أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سيد القمنى - فلما اشتد ساعده ......... رمانى !!















المزيد.....



فلما اشتد ساعده ......... رمانى !!


سيد القمنى

الحوار المتمدن-العدد: 2664 - 2009 / 6 / 1 - 11:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ أسابيع تناول الكاتب العلمانى البارز الأستاذ / حامد حمودى عباس ما أكتبه بمقال مهذب يليق بعلمانيته الراقية ، يناشدنى فيه الانتقال بمشروعنا إلى المستوى التالى والأعلى ، وإذ أشكره على حسن ثقته واختياره لشخصى من بين كل الأقلام العلمانية المحترمة التى أقرأ لها للتصدى لهذه المهمة الكبيرة ، فإنى أسرعت بالرد عليه لأوضح وجهة نظرى فى أن الموقف الآن لا يحتمل مطلبه ، بذات اللطف والأدب والاحترام الواجب بين زملاء قيمة كالعلمانية . والذين تكاثروا فى العقد الأخير وكلما ظهر قلم جديد كلما نبت لريشى العجوز المتراخى ريشة شابة جديدة تملؤنى فرحاً وطرباً ورغبة فى الطيران معهم ببلادنا وأهلنا نحو النور .
ومنذ أيام طالعت للكاتب المتميز الأستاذ / نادر قريط موضوعاً بعنوان " نوستا لوجيا : محنتى مع سيدى القمنى " http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?t=2&aid=172959. ومن الطبيعى أن أقرأ ما يكتب عنى هنا أو هناك صدفة
أو بتنبيه يأتينى من صديق ، وبين تلك الكتابات من يطعن فى شرفى ، ومن يطعن فى أمانتى ،
ومن ينتهك خصوصيتى ليتحدث عن سيرتى الذاتية ، ومن يخوننى لصالح أى جهة حتى لو فى المريخ ، ومن يقبضنى الأموال تنهال على مدراراً شيكلات ودولارات ، وكله كلام لا يرد عليه لعيه الشديد وضعفه وهزاله لمرضه المزمن بفكرة المؤامرة ، ولكنى أطالعه من باب قياس مدى التقدم أو التأخر فى مستوى الرأى العام .
أما أن يكتب كاتب أحترمه مثل الأستاذ / قريط نقداً لما أكتب ، فلا ريب سيكون محل اهتمامى الأول ، لأنه – ولاشك عندى – يريد أن يصلح لى شأناً أغفلته ، أو أن ينبهنى إلى خطأ ارتكبته لأتلاشاه مستقبلاً ،أو يشير إلى هفوة هنا أو زلة هناك ، من باب المزيد من التلاحم بإفادة بعضنا بعضاً وتقوية بعضنا بعضاً فى مواجهة من لا يرحمون ، الذين يعرفون كيف ينتظمون ويتضفرون ضفيرة واحدة من أجل تحقيق مآربهم ، ويدارون سواءات بعضهم البعض المنكرة ، وينكرون ويستنكرون إذا ما تسرب عن أحدهم فضائح تزكم الأنوف تتصاعد من داخل أروقتهم السرية ، حيث يجتمعون وأحياناً يجامعون .
الحق أقول لكم .. أنى بعد ما قرأت ما كتب زميلى قريط ترددت كثيراً فى التعاطى مع ما كتب ، حتى أنه ثنى بموضوع ثان بذات الخصوص دون رد منى ، وتدخل أكثر من زميل نفاشا مع ما كتبة فريط ، وسر التردد الذى أخر ردى هذا عن ردى السريع على الأستاذ / حمودى ، هو أنى سأكون مضطراً مع هذا الرد للحديث عن ذاتى ، وهو أسوأ موقف يمكن أن يضعنى فيه أحدهم ، فذاتى هى عالمى الخاص بحلوه ومره أحب أن إداريها وأنأى بها عن المجال العام ، لأن زميلى الأستاذ قريط ركز معظم موضوعه عن سيد القمنى الشخص والذات الإنسانية ، دون أن يتطرق إلى موضوع يعينه يتجادل معه منطقاً ومعرفة ليشرح مكامن الخلل فيه ، إذ كنت أتوقع فوائد جمة من نقده ، لأنى إنسان يخطئ ويصيب ، ومع الظرف الصحى يمكن أن يتزايد السهو ومع تقدم السن يتكاثر الخطأ الناتج عن كلل الذهن والبدن ، لهذا أقبلت على موضوعه أبحث عن تنبيه لطيف من زميلى الشاب ليصلح الخطأ أو يشير لمكامن السهو ، ولكنى للأسف وجدت شيئاً آخر لو أردت وصفه وصفاً دقيقاً سأرتكب الزلل الفاحش . وهذا هو العامل الثانى فى التردد والتأنى قبل الرد ، حتى لا أسمح لحمية الغضب بخلق معارك وهمية بيننا ، ولا أسمح لحزنى علينا بارتكاب الزلل. وهنا لابد أن أعترف أنى قد كبرت سناً وأن حواسى قد كللت وأنهكنى المرض ، وربما أثر ذلك على نوع اختيارى للمنهج وسبل الوصول للناس ، وربما اخترت الأسلوب الأيسر المناسب لممكناتى ، ولكن لا يزعجنى ابداً أن تكون من قرائى ثم يشفيك الله من هذا المرض ، فأنا لا أعلم من يقرأنى ومن لا يقرأنى ، لأن ذاتى وذات القارئ ليست فى الموضوع ، كذلك أعترف أنى مهما حاولت إرضاء مختلف الأذواق ، فأنها غاية لا تدرك ، ومن الطبيعى أن نختلف ، ومن الطبيعى أن يتعلم مثلك من مثلى ، ومن الطبيعى أن تأتى مرحلة جديدة أصبح فيها أنا القديم العتيق وأنت الجديد الحديث ، وكل منا يلائم مرحلته فهو ابن فرزها ، وهى سنة تطورية حادثة لا محالة ، فالنجوم محل التشبه بها فى الظهور والانتشار ، هى نفسها تذبل وتخفت وتموت .. ومع اضطراد سرعة التطور الهائل فى زماننا ، فقد تسارعت أيضاً وتيرة الإحلال والتبديل وظهور الجديد قبل أوانه الذى اعتدناه من قبل ، فكنا ننتظر عقوداً طويلة حتى يظهر طه حسين آخر أو على عبد الرازق آخر أو كواكبى آخر، أما الآن فقد أصبح الفرز والتجنيب والتجديد والإحلال أسرع كثيراً فى وتيرتة عما كان علية قبل ثورة الاتصالات .
لذلك أنتظر من الأستاذ قريط عطاء يفوق عطائى بحكم ظروفه الآن التى تفرق بكثير عن ظرف كنا نقرأ فيه على لمبة جاز نمرة عشرة ، ويصلنا الكتاب بعد لأى وعنت وعسر ومشقة وضيق ذات اليد ، ولا شك أن هذا العطاء سيكون متفوقًا بما لا يقارن بمثلى ، ليأتى الجديد ويتراجع القديم ، ويفوق التلميذ أستاذه ، وهو كله فرح مهرجانى للعجوز مثلى ، وهو يرى شباباً قد آتى وملأ علينا دنيانا وكلهم نبتى وأولادى ، ولأن ظهورهم الآن فى حد ذاته دلالة قاطعة على نجاح أبناء جيلى الذى يتهيأ للرحيل ليفسح المجال للآتى .
اختار أخى قريط أن يبدأ موضوعه بالمباغتة بما لا يتوقع ، فإذ به يتحدث عن صورتى وعن رقم تليفونى فى مدخل درامى لا يخلو من كاريكاتور هزلى يقول " لم اعد أقرأ للقمنى كسابق الأيام ، صرت أكتفى بتأمل صورته أعلى المقال فهى تشى ببعض المرح والتجهم معاً ، وقبل المغادرة أنزل إلى كعب المقال لأتفقد التعليقات واستعرض حرس الشرف وجماهير المهللين ، وبطريق العودة أتفقد رقم التليفون الذى يحرم المكالمات الخميس والجمعة ، فهذان اليومان يذكرانى بأفلام مصرية تتخللها زغاريد وبهجة وتحضير شربات ، وسيدة عرمرمة تقول : كتب الكتاب والدخلة الخميس الجاى "
أضحكتنى خفة ظل قلم أخى قريط وذكرتنى بأيام زمان ومرحلة الصبى فى لقطة مرحة تتضمن مؤشرات خفية لمن يجيد قراءة المسكوت عنه فى ظاهر اللفظ ، وهو شأن عرفناه ضمن القيمة الفنية لقلم أخى قريط رشاقة ولطفًا ، ولكنه إن كان يقصد بذلك التندر والتنقص من شخصى المتواضع ، فأنه فى مقاله لم يقدم رغم كل ما قال أسباباً تبيح له هذا الانفلات العصابى فى التندر والتنقص . لذلك ليسمح لى زملائى هنا أن أشرح أسباب نشر رقم التليفون ، فقد أصاب جهازى فيروس اضطرنى مع براعة الهاكر القاصد إعاقتى إلى استبدال الشركة كلها برقم جديد وشركة أخرى ، وهو ما يعنى انقطاع اتصالى بالمؤسسات والهيئات الإعلامية والصحف وزملاء القلم بعد أن فقدت أرقامهم بدورى ، لهذا قمت بنشره على النت . أما يومى الخميس والجمعة فليس فيهن سيدات عرمرمات ولا مسلوعات
ولا زغاريد ، المسألة أنى ظللت منقطعاً عن النشر بعد التهديد أكثر من سنتين حتى تمكنت من جمع مايكفى لشراء مسكن لعيالى بعيداً عنى بعداً كبيراً ، حتى استطيع أن أعود للنشر دون خوف على عيالى من تصرف إرهابى يطال مسكنى وتوافقنا على الخميس والجمعة نلتقى فيهما لذلك أردت الاعتذار سلفاً لمن يمكن أن يتصل فى هذين اليومين فيجد تليفونى مغلقاً ، هى مجرد حساسية ريفية مفرطة وخجل صعيدى من العيبة فى حق ضيف ولو على التليفون . أما تحديد وقت الاتصال فهو مهم وفيه احترام لوقت العمل وعدم قطعه ، وفيه احترم للمتصل كى يجد كاتبه متفرغاً كله آذان صاغية مع وقت كاف يعطى المتصل احترامه الواجب .
ولا يخفى عليكم أن نشر رقم التليفون أوصلنى أولاً بمن يسبوننى يومياً خلال هاتين الساعتين ، وبمن يتوعدنى أنه سيكسب فى ثواباً قريباً ليضمن لنفسة مكانا فى الفراديس .... الخ ، لكنه أوصلنى أيضاً بمن هم أهل فضل ووفاء فى البيت العلمانى العربى ، وأخص بالذكر اتصال السيدة الدكتورة وفاء سلطان وزوجها المحترم ، أضاءت قلبى بشموعها مع دعوة مخلصة لقضاء وقت فى ضيافتهم بحاتمية غير متكلفة ولا مصطنعة ، وبحب لا يحتاج بحثاً كثيراً للتأكد منه ، هذا رغم علمها وعلمى أن طرائفنا مختلفة حتى فى أعمق التفاصيل أحياناً لكنى لا أنكر عليها دورها ولا تنكر هى على دورى ، ما دمنا نسير نحو ذات الهدف . وأعترف أن هذه السيدة ترهبنى شجاعتها ويبهرنى منطقها ، وتلسعنى لسعاً سرعة بديهتها وحضورها ، وهى اختلفنا معها فى الوسائل أم اتفقنا : السيدة الأولى لبنى ليبرال ( على نمط تعبيرات أخى قريط الرشيقة ) . هذا رغم علمى اليقينى أنه فى البيت العلمانى سيدات يبرزنها علماً ومعرفة بالتراث الإسلامى وتمكنا منة، لكن لهذه السيدة طريقتها وهى التى تضيف إلى رصيدها نقاط تعلو بها الدرجات ، فهى تؤدى دوراً نعجز عنه جميعاً ربما خوفاً من المجتمع ( مثلى ) أو ترفعاً وتكبراً على تلك السجالات ( مثل أخر قريط ) ، وفى رأيى أنها كلها طرق محترمة ما دامت تقوم على عمد من معرفة سليمة ومنطق محجوج ، وتهدف إلى مبادئ وقيم المجتمع المدنى الحر فى النهاية . ولا يشغلنى مدى لطف الدكتورة سلطان من عدمه ، ولا يشغلنى وصفها بتضخم الذات والطاووسية من عدمه ، لأن الأمر ببساطة : هية حرة فى نفسها ، المهم ما يصلنى منها من نتائج ، ولا يشغلنى أن يكون الليبرالى مؤمناًبأى دين أم ملحداً ، المهم أن يكون كذلك حقاً ، أما أن يكون علمانياً كاملاً فهى خطوة غير مطلوبة من الجميع وتخضع لاختياراتهم وثقافاتهم وقدرتهم على احتمال الوقوف وحيدين فى وجه الكون والقدر عرايا من الأيدولوجيا والملائكة والأرباب والشياطين ، وحيث لا يوجد عزاء ولا أمل وهمى مريح باستمرار التواجد بحياة أخرى حتى لو كانت فى جهنم .
أما حديث أخى قريط عن صورتى ، فقد دفعنى إلى دخول الموقع للبحث عن صورته ، ولم أتمالك نفسى من الضحك من سلوكى ومما أفعل ، لأنى قرأت له عدة موضوعات ولا أذكر له صورة ، فلم تشغلنى يوماً صورة الأديب أوالعالم أو المفكر أو الكاتب أو المخرج ولا شخصيته الذاتية ، فلا أنا أعرف شكل إديسون ولا شكل ابن الهيثم ، وما شغلت نفسى بالبحث عن صورة لكاتب غير اعتيادى مثل إبراهيم البليهى المفكر السعودى ، الذى يمثل نموذج الكاتب المتفلسف من الوزن الثقيل ، تحتاج متابعته إلى احتشاد كامل للحواس
والعقل ومجموع معارف هذا العقل ، يحتاج عناء بسبب كتابته الصلدة غير الملونة
ولا المزخرفة ، صلبة لا ترتخى ولا تبتسم ولا تهدأ قليلا لتناول الأنفاس ، ولا يكون أمامك سوى خيار من اثنين ، أن تتركه مللاً وكسلاً ، أو تستمر مركزاً لينكشف لك عالماً من الجلال الفكرى الراقى . والبليهى بظروفه اختار هذا اللون الجاف غير الرطب من فنون الكتابة ، وله ما يريد فواقعه قد لا يسمح بلون آخر ، رغم أنه لو كان أكثر وضوحاً وأقل نخبوية ، لكان فعله فى واقعنا عظيماً ، لكنه اختار وله حقه فيما اختار وعلينا احترام اختياره ، ولا نحاسبه عما عنده من كنوز وثراء يمكن بفض مغاليقها أن ترصف لنا فلسفة الزمن المنتظر ، أزعم هذا ، وإنه لخليق به .
المهم عثرت على صورة أخى نادر قريط فلم أجد شيئاً غير عادى ، وليس فيه ما يبخسه أو يطهره أو ينجسه ، مجرد إنسان كأى إنسان آخر ، نعم أراد أن يجعلها موحية وحاملة لمعنى ، فوضع ذقنه على كفه المنقبض وسبابته على خده الأيمن ، مع صرامة وجدة ولا أقول جهامة ، توحى بإجراء عملية تفكير عميقة . إلا أن ذلك لم يجعلنى أتخذ منه موقفاً نفسياً تأثراً بتفسيرى للصورة التى تشى بأنه يتعالى علينا ويعلن لنا أنه مفكر والدليل هذه الصرامة وتلك اليد تحت الخد ، الدليل صورته . لا لم أر ذلك مطلقاً ، رأيت فقط إنسانا كأى
إنسان ، كل ما يميزه بالنسبة لى هو منتجه الذى يكتبه ، وكنت احترم هذه الكتابة قبل أن أرى الصورة وبعدها . فكتابتك وليس صورتك هى من يقول للناس من أنت ؟ ولكن فى بعض الأحيان تلتبس الذات بالكاتب بالكتابة فتتدخل المشاعر وتظهر الجروح وتطفو النوازع وتغلب الأحكام الشخصية الوجدانية فتقع الفلتات اللسانية ، وهو ما أظنه قد وقع فيه الزميل العزيز ، وقال عنه العرب : لكل جواد كبوة ، ثم شرحوا سر الكبوة بمثل آخر يقول : المرء مخبوء تحت لسانه فإذا تكلم ظهر ( وتكلم هنا بمعنى إذا فلت لسانه بالمخبوء فى اللاوعى ) .
وبأسلوب اللمحة السريعة ، يشرح كيف كانت كتاباتى بالنسبة له وكيف كان شغفه بها وكيف تعلم منها زمناً طويلاً ، لكنه اكتشف فجأة أن انتشار كتابات القمنى فى الساحة العربية لأن الساحة فاضية ، انتشارها لخلو الساحة فى صدفة تاريخية بحث ، يصوغها فى قالب روائى شعرى بقوله : " لهذا صدقت كل شئ ، تيمناً بما قاله مجنون بنى عامر : أتانى هواها قبل أن أعرف الهوى / فصادف قلباً خالياً فتمكنا ............. فى ذلك الوقت بدا لى القمنى يتصدى بمفرده لشخصيات كارزمية أزهرية مدججة باللغة والموروث ، بدا لى إنساناً كبيراً بدفاعه عن حق الأقباط بالمواطنة والمساواة " .
أن القول بخلو الساحة فيه ظلم عظيم لآخرين مثلى كثر ، لعل أخصهم عاطفة وذكراً بالنسبة لى المرحوم الدكتور فرج فودة ، فإن قصد زميلى بكلامة أن يطربنى وأن يداعب هواى تخفيفاً مما سيقول بعده ، فإنه يظلم به زملاء وأساتذة كبار . هذا مع ما يلحق قوله من استفسار عما حدث لمجنون بنى عامر فلم يعد ير القمنى كبيراً ؟ ترى هل خان القمنى قضيته وخضع للإرهاب من جانب أو الابتزاز والإغواء المادى من جانب آخر ، فباع نفسه لمن يدفع أكثر ؟ هل تراه كتب أو حتى سلك بما هو ضد ما يكتبه وينادى به فى المعتاد ؟ ما الذى يجعل المتتلمذ يتطاول على المعلم سوى سبب يتعلق بالقيم خاصة الأخلاقية منها والحقوقية ؟ فإذا لم تكن تلك هى الأسباب فلابد أن لدى الأستاذ قريط مخبوءات أخرى نفسية لا نعلمها ، ولا نطالبه بالإفصاح عنها ، ولكن أن يشيخ أحدنا
ولا يعود يطرب بعضنا فيقوم هذا البعض بصب السخائم عليه لإقصائه عن عالمهم ، رغم أن المولد لسة فى أولة لم ينفض بعد . فتلك والله لرابعة الأثافى .
المشكلة فى صدق مبادئ بعضنا ، فبدلاً من أن نكرم كبيرنا الذى شاخ ونهمس فى أذنه : " لقد كبرت يا أبتاه فاسترح " ، لأفهم أنه آن أوان اعتزالى مكرماً منكم ، ولأنكم خير معتمد فى حسن تشييع جنازتى يوم رحيلى لترطبوا قلوب عيالى ، لا أن ترمونى بأحجار آثامكم ، وأنا مازلت كاتباً قادراً مقاتلاً عنيداً فى أقصى قمة نضوجه وتمكنة .
أما كيف شفى قلب أخى قريط الخالى ممن تمكنا ليعود بلقعا هانئ البال بدون مؤرقات القمنى ومزعجاته ، وما يكشفه من عار وعوار يطل من نافذة تاريخنا علينا وعلى العالم طوال الوقت ، كيف جاز للقمنى أن يحدثنا عن مجازر سفاح تاريخى خالد الذكر مثل خالد بن الوليد فى موقعة أليس ، أو مجزرة يحى العباسى فى مدينة طميسة ، إنه التاريخ الجارح والعار ، الأستاذ قريط يطلب منى أن أنافح عن هذا التراث أكثر من منافحة أهله عنه ، إن أهله هم من قالوا وهم من دونوا وهم من اتفقوا على هذه الوقائع على اختلاف فرقهم مذاهبهم وكتاباتهم المرجعية ، ويريد منى الأستاذ قريط أن يكون رأيى فى خالد أو عمرو أو أى من الفاتحين أو أى نت الصحابة ، أفضل وأحسن من رأى بعضهم فى بعض ، ومن رأى أنفسهم فى أنفسهم بأقلام أهلهم وأتباع ملتهم .
لا يشغلنى يا أستاذ قريط كم ذبح خالد سبعين ألفاً أم سبعة أنفار ، المهم أنى لم أتدخل فى التاريخ الإسلامى وهو يروى مفاخرة ، وليس عندى وسيلة تدقيق لتحديد رقمى سليم لمن ذبحهم خالد ، المهم أنه ذبح وأحتل وأزال حضارات وقضى على لغات وسبى واستعبد وسلب ونهب وأخذ خراجاً وجزية هو وصحبه جميعاً بطول زمن الخلافة المقبورة ، وأنا لا آت بما أكتب من تاريخ أمريكا اللاتينية ولا بما هو مخفى وراء بحر الظلمات ، فالمكتبة الإسلامية فى متناول الجميع وأحداث تاريخها مع البلاد المفتوحة هو تاريخ أسود قاتم حالك الظلمة لا يمكن تجميله مهما حاولنا الترقيع فهو أقبح من أى محاولة ترميم ، إن موقفنا مع تاريخنا كى يكون موقفاً محترماً وكريماً وإنسانياً رفيعاً ، أن نعترف بما حدث ، وإن يعتذر أولى أمر المسلمين فى بلاد الحجازوكبار رجال الدين والمنظمات الإسلامية العالمية اعتذاراً لائقا نقدمه لأنفسنا وللعالم ولأبناء الملل والنحل والأعراق الباقين فى بلادنا ، حتى نتصالح مع أنفسنا وأن نشف صدقا فنشف مواطنة وحباً لوطننا وبعضنا ، وأن نرفع المواد الدينية بالدستور، ونعقد عقدنا الاجتماعى مصريا كان أو عربيا (ياليت ) ، على الوضوح والمكاشفة والتصالح ونسيان الماضى البغيض والبدء من جديد ليأخذ المواطن الفرد فى بلادنا حقه من الكرامة الإنسانية كبقية بنى آدم فى البلاد المحترمة .
نعم يا أخى العزيز نادر عراقياً كنت أو سورياً لا أعرف ، إن أول ما يجب أن يشغلنى هو مصر وطنى بعد أن غاب مفهوم المواطنة ولم يبق سوى الطائفة والمذهب والدين ، وعليك أيضاً أن تبدأ بوطنك الذى مهما عرفته أنا فلن أعرفه مثلك ، فإن لم ينشغل كل منا بالشأن العام بوطنه أولاً فى ظرفنا الحالى لأنه لأدرى بشعابه ، فأن البديل سيكون تبديداً للطاقات ولن نصل إلى أبعد مما تصل إليه القمم العربية ، لأن الثقافة فى كلا الحالتين هى هى ، فيكون الحاصل هو مجموعة أصفار نتيجتها صفر عظيم كبير . ولا يعنى هذا ألا ينشغل سيد القمنى المصرى بما يحدث فى الساحة العراقية وأن يقدم ما يمكنه ، والعبد الفقير إلى الله سيد القمنى قد شارك فى كل هذا ، ولسوء حظ زميلى وهو يفترى على الباطل بظلم
شديد ، أن معظم أعمالى وبالصدفة البحتة هى أنشودة فى دول شرقى المتوسط وبالذات العراق ، فهى ترنيمة هوى وعشق وحب فى العراق الآن والماضى ، عراق المعنى والإنسان . وهو ما سيجده زميلى فى كتابى الإسرائيليات وفى كتابى الأسطورة والتراث وفى كتابى قصة الخلق وفى كتابى النبى إبراهيم وغيره . تعالوا أهلى العلمانيين نقرأ معاً الإهداء الذى صدرت به كتابى الأبرز ( الأسطورة والتراث ) ، فى الطبعتين الأولى والثانية الصادرتين عن دار سينا ، وتصادف صدوره بعد ضرب الطيران الأمريكى لملجأ العامرية فى العراق إبان حكم الطاغية :
يقول الإهداء : " إلى كل امرأة كانت ترضع ابن العهد الآتى ، وتقدمت بجسدها قرباناً فى أقبية ملجأ العامرية ، لتمد شمسنا الغاربة الباردة ببعض الدفء . وإلى كل رضيع تناثرت أشلاؤه على وجه الزمان ، فذهب يفصد دمه فوق مغربنا القاتم المقبض كى يمنحه غسقاً ، وإلى التاريخ يلملم هيبته هلعا مما خضب لحيته ، ليدون ملحمة الملاحم وأسطورة الأساطير ، عن الشعب الذى عاش فى بغداد ، وناس بابل الذين لم يخلق مثلهم فى البلاد "
إن محاولة أخى نادر الوقيعة بينى وبين أهلى فى العراق ، الذى عشت فى شرايينه أبحث فى تاريخه القديم ، وزرته وهو تحت الحصار لأشاركه الحصار وأتمم بحثى التاريخى الميدانى لكتابى النبى موسى ، هو محاولة لا أجد لها وصفاً مخففاً ولا استطيع أن أرى فيها شيئاً حميداً ، هى محاولة رديئة لا تليق بالمفكر كبير الخصال ، وهى مقارنة ظالمة يظهرنى فيها مصرياً غليظ الشوفينية مقابل العراق بالذات وبالخصوص ويعيرنى باستيعاب العراق للعمالة المصرية الفقيرة لمجرد قولى أن أهلى فى العراق كى يمزقوا نياط قلبى أخذوه إلى نفق الطائفية المظلم نحو الصوملة .
نعم يا أخى قلت هذا أو شبيهاً به فأنا لا أذكر كل لفظ بكل دقة ، وأنت لم تذكر النصوص التى وشيت بها ، لكنى أيضاً قد قلت منذ خمس سنوات أن مصر قد أصبحت فى القرية هى صومال وفى المدينة هى طالبان وعظم الله أجركم فى مصر ( تقال عندنا فى العزاء ) بعدما أصبحت مصر مجرد مستشفى مجانين كبير مفتوح ويخلو من الأطباء ..... فهل ترانى عندما كتبت هذا كنت أكره مصر وأحط من شأنها وقدرها لصالح العراق أو سوريا مثلاً ؟ هذا كلام تلامذة ثانوى وسقطة أخى هنا سقطة شديدة يستخدم فيه أى أسلوب لتشويه الخصم ، وهو شأن لا يليق برفيق درب لأنى لست خصماً لك ولن أكون ، وأظن أن الدرب المشترك بيننا يفرض علينا نبل الفعال والتعالى على الهينات والتوافه ، والترفع على صفائر النفس التى تسببها غيرة بدائية وحشية غريزية لا معنى لها ، لأنه ليس لدينا فريسة نتقاتل عليها ولا كرسى حكم ينتظر أحدنا غداً . لقد جعلت موضوعك ثأراً شخصياً لذنب لم ارتكبه سوى خطيئة
نشر صورتى ورقم تليفونى ، واتباعى منهجاً مختلفاً لم يعجبك ولا أظنه هو الدافع الحقيقى وراء ما كتبت ، وكما أردت أن توحى لنا به .
المهم يستطرد أخى نادر ليقول " وباختصار للشيطان الرابض فى التفاصيل ، أود التمييز بين النقد والسجال ، فالنقد يعنى ببساطة طرح رؤية أخرى ونسق فكرى يطوى ما دونه من رؤى ، بما يدخره من محتوى وقيمة مضافة ، أما السجال فهو ملا سنة بين ثنائيات .. واعتماداً على تلتك الثنائيات فإن السجال هو أسهل أنواع الفكر ولايدمنه إلا الكسالى . الجانب المهم فى السجال هو قدرته على الاستفزاز وشحن النفوس ، وهذا يعود إلى ولع الناس بالمراهنة والمضاربه تماماً كما يحدث فى مباريات كرة القدم أو مباريات فيصل القاسم " ، وهو يشير هنا من طرف غير خفى إلى مشاركاتى فى هذا البرنامج المبارياتى السجالى أكثر من مرة .
مرة أخرى أكرر أننى فى موقف لا أحسد عليه ، لأنى لأول مرة أجدنى مضطراً للدخول فى سجال افتعله زميلى ،وهذا هو السجال فعلاً وصدقا ، وهو حول ذاتى التى نسيتها من زمان بعد أن بلعنى البحث والقراءة والدرس والكتابة حتى صارت ذاتى ظلاً باهتاً أفاجأ بوجوده
أحياناً ، عندما أفاجأ أن فى الدنيا متعاً لم أكن أعلم عنها شيئاً . ومع الغربة فى هذه المنطقة الخالية الموحشة لن تجد ما يؤنسك ولا حتى ذاتك ، لهذا كان رفضى المهذب لمشروع الزميلة الدكتورة إيناس حسنى لكتابة سيرتى الذاتية ، وأكرر لها هنا اعتذارى فقد حاولت وعرضت كل التيسيرات وأنها لن تكلفنى اى مشقة سوى الثرثرة التى تمسك هى بمفاتيحها ومقود توجيهها ، لأن ذاتى من وجهة نظرى كأى ذات أخرى فيها الموجب والسالب ،
ولا قيمة لها فى أى موضوع أكتبه ، ناهيك عن كونها سيرة لا تسر القلب بقدر ما توجع الكبد ، وقليل من أصدقائى المقربين من يعرف عن هذه السيرة يسيراً ، ومن ثم لن تجد فيما أكتب ما يشى عن هوى بالذات أو ( مفكر بأمره ) . كما قال قريط ولا طاووسية
كما قال آخرون ، فقط ما أعتز به وأتيه به فخراً أنى أنجزت ما أنجزت بماله وبما عليه فى ظروف كان مستحيلاً أن تنتج أكثر من كاتب عرضحالجى على باب محكمة ريفية ذاهل ومريض ومتهالك .
أما أن يكون الطريق الذى اخترته مؤخرا فى مناقشة ما يطرحه علينا الإسلام السياسى يعجب البعض ولا يعجب آخرين من حيث مذاقه، فإن ذلك لا يكون ضمن حسابات أى كاتب ولا حتى الأستاذ قريط ، وإلا ما كان كاتباً حراً. حساباتى يا زميلى هى استكمال الموضوع السلامة العلمية، وصدق المقدمات، وتقديم القرائن والبراهين للوصول إلى نتائج صالحة للعمل بها كبدائل للمطروح ، مع ترابط هذه المنظومة وفق منطق واضح دقيق.
وأن يقول لى ناقد؛ لقد تعبت يا رجل فى عملك وأخلصت الجهد لكن عيوبه كذا وأخطائه كذا، لأفضل عندى ألف مرة ممن أسميتهم المهللين المادحين، فكل كلام يؤخذ منه ويرد عليه، فلا أنا ولا أنت نقول كلاما مقدسا، لكن ما يجب ان نعترف به أن دور كل منا الأهم هو جلب الزبائن إلى محل العلمنة او هو ما أعتقد أنة دورى ، فلماذا لا تفترض أنى بعد أن تمكنت بطريقتى السابقة من جذب زبائن اصبحوا موجودين فى الساحة منهم كتاب قامات، وأنى قد قمت بدورى خير قيام حتى بزع من بينهم بارعون مثلك. وإنى اليوم ووفق آليات تفكيرى وقراءتى للواقع فى بلادى وتقديرى قررت أجتذاب نوع آخر من الزبائن غير نوعك، فهل بذلك أكون قد مرقت من علمانيتى أو تجاسرت على أصول البحث العلمى قفدمت شهادات مجروحة مثلا ، أم يجب علينا جميعا أن نحتسب ذوقك وتقييمك هو الأمثل الواجب الاتباع؟ أم ترانى حراً فى اختيار خطابى ولمن اتوجه به حسب خططى الخاصة لجذب المزيد من المواطنين إلى ساحة العلمنه والمواطنة، أم ترانى لأنى لم أعد أطربك يجب أن أنسحب من ساحة الكتابة وألملم أوراقى وأقلامى، وهل ظهورك يازميل مشروط باختفائى؟
أما تأكيد أخى قريط المستمر أن ما يكتبه القمنى هو من سجال العقول الكسالى لهو برهان كاف على أنه لم يقرأ بإمعان، الكسول هنا كان عقل قريط وليس عقلى، قريط يريد كتابة على ذوقه وإن ما عجبتوش يا ليله دقى !! لقد أصدر حكمه الظالم ضدى وهو بقوله هو لم يعد يقرأنى ....فياللإجحاف فى إصدار الأحكام المجروحة سلفا.!!. نعم يا عزيزى لجأت مؤخراً إلى أسلوب يشبه السجال وما هو بسجال، بل هو فى المقام الأول توثيق للمطروح علينا من كبار كتاب ومفلسفى التيار الإسلامى الحديث، باختيار دقيق متحرى للاسماء الكبيرة، عن سبق إصرار وترصد ومتابعة، ثم قمت أناقش ما يطرحونة علينا لتفكيك بنيته مع تقديم البدائل الأكثر عائدية، لأن وضع الموضوع فى شكل سجال فهو كما قلت أنت كصفة سلبيه فيه، أنه قادر على الاستفزاز والشحن لولع الناس بالمراهنة وكرة القدم، بينما لجأت أنا إلى هذا قصداً لذات الاسباب التى ذكرتها انت لتسفيه السجال، للشحن والاستفزاز ولولع الناس بالمباريات ، لأنى قررت استثمار ذلك إيجابيا بعد طول تأمل وفرز بين الخيارات بعد نجاح الفكرة تلفزيونيا. فلا أنا أريد أن أكون فارس احلام زميلى، ولا فيلسوفه الرصين مقطب الجبين ، ولا منظراً لحل خلاصى وفق نظرية تامه التكامل تبقى خالدة فى الدهور، ولا أنا الفريد زمانه كى تكلفه بما تريد كما لو كنت جنى مصباح علاء الدين السحرى، ولست استاذاً لأحد بقدر ما أنا تلميذ لكل من أقرأ لهم، واتبع فى عملى خطة طويله النفس تتغير طرائقها بتغير المراحل، فبينما كتبت منذ زمان كتابى الملحمى حروب دولة الرسول، فإنى فى جديدى أنكر أن تكون فى الإسلام دولة بالمرة، ترى هل هذه هو التناقض الذى يقصده صديقى؟ لا أعتقده أقل ذكاء من إدراك حقيقة ما افعل وإلا تبقى مصيبة ولايكون ثمة داع لهذا الحوار كلة !!.
زميلى الكريم / إنى اتبع فى عملى كل ما أعتقد أنه وسيلة للوصول الى أصحاب المصلجة قية ، من مناهج علم الاجتماع إلى مناهج فلسفه الأديان إلى ماركسية المادية التاريخية إلى تطورية هربرت سبنسر، ليس مهما هنا مركب الوصول لتحقيق ما أريد لأولادى وبلدى فى الأيام القوابل، بغض النظر عما تفترضه من هيبة المفكر وتقنيه عمله ليقنع الأكاديمى الرصين ببحث ونص محكم، وهذا أيضا ما فعلته وأخذ مكانه اللائق بين الأبحاث العلمية المحكمة المحترمه فى المكتبة العربية الراقية بالطبع وليس السلفية أو التجارية ، كما لاشك تعلم يا أخى أن خطاباً يوجه للناس هو غير خطاب يناقش شروط استكمال الأكاديمية. كل الوسائل الممكنة هى متاحات لنا نقتنصها حتى لو كانت حلقة تلفزيونية مع شخص مثل هانى السباعى فى مباريات فيصل القاسم.
إنه حقى فى الاختيار وحقى فى ارتكاب الخطأ وأنت تصادر عليه دون أى حق واضح تملكه لتفعل ذلك؟ هذه سبلى اخترتها فلماذا تبخسها مع صاحبها، اليست مساهمة واحدة من مساهماتى الموضوعية التى لم تعجبك وتعرضت لها ، هى أفضل ألف مرة من موضوعك هذا الذى كتبته وأدى لهذا الاشتباك السجالى حقا؟ وهل حدث أن طلبت لكلامى العصمة ولنفسى السيادة بين بنى ليبرال ؟
إن طرقى هى اختياراتى ولا أزعم لها إطلاقية الصواب ولا السمو ولا وجوب التمجيد والتهليل بقدر ماهى محاولات للاستمرار على قدر ممكتاتى الصحية والظرفية، فلماذا حملة التشوية مادمنا أنا وأنت نؤمن بتعدد الطرق للوصول إلى الهدف الواحد؛ وإذا هو يرى أنى لم أقدم رؤية بما تدخر من قيمة مضافة، فما الذى كنت أفعله إذن فى كل هذه الكتابات؟ الحكاية ببساطة أن زميلى لم يقرأ فكيف سيجد ما يدخره الموضوع من محتوى وقيمة مضافة.؟؟؟
وماذا عن الهمز واللمز من مشاركاتى فى مباريات فيصل القاسم، ما المانع أن ينزل أحدنا من برجه اليبرالى وصارم وجهه وعمق تفكيره بوضع اليد تحت الذقن، ليطارح الناس العاديين مشكلة عميقة المحتوى عبر التلفزيون أوالمحاضرة ، اليست الحجة الموجهة ضد العلمانيين هى فشلهم فى الوصول إلى الشارع ؟ هل ترى بإمكانك شرح موقف العلمانية من الدين فى مناظرة مع فطب إخوانى ( الكنور مجدى قرقر ) فى ندوة عامة فى حى شعبى كلاسيكى بالتمام مثل حى باب الشعرية ، وإضافة إلى ذلك أن تخرج بالناس يتساءلون عن الطريق إلى العلمانية ؟ ؟ لقد فعلها أخوك المنواضع بحسبانها فرصة و الأجدى أن نقتض أى فرصة تعرض علينا للوصول إلى هذا الشارع مع الحصار الرسمى لنا ؟
أم أن هالة المفكر وكبريائه المقدسة لا يصح أن تنجرح فى مبارزة علنية فيصبح شعبويا مهرجانيا ؟ وهل مشروط للمفكر كى يكون مفكراً أن يوغل فى الإلغاز والغموض والترفع عن تلك الصغائر؟ والله يا أخى حتى الحلقة العبثية مع هانى السباعى حققت مكاسب وعائدية عظيمة بكل المقاييس، فقد أظهرت مدى عياءهم الفكرى وإرهابهم العلنى وسفههم لدرجة الانحطاط والوطى، رغم أنها كانت كمينا من الجزيرة ، بعد أن سبق وخرجت منتصراً من حلقة كمال حبيب وحلقة عبدالوهاب المسيرى، لأن انتصار العلمانى يظل وجعا يؤرق الجزيرة حتى تهزمه علنا أو تنال من مهابته أو لو استطاعت فإنها تعرضه للمهانة.
قالوا لى أن مناظرى سيكون الغنوشى ، قلت ند كفوء، بعد وصولى الدوحة قالوا الغنوشى اعتذر لأسباب أمنية واللى جاى حسن الترابى، قلت ند كفوء، قبل الحلقة بدقائق قالوا الترابى اعتذر ولم يجدوا سوى هانى السباعى سفيه لندن الأشهر، وفطنت للكمين متأخراً والحلقة على الهواء بعد دقائق، فإما أن انسحب ويعلن فيصل انسحابى بينما هو مجهز سلفا مناظر ينتظر، وتكون الهزيمة منكرة للعلمانيين بعد وصولى الدوحة بالفعل ، أو أن اقبل ، وساعتها تذكرت المرحومة أمى الحاجة صفية وهى تحذرنى: "خد بالك يا سيد يا ابنى، إذا عايز تبهدل راجل محترم سلط عليه مره شرشوحه". وعلمت أنى فى الموقف الذى حذرتنى منه أمى ، فى انتظارى على الهواء الآن مره شرشوحه. ولكنى قررت الاستمرار وكان النصر حظنا المؤزر بالأيات البينات بانكشافهم إرهابا علنيا وسفها مقززاً لفريق يزعم التدين المفترض فيه أن يكون عف اللسان فويم الخلق بشوش الوجة حسن اللفظ. ولم اعتقد أن كل ما قاله فد نال من شخصى كمفكر محترم لأن الفارق كان بائناً. وإذا كانت ذاتى قد سبت أوسفهت بسفاهات الإرهابى اللندنى السباعى فمالها وما أكتب ؟!. ذاتى لا اعتبار لها هنا مع نجاح المناظرة كرصيد فى الخطوات نحو الهدف.
وهكذا ترانى يا أخى أخطو خطواتى وأختار طرقى دون اعتبار بالمرة للذات لأنها عندى خارج الموضوع، وقد أخذت هذه الذات بالقسوة والشدة دون رحمة فى أبحاثى وأعمالى ، وقررت استمرار العيش فى مصر رغم قسوة المجتمع الذى أكتب له ومن أجله، ربما أنت رايت ذاتى ذات يوم شيئا مهما وأنبهرت بها فإذا بك أمام إنسان عادى بكل ماله وماعليه، ستكون بهذا المعنى مشكلتك لا مشكلتى، أنت تريد أبطالاً حتى الموت أو قديسين كاملى الطهاره، أو ارباباً أكاديميين وهى كلهابتعبيرك كائنات افتراضية غير موجودة فى الوافع إلا لماما، وكونك اكتشفت خطأك وطلع القمنى مش اللى هوة ، ولا هو أستاذ ولا هم يحزنون، فلماذا كل هذه الحملة ؟ لماذا لم تكتف بإلقاء كتبى من أقرب نافذة فى جوارك لتهدأ نفسا وترتاح بالا وينتهى الأمر؟
أما أنا فقد فعلت ذلك مع نفسى وذاتى مبكراً، لهذا اعتبر نفسى دوما مجرد جندى نفر فى الجيش العلمانى بدون أى رتب ، وأفخر بذلك وحده وأكتفى ، لأن الجيش العلمانى يعنى الحقوقيين يعنى مع الحريات ، يعنى مع الكرامة، يعنى أن أكون فرداً منهم فهو الشرف العظيم.
زملاؤك وزملائى راسلونى لأكتب لكتب من تأليفهم تقديمات يريدون بها تشريفا، ولهم الشكر والتقدير كله لأنهم هم أهل الشرف، لكنى رأيت أن من يكتبون التقديمات يرتكبون فى حق المؤلف لونا من الجرم، فهم يركبون على جهد المؤلف ويضعون أسماءهم على الغلاف دون جهد مواز لجهد المؤلف، لمجرد ركوب الكتاب ووضع الأسم والذات عليه دون مجهود لائق. أرسل لى كمثال الزملاء الأعزاء الاستاذ سعيد الكحل وهو صاحب قلم محترم، وأيضا الأستاذ عادل جندى وهو صاحب قلم رفيع، وعندما قرأت العملين وجدتهما ذوى قيمة عاليه وأصحابهما ذوى قامات محترمة، لذلك رفضت أن أكون ايقونه كتاب لتجميله وهو لا يحتاج تجميلا من أحد. لو كانت ذاتى شاغلى لجلست أكتب مقدمات لعشرات الكتاب من باب توسبع الانتشار والرزق أيضاً، لكن ذاتى والحمد لله سبق لها أن مرت بطور التضخم زمان ، ثم عادرته إلى غير رجعه، واحتسبها اليوم من هنات مرحلة الصبى والشعور المبكر بالتميز بالتفكر والتباهى به بين الأقران.
ونظراً لطبيعة كتاباتى وما تعلمونه عنها، فهى تخص بلادنا ومشاكلها لذلك لم أسع للترجمة ربما أحصل على جائزة دولية لائقة رغم استحقاقى لعدم معرفتى بسبل وطرق النشر الأجنبى ، وأحمد قدرى الذى جعل مطالبى الحياتية شديدة البساطة، مما أعطانى قدراً هائلا على الاستغناء، كما أنى لن أحصل فى بلد مسلم أو عربى على جائزة تقدير، لأنكم تعلمون ترتيب الولاءات ومقاصات المصالح فى جوائز بلادنا، ناهيك عن تكفيرى العلنى التى سيعطى كل تلك المؤسسات العذر فى عدم منحى جائزتها. وصدقنى أخى قريط تمنيت الحصول على واحدة من تلك الجوائز ليس لأنها تحمل تقديراً أدبيا سليما بل لمردودها المادى الفلوسى البحت الذى أنا بأشد الحاجة اليه . فإن لم أحصل على تقدير منهم فعلى الأقل يكون التقدير من زملائى فى العلمانية ، التقدير الأدبى وحده لأنهم والحمد للة كلهم عالم فقرى مثل حلاتى، لذلك لا أخفيك سرا اعجابى الشديد بكون العلمانيين العرب يعتبرونى ( ايقونة بنى ليبرال ) كما ذكرت فى مقالك .. تكفينى تلك جائزة رفيعة المستوى عالية القيمة نزيهة الحكم والقرار .
ولا يكتفى الأستاذ قريط بذلك ، بل يصعد من حده حملته ويشدد من هجومه بدون سبب واضح لأى سبب ، مجرد كلام فلوت يقول: " القمنى كما أراه الآن تحول من مفكر الى مفكر بأمره ، ومن صاحب مشروع الى سجال بدون موضوع ، يبدأ صولاته وجولاته من مقولات : حاكمية الله ، والخلافة ، وشعار الاسلام هو الحل ، وما يتغرغر به الاسلاميون ، ذريعة للهجوم على كائن افتراضى ، لأن تلك المقولات تحمل بذور فنائها بداخلها ، ولا تستحق جدلا من حيث المبدأ ." .
وصدق زميلى فى قوله وأصاب كبد الحقيقة ، فنهج التفكير الاسلامى ( والدينى عموما من وجهة نظرى ) يحمل بذور فنائه بداخلة ، لكنه لم يصب بالمرة بقوله ان معركتى مع هذا الفكر هى معركة مع كائن افتراضى ، حتى شككت أنه لا يعيش معنا فى بلادنا وأنة ممن يكتبون من أوروبا او أمريكا وأنة غادر بلادنا من زمان، لأنه اذا كان ذلك كذلك فلا شك ان مسلمى الشارع المصرى والباكستانى والسعودى والجزائرى والصومالى واليمنى والعراقى بإعلامهم بتعليمهم بصحوتهم بسلوكهم فى الشارع بخياراتهم السياسية كلهم كائن افتراضى لأن كلهم كذلك وكلهم يؤمن بذلك ، عدا بعض النخب الليبرالية هنا وهناك ممن لا تأثير لهم على الشارع فى اى موطن من تلك المواطن ، وأصحاب ملل ونحل أخرى يلوذون فقط بما يؤمنهم على حياتهم وليس حتى كرامتهم فى بلادنا المسعورة .
نعم هى تحمل بذور فنائها ، وان التقدم الانسانى لا يتقهقر ، لكنه أيضا يسير لولبيا بمعنى انه يكبو أحيانا ، لكنه دوما فى ارتقاء ، وأن العلم فى سبيله يكتسح حارثا الطريق أمام ما يصاحبه من قيم ومبادىء ستسود فى النهاية ، كل هذا ياأخى نعلمة من كتب المعلومات الإبتدائية والقراءة الرشيدة ، و بالإشارة الى لولبية الصعود والنكوص يأتى دور الشعوب والفرد فى التاريخ وشعوب مثلنا بمناهجنا فى التفكير بقيمنا بسلوكنا هى حجر عثرة دائم فى طريق تقدم الإنسانية ، وتقدمها هى نفسها ، ومن ثم يأتى دور المفكر للتسريع فى عملية الفرز والتجنيب والإحلال والتبديل ووضع الخيارات الملائمة لجعل الانتقالات المجتمعية تتم بأقل قدر من الخسائر والمشاكل وباكثر ما يمكن من السلامية لهدم القديم واحلال الجديد ، وهذا يا أخى ما أقوم به ، واتمنى عليك ان تساهم فيه بشىء كبير مستقبلا فأنت أهل له لو توقفت أنت عن استسهال السجال .
ثم يعمد الاستاذ قريط الى موضوع قديم من موضوعاتى يرتبط بظرفة الوقتى حينذاك على الأرض فى العراق ، فيقول : " لكن كلمات القمنى بدأت تقتصر على الجدل الصاخب دون رؤية نقدية بديلة ، وفى الآونة الأخيرة بدأ يستأنس بظلال القوة والسلطة ويستأسد على الضعفاء ، وأصبح لا يرى مشروعا الا بقمع الإسلاميين ، لهذا السببب أصبحت كتاباته تضج بالمتناقضات الفاضحة ، فهو يشيد بنموذج الولى الفقيه السيستانى ويعتبرة غانداوبا مسالما نابذا للعنف ، وهذا يتناغم مع طبيعة الرضى الأمريكى الذى أصبح بوصلته ، والسؤال : هل يقبل بولى فقية أزهرى ؟ أم ان العراق أصبح حائط نص نصيص واطىء ؟ " .
اى قوة يقصدها واى سلطة استأنس بظلالها واستأسد بها ؟ أنا رجل بلا حول ولا قوة ، واذا كان يقصد سلطة الحكومة المصرية ...!!!! كان الأجدى أعمل ذلك بدرى ومن زمان ، واعيش الزفة وآخد لى وزاره وافتح لى حساب فى سويسرا وتبقى الدنيا بمبى واللقمة طرية والعيشة هنية . ألا ترى مايرفل فية مشايخنا من منع ؟وهل ترانا أقصر قامات عن كتابة متأسلمة أفضل مما يكتبون بفارق عظيم فى المستوى ؟ ،عايزنى آجى أعملها فى أخريات أيامى ؟ لقد صدقت هذه الحكومة ذات يوم ليس لأنها تستحق التصديق ، ولكن اعتمادا على تصديقى للضغط الأمريكى الذى يمكن ان يسرع بعملية العلمنة ، وصدقت حكاية ترشيح الرئيس والمادة مش عارف كام بالدستور ، وكتبت لأول مرة ولآخر مرة مديحا للخطوة مصحوبا بشروط وقواعد اللعبة حتى تكون سليمة لاكتشف خلال أسابيع مدى سذاجتى ، لذلك لم ير أحد هذه المقالة مرة أخرى وأخفيتها لينساها الناس . وعدا هذه الكبوة الناشئة عن سذاجتى الشديدة أحيانا ، بحكم ريفيتى وميلى لتصديق المأمول من ورائه خيرا ، وغير هذا المقال البائس لا تجد موقفى من الحكومة سوى موقف الليبرا لى المحترم الحر من نظام استبدادى نخر فساد السوس جنباته من كل جهاته بكل شخوصه ، لا أستثنى أحدا ، ولكن ان يكون البديل عن هذا النظام خراب العمار وخوض البلاد فى بحر من الدماء ، فلا شك ان هذا سيكون مرفوضا بالمرة ، وعندما يكون البديل عن سيادة القانون مقصات مصالح تجرى بين عناصر الحكومة وبعض التيارات الدينية لتقسيم الفريسة ، مما يهدد بمخاطر تفكك الدولة نحو صوملة كاملة ، فهنا علينا ان نختار بين الخراب والدمار الكامل بلا عودة ، وبين ان ندعوا النظام القائم التزام القانون وتفعيلة ولو على أصحاب مشروع الخراب البديل ، وبهذا لا أستأسد بالحكومة فهى ليست أسدا بقدر ما هى مجموعة من الهايينز الرمامين يأكلوننا ونحن موتى ، عصابات فاسدة رخوة هشة تستخدم وسطاء الدين المنتفعين المحترفين وسيلة لشرعيتها وتمرير فسادها، لقد قامت هذه الحكومات اليولياوية منذ 1952 وحتى الآن بأكبر عملية إجرام فى حق الانسانية عندما تمكنت من أبادة الوعى التعددى المصرى الباقى منذ 1919 حتى أصبح بإمكانها تسيير الشارع بشيخ نصاب بتعريفة ( يعنى بفلس ) ، ولا أستبعد على مثل هذه الحكومة ان تضحى بشعبها وأنا أرها تترك الشارع منفلتا سداحا مداحا يعمل وفق آليات أجهزة الإعلام وما تبثه من قيم منحطة ، بلا ضابط ولا رابط إلا مشهد النقاب والحجاب واللحى وخراب الضمائر المعمم والعلنى السافر فى حالة لم تشهدها مصر من دمار للبلاد والاقتصاد والقيم والوعى والتعليم منذ زمن الهكسوس .
أما الإشارة لسلامية السيستانى فقد كانت فى ظرفها على الأرض وفى وقتها هى نعم الحكمة ونعم المصداقية والرأى السديد ، وكان أى قول بخلاف ذلك هو تاجيح لمزيد من النيران التى كان يصبها السنة الزرقاوية على شيعة العراق وبقية مللة ونحلة . ولكن السيد السيستانى نفسه لم يسلم من نقدى المر والقاسى على المستوى النظرى لفتاواه ومواقفة وآراءه الدينية .
ثم من قال أن العلمانية تعنى العداء للدين أو للطائفة أو للعبادات أو حتى لرجال الدين ماداموا لا يفتأتون على الصالح العام للمجتمع ويلتزمون دورهم المحدد لهم دون خروج على قواعد شروط العقد المدنى الاجتماعى العام. أنى هنا الم أكن نصيراً لوجود سلطة دينية فى العراق ورافضاً لها فى مصر لأن المقارنة ظالمة والظرفان يختلفان بالكلية ، وخير من يعلم ذلك زميلى قريط ، وإن لم يعلم ذلك فإن أقل ما يوصف به مع التأدب أنه نوع من الخبث الريفى المضحك بغرض تشويه الخصم بأى طريق ممكن ، وهو ما لا يحدث بين أولياء المبادئ المحترمة ، خاصة إذا كان هذا المبدأ هو العلمانية التى اراها شرفى وسبب ارتقائى وفيها بيتى وعائلتى وناسى وجذور كرامتى ومحتوى ومستقبل أولادى ووطنى .
وضمن هذا الخبث الريفى يظهرنى عميلاً حكومياً حيث يقول : "بنفس الوقت ينقض على سعد الدين إبراهيم مقرعاً إياه بتهمة الأسلمة السياسية". مرة أخرى الرجل لم يقرأ دفاعاتى التى استغرقت ثلث كتابى شكرا بن لادن عن حقوق الدكتور سعد الدين ابراهيم وموقفى من حكومتنا المعتوهة غير الرشيدة ، وبالطبع هو أيضاً لا يعلم أن سعدا صديقى حتى هذه اللحظة.
وأنى قبل أن أنشر نقدى لة التقينه وسط نخبة من المفكرين بمنزل الدكتور حسن الصواف وبحضور الدكتور صلاح الدين حافظ والدكتور أسامه الغزالى حرب والفنان التشكيلى وجيه وهبه وغيرهم من أعلامنا وقلت له هذا النقد بحضورهم وأخبرته سلفاً أنى سوف أنشره. ونشرت نقدى لكنى لم أفعل فعل قريط فالشخص بمنأى عندى عن النقد، فما يشغلنى هو ما يكتب ويؤثر به فى الواقع ، لذلك أدنت سعداً بقلم سعد وما خطت يراعه ، وليس بخطاب متعالى يتوهم ذاته ذاتاً قادرة على الفرز وحدها وقراءة ماتضمر النوايا وإصدار الأحكام على الزملاء كخطاب عمنا قريط ضد شخصى الضعيف المتواضع ، وبغد نشرى نقدى لسعد تمت دعوتى من قبل مركز سعد (ابن خلدون) للمحاضرة ،وحضرت وحاضرت ونشرت مجلة المجتمع المدنى المحاضرة والمداخلات ، ومؤخراً كتبت مشاركاً لذات المجلة وبناء غلى رسالة منها واثقة من حميد مواقفى ، بكلمة محترمة تليق يدور سعد كأستاذ وشيخ ليبرالى كبير ، بمناسبة بلوغه سن السبعين ، أطال اللة فى عمرة، أدعوه فيها للعودة إلى مصر بعد أن أجدبت مدنيتنا ببعده عنها ، وعبر الاتفاق والاختلاف لم يحدث أن بخست سعداً أو اتهمته بما ليس فيه ولا سخرت منه أو من شخصه أو من كتابته ولا قللت من شأنه كأستاذ مؤسس لفكرة المجتمع المدنى فى بلادنا ، لأن كل ذلك ليس من شيم ومكارم العلمانية من نبالة وفروسية.
ذكرنى أخى قريط بحدثين لا أنساهما ، احدهما مقال كتبه صحفى منكور موتور بالأسلمة ، وكيف أن الله من عليه أن يرى داعى الفرعونية الدكتورالنصرانى لويس عوض طريح فراش المرض الأخير بالمستشفى ، يرطن ويخرف ولا يدرى ما يقول حتى أنه لم يدر ببوله يتسرب على بنطاله ، حتى انتهى بحمد الله والثناء عليه لنقمته السماوية على لويس عوض ، ومضت الأيام ولا يذكر أحدنا هذا الصحفى ولا من هو ، ومن بقى هو لويس عوض.
والثانى يخص كاتباً علمانياً صادق العلمانية هو حسين أحمد أمين الذى تعلمت من كتاباته كما تعلمت من كتابات سعد الدين ، جاء يوم قرر أن يكتب فيه ذكرياته مع أبيه استاذنا وتاج راسنا ( أحمد أمين ) وهو واحد من أبرز كتاب عصر النهضة بالقرن الماضى ، ومعارف أبيه هم من الأسماء اللوامع لذلك الزمان ، والذين هم أساتذة لنا جميعاً نفخر بهم ونعتز ونتيه فخراً ، فإذ به يذكر أسراراً تسوءهم ومواقف تشينهم ، فكان قرارى الشخصى بهجر قراءة حسين ، ولاحظت أن ذلك كان موقف بقية القراء دون اتفاق مسبق ، حتى خفت نجمه أو تلاشى من الساحة ، لكن ذلك لا يسلبه حق سبقه استاذاً علمانياً. لأن عند القارئ حسه الذى يدفعه لاتخاذ المواقف مما نكتب ويحاكم الكاتب بالمقاطعة أو بالمتابعة وفق منظومته القيمية التى لا يأكل فيها الصغار لحم إخوانهم الكبار أو آبائهم وأساتذتهم أحياء كانوا او أموات.... فكرهوه وكرهتموه.
أختم هنا بفقرة أخى نادر التى ختم بها موضوعه إذ يقول وكله ثقة : "لا أنكر أنى تمتعت يوماً بلمحات تنويرية سطرها القمنى فى متون كتبه، فجمال الكتاب يفتح الشهية للمزيد ، رغم الملل والشعور بالتخمه ، لكن لغة سجال القمنى ليست أكاديمية كثيفة دالة ، ترضى المثقف اللماح ، ولا ميسرة أنيقة تبهر الذواق ، أنها للآسف لغة عربية متثائبة تتحرك ببطء على إيقاع سيارات وسط البلد فى القاهرة ، وتنفث عوادمها فى وجوه الناس ، ولا تصل إلى مبتغاها إلا بشق الأنفس ".
إذن لماذا لا تكتب أنت يا أخى ما ليس كذلك ، ولماذا لا تقدم لنا مشروعاً كمشروعى الذى أشرت إليه فى البداية ثم انتهيت به إلى لمحات تنويرية سطرها القمنى ، أم أن ظهور مشروعك مشروط بانسحابى بعدما شخت ولم أعد أطربك.
أخى نادر قريط ، لن أنسحب من الساحة بعد أن انسحبت منها من قبل مكرها تحت وطأة الخوف على أولادى ، فالتجربة كانت شديدة المرارة ، وسأظل اكتب حتى يصيبنى الخرف ، وساعتها سأجد من ينبهنى إلى التوقف حرصاً على تاريخى العلمى من أمثالك ، أو حتى تفاجئنى موتة ربى أو موته اغتيالية ، وساعتها أتمنى عليك ألا تعود لأكل لحمى ميتاً كما نهشتة حياً ، وأكرر الطلب من أشقائى العلمانيين أن يؤبنوننى ويودعوننى بعزاء يليق بى حين أغادركم ، لتتمموا وتستكملوا ما بدأناة ، تأبينا يداوى فقد عيالى لأبيهم حياً وميتاً بعد أن خطفته منهم حالة قدرية وظروف وطن ليكون عبد مكتبه ، لا يرونه إلا يومين أسبوعياً لمدة ساعات قصيرة فى هذين اليومين ، وأحياناً يلغى اللقاء بسبب العمل ، وترطيباً لقلوبهم بعد معاناة طويلة ليس لهم يد فيها سوى كونى أبيهم .. وأخيراً وليس آخراً يبدو لى أنى بحاجه إلى بعض الراحة الجسدية والذهنية. لذلك استسمحكم عذراً فى أجازه أرجو ألا تطول. أتمنى خلالها أن يسعد قلبى بالمزيد من كتاباتكم ونضالكم من أجل مواطن كريم يعيش فى وطن عزيز يا أهلى وناسى فى كل بلد عربى من بنى ليبرال.




#سيد_القمنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطن والمواطنة عند الإسلاميين4 من 4
- الوطن والمواطنةعند الإسلاميين3 من 4
- الوطن والمواطنة عند الإسلاميين 2 من 4
- الوطن والمواطنة عند الإسلاميين 1 من 4
- 2 من 2 التغيير اللاعنيف أم الخراب العاجل ؟
- التغيير اللايف أم الخراب العاجل ؟ 1 من 2
- مشايخنا يصلحون ؟؟؟
- نسخة جديدة بعد التصويب دولة الحداثة الفقهية
- دولة الحداثة الفقهية 1
- هلوسات صحوة الموت الإصلاح حسب فقه النصر و التمكين
- البيعة ليست هي التصويت 3من3 البيعة كعقد اجتماعي
- البيعة ليست هي التصويت 2 من 3
- وللأستاذ حمودى كل الحق
- البيعة ليست هي التصويت1 من 3
- فلسفة القيم 5 لا حريات إذن لاقيم
- فلسفة القيم 4 - نحو تأسيس ثقافة للقيم التحريم بالأمر والنهى ...
- سلسلة فلسفة القيم 3 من هو صاحب القيم ؟ اللة أم الإنسان ..... ...
- سلسلة فلسفة القيم - فلسفة القيم إبداع إنسانى لا إلهى
- سلسلة فلسفة القيم - قيمنا ... و قيمهم ؟ !
- الشك فى تاريخنا المقدس هو أول الصواب


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سيد القمنى - فلما اشتد ساعده ......... رمانى !!