أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سيد القمنى - كم راهنت على غبائهم ... ؟ ! ! .















المزيد.....



كم راهنت على غبائهم ... ؟ ! ! .


سيد القمنى

الحوار المتمدن-العدد: 2729 - 2009 / 8 / 5 - 09:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فى حملة شديدة الوطأة بهدف الاغتيال الأدبى والمعنوى بعد حصولى على جائزة الدولة التقديرية أجدنى مدينا للناس بيان توضيحى حول ما سيق من تهم بحقى ، خاصة إذا توافق على تلك الاتهامات عدد من الجهات وهى على الترتيب : ( جبهة علماء الأزهر) فى بيان بعنوان : إلى الأمة صاحبة الشأن فى جريمة وزارة الثقافة ، ثم (الجماعة السلفية ) ممثله فى موقعها الإلكترونى ( المصريون ) ثم ( الجماعة الإسلامية ) الإرهابية المدانة بأعمال إجرامية فى حق مصر وشعبها وضيوفها بذات البيان على موقعها الإلكترونى ، ثم الإخوان المسلمين ممثلين فى الناطق بلسان كتلتهم النيابية ( د/ حمدى حسن ) ثم مفتى مصر الأسبق ( د/ نصر فريد واصل ) ثم فضيلة مفتى مصر الحالى ( الدكتور على جمعة ) .
ومن حق المواطن اذا ما اجتمع هؤلاء ان يتساءل : كيف اجتمع هؤلاء جميعا على قلب رجل واحد إن لم يكن معهم الحق كله ؟ لكنى رغم هذا أنبه بداية إلى ان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان فردا فى مواجهة الجزيرة والعالم كله ، وكانوا هم الخطأ كلة وكان هو الصواب كلة ، مع الفارق البائن بين شخصى الضعيف بكل ماللبشر من أخطاء وبين سيد الخلق ، فإنه مثال أضربه فقط لببيان أن الإجماع أحيانا ما يكون هو الباطل عينه ، وسأثبت هنا الآن بالبرهان والدليل أن هذا الإجماع قد قام على كذبه شريرة تلتها سلسلة من الأكاذيب انتهت باستصدار فتاوى بتفكيرى ، واعتمدت كلها كتاباًً واحداً من كتبى لم يكن هو محل حصولى على جائزة الدولة التقديرية التى تمنح على مجموع الأعمال وهى وفيرة والحمد لله ، واعتمدت جميعها بيان جبهة علماء الأزهر ثقة فيها ، دون أى مراجعة للتأكد من صدق ما جاء فيه من عدمه ، علما أن جبهة علماء الأزهر لا علاقة لها بالأزهر الشريف إنما هو عنوان ترويجى لجماعة ثم حلها بسبب تطرفها وتطاولها الدائم على كبار الأزاهرة عام 1999 ، فتحولت إلى جماعة سرية دون مقر سوى نافذة على الإنترنت ، حتى أقام لها إخوان الكويت مقراً هناك ، لتنفذ من خلاله أجندتها الأجنبية ضد مصر كأزهر وكشعب وكحكومة وكدولة .
****
يقول بيان الجبهة : >.
وفى اللقاءات التليفزيونية التى شاركت فيها وشارك فيها ممثل الجبهة الدكتور محمد عيسى البرى وممثل الإخوان الدكتور حمدى حسن ، أنكرت تماما وبالمرة أن يكون قد ورد بأى من كتبى أو مقالاتى مثل هذه النصوص الموضوعة داخل علامات تنصيص مسبوقة بكلمة ( قال ) لتأكيد أنها نص كلامى . وطالبت الدكتور البرى على قناة المحور أن يتكرم ببيان موضع هذه النصوص فى أى من كتبى ، أو أن يأتى بنصوص أخرى تشير إلى ذلك الكفران فكان رده : " أنا لا أقرأ هذه الزبالة " ؟ ! ! وبغض النظر عن مستوى أدب مشايخ الجبهة ، فكيف به لم يقرأ ما كتبت ويصدر مثل هذا الحكم الظالم والقاسى هو وجبهتة ؟ هو نفس الموقف الذى حدث مع الدكتور حمدى حسن الذى طالبته على قناة الفراعين ببيان هذه النصوص فى كتبى فكان رده : " هو أنا فاضى أقرا الكلام الفارغ ده " ، فطلبت منه الحضور هو وأعضاء الجبهة فى مواجهة علنية ، واتفقنا على يوم السبت التالى لهذة المواجهة ، فكانت النتيجة أنه لم يحضر أحد غيرى ، وعوضنا عن حضورهم حجزوا التليفونات للمشاركة وانهالوا سبا وشتما عن بعد بواسطة صبيتهم من محترفى القذف والتكفير . حتى ألجأونى فى قناة ( ON.T.V ) أن أشهر شهادتى الإسلامية كما لو كنت غير مسلم قبلها ، وحمدت الله أنه مَنّ على بالميلاد مسلما ، ثم مًنّ على ثانية بأن منحنى عقلا باحثا منقبا بين الأديان ، لأختار الإسلام عن قناعة ورضى ، مع احترامى لكل الأديان الأخرى بحسباتها سبلا تؤدى جميعها إلى الله وإلى الخلق القويم ، وأنى لم أجد فى الإسلام ما يصرفنى عنه إلى غيره ، بل ماحدث هو يقينى به عن درس وفهم وقناعة، واختياره عن روية وتدبر .
ورغم هذه الشهادة العلنية فقد استمرت الحملة بلا هوادة ، والتى زاد من سعارها دخول المفتى الأسبق وهو المعروف بميولة السلفية المتشددة ، وكان عثرة دائمة فى وجة القرارات المتعلقة بالحقوق ، وسبب أكثر من حرج للخارجية المصرية مما انتهى بعزلة الفجائى . أما أخطرها فكان فتوى فضيلة المفتى الدكتور على جمعة ، والتى جاءت رداً على السؤال الذى قدمة جمال سلطان صاحب موقع ( المصريون ) السلفى المتطرف ، والذى سجلت نصه الفتوى كالتالى : " إطلعنا على الإيميل الوارد بتاريخ 9/7/2009 المقيد برقم 1262 لسنة 2009 والمتضمن : ما حكم الشرع فى منح جائزة مالية ووسام رفيع لشخص تهجم فى كتبه المنشورة الشائعة على نبى الاسلام ، ووصف دين الإسلام بأنه دين مزور ، وأن الوحى والنبوة اختراع اخترعه عبد المطلب لكى يتمكن من انتزاع الهيمنة على قريش ومكة من الأمويين ، وان عبد المطلب استعان باليهود لتمرير حكاية النبوة – على حد تعبيرة – فهل يجوز أن تقوم لجنة بمنح مثل هذا الشخص وساما تقديريا تكريما له رفعا من شأنه وترويجا لأفكاره ؟ .... الخ " .
وكان طبيعيا ان يكون رد الفتوى كالتالى : " هذه النصوص كفرية تخرج قائلها من ملة الإسلام إذا كان مسلما ، وتعد من الجرائم التى نصت عليها المادة سالفة الذكر من قانون العقوبات ، واذا ثبت صدور مثل هذا الكلام الدنىء والباطل الممجوج من شخص معين فهو جدير بالتجريم لا بالتكريم " . وهنا لابد ان نذكر أن الصحفى جمال عبد الرحيم الذى سبق وطالب بذبح البهائيين وقتلهم علنا بالتلفزيون مما أدى إلى هياج مسلمى قرية الشارونية وأدى لحرق مساكنهم بالقرية ، هو نفسة من أكد على قناة ( ON . T. V ) أن النصوص الواردة فى سؤال جمال سلطان طالب الفتوى هى من كتبى وأنه تم إرسال الكتب مع بيان النصوص الكفرية بها لفضيلة المفتى ، وتبعها بوصلة شتائم وتكفير علنى لا أعلم مكانها ولا مكان كذبة وتزويرة غير المرتب من ميثاق الشرف الصحفى ، بينما الفتوى كما هو واضح لم تشر لإسمى بالمرة ، وواضح أيضا أن فضيلة المفتى لم يكن بيدية كتبا ولا نصوصا سوى ما ورد فى سؤال المستفتى السيد جمال سلطان صاحب موقع المصريون .
ورغم عدم ذكر اسمى صراحة لا من المستفتى ولا من المفتى فقد قام جمال سلطان بنشر الفتوى على موقعه واضعا صورتى بجوار صورة فضيلة المفتى ليجعل الفتوى خاصة بى !! فأى شرف هنا وأى مبدأ وأى إيمان هذا ؟ وأى دين فى الدنيا يسمح لأصحابة بالتزويرالقاتل والتلفيق العلنى الفاجرفى سبيلة ؟ ومرة أخرى أنكر تماما وبالمرة وبالقطع ورود النصوص المنسوبة إلىَّ فى أى من كتبى المتداولة والمتاحة للجميع ، وكان على السادة أعضاء الجماعة السلفية أن يقوموا بتصوير هذه النصوص من كتبى ونشرها على الملأ ، كدليل وبرهان ، لكنهم لم يفعلوا ولن يفعلوا ، لأنها كلها كلام لا أعرفه ولا يمت لكتاباتى بصلة .
أما فضيلة المفتى فهو يعرفنى بشكل شخصى وقد التقانى مع احد المنظرين من جماعة الإخوان فى مناظرة كنت فيها طرفاً وحيداً أمامهما ، وذلك بمقر مجلة القاهرة التى كانت حينذاك برئاسة المرحوم الدكتور غالى شكرى الذى اتهموة بدورة بتزوير الدكتوراة بينما كان أحد أهم أساتذة جيلى ، وقد نشرت المجلة وقائع هذه المناظرة فى حينه . وأن ما طرحته فى تلك المناظرة كان محاولة فهم جديد للتراث الإسلامى وليس للدين الإسلامى ، حتى لا يكون فهم هذا التراث متوقفا دون تجديد عند ألف عام مضت ، وليتمكن المسلمون من اللحاق بالعالم المتقدم ، وأنه قد اصبحت هناك حاجة ملحة لظهور مذهب جديد يتلاءم مع ظرفنا اليوم ، بعد أن مضى ألف عام على ظهور آخر مذهب ، فكانت طرحا وجدلا محترما لوجهات نظر متباينة مختلفة وكلها على أرض الإسلام وليس فيها طرف خارج ذلك ، وانتهينا أصدقاء لم يفسد لنا اختلاف الرأى مودتنا الإنسانية وانصرفنا بعد عناق حار ومحبة متبادلة . ولم يجد فضيلته فيما قلت بالمناظرة كفراَ ولا مروقاَ ، وربما لو كتب جمال سلطان إسمى فى سؤاله الملغوم ، لربما تحوط فضيلة المفتى ولطلب النصوص من كتبى حتى يصدر حكمة عن بينه ومعاينة نافية للجهالة .
هذا ناهيك عن كون صدور فتوى تكفير علنى لأى مواطن عن دار رسمية ومهيبة كدار الإفتاء المصرية ، هو أمر يسيىء إلى دار الإفتاء وإلى الدين الإسلامى نفسه وإلى مصر كلها ، فى زمن لم يعد يحتمل مثل هذه القرارات ، خاصة وأن فضيلة المفتى أجاب عن سؤال صحفى فى زيارته لأمريكا عن حق المسلم فى تغيير دينه ، فأجاب بالإيجاب وأن الإسلام لا يجرم تاركه إلى دين آخر ، لأنه من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر بأمر قرآنى ، وهو القول المناسب فى المكان المناسب فى الزمن المناسب ، فما له ومسلم مثلى يعلن إسلامه وتمسكة به شرفا وعزة ؟!! إنها هنة كبيرة لا تليق بمقام صاحب الفضيلة الذى كان عليه أن يتحرى ولا يفترض فرضا جدليا مشروطا كما فى قوله : " وإذا ثبت صدور ها الكلام الدنىء والباطل من شخص معين فهو جدير بالتجريم لا بالتكريم " . وأهيب بصاحب الفضيلة أن يقرأ أعمالى متجردا محايدا وألا يسقط عليها فهما بعينه ، فالمحاسبة يجب أن تكون على نص كلامى فى كتبى وليس فى حوار صحفى ، وليس حسب فهم جماعة مؤدلجة مسيسة كالإخوان أو جبهة علماء الأزهر ، لأن الأمر فى حقيقته هو أن كتاباتى تكشف زيف مايعلنون وتهز العروش من تحتهم ، والتى تسلطنوا بها على أدمغة المسلمين حتى أوصلونا الى حيث نقبع الآن فى مؤخرة الأمم ، وآن لها أن ترتج من تحتهم وتتزلزل .
****
ليس لى مشكلة مع اى دين من الأديان ناهيك عن إسلامى الذى افاخر به ، وأباهى بفهمى له بما يوافق زماننا وظروفه، وبما يطيح بمصالح السلطة الدينية والكهنوتية ، حيث لا يوجد ولم يوجد فى الإسلام لا مشيخة ولا أُكليروس ، فقاموا يعلنون أن كتاباتى تهدم الإسلام ، وهو قول غليظ نكير يشير إلى مدى تقديرهم لديننا الحنيف ، الذى ستهدمه سطور هنا أو هناك ، وإلى مدى استغلالهم هذا الدين وإشهاره تكفيراً وهم يعلمون حقيقة الأمر، وينتهزون غفلة المسلمين عن المتابعة وانحسارعادة القراءة مع الصحوة التى حرمت الفن والإبداع وكقرت المفكرين ودّعَرت الفنانين ، ليستثممروهم فى معركة هى الباطل ذاته ، إنهم يستميتون اليوم فى هذه المعركة بحسبانها معركة وجود ، بناء على تفسيرهم أن منحى الجائزة يعنى انحياز الدولة جميعا للفكر الليبرالى والحرييات الديمقراطية ، وهو ما يعنى انحسار نفوذهم وانكماش موجتهم العاتية ، لكنهم دخلوا المعركة بأسلحة فاسدة ورخيصة لا تشير إلى عمق فى التدين ولاشرف فى قول الحق ، وإن كانت من وجهة نظرى فى النهاية رغم حشدهم وتجمعهم أنها معركة غير متكافئة لأننى فيها الطرف الأقوى وأنهم ليسوا أكثر من عهن منفوش ، و لوقوفى على أرض صلبة وقيم ومبادىء محترمة .
دعونى أدلل على هذا الكلام الذى يبدو قاسيا بما حدث على قناة الناس ... إستضاف السيد خالد عبد الله ( يقول عن نفسة أنة شيخ ) فى برنامجه على قناة الناس عدداً من الضيوف ، وكذلك فضيله الشيخ ابو إسحق الحوينى تليفونيا ، ودار بينهما حوار ادعى فيه السيد خالد أقوالا فلوته كثيرة نسبها إلىَ ولعل أخطرها كان الحوار التالى :
خالد عبد الله : سيد القمنى اتهم النبى ( صلى الله عليه وسلم ) وقال : إن محمدا ( صلى الله عليه وسلم ) رغم أنفه وأنف من معه قد وفر الأمان لنفسه بالزواج من الأرملة الثرية خديجة بنت خويلد .
الشيخ الحوينى : عفوا عفوا ، قال العبارة دى بالضبط ؟
خالد عبد الله : العبارة كده بالضبط حضرتك .
الشيخ الحوينى : يعنى يقول عن رسول الله رغم أنفه ؟
خالد عبد الله : هكذا (رغم أنفه وأنف من معه ) ووفر الأمان لنفسه لما تزوج الأرملة الثرية خديجة بنت خويلد بعد أن سقى والدها الخمر ليغيبة عن الوعى ويأخذ منه عهد الزواج ، هذا كلام عن رسول الله واله ( صلى الله عليه وسلم) فرأى فضيلتكم ، وده جزء فيض من غيض وقطره من بحر من كتابات فجة وأكثر من فجة ماجت بها كتبه وهو يقول لماذا تكفروننى ! ؟
الشيخ الحوينى : أنا صدمت من العبارة الأخيرة ، يعنى كل ما تكلمت به عن الصحابة رغم فجاجته وفظاعته ، الكلام ده كوم والجملة الأخيرة اللى سمعتها وحاولت التثبيت منها كوم تانى ، وأرجو أن تكون دقيقا فى نقلك عنه .
خالد عبد الله : هية دقيقة يا أفندم .
الحوينى : إذا قال على رغم انف النبى فهذا كافر بلا شك ( واستمرت بعد ذلك وصلة التكفير الى نهاية البرنامج ) .
صاحبنا الشيخ خالد عبداللة الذى يرى فى المشيخة نجومية وليس خدمة للإسلام ويحسدة عليها الناس حسب ما قاله يوما ، لم يلتفت إلى أن هذه العبارة : ( رغم أنفة وأنف من معة ) هى جملة اعتراضية وأنها من قول مشايخ الجبهة ، نظراً لأنى أصلى وأسلم على المصطفى كلما ورد اسمه بكتاباتى ، ويعتبرون هذه الصلاة والتسليم رغم أنفى وأنف من معى وأنف من رضى بى مثقفا . ورغم ذلك فإن الشيخ خالد المدافع عن دين الله الذى يفترض فى الداعى الصدق والأمانة والنزاهة ، يؤكد أن عبارة الجبهة الاعتراضية هى من كتابى بعد التدقيق والتحقق ، ليستصدر بها فتوى تكفير من الشيخ الحوينى بالخداع والتزوير. فأين يا سادتى ميثاق الشرف الإعلامى مع مثل هؤلاء النجوم من مشايخ الفيديو كليب ، وإلى متى تتركونهم يسقطون على أى مثيرات ليستحدموها لاستثارة النزعات الغريزية وتكريس كراهية المختلف لإقصائة ؟
****
أما ما ورد بكتابى الإسلاميات الذى يشتمل أربعة أجزاء وضمنه الحزب الهاشمى جزءاَ أولا فهو كما عرفته فى صدر كتابى : " قراءة اجتماعية سياسية للسيرة النبوية " وقلت فى مقدمة الحزب الهاشمى أن كتابى هذا ليس كتابا فى الدين ولا فى أى من علومه ، إنما هو محاولة استكشافية للحكمة الإلهية على أرض الحجاز ، وكيف هيأت تلك الحكمة الواقع لتقبل الدعوة فى وسط جاهلى صحراوى قبلى متشرزم متقاتل ؟ فلا أنا مفسر ولا أنا مفتى إنما باحث يستخدم المنهج العلمى بخطواته الدقيقة لقراءة واقع أرضى ، بعد أن تحدثوا كلهم فى الغيب السماوى وهو وحدة الكتابات التى تملأ المكتبة العربية حتى أنها تغص بها غصاً .
ولأنى أعلم أن الدين هو محل إيمان أو عدم إيمان وليس محل بحث ، هو أن تصدق أو لا تصدق ، وبينما قاموا هم يبحثون الغيب وذات الله وصفاته والعرش والملائكة والجنة والناروالساط وعذاب القبر وبول الرسول وبول الناقة وزواج الرضيعة ورضاع الكبير ، واختلفوا حولها فرقا اضطهدت بعضها بعضا ، فإنى فى دراساتى نأيت عن هذا كله ، وسلمت إيمانى الغيبى لعلام الغيوب ، وخضدت فى البحث فى المساحة التى يمكن ان تخضع للبحث والمناقشة وهى مساحة الواقع الأرضى وليس السماوى .
كما أننى أيضا لست صحافيا ولا إعلاميا وما خضدت فى الصحافة والإعلام إلا مكرها بعد أن تحولت قضيتى لقضية رأى عام ، وسأحتسب هذا الموضوع آخر ماسأخوض فيه حول هذه المعركة غير النظيفة ، لأعود لأبحاثى ودراساتى وعملى ،لأترك الأمر للقضاء المصرى ليفصل فية ، رغم أن دخول الدكتور المستشار أحمد مكى بثقله القضائى وهو لازال بعد قاضيا ولم يخرج معاش ، ليكرر ذات الإدانة القائمة على ذات أكاذيب الجبهة ، فهى والله مصيبة كارثية من العيار الثقيل ، لكنها لا تفقدنى الثقة فى آخر حصوننا المصرية ( عدالة القضاء المصرى ونزاهته ) والذى كان حكما بيننا من قبل فكان كما أحسنا الظن بة دوما .
****
المهم أنة بعد هربهم من المواجهات العلنية ، وبعد إقرارهم بعدم القراءة ، وبعد انكشاف قناة الناس ونجمها اللوذعى الكذوب الشرير ، وحجم التزوير والفساد الأخلاقى للمتحدثين باسم الإسلام ، قاموا يطعنون فى الإجراءات التى تم بموجبها منحى جائزة الدولة فنسبوا إلى المفوض العام لأتيلية القاهرة أن الأتيلية ينكر ترشيحى لهذة الجائزة بالمرة ، وذلك اعتمادا على أن من رشحنى هو مجلس الإدارة السابق بريادة الفنان العبقرى والعلمانى السافرالأستاذ وجية وهبة . إلا أن المدهش أن الأتيلية والمفوض العام قد أقاموا حفل تكريم بمناسبة حصولى على الجائزة حضرة حشد كريم من مثقفى مصر وذلك يوم الخميس ( 6/8/2009 ) أى بعد نشر التصريح المنسوب لهم .
كل مرة مع انكشافهم نظن الأمر قد انتهى لتجدهم يخرجون بجديد لتأكيد عدم استحقاقى الجائزة ، وكان آخر ماخرجوا بة هو أنى زورت لنفسى شهادة الدكتوراة ، ثم عدلوا الموقف بعدها فقالوا إن الشهادة ليست صادرة عن جامعة جنوب كاليفورنيا المشهورة ( بالمراسلة ) إنما هى ( جامعة كاليفورنبا الجنوبية ) التى استثمرت الإسم الشهير فى صياغة مشابهة ، وأنى اشتريت الدكتوراه منها شراء وهى إحدى جامعات بير السلم ( أنظر موقع المصريون وهو ضد كل ماهو مصرى ) .
مشكلتهم معى أنهم لم يستطيعوا أن يقدموا نصاً واحداً من كتاباتى يدينونى به ، وظنوا أنهم أرهبونى فكشفت زيفهم وكذبهم على الملأ على الفنوات الفضائية داخل البيوت ... فماذا إذن ؟ إن الجائزة لا تعطى للمكرم لأنه يحمل درجة الدكتوراه ولا لدرجة إيمانه وتقواه فهذه تعطى لشيخ أو قس وليس لمفكر ، فإذا اكتشفوا أن الجامعة المانحة هى جامعة غير معروفة ولا معترف بها ، فإن رحلتى العلمية إليها معروفة ومتكاملة الأركان بمعرفة ومتابعة من أساتذة عرب كبار يتمنى الكثيرون أن يحظوا بأستذتهم .
ولنعد مع رحلتى العلمية إلى المبتدا عندما تخرجت من جامعة عين شمس..عام 1969 حيث درست لحسن حظي ..على يد كبار فلاسفتنا في الشرق ، بدءا من الجليل عبد الرحمن بدوي..الى الفيلسوف المقاتل و المعلم الأكبروالأول لى ولأبناء جيلى الدكتور فؤاد زكريا ، و د.مصطفى حسن الساعاتي أستاذ علم الاجتماع الأشهر.. و الدكتور محمود رجب والدكتور عزمى إسلام و الإنسان الرائع بكل المعانى الدكتورحسن حنفي .
وبعد التخرج سافرت للعمل بدول الخليج كمعلم للفلسفة بالمرحلة الثانوية ...حيث كانت جامعات العالم تعرض نفسها هناك..منها الأوروبية..و منها الأمريكية..و منها العربية..، و قد أصبحت لهذه الجامعات مقرات دائمة الآن في دول الخليج ( عقبالنا قادر ياكريم ) .
و مع اكتشافي أن مؤهلات جامعاتنا المصرية، غير معترف بها إلا في مصر و بعض الدول العربية. فقد حاولت الحصول على درجة علمية..تسمح لي بالعمل في دول الغرب الحر ..و ليس من أجل الدرجة العلمية في حد ذاتها فلم تكن من أهدافى ولا ظننت حينها أنى سأكون كاتبا يوما . كانت محاولة لتحقيق حلم الصبى وكان حلم كل الشباب في هذا السن للعيش فى بلاد راقية . و اخترت ( الجامعةاليسوعية/القديس يوسف ) في بيروت..بعد أن علمت أن جميع الوزراء و رؤساء الجمهوريات و أصحاب الأدوار السياسية الفاعلة في لبنان ..هم من خريجي هذه الجامعة..و انها فرع من جامعة (ليون)..و بعد أن حضرت المحاضرة الترويجية للجامعة اليسوعية في رابطة الاجتماعيين بالكويت برئاسة الدكتور (أسعد على الشيخ..و هو سوري/ أطال اللة فى عمرة )..الذي خلب لبي برؤاه المتجاوزة للمألوف . فتقدمت بأوراقي للدراسة فيها.. و خضت الامتحانات التحريرية في أصول المنهج العلمي وهو ما كانا زادي من بعد في صرامة خطواتي البحثية ، و قدمت بحثي الأول بعنوان لماذا المسيح من إنسان إلى إله؟ الذى تم تحت إشراف البروفيسور الفرنسى (ميشيل آلار/ أطال اللة فى عمرة ) ، ثم بحثي الثاني : (آلهة الفداء و الخلود) تحت إشراف الأستاذ الدكتور أسعد على رئيس القسم ، و إبان ذلك كنت أسعى وراء أستاذي (أسعد على ) متشوفا للمعرفة ومتابعة ما اتوصل إلية معة ، ما بين دمشق وبيروت ، وما بين عين الجديده بلبنان فى بيتة وبين اللاذقية بسوريا ، و كثيراً ما جعلني أعيد كتابة بعض الفصول أكثر من مرة ، لكنه بلا شك رغم صرامتة كان معلما حقيقيا و حصلت على الدرجة بتقدير عام ممتاز ( مرفق صورة فوتو كوبى ) .
بعدها أصبح السفر إلى بيروت شديد التعثر بسبب ظروفها الأمنية غير المستقرة ، هنا اقترح علىّ الأستاذ فهيم مصطفى مندوبا عن جامعة كاليفورنيا الجنوبية / الأقسام العربية بالمراسلة عبر مكاتب الخدمات الطلابية ، أن أقدم أوراقي لها على أن يشرف على سير البحث ثلاثة أساتذة مقبمين ومعروفين لديهم ، فكان الدكتور عبد الحميد زايد أستاذ التاريخ القديم بجامعة الكويت مسؤلا عن متابعة الجانب التاريخي للبحث و قد خصص لي يوم الثلاثاء من كل أسبوع لمدة عام كامل مشكورا مأجورا ، حتى أنه أصر على تعليمي بعض مبادئ الكتابة الهيروغليفية حتى لا تلتبس علىّ النصوص محل الاسشهاد ببحثى ، و الدكتور حسن شحاته سعفان احتمل القيام لمتابعة الجانب الإجتماعي في البحث ، أما الأستاذ الدكتور( فؤاد زكرياالمؤسس الحقيقى للتوجة الليبرالى المعاصر / أطال اللة فى عمرة ) فكان المتابع المدقق للعمل كله خطوة بخطوة وفقرة بفقرة واستنتاجا باستنتاج من حيث المنهج و المرجعية و صدق الدلالات ، ثم كان هو كاتب التقرير النهائي الذي وجد فيه مآخذ على رسالتي من قبيل عدم إلمامي الكافي باللغات الأجنبية بالمستوى اللازم لللأبحاث الاجتماعية فى التاريخ الدينى لاتساع مساحتة عبر لغات مختلفة ، و أني لجأت أحيانا إلى الاجتهاد فى الاستنتاج في مواضع لا يحسمها إلا وجود الأثر التاريخي الأركيولوجى ، لكنه انتهى في قراره النهائي إلى استحقاقي الكامل للدرجة العلمية المرشح لها ( مرفق صورة لهذا التقرير ) ، و بموجب هذا كله حصلت على الدرجة و قمت بتفديمها إلى المجلس الأعلى للجامعات ( مصر ) الذي أصدر قرارا في 14/05/1987 بموجب رسم مدفوع بالحوالة رقم 94217/34 بتاريخ 11/05/ 1987 و تم نشر صورتها في قناة الحرة برنامج قريب جدا ، ثم بعدها كانت عودتي إلى مصر مصحوبة بقرار التفرغ الكامل للعمل البحثي ، وقدمت خلال هذه الفترة أعمالي الموجوده بالمكتبات العربية . لأكتشف بعد صدور عملي الأول أن الدرجة لم تعد على مقاسي فلم أعد أصدر بها اسمي ، لأن آينشتين أو داروين أو فرويد كانوا لايسبقون أسماءهم بلقب أضيق من مساحة إنجازاتهم .
هذا حتى فوجئنا بالبحث و التقصي الذي قام به موقع المصريون عبر رجالهم فى أمريكا منذ أيام ، والذي كشف أن الجامعة باسم جامعة كاليفورنيا الجنوبية و ليس جامعة جنوب كاليفورنيا . و الفاصل في المسألة هنا إذا كنت قد اشتريتها بفلوسى فلماذا كان كل هذا الجهد وهذا العمر والسعى ومشقات هذا السعى ونكاليفة المادية وراء متعة المناقشة للتعلم من أساتذة عددهم خمسة اخترت السعى وراء أعتابهم علمونى بشكل شخصى ومباشرمع السفر إليهم أينما كانوا بلدانا وأقاليما ، وما كان أغنانى مادمت مشتريا لورقة لأعلقها على حائط عن السعى للحصول على درجاتي السابقة لها من الجامعات العربية ، وعن العمل أربع سنوات أخرى على رسالة لها جسم موجود ببحث تم تدقيقه من قبل أساتذتنا الكبار، في عمل بحثي يشهد بجهد الباحث و عدد سنوات البحث و فضل الأساتذة المتابعين للعمل وجهدهم فية ، و هو مطبوع و موجود في الأسواق بعنوان أوزيريس و عقيدة الخلود في مصر القديمة ( عنوان الرسالة الأصلى : أثر الأحداث السياسية والاجتماعية فى نشوء عقيدة الخلود الفرعونية وتطورها ) . وهو بالتحديد ( الكتاب / الرسالة ) الذي كان سببا في تعريفي بالدكتور قاسم عبده قاسم ( الذى أنكر غلى درجتى ) بعد أن أبدى لناشر(الرسالة / الكتاب) المفكر الدكتور طاهر عبد الحكيم رغبته في لقائي ، و التقينا يومها في مكتب الدكتور طاهر عبد الحكيم بدار فكر للنشر بمدينة نصر ، وهى( الرسالة/ الكتاب )الذى دفع الدكتور فرج فودة للبحث عنى لنصبح بعدها أشقاء أسرة واحدة ، وهو(الرسالة/ الكتاب) الذى دفع الدكتور نصر أبو زيد للسعى لمعرفتى فكسبت بة صديقا إنسانا ومفكرا عبقريا ، ( وهو الكتاب / الرسالة التى دفعت الدكتور حسن حنفى للمحاضرة عنها ليكتشف أنى كنت أجلس أمامة تلميذا فى قاعات جامعة عين شمس ، والمنشور هو مجرد موجز مكثف لرسالتى . ورغم كل هذا فإني أحترم الدكتور قاسم و علمه و كنت أفخر بأنه ممن أعجبهم كتابي / رسالتي ( و أنا المبتدئ حين ذاك والمدهوش لتقدير هؤلاء الكبارمن أساتذة لجيلى ) ، وكان هو أستاذا شرفت بمعرفتة رغم اختلافى معة جذريا ، و أعدت طباعتها مرة أخرى بنصها الصادر عن المركز المصري لبحوث الحضارة بعنوان : رب الثورة ، و إذا كان الفنيون و الأساتذه بالمجلس الأعلى للجامعات الذين اطلعوا على الدرجة العلمية التى لم أزيفها بنفسى لنفسى ليصدروا قرارهم بالمعادلة ، لم يتبين لهم هذا الفرق والتخليط مابين جنوب كاليفورنيا ومابين كاليفورنيا الجنوبية ، فهل كان من الممكن أن يتبين لنا في زمن لم تكن فيه وسائل الاتصال و الإنترنت كاليوم للحصول على إجابات دقيقة لكلمة ملتبسه. وهل لو طبقنا هذا المعيار على الجامعات المصرية سنصبح جميعا عرايا حتى من درجة الليسانس أو البكالوريوس ، و بالتبعية لن نكون حاصلين حتى على الثانوية العامة لأنها لا تؤهلنا سوى للجامعات المصرية الغير معترف بها أصلا ، و هكذا تصبح زفتى مثل ميت غمر و خالتي زي خالتك و بينهما يا قلبي يجب أن تحزن ، ولا يبقى لى شخصيا إزاء ما أثير بهذا الشأن من مؤهلات إلا المنجز العملى والعلمى وما قدمتة لأهلى ووطنى فى شكل أعمال مكتوبة ومنشورة ، وما ساهم بة شخصي المتواضع لتحريك الواقع الآسن في بلادنا ، و دوره مع زملاء له كبار (ومهد لهم أساتذة أكبر ) في خلق تيار جديد يثبت وجوده اليوم على الساحة المصرية والعربية بقوة وثقة ، مقارنة بألوف رسائل الدكتوراه في بلادنا التى تكمن حبيسة أرفف الجامعات لا نعرف عنها شيئا إلا إذا سعينا إليها سعيا مقصوداَ للحصول على معلومة مطلوبة من أصحاب التخصص . ومن هنا فإن المعول عليه هو ما كتبت فى أعمالى وهو مناط الأمر كله وهو ماأزعم أنة إنجازى الحقيقى ومحل فخرى واعتزازى وبة أنا فى كفاية وغنى عن أى درجات ، وأتذكر هنا دونما الشعور بأى تحرج رد عباس محمود العقاد على من قال لة : "نريد أن نعطيك الدكتوراة " فى عبارة متسائلة مستنكرة بالغة الدلالة : " ولكن من منكم سيعطينى الدكتوراة ؟ ! ! " .
****
سادتى .. مع هذا الذى يحدث علينا أن نفزع على عقل مصر وشعبها الذى يسمع مجرد السمع فيتحول الناس إلى وحوش ضوارى ، دون أن يستمعوا لنصح ربهم أن يتبينوا ويتثبتوا قبل إصدار الأحكام ، ويقيمون من أنفسهم حراساً للإسلام بأسلحة رديئة تشينة ولا تنصرة ، والإسلام متكامل بذاتة وليس بحاجة إليهم ولا إلى أسلحتهم الفاسدة .
من حق القارئ أن يتساءل : ما الذى كتبته إذن لاستفزهم لهذه الهبة المضرية الكاذبة ؟ ... إن ما كتبت كان فى مواجهة الإرهاب الدموى ومناقشة طروحاته بميزان الإسلام نفسه وبميزان العقل والقيم ، إن ما كتبت كان فى بعضة مناقشة لإدعاء الإخوان المسلمين أنهم يملكون الحلول الربانية لمشاكلنا ، فإذا بها فخاخ إبليسية ستأخذنا مع بلادنا إلى مزيد من الخسائر ومن ثم إلى التهلكة ، ولا أجد فرقاً بينهم وبين الجبهة وبين الزرقاوى أو الظواهرى أو الجماعة الإسلامية أو الجهاد أو الجماعة السلفية أو بن لادن أو أبو سياف أو حتى التيار المتأسلم الذى عشش فى مفاصل الدولة المصرية ، فكلهم داخل نفس الجبهة ، وهو ما قاله الشيخ القرضاوى فى كتابه الإخوان المسلمون ، مؤكداً أن كل تلك التيارات والأجنحة من أقصى يمينها إلى أقصى يسارها إما أنها نبت إخوان ، أو ذراع إخوان ، أو زرع إخوان ، أو خروج عن الإخوان . ومن الجدير بالذكر أن الشيخ فى كتابه هذا لم يذكر اسم واحد من كوادر الإخوان إلا ألحقه بعبارة ( رضى الله عنه ) ، لأنهم عندة لا يقلون أبداً عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وهنا بيت القصيد والسر غير الخفى وراء كل هذة الشراسة ، لأن سيد القمنى يفرق بين الدين الذى هو على رأسنا جميعاً ... ويبن البشر ، يفرق بين الدين السماوى وبين التراث الإسلامى بما فيه من حكايا البشر وسير البشر ، ولأنى أؤمن أن إسلامى يفرض علىّ تنزيه الله وحده وتقديسه وحدة بلا شريك وبلا صحابى ولاصاحبة ولا ولد ، فإنى بموجب هذا الإيمان لا أستطيع أن أسلم بقدسية الصحابة لأنهم كانوا بشراً لا آلهة ، وأن تقديس المذهب السنى أو الشيعى لصحابة دون صحابة ، هو تقديس سياسى وتزييف على الناس وعلى الدين ، فإذا ما نزعنا القدسية عن التراث / البشر ، فإن صلحا سيحدث لا ريب بين الشقين المتقاتلين : الشيعى والسنى ، وتبور بضاعة مشايخ الكراهية فى المذهبين ، ويفقدون الهالة التى يسببها الزى المشيخى أو اللحية الطويلة ويسقط سلطانها على الناس ولا تعود تحمل أى قدسية ولا دافع لقتل بعضنا بعضا ، مما يسمح لعقل المسلم بالعمل ومناقشة ما يطرحه عليه أهل الدين من البشر لأنهم بشر لا آلهة ، ولا يعودون محل استشاراتهم التى وصلت إلى أخص خصوصياتهم حتى أدخلوهم معنا دورات المياة وغرف النوم ، كذلك أعلن أن إسلامى يفرض علىَّ ألا أؤمن بعصمة أهل بدر الذين غفر الله لهم ما تقدم من ذنبهم وما تأخر ، حسب قول النبى صلى الله عليه وسلم ، لأن الإيمان بعصمتهم يعنى أنه ليس لهم ذنوب بخلاف الحديث التقريرى ، ولا أعتقد أن شيخا مهما بلغت منزلته قادر على أن يدلنى على الصواب المطلق والنهائى ، وأن للمسلمين عقولا كما للدعاة عقول ، أيضاً لا أؤمن بعصمة المبشرين بالجنة والصحابة والخلفاء ، لأنى أوحد الله وحده لا شريك له فى القدسية والتنزيه ، لذلك كان التراث الإسلامى عندى هو محل النقد والتفنيد والدرس وليس الإسلام كدين ، ومشكلتى معهم أنى لا أركب موجتهم فأنال حظاً من الدنيا كحظوظهم وأعيش الرضى والنور والصبايا الحوركما يعيشون فى البلهنية ، لأنى لا أزيف على قارئى ولا على مستقبل بلادى ، يريدون تقديس كل من رأى الرسول ولو لحظة ، حتى إذا ما تحدثوا حديث الدين ولبسوا لنا ايونيفورم المشيخى حازوا ذات القدسية بالمشابهة ، ليكونوا ممن رضى الله عنهم كما قال الشيخ القرضاوى.
أنا لا أقدس بشراً من دون الله ، أقدس فقط رباً قادراً أن يحجب ضوء شمسة عن أهل الصليب وأصحاب الهيكل وعبدة الأوثان ، لكنه لا يفعل لأنه محب شفوق لكل خليقته وعيالة فى الأرض ، أعبد رباً قادراً أن يحجب مطرة عن الهندوس والبوذيين ويخنص بة المسلمين وحدهم لكنه لا يفعل لأنهم جميعا أولادة وخليقتة ، ولو شاء لذهب بهم وجاء بغيرهم ، وقد أخبرنا جل وعلا لماذا لا يفعل ذلك ، فقال تعالى : " ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالوا مختلفين / 118 / هود " ، وأنه " ولو شاء ربك لأمن من فى الأرض جميعاً ، أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين / 99 / يونس " ، وأنه هو القائل " لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ، ولو شاء ربك لجعلكم أمة واحدة / 48 / المائدة " .
نعم أنا فزع على عقل مصر بعد هذه الهجمة الوهابية التترية لتكفير المختلف فى الرأى وليس فى الدين ، بحجة حماية الدين الصحيح مع اتفاقهم على تكفيرى ، واتفاقهم أيضا على أنهم لم يقرأوا ما كتبت لأنه( زبالة وكلام فارغ ) ، فكيف لهذا الكلام الفارغ أن يفزعهم كل هذه الفزع حتى قاموا له قومه رجل واحد ليفرقوا دمى هدراً بين فرقهم وقبائلهم ، لقد فقدوا الرغبة فى محاولة معرفة الحقيقة فى كتبها التى تحمل اسمى بتعصب أعمى العقل والعين ، يتصور فى تدينه الظاهرى الذى لا يمس القلب ولا شغاف الوجدان أنه المالك الوحيد للإسلام ، وأنة الوحيد الذى يملك الفهم الحصرى للإسلام ، وهوعندى ليس سوى اغتصاب علنى لحق من حقوق اللة وخاصيه من خصوصياتة وحده .
كل هذه الحملة لإقصاء كلام مختلف عما عودوا المسلمين عليه ، لأنة كلام يسحب عنهم القدسية ويسقط عنهم الوجاهة الإجتماعية والسيادة ، فلا يعودون لنا (مولانا ولا سيدنا ) ، لأن مولانا وسيدنا هو الواحد الأحد وحدة بلا شريك ولانظير ولاقرين ، يريدون اغتيال الكلام ، مجرد الكلام ، الكلام المختلف ، حتى لا نعود نميز بين الصواب والخطأ . ولو كان كلامى خطأ فلماذا لايتركونة ليبين لهم بالمقارنة صوابهم وسلامة موقفهم أمام الناس ؟ أم أنهم يعلمون صوابة وأنة يكشفهم أمام المسلمين المخدوعين فيهم لذلك يحرمونة ويكفرونة حتى يصرفوا الناس غن معرفتة ، وإذا كانت هبتهم خالصة للة فلمذا سكتوا وصمتوا منذ صدور كتاب الحزب الهاشمى منذ عام 1988 وحتى الآن . أم أن الإسلام لم ينقح عليهم إلا هذة الأيام ؟
أكرر ولا أمل التكرار : أرفعوا أيديكم عن ديننا فهو كامل بذاتة مستغن عن دفاعاتكم الرديئة لأهداف لا علاقة لها بديننا . ولترفعوا أيديكم عن أدمغة المسلمين حتى يصحوا ويتعافوا ، ولتخرجوا أيها السادة من حياتنا ، فللمسلم أن يستفتى قلبه ولو أفتوه (قالها ثلاثاً / صلى اللة علية وسلم ) ، وأن ديننا سهل يسير لو استبعدنا كل إضافاتكم إليه عبر الزمان ، حتى حولتم الشريعة من مسائل تعد على أصابع اليد الواحدة إلى ما يزيد عن عشرة آلاف مسألة ، وتسمونها الشريعة الإسلامية وهى من وضعكم دون وحى يوحى إليكم لتركبوا أكتافنا بها ، مع عدم قدره المسلم العادى على الإحاطة بمجلداتكم الألفية ولنا النصر الأكيد والمؤزر لأننا نستخد أسلحة غير فاسدة لاترتد فى وحوهنا ، وما عدنا والله نركع ولا نذل لخليفة أو لرجل دين ، وهذا حالكم وهذا أسلوبكم وطرائق حروبكم بكل الأسلحة الرديئة التى لاتعرف تعففا عن الكذب ، من أجل مكاسبكم ومناصبكم وحلمكم بالكرسى الأعظم فى الوطن ، وليس من أجل الناس أو الدين أو الوطن . . فإلى اللة وإلى الوطن أشكوكم .

المرفقات :
1- فوتو كوبى لأغلفة الرسالة المنشورة .
2- صور من كتابى الحزب الهاشمى للمواضع التى أشاروا إليها .
3- صورة لدرجات التخرج من الدراسات العليا بجامعة القديس يوسف اليسوعية . ( لم يسبق نشرها ) .
4- تقرير الدكتور فؤاد زكريا



#سيد_القمنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء استغاثة لكل مثقفي و أحرار العالم!
- بيان
- أوباما تحليل الخطاب وردود الفعل 2 من 2
- أوباما تحليل الخطاب وردود الفعل 1من2
- فلما اشتد ساعده ......... رمانى !!
- الوطن والمواطنة عند الإسلاميين4 من 4
- الوطن والمواطنةعند الإسلاميين3 من 4
- الوطن والمواطنة عند الإسلاميين 2 من 4
- الوطن والمواطنة عند الإسلاميين 1 من 4
- 2 من 2 التغيير اللاعنيف أم الخراب العاجل ؟
- التغيير اللايف أم الخراب العاجل ؟ 1 من 2
- مشايخنا يصلحون ؟؟؟
- نسخة جديدة بعد التصويب دولة الحداثة الفقهية
- دولة الحداثة الفقهية 1
- هلوسات صحوة الموت الإصلاح حسب فقه النصر و التمكين
- البيعة ليست هي التصويت 3من3 البيعة كعقد اجتماعي
- البيعة ليست هي التصويت 2 من 3
- وللأستاذ حمودى كل الحق
- البيعة ليست هي التصويت1 من 3
- فلسفة القيم 5 لا حريات إذن لاقيم


المزيد.....




- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سيد القمنى - كم راهنت على غبائهم ... ؟ ! ! .