أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد العدوى - الانتخاب الفاسد














المزيد.....

الانتخاب الفاسد


احمد العدوى

الحوار المتمدن-العدد: 2730 - 2009 / 8 / 6 - 09:27
المحور: كتابات ساخرة
    


على النقيض من الانتخاب السياسي يتربص بنا الانتخاب الثقافي, إذ أن الأصل في الانتخاب السياسي هو الحرية في اختيار المشاركة أم لا فان اخترت المشاركة فلك الحرية في الاختيار, لكن في الانتخاب الثقافي لا نملك ترف عدم المشاركة أو عدم الفعل. لأن الانتخاب الثقافي قائم على ديناميكية الحياة , استمرارية حياة المجتمع والفرد. لذلك السبب فان ما نقوم به كل يوم - منذ الاستيقاظ وحتى العودة إلى حالة السبات- عبارة عن اختيار نقوم به, وركائز هذا الاختيار عديدة منها: الديني والاجتماعي والاقتصادي, بل حتى عامل المزاج الشخصي.
وبما إن الثقافة برمتها لا تعني بمعناها المجرد مجرد المعلومات الرابضة في عرين العقل البشري منتظرة لعلامات البعث. بل إن الثقافة هي أسلوب حياة, حياة مجتمع, لذلك ترى ثقافة رجال الأعمال تختلف عن ثقافة محدودي الدخل, باختلاف القيم والأهداف ومراحل تنفيذ الهدف ومفردات اللغة المستخدمة.
فثقافة المجتمع السفلي الذي لا يري فائدة ترجى من القيم السامية ويقتل مع سبق الإصرار العقلي والترصد بالمجتمع كل ما يعوق طريقه نحو الحياة, فيكثر مثلا أفعال البلطجة والاستحسان بالنتيجة الحاصلة بعيدا عن الطريق المسلوك, ويعد المظهر قيمة شكلية مبالغا فيها, أما الأهم فهو قيمة الشهوة كالمخدرات والشبع . بينما يقوم مجتمع رجال الأعمال على قيمة العمل الدوؤب واستثمار الوقت الذي يعد القيمة الأعلى لرجال الأعمال, فترى الكثير من رجال الأعمال يزهد في بعض الأشياء مقابل تلك القيمة, فمنهم من يري النوم لمدة ثمان ساعات مضيعة للوقت, لذلك تقع قيمة الشكلية بعد القيمة السابقة لأنها نتيجة مترتبة على العمل الجيد والاستغلال النافع للحياة.

تكمن الخطورة في الانتخاب الثقافي الفاسد لسلوك المجتمع بصورة كلية, فالفرد العادي حينما يقرر في يومه العادي أن يفعل شيئا ما, ثم يتبعه آخرون, فينتفي علامات الاستهجان من المجتمع فتصبح شيئا عاديا, فيقتل قيمة أساسية أصيلة في المجتمع فيتبع ذلك إحلال قيمة سلبية محل الايجابية , وبطبيعة الحال تتبع الكثير من الأفعال تلك القيمة السلبية فيصبح المجتمع ككل يدين بتلكم القيمة , فيصير ماء المجتمع عكرا بتلك البقعة, وإذا ما كثرت البقع صار المجتمع ملوثا يصعب شفاؤه, إلا بتطهير الفرد من القيمة السلبية, وإحلال القيمة الايجابية محلها مرة أخرى وإعادة الاستهجان كرادع عام مرة أخرى.

فمثلا: التوكل قيمة ايجابية ,مؤداها :السعي الحثيث الايجابي نحو هدف معين, لكن إذا ما أدرك فردا اليأس من النتيجة لحادثة في حياته الشخصية حصلت فبدأ التواكل والنظر إلى الآخرون بحسد دفين ( قيمة سلبية) لأنهم مثلا يجنون أكثر منه أو لهم من الشهرة أو النفوذ ما ليس له, فيقوم مثلا بالتربح من وظيفته كوسيلة لجني المزيد أو بزرع الدسائس لإحلال شخصه محل الأخر- لا حبا في المال الحرام- لكن كنتيجة سلبية تابعة للقيمة السلبية. فإذا ما قلده آخرون في غياب الاستهجان العام الذي يجب أن يمثل ردع عام قوي ضد كل ما هو سيء, صرنا أمام شريحة عريضة من المجتمع قائمة على الرشوة وزراعة الدسائس, فإذا ما انتشر الوباء في المجتمع صرنا أمام مجتمع انتخب الرشوة والمؤامرة كثقافة تمارس في العمل. لا ثقافة الأداء أو الإنتاج, ثم فجأة تجد المجتمع يرثي حاله وينعي قوته ويلتمس الغوث من الخارج لان ببساطة مازالت قيمة التواكل السلبية تقتل بدنه كالسرطان.



#احمد_العدوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرضاء بالقعود
- أنشودة البسمة اليتيمة
- الحكومات والخدمات السياسية
- القارعون الطبولا
- فعل الضلال في مسرح التيه
- البلاد البعيدة
- تذكرك
- أهجو صمت الدهر
- الأغنية الأكثر حزناً
- سفر الحزن المقفر
- لعنة سؤال مجاب
- الشاعرة الأمريكية ادنا ميلاي
- الشاعر الأمريكي تشسترتون
- ذكرى ليلية
- آماريلا سمارت
- قصيدتان - ت س اليوت
- الحبّ في عيونِها يخلق الشفق
- رقص الكهل في ملهاة غانية
- وطن من يزعمون؟
- كان يظن


المزيد.....




- البعثة الأممية في ليبيا تعرب عن قلقها العميق إزاء اختفاء عضو ...
- مسلسل روسي أرجنتيني مشترك يعرض في مهرجان المسلسلات السينمائي ...
- عيد مع أحبابك في السينيما.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك أ ...
- في معرض الدوحة للكتاب.. دور سودانية لم تمنعها الحرب من الحضو ...
- الرباط تحتضن الدورة ال 23 لجائزة الحسن الثاني لفنون الفروسية ...
- الإعلان الأول حصري.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 161 على قناة ا ...
- -أماكن روحية-في معرض فوتوغرافي للمغربي أحمد بن إسماعيل
- تمتع بأقوي الأفلام الجديدة… تردد قناة روتانا سنيما الجديد 20 ...
- عارضات عالميات بأزياء البحر.. انطلاق أسبوع الموضة لأول مرة ف ...
- نزل تردد قناة روتانا سينما 2024 واستمتع بأجدد وأقوى الأفلام ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد العدوى - الانتخاب الفاسد