع في هذه المنطقة ، كعينة واضحة على ازمة هذه الثقافة والفئة التي لازلت تعمل عليها . تارة باسم الحفاظ على التراث والتقاليد القومية ، والحشمة الاجتماعية واخرى باسم الاعتبار الديني واحكامه المطلقة القدسية، وتارة باسم العادات الاجتماعية
يتبع







#ثائر_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فشل انظمة ..ام شلل مجتمع وثقافة
- قراءات في المشهد الايراني
- الحوار المتمدن ..تهنئة من القلب ..مع التقدير
- اوباما ...الواقع والآمال
- من وحي ثورة اكتوبرالخالدة .. نظرة على الازمة الحالية استلهام ...
- من وحي ثورة اكتوبرالخالدة .. نظرة على الازمة الحالية بديل اك ...
- من وحي ثورة اكتوبرالخالدة .. نظرة على الازمة الحالية ..تدخل ...
- من وحي ثورة اكتوبرالخالدة .. نظرة على الازمة الحالية استلها ...
- حيوية الماركسية .بين قرائتين 2
- حيوية الماركسية .بين قرائتين
- بؤس الثقافة والسياسة
- الازمة الجورجية الروسية ..الدلالة والآفاق
- مواقف ..وتاريخ .. ذا دلالة :
- اشكالات ..ومغالطات في العملية السياسية 3 .. الوطن.. الوطنية. ...
- المثقفون الوطنيون الجدد
- اشكالات.. ومغالطات في العملية السياسية : تقاطع الاجندات
- اشكالات.. ومغالطات في العملية السياسية:
- التحرير الامريكي للعراق ..تحرير للذات العراقية .... (6) الحر ...
- التحرير الامريكي للعراق ..تحرير للذات العراقية .... (5) اشكا ...
- التحرير الامريكي للعراق ..تحرير للذات العراقية .... (4) تحري ...


المزيد.....




- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ثائر سالم - مفارقات العولمة / الحداثة/ الاصالة