أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل قرياقوس - ليس الوعي الضريبي حسب














المزيد.....

ليس الوعي الضريبي حسب


نبيل قرياقوس

الحوار المتمدن-العدد: 2739 - 2009 / 8 / 15 - 06:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قرأت في الصحف والمواقع الالكنرونية تصريحا لمسؤول في الدوائر الضريبية يؤكد فيه على ضرورة بث الوعي الضريبي بين المواطنين العراقيين كي يتفهموا ان ما يدفعه المواطن تستخدمه الدولة في رفد رواتب الرعاية الاجتماعية وغيرها من الخدمات المهمة .
اجتماعيا ، العراقي كائن معروف عنه ، مذ نشأة الدولة العراقية مطلع القرن العشرين ولحد اللحظة ، كونه يتجنب عموما التهرب من المستحقات المالية المترتبة عليه من الدولة لجملة عوامل لسنا بصددها الآن ، بغض النظر عما اذا كانت الدولة ستضع تلك المستحقات في جيوب الحاكمين او تصرفها في تأجيج الحروب او تستخدمها فعلا من أجل ابناء الشعب .
كان ( العراقي ) وطيلة تاريخ الدولة العراقية ، غير راض عن دولته وعن حكامها ، لكنه لا يرفض دفع أي مستحقات تثبت عليه بشكل واضح ، غير مراوغ فيه ، كأن تكون أجور ماء أو كهرباء او هاتف أو رسوم اخرى عديدة تفرض عند انجاز معاملات كثيرة في الدولة .
أما ( ضريبة ) المهنة او العقار وغيرها من الضرائب والرسوم المختلفة ، داخل العراق او عند حدوده ، فلها خصوصية بين المستحقات التي تقرها الدولة على المواطن ، فهي اولا لا تستوفى عن خدمة مادية واضحة ومنظورة تحت المراقبة ، بل عن ما يفترض انه يساعد بقية العراقيين ممن ليس لديهم مورد عيش او رعاية ، وثانيا وهو الاهم ان طرق ومعادلات اخضاع العراقي للضريبة فيها مجالات واسعة للمرونة وضعت اساسا لتمرير العملية ولسهولة حصول ما يمكن حصوله من العراقي من مبالغ ضريبية دون ان يكون لذلك اضرارا تذكر عليه .
الذي حصل في العراق حتى عام 2003 ، وكذا ما نتوقعه يحصل في كل الدول المتخلفة في نظمها الاجتماعية والادارية والحضارية ، ان استخدمت هذه المرونة في النظم الضريبية بشكل معاكس لهدف وضعها ، فكان ان شدد الخناق على حركة العمل والتطور في البلاد ، مما ساهم مع مجموعة عوامل رئيسية اخرى في نفور اصحاب المال من بلدهم بحثا عن بلد يستثمرون فيه رأسمالهم مقابل دفع ضريبة محددة باساليب منطقية ، بينما شدد الخناق على من تبقى في الساحة من ذوي الدخل المحدود ، وانفلت بجلده من الضريبة بطريقة او اخرى بعض ممن باستطاعتهم مساعدة الدولة لتوفير رعاية لبقية اخوتهم من المواطنين ، وكل ذلك بسبب سوء استخدام التعليمات الضريبة من قبل موظفي الضرائب واحيانا كثيرة بسبب خطأ تلك التعليمات وقوانينها اصلا .
وكمثل مبسط جدا عن سوء استخدام التعليمات الضريبية في العراق ، نقول ان موظفي الضرائب يتعاملون مع اي مكلف بالضريبة بطريقة ( صدمه ) اولا بارقام مبالغ عالية غير صحيحة يجب ان يدفعها معتمدين على اقرار أعلى المديات المقرة لحالاته ، والتي قد لا يكون خاضعا لها اصلا ، ثم يبدي اولئك الموظفين استعدادهم لتقليل تلك الضريبة الى الربع او العشر لكن مقابل ( رشوة ) يساومون المواطن عليها مباشرة او عن طريق وسيط ، بينما يكون موقف اولئك الموظفين بمنأى عن احتمالات المسألة في دائرتهم كونهم يفرضون على المواطن ضريبة قد تكون اكثر من المبلغ المقر رسميا حتى بعد تخفيضها من قبلهم .
الشخصية العراقية تتشابهه مع كل شخصيات بني المعمورة في ناحية نفورها من التعامل مع اي جهة ، اهلية كانت او حكومية ، تنتهج اسلوب المراوغة والابتزاز ، ولتقريب الصورة عراقيا نقول : ان وجد امام العراقي متجرين أولهما يعرض سلعه دون تسعيرة محاولا تمرير اسعار عالية بينما يخفضها حين مجادلته من قبل الزبون ، والثاني يعرض سلعه مسعرة باسعار معقولة لا مجال في التفوض عليها ، فالاستبيانات بينت لنا ميل العراقي للتعامل مع المتجر الثاني لوضوحه في التعامل دون مراوغة ، وهكذا نصل الى واقع مفاده ان نفور العراقي من الضريبة تتحمل جزء كبيرا منه دائرة الضرائب نفسها بقوانينها وتعليماتها واداراتها واساليب تعامل موظفيها وليصبح العراقي في موقف الخلاف مع طبيعته المائلة نحو الالتزام بمستحقات الدولة كما اوضحنا في مقدمة حديثنا .
سنواصل في مقالين مقبلين تسليط الضوء على زوايا من واقع الضريبة في العراق حتى 2003 وسنرحب بعدها بكل ما سيوضح لنا واقع ومستجدات الضريبة في العراق بعد ذلك ، ولنعمل سوية من أجل وعي ضريبي لدى الجميع .



#نبيل_قرياقوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا للتكييف المركزي في العراق
- خيمتي
- كاريكتير ما يضحك : صايرة ودايرة
- صحيح هكذا يا نزاهة
- البخيل بريشة الوردي
- بريشة الوردي : البخلاء اجتماعيا
- تي تي .. تي تي
- من بلايا جواز السفر
- هوية الاحوال المدنية
- أؤيد زيادة رواتب البرلمان والحكومة بشرط
- مكالمة من لندن : الدكتور محمد قاسم
- ثكلناك حيا يا ( فؤاد )
- زحامات بأمر الوزير
- يعرفون الف باء السياحة
- كاريكتير : أبرة بال
- دستورنا وحقوق الانسان
- كاريكتير : ( 25 ) كيلو مشمش وهاتف أرضي
- كاريكتير ما يضحّك : استعلامات حزب
- صناعة تايوان - المذكرة الثامنة
- رسالة بابل الى الحكيم بوذا - المذكرة التاسعة


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل قرياقوس - ليس الوعي الضريبي حسب