أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - تحية للمرأة الكويتية بفوزها في الانتخابات البرلمانية














المزيد.....

تحية للمرأة الكويتية بفوزها في الانتخابات البرلمانية


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2650 - 2009 / 5 / 18 - 09:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أسفرت نتائج الانتخابات البرلمانية الكويتية التي جرت يوم السبت المصادف 16 مايس/أيار الجاري، عن فوز أربع سيدات لأول مرة في التاريخ بمقاعد البرلمان. وكانت 16 امرأة خضن الانتخابات البرلمانية الكويتية من بين 210 مرشحاً تنافسوا لشغل 50 مقعداً في مجلس الأمة. والجدير بالذكر أن المرأة الكويتية منحت حق التصويت والترشح للانتخابات عام 2005، لكن لم تنجح في الحصول على أي مقعد في المجلس خلال انتخابات 2006 و2008.

لا شك أن فوز أربع نساء بعضوية برلمان يضم 50 عضواً، ولأول مرة في التاريخ، في مجتمع محافظ مثل المجتمع الكويتي، يعتبر انتصاراً رائعاً للمرأة الكويتية، وثمرة من ثمار نضالها الصلب خلال عشرات السنين، واعترافاً بجهودها في نيل حقوقها السياسية المشروعة، خاصة في مجتمع مشبّع بالأعراف والتقاليد القبلية، والمحافظة، وتفشي الإسلام السياسي المتشدد. ولهذه الأسباب، نقدم للمرأة الكويتية أحر التهاني وأسمى التبريكات بهذا الانتصار العظيم متمنين لها المزيد من الانتصارات والنجاحات.

إن هذا الانتصار هو ليس للمرأة الكويتية فحسب، بل وللشعب الكويتي بأجمعه، وبالأخص للحركة الديمقراطية الكويتية ونضال التقدميين في مواجهة التيار المحافظ المتشدد المتزمت المعارض لحقوق الإنسان عامة، وحقوق المرأة بشكل خاص، حيث استخدم الإسلاميون كلما في جعبتهم من الوسائل، المشروعة وغير المشروعة، بما فيها إصدار الفتاوى الدينية، لردع الناخبين عن التصويت للنساء المرشحات، متعكزين على مقولات مثل (المرأة ناقصة عقل ودين) و(لعن الله قوماً تحكمهم امرأة.) الخ، علماً بأن الأربع الفائزات يحملن شهادات الدكتوراه من الجامعات الأمريكية في العلوم السياسية والاقتصاد والتربية. ولا أعرف ما هي شهادات أصاحب الفتاوى الذين ناصبوا المرأة كل هذا العداء؟

إن هذا الفوز يحمل دلالات إيجابية مهمة، هي في صالح الحركة الديمقراطية الليبرالية أولاً، وانتصار لحقوق المرأة ثانياً، ودليل على تنامي الوعي السياسي لدى الشعب الكويتي ثالثاً، وانحسار التيار الإسلامي المتشدد واكتشاف ألاعيبه لدى الشعب الكويتي رابعاً، حيث كشفت النتائج عن تراجع الإسلاميين "التحالف السلفي الإسلامي" الذي فاز بمقعدين فقط في البرلمان الجديد مقارنة بأربعة مقاعد في انتخابات 2008، وفازت "الحركة الدستورية الإسلامية" بمقعد واحد فقط مقارنة بثلاثة مقاعد في البرلمان السابق. وهذا دليل على أن الديمقراطية بدأت تترسخ في المجتمع الكويتي ولا تراجع عنها.
كذلك يقدم هذا الانتصار رداً حاسماً على أولئك الذين يدعون أن الديمقراطية الغربية لا تصلح لمجتمعاتنا العربية - الإسلامية المحافظة... والإدعاء بأنها (أي الديمقراطية) من الأفكار الغريبة والمستوردة والدخيلة، وأن شعوبنا ترفضها جملة وتفصيلاً بحجة التمسك بعادات وتقاليد الأجداد والسلف الصالح...الخ. وهو أيضاً رد على أولئك المتسرعين في تحقيق الديمقراطية الناضجة بعصا سحرية، ويطالبون بحرق المراحل والقفز عليها، ودون تهيئة الأجواء لها. فالقيادة السياسية الكويتية أثبتت حكمتها وصحة توجهاتها بتحقيق الديمقراطية خطوة خطوة، ودون هزات عنيفة. كما أثبتت التجربة الديمقراطية الكويتية أن الحكومة هي أكثر تقدمية من بعض شرائح المجتمع، والتكتلات السياسية، وخاصة الإسلامية التي اتخذت من الإسلام ذريعة في مواجهة التقدم الاجتماعي والسياسي، وحاولت وضع العصا في عجلة التاريخ، ولكن هيهات.

إن الحضارة التي يحاول الرجعيون إيقافها ومنع شعوبهم من مواكبتها، هي أقوى من كل قوة مهما كانت عاتية وباغية، فهي كالشلال الجارف لا يمكن إيقافها بل وتقتلع كل من يقف بوجهها فتقذف به إلى مزبلة التاريخ.

إن الديمقراطية ودولة المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات هي من القيم الحضارية التي لا يمكن منعها، أو إيقافها، وستتحقق إن آجلاً أو عاجلاً في كل مكان، وما انتصار المرأة الكويتية اليوم إلا دليل على صحة ما نقول، ودرس بليغ لمن يحاول مقاومة حكم التاريخ.



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظام رئاسي أم برلماني؟
- السياسة بين المصالح والأخلاق
- هل الحرب على الإرهاب.. أم على الإسلام؟
- الإسلام السياسي من منظور الداروينية الاجتماعية
- عودة إلى موضوع حل الجيش العراقي السابق
- كي لا ننسى جرائم البعث
- في الذكرى السادسة لتحرير العراق من الفاشية البعثية
- لماذا يسعى المالكي للقاء الملك السعودي؟؟
- هل ستنجح سياسة أوباما مع إيران؟
- هل من جدوى في الحوار مع البعث؟
- هل سيعود البعث لحكم العراق؟
- قراءة في كتاب: خرافة Superstition
- حوار حول تقديم حسن البشير إلى المحكمة الجنائية الدولية
- حول العلاقات العراقية - الإيرانية
- دلالات جدولة الانسحاب الأمريكي من العراق
- عودة إلى موضوع تسلح العراق
- لماذا الخوف من تسلح العراق الديمقراطي؟؟
- الثورة الخمينية ضد مسار التاريخ
- هل محمد خاتمي، إصلاحي حقيقي أم مزيف؟
- أهمية انتخابات مجالس المحافظات العراقية


المزيد.....




- تواصل القصف بين إسرائيل وإيران وترقب لقرار حاسم من ترامب
- قائد القوات البرية العراقية يوجه الجيش بالاستعداد القتالي وا ...
- الجيش الإسرائيلي يحقق في استخدام صاروخ إيراني برأس متفجر يزن ...
- سفارة الصين لدى إسرائيل: هناك حالة ضبابية بشأن الوضع مع استم ...
- بعد فشل القبة الإسرائيلية.. الدفاعات الأمريكية تعترض الموجة ...
- -أكسيوس-: شكوك في ذهن ترامب بشأن فعالية القنابل الخارقة للتح ...
- كوريا الشمالية: الهجمات الإسرائيلية على إيران تصرف غير قانون ...
- -إيه بي سي-: الولايات المتحدة تستعد لشن هجوم على محطة -فوردو ...
- ?? مباشر: ترامب يترك الباب مفتوحا أمام العمل العسكري ضد إيرا ...
- ترامب ينهي اجتماعه بشأن إيران بلا بيان ومجلس الأمن الدولي يج ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - تحية للمرأة الكويتية بفوزها في الانتخابات البرلمانية