الجلبي وخرافة البيت الشيعي ...

حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 2738 - 2009 / 8 / 14 - 06:14
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

الدكتور احمد الجلبي وقبل انتخابات عام 2005 طرح مشروع ( البيت الشيعي ) دون ان يشير الى ماذا يعني بالتحديد ’ التوحد من اجل مساعدة الملايين من بنات وابناء الطائفـة وتخفيف معاناتهم مـن الفقر والجهل والأميـة بعد اجراء تحسينات متواضعـة على واقعهم البائس’ داخل تجمعات سكنية تتوفر داخلها شروط اولية لمستلزمات الحياة الكريمة واصلاح بسيط لأسباب ادميتهم’ ولا بأس ان تكون تلك التجمعات حول حسينية وقصـر او محمية السيـد والشيـخ والمرجـع... ؟ ام انـه كان يعني وحدة رموز امبراطوريات المال الطائفي التي تمسك بالسلطـة والثروات وعقول وعواطف البسطاء لتجعل مـن حاضر ومستقبل الناس ارصـدة اصوات تحت الطلب محجوزة في اكياس مـن التضليل والشعوذة ومختبرات الأوهام ... ؟
ابتداءت محاولـة الدكتور مع الصدريين والبدريين وفضيلـة الموانيء واحزاب اللـه ورحمتـه وغضبـه وتجمعات مسلحـة منفلتة ترطن ( ض ) و( ظ ) واخواتها عندما تؤمـر بالمعروف وتنهي عـن المنكر’ كل هذا عبر مباركة ايرانية غير جادة ’ وانتهت جهود الدكتور دون حصاد وخرج بمشروعه مـن شباك اللعبـة لأن المعنيين ( ببهدلـة ولد الخايبه ) سبقوه واكملوا طبختهم حيث الطائفة منبطحة جاهزة للقسمة على طاولة الفرقاء’ ومثلما جاء متأخر خرج دون ان يحصل على لحمـة ( وذره ) مـقابل مشروعـه .
الآن وقبل الأنتخابات القادمـة ابتداء الدكتور بذات المشروع للملمـة البيت الشيعي مبتكراً كغيره مـن رموز البيوتات عالية المقام ’ شعارات ولافتات ومصطلحات ووصايا واقوال منتقات من مشاجب التاريخ ليفصلوا منها خيمة تتجمع داخلها ذات ( المشعولين الصفحة ) فأنقلبت الفتوات على رأسها واخذ الكبير والصغيـر يتحدث عـن الديموقراطيـة والنزاهـة ومحاربـة الطائفيـة والفساد والمحاصصـة ( ومـن هل مال .. ) واخذت ثقافـة الحوسمـة العتيدة والسطو اللصوصـي تعيـد جلد وعي الناس ’ وعبر ذات الطبخـة التي فقدت مذاقهـا الوطني والأجتماعي والقيمي ’ يحاولون ايهام الملايين واغرائهم وصيدهم ضحايا في مصيدة الطائفية الكريهة .
الدكتور الجلبي يحاول الآن ان يقفز على الواقع العراقي الذي تشكل مـن مآساة ومعاناة الملايين وتجاربهم المريرة ’ بعد ان اصبحت الفضائح المتواصلـة وغير المسبوقـة هويـة للرموز التي يبحت الجلبـي في جباههم عـن قطرة خجـل ’ وحيث اصبحت تلك الفضائـح نكتـة تضحك مـن شرورهـا اوجاع الشارع العراقي .
الدكتور يحاول ثانيـة ان يلعب وحـده في نهايـة الوقت الضائع واهماً ان الشارع العراقي ومنـه الملايين مـن الوسط والجنوب لا زالت مغيبـة تنتظر مـن يتكرم بأعادة جلدهت او ذبحها على قبلـة الفساد الطائفي .
نصيحـة اخويـة للدكتور العزيز احمد الجلبي ونحن نحترم تاريخـه ’ ان الملايين طيبي القلب من فقراء وبسطاء الطائفـة لم تعـد كما كانت مغيبـة مستسلمـة لمن يتاجر بمصيرها ’ لقد غادرت اكياسها وان المتبقي منها سوف لن يسد الشراهة اللامتناهية لحيان التضليل الطائفي’عليه ان يبحث عـن مستقبله السياسي بين الملايين المتعطشـة الى النزاهـة والصدق والأستقامـة وشرف الكلمـة والفتـوة المنصفـة ( ان صـح التعبير ...) ’ لا ان يجرب حظـه ويستهلك وقتـه وطاقاتـه ملدوغـاً داخـل كورة زنابير الفساد والأنحطاط وسفالـة السرقات النموذجيـة .
ماذا ينتضر الدكتور من زمر شخت على سمعة عوائلها واسرها وقبحت تاريخها بغائط الأفعال والممارسات المعيبـة ’ اننـا لا نرغب للدكتور الوقوع في هـوة الطائفيـة حيث النهوض لم يكن سهلاً وهو الأعرف ببعض قوى الأئتلاف الطائفي القديم التي اصبحت عوراتها مكشوفة اكثر من اي وقت مضى وان كياناتها دبقـة بالأفعال والممارسات غيـر الحميدة ’ وعليـه ان يتجنبهـا ويسلك طريقاً معبداً بالقانون وسلطتـه وسيمـاء الأخلاق والقيم والنزاهـة تغطي مظهره مباديء العدالـة والمساواة وشعارات تشرف مـن يحملهـا صادقاً ’ كذلك نتمنى لـه ان يتراجع عـن اوهامه للجمع بين القاتل والمقتول والسارق والمسروق والخادع والمخدوع والملايين مـن محبي ال اهل البيت ( ع ) والكاذبين عليهم والمتاجرين بأسمهم ’ فالخير والشـر لا يمكن لهما ان يجتمعا فـي ضميـر واحـد مثلما الصرائف سوف لن تنتخب الفضائيات يا سعادة الدكتور .
13 / 08 / 2009

#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل