ضياء حميو
الحوار المتمدن-العدد: 2739 - 2009 / 8 / 15 - 10:32
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
هكذا سألتُ نفسي... صباح هذا اليوم..!!
لوكنتُ حارساً عراقيا شريفا في بنك عراقي ومؤمناً (بدولة القانون ) ودخل علي فجأة مسلحون يريدون سرقة كل الأموال الموجودة ..ماذا سأفعل؟!
هل سأسلّم لهم الأموال وأخون ضميري وشرف ائتماني عليها؟
هل اتصل بالشرطة أو الجيش الوطني؟! ماذا لو كان المسلحون يرتدون زي احدهما ؟ للتنكر أو حقيقة!ّ!
هل أقاوم وقد انجح أو لاانجح وأكون في عداد الأموات " الشهداء"؟!
بالمناسبة عزيزي القارئ أنا لاالمح لحادثة مصرف " الزوية" الأخيرة..لان القضاء لم يدلو بدلوه بها بعد والأمر متروك له ولأربابه .. ولا سلطة تعلو عليه وفق الدستور، ولكن لك أن تسأل نفسك ذات السؤال!!
ولكني كحارس بنك "شريف "ستكون تجارب البنوك العراقية والسرقات التي تعرضتْ لها حاضرة دائما في ذهني..للتعلم والقياس والفعل..!
وحادثة مصرف " الزوية " حادثة كبيرة ،ليس بحجم الأموال المسروقة .. فهي تافهة بالنسبة لماسُرق قبلها ..ولكن لأنها تمت بلا خلع باب أو كسر، ومن أشخاص كان يُفترض أن يكونوا عونا لي كحارس ،والأدهى من هذا قُتل فيها جميع زملائي الحراس..!!
إذن ستستعرضها ذاكرة الدفاع الذاتي عندي فورا للقيام برد فعل....( لم يتم القبض على جميع من ارتكب جريمة " الزوية "لم توضّح إشكالية اتهام أطراف سياسية فعّاله بهذه الجريمة...لم يبد مجلس النواب أي شيء اتجاهها وكأنها حادثة في "الواق واق"...كسر بجمع "لـُلفلـُفتْ" القضية صمتا..!!
لماذا.؟!
سأسأل نفسي أنا الحارس " الشريف " هذا السؤال!
قد يكون وراء العملية آناس متنفذون وكبار!!
لكن المبلغ الذي سُرق لايعدوا أن يكون "عفطة عنز" لهؤلاء الكبار!!
هل أرادوا أن يقولوا لشخص ما يعرفهم ويعرفونه :( "نحن فوق القانون متى شئنا"..فحذار من اللعب وحيدا بدوننا!!هذا بنك صغير، وأنت غير قادر على الاقتصاص قانونيا لدماء حرّاسه..فما بالك بوطن!؟).
ربما تكون هي هكذا السياسة..!!
أي نعم.. سياسة...
وأنا حارس بسيط.. لاتعنيني السياسة كثيرا....وكوني شريفا.. لايعني بأي حال من الأحوال قبولي أن أكون ميتا " فطيسا أو شهيدا"...!
وعليه... وبعد هذه التجربة..فلو أتاني شرطي مرور واحد شاهرا مسدسا خشبيا .. فسأقول له: تفضل " عيني " خذ ماتشاء باسم قانونك النافذ دوما و " على راسي "..!
#ضياء_حميو (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟