نبيل قرياقوس
الحوار المتمدن-العدد: 2731 - 2009 / 8 / 7 - 04:01
المحور:
كتابات ساخرة
العراق بلد ذو جو حار على مدار معظم اشهر السنة ، وتكييف الابنية فيه ، سكنية كانت ام سياحية ، مستشفيات ام دوائر حكومية ، موضوع هام جدا ويحتاج الى وقفة علمية وعملية .
مصطلح ( التكييف المركزي ) طغى استعماله عند تكييف بناية باجهزة رئيسية كبيرة تدعى ( جلرات ) تكون ذات طاقة تبريد مساوية لحاجة البناية كاملة ، وهذه الاجهزة تعمل بمنظومات داخلية بانواع غازات تبريد خاصة ، وتنتقل البرودة الى اجزاء البناية بواسطة الماء المبرد الذي تنتجه هذه الجلرات علما ان الاجهزة تبرد نفسها بماء آخر يأتيها من ابراج تبريد خاصة .
لقد اثبتت العقود الثلاثة الماضية فشل استخدام هذه الاجهزة في العراق حيث انها ذات كلفة اولية عالية اضافة الى ارتفاع تكاليف النصب والتشغيل والصيانة والتصليح وكذا استهلاكا للطاقة الكهربائية ، ناهيك عن الاوقات الطويلة التي تتطلبها اعمال النصب والتصليح ، كما ان الاشغال النسبي للبناية لا يقلل من قدر استهلاك التيار الكهربائي الخاص بالتشغيل الاولي لتلك الاجهزة .
لا توجد بناية في العراق فيها ( تكييف مركزي ) الا عانت وتعاني من مشاكله المستعصية ، وتم في كثير منها الاستعاضة عنه بمنظومات متعددة صغيرة موزعة على اجزاء البناية ، ولا تحتاج هذه المنظمات الى الماء في عملها ، كما ان عطل اي منها لا يوقف عمل بقية المنظومات ، وصيانة هذه المنظمات هي بسهولة صيانه اي ثلاجة منزلية ، وحصل ان تمت الاستعانة في بعض الاماكن من الابنية بـ ( جلرات ) مبردة بوسيلة الهواء وهي ذات طاقة لا تتدعى ( 100 ) طن تبريد ، ولا بأس بذلك .
الغاء التوجه لتصميم ابنية يتم تكييفها باجهزة تكييف مركزي رئيسية ، ضرورة ملحة تفاديا لما اوقعتنا به شركات البناء والمعمار المحلية والاجنبية سابقا ، وهو أمر يتطلب توعية القطاعين الخاص والعام به .
#نبيل_قرياقوس (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟