أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالخالق حسين - حرية التعبير المهددة في العراق














المزيد.....

حرية التعبير المهددة في العراق


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2738 - 2009 / 8 / 14 - 06:15
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يبدو أن العراق محكوم عليه بالعسر في كل خطوة يخطوها في مسيرته التاريخية على طريق التحضر والتقدم. فولادة دولته الحديثة في أوائل القرن العشرين تمت بعملية جراحية دموية بعد الحرب العالمية الأولى على يد القابلة البريطانية، وليبتلي الشعب في الستينات بطاعون اسمه حزب البعث الذي أهلك الحرث والنسل، ولم يتخلص منه إلا بعد تدخل الدولة العظمى، أمريكا، وبعملية جراحية أخرى التي حررت الشعب من نير الحكم الفاشي وفتحت له أبواب الحرية والديمقراطية والانتخابات، ليقرر مصيره بنفسه، وإذا به يبتلي مرة أخرى بأكثر من طاعون وبأسماء مختلفة، مثل الإسلام السياسي، والمحاصصة الطائفية والإرهاب الإسلامي، والإرهاب البعثي وتفشي الفساد الإداري وعمليات النهب...الخ.

لا نريد هنا أن نتطرق إلى كل الويلات التي يواجهها هذا الشعب، فهي قائمة طويلة وتحتاج إلى مقالات عديدة، ولكن في هذه العجالة نود التطرق إلى ما يهدد حرية التعبير على أيدي أصحاب العمائم الذين كشفوا عن حقيقتهم وعدائهم الشديد ضد الديمقراطية وحرية التعبير وحقوق الإنسان وحقوق المرأة وأصحاب الديانات غير الإسلامية والمثقفين وكل من لا يوافق على سياساتهم الغاشمة. لقد تعرض القتلة منذ تحرير العراق من الفاشية البعثية، إلى المثقفين الأحرار وإلى أساتذة الجامعات والأطباء، في حملة جنونية من الاغتيالات ونشر الذعر في صفوفهم، القصد من هذه الحملة الإجرامية تفريغ العراق من العلماء والمثقفين وأصحاب الخبرات التكنوقراط والعقول النيرة، وذهبت ضحايا الاغتيالات أعداد كبيرة لا يمكن حصرها.

واليوم يواجه مثقف آخر هدر دمه بسبب مقال كتبه في صحيفة حكومية، ضد اللصوص الذين سرقوا مصرف الرافدين، فرع الزوية في بغداد بعد أن قتلوا 8 من حراسها الأبرياء. هذا المثقف المهدد بالقتل هو الشاعر المبدع والكاتب اللامع أحمد عبدالحسين، رئيس القسم الثقافي في صحيفة (الصباح) البغدادية.

قصة سرقة المصرف ومَنْ وراءها باتت معروفة، ومقالة الأستاذ أحمد عبدالحسين التي نشرها في ذات الصحيفة التي يعمل فيها وبعنوان (800000 بطانية) هي الأخرى باتت مقروءة ومعروفة. (ومن لم يقرأها بعد، يمكنه الضغط على الرابط في الهامش). ولكن الحديث هنا حول موقف رجل الدين، خطيب جامع براثا، الشيخ جلال الدين الصغير، وهو موقف ليس ضد اللصوص الذي يسرقون قوت الشعب، بل ضد من يعري اللصوص ومن وراءهم، ألا وهو المثقف الأعزل الذي سلاحه الوحيد هو القلم. والشيخ الصغير هذا نائب في البرلمان العراقي، وعضو بارز في تنظيم المجلس الإسلامي الأعلى، استغل مكانته الدينية كإمام جامع وخطيب جمعة في مسجد براثا، للتحريض على المثقف، ومما جاء في خطبته قوله: "إن الشخص الذي كتب المقال لا أصل له ولا فصل"، يقصد الكاتب أحمد عبدالحسين. وخطابه هذا نقل على الهواء مباشرة وأعيد نقله فيما بعد.

والمفترض بالشيخ وهو رجل دين، أن يتجنب التحريض ويترفع عن مثل هذه الأقوال النابية، فالإسلام لا يعترف بالأصل والفصل، بل بالأعمال. لذا فالشيخ فضح نفسه، إما بجهله بتعاليم الإسلام، أو أن هذه التعاليم لم تحرره من الأخلاقية البدوية التي نهى عنها القرآن الكريم بقوله تعالى: "ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق" ناهيك عن أن الكاتب معروف الأصل والفصل، وهو مواطن عراقي أصيل وضحى من أجله كثيراً، ولكنها عنجهية بدوية لم يتحرر منها الشيخ الذي لم يحترم مكانته الدينية والسياسية. وبالمناسبة، فإن هذا الشيخ هو الذي نشرت صحيفة البينة الجديدة عن إصداره أوامر لنبش قبر العلامة علي الوردي، الأمر الذي أثار احتجاج المثقفين العراقيين عليه، فاضطر إلى إصدار بيان ينفي فيه الخبر، وهدد بمقاضاة الصحيفة، ولا ندري هل فعلاً نفذ هذا التهديد أم مجرد ذر الرماد في العيون.

إن معاناة الأستاذ أحمد عبدالحسين، هي معاناة المثقف العراقي، والتي هي جزء من معاناة الشعب في هذه الانعطافة التاريخية العاصفة. نحن نؤكد للقوى الظلامية الإسلاموية أنها مهما تمادت في غيها في اضطهاد المثقفين العراقيين، فإنهم لن يبلغوا قوة وجبروت وطغيان البعث الفاشي والذي انتهى إلى مزبلة التاريخ. نذكر الشيخ جلال الدين الصغير أن تهديده الذي أجبر الشاعر على الاختفاء القسري خوفاً على حياته، ومهما حصل له، فإن النصر النهائي هو للقلم وللعقل وليس لبلطجية الإسلام السياسي أو البعثي.

إني أضم صوتي إلى أصوات جميع المثقفين العراقيين والقوى الخيرة في العراق وخارجه في التنديد بالجهات التي هددت حياة الشاعر المبدع والكاتب المتميز أحمد عبدالحسين. إن هذا التهديد والتحريض هو عدوان على حرية التعبير في عراق ما بعد الفاشية. إن هذه الحملة المسعورة هي جزء من محاولات يائسة لخنق أصوات المثقفين العراقيين وتدجينهم ولكن هيهات. لذا فالمطلوب من جميع القوى السياسية التقدمية ومنظمات المجتمع المدني، المؤمنة بالديمقراطية وقيم الحرية، إدانة تصريحات الشيخ جلال الدين الصغير والجهات التي تقف وراءه، كما ونطالب بتوفير الحماية لحياة الأستاذ أحمد عبدالحسين وعائلته من أي عدوان، وإعادته لمزاولة نشاطه التنويري في صحيفة الصباح كما كان قبل غيابه القسري.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقال الذي أثار نقمة الشيخ جلال الدين الصغير:
أحمد عبدالحسين: 800000 بطانية
http://sumer.elaphblog.com/posts.aspx?U=2326&A=23742




#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنى حسين تحاكم عمر البشير
- حول اقتحام معسكر أشرف
- حول لقاء الأمريكان بالمسلحين البعثيين
- الخيار الكردي، بين الاستقلال والفيدرالية
- هل كانت ثورة 14 تموز حتمية؟
- هذه الصورة ليست في صالح المالكي
- يا له من بركان ناكر للجميل
- خامنئي كشف عن الوجه الحقيقي لنظامه
- ماذا يجري في إيران؟
- حول خطاب أوباما للعالم الإسلامي
- مهمة أوباما المستحيلة
- الفاشية الطائفية تهدد العراق والمنطقة بالدمار الشامل
- تحية للمرأة الكويتية بفوزها في الانتخابات البرلمانية
- نظام رئاسي أم برلماني؟
- السياسة بين المصالح والأخلاق
- هل الحرب على الإرهاب.. أم على الإسلام؟
- الإسلام السياسي من منظور الداروينية الاجتماعية
- عودة إلى موضوع حل الجيش العراقي السابق
- كي لا ننسى جرائم البعث
- في الذكرى السادسة لتحرير العراق من الفاشية البعثية


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالخالق حسين - حرية التعبير المهددة في العراق