أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضياء حميو - ذيلهُ العربي














المزيد.....

ذيلهُ العربي


ضياء حميو

الحوار المتمدن-العدد: 2679 - 2009 / 6 / 16 - 09:16
المحور: كتابات ساخرة
    


في منتصف الثمانينات، حين كان طالباً في كلية الآداب بمدينة أربيل في العراق، دعاه صديق كرديّ لقضاء عطلة نهاية الأسبوع عند أهله المقيمين في قرية نائية تابعة لمدينة "ديانا" في أعالي الجبال. تجمّع أهل القرية للترحيب بزائر عربي غير تقليدي لا يرتدي بزّة عسكرية، بل طالب بزيّ جامعي وزميل لابنهم. بعد العشاء وأوان الشاي الذي شرعت أمّ زميله بتقديمه لهم صامته وترقبه بنظرات متوجّسة لا يفهمها ... بعدها نطقتْ جملةً واحدة،اشترك الجميع على إثرها بصخب ضاحك ما عداه، فلم يكن يفهم اللغة الكرديّة.
نظرَ إلى زميله مستغيثاً، لكن الأخير كان شارقاً بضحكته التي لا يستطع كبحها. بعد ذلك قال له: "كاكا (أخ) ضياء، أمّي تريد أن ترى ذيلك!"، وانفجر الحضور بالضحك من جديد.
أوضح زميله إن أمّه كانت تعتقد "إنّ للعرب ذيول" ،هكذا كان أهلها يخيفونها عندما كانت صغيرة لكي لا تقترب من غريب، وحين كبرتْ ورأت ما يفعله الآخرون بقرى الكرد، تيقنتْ من ذلك ! ضحكَ بدوره منكسراُ وقال: "نعم، أنا عربي لكنني لا أمتلك ذيلا". فقال زميله، مشاكساً: "قد أوضحتُ لها بأنّك تختلف عن بقية العرب الذين سمعتْ بهم، وإنك رجل طيب. ثمّ قالت الأم جملة أخرى انفرط الآخرون لها ضحكاً، وتبيّن أن الأمّ علقتْ قائلة: "نعم، يبدو عربيّا طيّباً، لكن هذا لا يمنع من أن يمتلك ذيلاً!"، فقال مازحاً: "لم يبق إلاّ أن انزع البنطلون لتتأكدوا!"، فعمّ الضحك ثانية، حينها قالت الأم وهي تقدّم له شاياً ثانية حاسمةً الأمر، وبحنان أمّ هذه المرّة: لا داع لأن تنزع بنطلونك ، أنا أصدقّكَ. أنت تختلف عن العرب الآخرين".
وخلال أربع سنوات من دراسته الجامعية ،مرَّ بقرى شتى سوّيت بالأرض...! ،ورأى بأم عينه عيونَ الماء التي سكبَ فيها العسكر "كونكريتاً" لكي يُجبر أهلها على مغادرتها إلى قرى لم تكن سوى معسكرات مغلقة أقيمت لهم...

حينها تسائل : "نعم ، لقد كانت محقة ،انهم يمتلكون ذيولا " ،ثم أضافتْ له الأيام تكملة السؤال : أيهمُّ من أية قوميةٍ كان من فعل ويفعل هذا وماشابهه ، ما دام ينتصب على ذيله بدلاً من قدميه في سلم النشوء والارتقاء الإنساني..!؟
[email protected]



#ضياء_حميو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجارب دنماركية 27 مدرسة الجانحين الصغار ج2(إنهم لايتحدثون ال ...
- تجارب دنماركية 27 مدرسة الجانحين الصغار ج1 (إنهم يكرهون الكب ...
- جمال جمعة و راس البصل
- تجارب دنماركية 26 (الأطفال المجرمون )
- تجارب دنماركية 25 ( تقدر أن تسرق )
- تجارب دنماركية 24 (رسائل من الجيران )
- مَنْ منْهنّ أغوتك!(شعر )
- تجارب دنماركية 23ج5 طرق تدريس الدين (الفلسفة وأخرى)
- الفساد الأخلاقي للدجاج البرازيلي
- تجارب دنماركية 23ج4 طرق تدريس الدين (الإسلام )
- تجارب دنماركية 23 ج3 طرق تدريس الدين (الديانة المسيحية )
- تجارب دنماركية 23 ج2 طرق تدريس الدين ( الديانة اليهودية )
- تجارب دنماركية 23 ج1 طرق تدريس الدين ( المُثل والأخلاق )
- همسة عراقية ( شعر )
- لعنة الكندوم
- تجارب دنماركية 22 ( راتب ملكة الدنمارك وأخرى )
- العشرون الكبار وكذبة نيسان
- تجارب دنماركية 21 ( 4 مليون دراجة هوائية )
- تجارب دنماركية 20 ج2 دنماركيون يتحدثون لقارئ العربية
- تجارب دنماركية 20 ج1 قرى الأطفال


المزيد.....




- براد بيت اختبر شعورا جديدا خلال تصويره فيلم -F1-
- السويد.. هجوم جديد بطائرة مسيرة يستهدف الممثلية التجارية الر ...
- -البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة ...
- تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك ...
- هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو ...
- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...
- بالتزامن مع تصوير فيلم -مازيراتي: الإخوة-.. البابا لاوُن الر ...
- -الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضياء حميو - ذيلهُ العربي