أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - حول اقتحام معسكر أشرف















المزيد.....

حول اقتحام معسكر أشرف


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2725 - 2009 / 8 / 1 - 08:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أثار اقتحام القوات المسلحة العراقية يوم الثلاثاء المصادف 28/7/2009، لمعسكر "مدينة أشرف" في محافظة ديالى، والذي يقع 100كم شمال شرقي بغداد، ويأوي نحو 3500 من أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، بينهم نساء وأطفال، أثار ردود أفعال متباينة لدى الرأي العام العراقي والعالمي، وخاصة بين بعض الكتاب العراقيين، وبالأخص الذين عرفوا بمناهضتهم لحكم البعث الساقط وإخلاصهم للقضية العراقية. وعلى سبيل المثال لا الحصر، أذكر كاتبين صديقين عرفا بوطنيتهما المخلصة وبتضحياتهما وحرصهما على سلامة العراق وشعبه، حيث اختلفا في الموقف من هذه القضية المثيرة للجدل، وهما: الدكتور عزيز الحاج، والأستاذ عادل حبه.

نشر الأول مقالاً في إيلاف بعنوان: (معسكر أشرف واستفزازات حكومة المالكي ) ، مباشرة بعد عملية الاقتحام، والكاتب يدينها بشدة ويعتبرها استجابة للضغوط الإيرانية لاسترضاء حكومة الملالي. والمقال الثاني للأستاذ عادل حبه، نشر قبل الحادث بأكثر من عام، وهو ضد هذه المنظمة ووجودها في العراق. ولم أعرف بعد موقفه من عملية الاقتحام الأخيرة، لذا أتمنى عليه أن يدلي برأييه في مقال خاص وتنويرنا بموقفه من المستجدات.

على أي حال، وبعد قراءتي للمقالين، ونظراً لأهميتهما، قمت بتوزيعهما على مجموعتي التي تضم نحو مائتين من الأصدقاء والمعارف. وجاءت ردود الأفعال من الأخوة المستلمين متباينة أيضاً. وعليه رأيت من المفيد إلقاء الضوء على هذه المسألة وبيان موقفي منها.

"مجاهدي خلق" منظمة سياسية- عسكرية، معارضة للنظام الإيراني الثيوقراطي، تأسست في الستينات من القرن الماضي لإسقاط حكم الشاه، وساهمت ضمن بقية القوى السياسية الإيرانية في الثورة التي قادها الإمام الخميني عام 1979، ومن ثم صارت معارضة للنظام الإيراني الجديد، ومارست ضده الكفاح المسلح.

وكما يقول الأستاذ عادل حبه في مقاله المذكور: "ففي أوج لهيب الحرب العراقية الإيرانية اختارت هذه المنظمة الوقوف إلى جانب صدام في عدوانه وحربه العبثية على إيران للتخفيف من وطأة الحرب على نظام صدام، تماماً مثلما اختار بعض العراقيين من "التوابين" وغير "التوابين" تشكيل فيالق وكتائب ليقفوا إلى جانب هذه "الفزعة" الوحشية للحرب التي أشعلها صدام حسين وأصر على استمرارها نظام التطرف الديني في إيران."

وقد مد صدام حسين منظمة مجاهدي خلق بالمال والسلاح، واستغلها ضد نظام الخميني إبان الحرب العراقية الإيرانية. كما ويعتقد أن هذه المنظمة ساهمت بفعالية في قمع الانتفاضة العراقية الشعبية عام 1991، لذلك فموقف معظم أبناء شعبنا هو ضدها. ويعتقد البعض أنه من الأفضل أن تغادر هذه المنظمة العراق من أجل وقف إيران من التدخل في الشأن العراقي .

وعن الأحداث الأخيرة، يقول مراسل البى بى سى فى بغداد: " إنه يبدو ان السلطات العراقية تستجيب لرغبات إيران وتريد إغلاق المعسكر الذى كان يتمتع فى السابق بحماية القوات الأمريكية قبل انسحاب تلك القوات من المدن والبلدات العراقية الشهر الماضى." كما وقالت الشرطة العراقية إن سبعة إيرانيين لقوا مصرعهم وأصيب أكثر من ثلاثمائة آخرين فى عملية قامت بها القوات العراقية للسيطرة على المعسكر." (تقرير بي بي سي، 29/7/2009، الرابط في الهامش).

لا شك أن منظمة مجاهدي خلق مثيرة للجدل، خاصة وأنها وضعت في قائمة الإرهاب من قبل الاتحاد الأوربي لفترة،(رفعت من القائمة في العام الماضي)، وكانت تتلقى الدعم من نظام البعث الجائر في العراق، وهذا يكفي لجعلها ممقوتة من قبل أغلب العراقيين. ولكن هذا لا يبرر لدولة القانون بالقيام بأعمال مخالفة للقوانين المحلية والدولية كما سأبين ذلك أدناه.

لذلك استميح أصدقائي الذين أيدوا سلوك القوات المسلحة العراقية عذراً بأن أختلف معهم في هذا الموقف وذلك للأسباب التالية:
أولا، مهما كان ماضي هذه المنظمة وعلاقتها بحكم البعث الساقط، فهي الآن مجردة من السلاح، ومعزولة في معسكر خاص بها أشبه بالسجن، حيث يمنع على سكانها الخروج من المعسكر أو أن يدخل عليهم أحد من خارجه.
ثانيا، إن وجود هذه المنظمة في العراق كان وفق مواثيق وعهود وقوانين دولية، تعهدت الحكومة العراقية باحترامها. لذلك فإخلال الحكومة العراقية بتعهداتها أمر مخالف للقوانين ومضر بسمعتها.
ثالثاً، إن تصرف الحكومة بهذه الطريقة الفجة، أعطى خصومها ذريعة للطعن بها واتهامها بانتهاك حقوق الإنسان، ومن هؤلاء السيد صالح المطلك، البعثي السابق، وربما لحد الآن، والمعروف بمعاداته للتغيير الديمقراطي في العراق، اتخذ من هذه العملية ذريعة ليظهر نفسه الحريص والمدافع الحقيقي عن حقوق الإنسان، إذ راح يذرف دموع التماسيح على أعضاء المعسكر، وقدم شكوى على الحكومة العراقية لدى الأمم المتحدة. وهذا بالطبع ليس في صالح سمعة العراق.

وعليه، أعتقد كان من الممكن والأفضل لو عالجت الحكومة العراقية المسألة بإحدى الوسيلتين الحضاريتين:
الأولى، في حالة رفض بقاء بقائها في العراق، كان المفروض بالحكومة العراقية إخبار قيادة هذه المنظمة بعدم الرغبة في وجودها على الأراضي العراقية، لأنها لا تريد إيواء منظمة معادية لدولة مجاورة. وفي نفس الوقت كان على الحكومة العراقية بحث الموضوع مع الأمم المتحدة والقيام بترتيب عملية ترحيل أعضاء هذه المنظمة بالطرق الإنسانية، خاصة وأن طالب سكان المعسكر ترحيلهم، إما إلى إيران بعد الحصول على ضمانات من الأمم المتحدة بعدم قيام الحكومة الإيرانية بإيذائهم، أو إرسالهم إلى دول أخرى تقبل بهم.
الثانية، بأن تحسب الحكومة العراقية حسابات المستقبل، بأن تحتفظ بهذه المنظمة كورقة ضغط سياسية على إيران، فتقوم بوقف نشاطاتها في الوقت الحاضر، والاستفادة منها فيما لو قامت إيران بتحركات معادية للعراق في المستقبل.

والحقيقة المرة أن إيران تقوم الآن ومنذ سقوط البعث عام 2003، بالتحركات المعادية للعراق الجديد، رغم أن القوات الأمريكية والحكومة العراقية، منعتا منظمة مجاهدي خلق من القيام بأي نشاط معادي لإيران وجردتاها من الأسلحة.
كذلك قامت إيران بتغيير مجاري معظم الأنهر التي تنبع من أراضيها وتصب في الأراضي العراقية، كإجراء معادي للعراق لمنع المياه عن الشعب العراقي رغم الموقف الودي والسلمي الذي تبنته الحكومة العراقية الجديدة اتجاه إيران. لذلك أعتقد أن اقتحام معسكر أشرف وقتل وجرح واعتقال عدد من سكانه، وترحيلهم من العراق بهذه الطريقة اللا إنسانية سوف لن يغير من موقف حكومة الملالي من العراق.

لقد بات معروفاً للقاصي والداني، أن الموقف الإيراني من العراق الديمقراطي مبني على أساس أيديولوجي معادي للديمقراطية. فنظام الخميني يعتبر أمريكا (الشيطان الأكبر)، ومعاداتها واجب ديني و فرض عين على كل مسلم ومسلمة. ولذلك فالهدف النهائي لنظام "ولاية الفقيه" الإيراني هو إقامة نظام مماثل في العراق حليف لإيران ومعادي لأمريكا، ولن يقبل بأقل من ذلك ومهما قدمت الحكومة العراقية من تنازلات. بينما الضمان الوحيد لحماية ورعاية النظام الديمقراطي في العراق هو عقد تحالف استراتيجي مع أمريكا.

وأخيراً، أو التوكيد أن انتقادنا للحكومة العراقية على اقتحام قواتها لمعسكر أشرف هو من باب الحرص على سمعة الديمقراطية العراقية ودولة القانون. فالطريقة التي اتبعتها القوات العراقية في السيطرة على معسكر أشرف، كانت تتصف بالعنف غير المبرر، والحكومة العراقية كانت في غنى عنها مما منح أعداءها ذريعة وذخيرة لشن حملتهم لتشويه سمعتها، وكان أمام الحكومة وسائل سلمية وإنسانية للتعامل مع هذه المشكلة بدلاً من اللجوء إلى استخدام العنف غير المبرر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقالات ذات علاقة بالموضوع:
1- عزيز الحاج : معسكر أشرف واستفزازات حكومة المالكي
http://www.elaph.com/Web/ElaphWriter/2009/7/466226.htm

2- عادل حبه: - هل -أشرف- مدينة عراقية؟
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=100369

3- تقرير إخباري من موقع بي بي سي العربية:
BBC Arabic الشرق الأوسط - العراق: مقتل سبعة إيرانيين في معسكر أشرف
http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2009/07/090729_dh_mujahedeen_camp_tc2.shtml



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول لقاء الأمريكان بالمسلحين البعثيين
- الخيار الكردي، بين الاستقلال والفيدرالية
- هل كانت ثورة 14 تموز حتمية؟
- هذه الصورة ليست في صالح المالكي
- يا له من بركان ناكر للجميل
- خامنئي كشف عن الوجه الحقيقي لنظامه
- ماذا يجري في إيران؟
- حول خطاب أوباما للعالم الإسلامي
- مهمة أوباما المستحيلة
- الفاشية الطائفية تهدد العراق والمنطقة بالدمار الشامل
- تحية للمرأة الكويتية بفوزها في الانتخابات البرلمانية
- نظام رئاسي أم برلماني؟
- السياسة بين المصالح والأخلاق
- هل الحرب على الإرهاب.. أم على الإسلام؟
- الإسلام السياسي من منظور الداروينية الاجتماعية
- عودة إلى موضوع حل الجيش العراقي السابق
- كي لا ننسى جرائم البعث
- في الذكرى السادسة لتحرير العراق من الفاشية البعثية
- لماذا يسعى المالكي للقاء الملك السعودي؟؟
- هل ستنجح سياسة أوباما مع إيران؟


المزيد.....




- رسالة طمأنة سعودية للولايات المتحدة بشأن مشروع الـ 100 مليار ...
- جهاز مبتكر يزرع تحت الجلد قد ينفي الحاجة إلى حقن الإنسولين
- الحكمة الجزائرية غادة محاط تتحدث لترندينغ عن واقعة يوسف بلاي ...
- ماذا نعرف عن -المنطقة الإنسانية الموسعة- في غزة؟
- ماذا نعرف عن -المنطقة الإنسانية الموسعة- التي خصصتها إسرائيل ...
- شاهد: ترميم مقاتلة -بوليكاربوف آي-16- السوفياتية الشهيرة لتش ...
- اتهامات -خطيرة- ضد أساطيل الصيد الصينية قبالة شرق أفريقيا
- اكتمال بناء الرصيف البحري الأمريكي لنقل المساعدات لقطاع غزة ...
- كينيدي جونيور يوجه رسالة للعسكريين الغربيين عن تصعيد خطير في ...
- ضابط أمريكي متقاعد ينصح سلطات كييف بخيار سريع لتجنب الهزيمة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - حول اقتحام معسكر أشرف