أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ضياء حميو - تجارب دنماركية 25 ( تقدر أن تسرق )














المزيد.....

تجارب دنماركية 25 ( تقدر أن تسرق )


ضياء حميو

الحوار المتمدن-العدد: 2655 - 2009 / 5 / 23 - 10:33
المحور: المجتمع المدني
    


الأمان، هذه الكلمة يعرف دلالة معناها بشكل دقيق مَنْ افتقدها.
ليس عن الشذوذ هو الحديث، بل عن القاعدة في المجتمع..!!

صورة أولى:
سيدة دنماركية في زيارة إلى أمريكا تدخل إلى إحدى المقاهي ،تختار طاولة بجانب الشباك ،كي يسهل عليها ملاحظة صغيرها فيما لو استيقظ من نومه في عربته خارج المقهى ، تطلب قهوتها وهي تراقب دهشة الأميركيين التي لاتفهمها ،وفضولهم بوجود طفل نائم في عربته .!!
بعد دقائق تصل سيارة الشرطة ،ويتوجه شرطيان منها إلى عربة الطفل ، تبتسم لهم ، وتومئ لهم " انه طفلي " ،ينظران باستنكار اتجاهها ، ويهمان بحمل العربة والطفل إلى سيارتهم ، تخرج لهم مسرعة ،تخبرهم بإنكليزية واضحة " انه صغيري .. ماذا تفعلان "..؟
- إن كان صغيرك حقا، فأنت أم غير مؤهلة لرعايته..وإلا كيف تتركينه في الشارع ،سنأخذه إلى مركز رعاية الأطفال ،وبإمكانك أن تعترضي قانونيا من خلال المحكمة .
- محكمة..؟ أي محكمة..ولماذا ...انه ليس في الشارع انه قبالة الشباك وأنا أراقبه...تنخرط المسكينة في البكاء بعد أن ترى إصرار الشرطيين على سلبها صغيرها : أنا دنماركية ...أنا دنماركية..!
- هل لنا أن نرى جواز سفرك ؟
تخرج لهم جواز سفرها ،ولكن رغم ذلك يصران على أخذ الطفل لاعتقادهما ،إن من تترك رضيعها في عربته ،خارج الشباك ، لابد من أن تكون معتوهة،تصر على مرافقتهم إلى مركز الشرطة ،وأثناء التحقيق معها ، تخبرهم ،إن هذا الأمر عادي جدا في كل بلدان اسكندنافيا ،وكذالك في الدنمارك ،يترك الصغار نائمين " بأمان " في عرباتهم خارج المقاهي ،كي يستنشقوا هواءً نقيا ،ولكي يعتادوا على برودة الجو منذ الصغر..!
يجيب المحقق بسخرية غير مصدق ماتقوله عن الأمان في اسكندنافيا : نعم ينامون بأمان..!
- حسنا اتصلوا بأي جهة من أي بلد من البلدان الاسكندينافية ، واسألوا لتتأكدوا من صدق مااقول ..!
بعد الاتصال والتأكد من صحة ماقالته ،يعيدان الصغير لها ،مع توصية حازمة ، بان لاتعيدها مرة ثانية ،وتخرج عن " المألوف "..!
تخرج المسكينة فرحة باستعادتها لصغيرها، وهي تفكر بآخر كلمة قالها المحقق " المألوف "..!
ماهو المألوف ؟هل من المألوف أن لايشعر الإنسان بالأمان .!!

صورة ثانية :
الكثير من الدنماركيين ممن يمتلكون حديقة أو مساحة للزراعة محدودة ،يزرعون فيها منتصف الربيع بعض الخضروات ( بطاطا ، بصل ، فراولة ، بزاليا ، طماطم ، خيار) ،ولخصوبة الأرض وعنايتهم الشديدة ،يكون المحصول عند حلول الصيف أكثر مما تستهلكه العائلة الدنماركية الصغيرة عادة .
يقوم احد أفراد العائلة بوضع الفائض من الخضروات أو الفواكه بعد أن يضعه بأكياس ،على طاولة صغيرة خارج البيت بموازاة الشارع ،يكتب على ورقة سميكة السعر الذي يرغبه ،مع علبة للنقود ،يضع بها بعض العملات النقدية للمتبقي من المبلغ.
يتوقف الراغبون مشاة ، راكبي سيارات ، أو دراجات يشترون مايرغبونه ،يضعون النقود في علبة النقود ، ويمضون ، بطريقهم ، ليس هنالك من يبيعهم أو يستلم النقود منهم من أفراد العائلة ،هذه العوائل تثق بالآخرين ،ليس في حسابها ،سوء الظن من أن يسرق احدهم البضاعة أو النقود أو كلتيهما معا..!
أنها الثقة بالسلوك الجمعي، وبالنفس معا.

هل تتولد ثقة بالنفس من دون ثقة بالمجتمع؟!
تتولد الثقة بالمجتمع ، حين يوفر هذا الأخير الشعور بالأمان لأفراده،والأمان هنا لاينفصل مطلقا عن داعمين مستقرين له ، هما " الاقتصادي ، والسياسي " !
السياسي من خلال نظام ديمقراطي شفاف على الأقل بأدنى حالات الفساد ،والاقتصادي من خلال نموه الذي يخدم جميع الأفراد بغض النظر عن " انتماءهم الطبقي " ،هذه الخدمة شرعها " السياسي " بقوانين دستورية ملزمة تحفظ كرامة الأفراد في كل الحالات بمافيها حالات عوزهم المادي لأي سبب كان بلا أدنى تمييز ، بغض النظر عن العمر أو الجنس أو الماهية الشخصية .
قوانين النظام الاجتماعي العريقة والمنظمة في الدنمارك ،أفرزت مايقارب خمسة أجيال ،تشعر بالأمان من الغد ،في حالة المرض ،الوفاة ، العوق ،فقدان العمل ،مختصرة بجملة بسيطة أيا كانت الظروف ( حفظ كرامة الإنسان بحق الحصول على سكن وغذاء ودواء).




#ضياء_حميو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجارب دنماركية 24 (رسائل من الجيران )
- مَنْ منْهنّ أغوتك!(شعر )
- تجارب دنماركية 23ج5 طرق تدريس الدين (الفلسفة وأخرى)
- الفساد الأخلاقي للدجاج البرازيلي
- تجارب دنماركية 23ج4 طرق تدريس الدين (الإسلام )
- تجارب دنماركية 23 ج3 طرق تدريس الدين (الديانة المسيحية )
- تجارب دنماركية 23 ج2 طرق تدريس الدين ( الديانة اليهودية )
- تجارب دنماركية 23 ج1 طرق تدريس الدين ( المُثل والأخلاق )
- همسة عراقية ( شعر )
- لعنة الكندوم
- تجارب دنماركية 22 ( راتب ملكة الدنمارك وأخرى )
- العشرون الكبار وكذبة نيسان
- تجارب دنماركية 21 ( 4 مليون دراجة هوائية )
- تجارب دنماركية 20 ج2 دنماركيون يتحدثون لقارئ العربية
- تجارب دنماركية 20 ج1 قرى الأطفال
- دارميات عراقية مابعد 2004
- تجارب دنماركية 19 الملائكة الحمر
- تجارب دنماركية 18 طفلة أيسلندية في بيتنا
- رسالة إلى الرفاق في قيادة الحزب الشيوعي العراقي
- تجارب دنماركية 17 المسرح


المزيد.....




- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ضياء حميو - تجارب دنماركية 25 ( تقدر أن تسرق )