أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح سعيد عبود - تقدم علمى ..تأخر فكرى (4) الدجل بعلم الفلك















المزيد.....

تقدم علمى ..تأخر فكرى (4) الدجل بعلم الفلك


سامح سعيد عبود

الحوار المتمدن-العدد: 2723 - 2009 / 7 / 30 - 05:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


و- يحاول الكثير من الكتاب والفلاسفة إثبات مركزية الإنسان فى الكون ،أى أن هذا الكون خلق لغاية معينة،هى وجود الإنسان فى قمة تطوره ،وبالتالى فأن لهذا الإنسان مكانة خاصة فى الكون وكذلك ما يعيش عليه من كوكب.إلا أن كوكبنا "الأرض"هو مجرد كوكب متوسط الحجم كروى الشكل منبعج عند القطبين يدور حول نفسه ،ويدور حول نجم متوسط الحجم هو الشمس،مع مجموعة من الكواكب تشكل المجموعة الشمسية ،التى تدور حول مركز مجرة الطريق اللبنى ، التى تتكون من حوالى مائة مليار نجم بخلاف الكواكب والأقمار والمذنبات والكويكبات ،وهى تشترك مع عدة مجرات قريبة منها فى مجموعة محلية من المجرات ،ويبلغ عدد المجرات التى تتباعد عن بعضها كما لو كانت فى حالة انفجار فى الكون المرصود لدينا حتى الآن حوالى مائة مليار مجرة يبلغ قطر الحيز الذى تشغله 16 مليار سنة ضوئية .فإذا كانت الثانية الضوئية 300000كيلومتر،فلك أن تحسب مدى اتساع هذا الحيز ،الذى سيتجاوز ألفى بليون بليون بليون كيلومتر ،وأنه للأسف لم تستطع أجهزة الرصد أن تصل لما هو أبعد من ذلك حتى الآن ،وبالطبع فأن إمكانية وجود مجرات أخرى أكثر بعدا يعد أمر وارد،وإن كانت أجهزة الرصد لم تستطع رصدها حتى الآن ..فى حين أن الغلاف الجوى للأرض هو خليط من بعض الغازات تقل كثافتها تدريجيا كلما ارتفعنا من على سطح الأرض ،لنصل للفضاء الخارجى الذى يفصل بين أجرام الكون ،وهذا الغلاف لا يتجاوز بعده عن سطح الأرض بضع مئات من الكيلومترات .‏‏
‎‎الحقيقة أن اكتشافات الإنسان الواسعة للكون أو ضحت مدى ضآلة كوكب الأرض عمرا وحجما ومكانة ،حيث هو مجرد كوكب متوسط الحجم من ضمن عدد غاية فى الضخامة من الكواكب ،وأبانت مدى ضآلة مكانتنا نحن البشر فيه من حيث المكان والزمان ..ومن هنا فأن أى أساطير تحاول التأكيد على أن هذا الكون موجود من أجلنا ،وأن كرتنا الأرضية ذات مركز ما فى هذا الكون ،أو أن لهذا الكون أى مركز أو حدود تحيط به ،هى أوهام من صنع البشر نتيجة جهلهم وتخلفهم .وهذه الحقيقة على بساطتها هى محل عداء الكثيرين الذين يصرون على مركزيتهم فى الكون.ليست مركزية البشر ككل فحسب، وإنما ما هو أكثر من ذلك مركزيتهم هم فى الكون ،فحركة أفلاك الكون وأجرامه تحدد صفاتهم وما يحدث لهم من حوادث ،، وترتيب تلك الأجرام فيما بينها لحظة ميلاد الشخص تحدد مستقبله وصفاته، وكأنما ما وجد الكون وما تحرك إلا لميلاده .‏‏
‎‎هذا الكون الضخم قد بدأ وفقا لنظرية الانفجار الكبير بانفجار تم لكتلة شديدة الكثافة والصغر والحرارة من المادة ،وهى عملية مازلت مستمرة حتى الآن فالكون يبدو كما لو كان فى حالة انفجار مستمر وذلك منذ 15مليارعام ،ومن الغبار الكونى تكونت المجرات ومنها تكونت النجوم ومن هذه النجوم الكواكب ومنها الأرض فيأتى أستاذ جامعى فى الفلك ليفسر الآية القرآنية الكريمة"كانتا رتقا ففتقناها" التى تتحدث عن السماء والأرض بأنهما كانتا رتقا أى ملتصقتين ففتقهما الله سبحانه وتعالى أى فصلهما عن بعضهما البعض .وذلك إما بناء على نظرية الانفجار الكبير،أو حقيقة انفصال الكتلة التى كونت كوكب الأرض عن الشمس التى لا يمكن أن تكون السماء المقصودة فى القرآن الكريم.‏‏
و- يحاول الكثير من الكتاب والفلاسفة إثبات مركزية الإنسان فى الكون ،أى أن هذا الكون خلق لغاية معينة،هى وجود الإنسان فى قمة تطوره ،وبالتالى فأن لهذا الإنسان مكانة خاصة فى الكون وكذلك ما يعيش عليه من كوكب.إلا أن كوكبنا "الأرض"هو مجرد كوكب متوسط الحجم كروى الشكل منبعج عند القطبين يدور حول نفسه ،ويدور حول نجم متوسط الحجم هو الشمس،مع مجموعة من الكواكب تشكل المجموعة الشمسية ،التى تدور حول مركز مجرة الطريق اللبنى ، التى تتكون من حوالى مائة مليار نجم بخلاف الكواكب والأقمار والمذنبات والكويكبات ،وهى تشترك مع عدة مجرات قريبة منها فى مجموعة محلية من المجرات ،ويبلغ عدد المجرات التى تتباعد عن بعضها كما لو كانت فى حالة انفجار فى الكون المرصود لدينا حتى الآن حوالى مائة مليار مجرة يبلغ قطر الحيز الذى تشغله 16 مليار سنة ضوئية .فإذا كانت الثانية الضوئية 300000كيلومتر،فلك أن تحسب مدى اتساع هذا الحيز ،الذى سيتجاوز ألفى بليون بليون بليون كيلومتر ،وأنه للأسف لم تستطع أجهزة الرصد أن تصل لما هو أبعد من ذلك حتى الآن ،وبالطبع فأن إمكانية وجود مجرات أخرى أكثر بعدا يعد أمر وارد،وإن كانت أجهزة الرصد لم تستطع رصدها حتى الآن ..فى حين أن الغلاف الجوى للأرض هو خليط من بعض الغازات تقل كثافتها تدريجيا كلما ارتفعنا من على سطح الأرض ،لنصل للفضاء الخارجى الذى يفصل بين أجرام الكون ،وهذا الغلاف لا يتجاوز بعده عن سطح الأرض بضع مئات من الكيلومترات .‏‏
‎‎الحقيقة أن اكتشافات الإنسان الواسعة للكون أو ضحت مدى ضآلة كوكب الأرض عمرا وحجما ومكانة ،حيث هو مجرد كوكب متوسط الحجم من ضمن عدد غاية فى الضخامة من الكواكب ،وأبانت مدى ضآلة مكانتنا نحن البشر فيه من حيث المكان والزمان ..ومن هنا فأن أى أساطير تحاول التأكيد على أن هذا الكون موجود من أجلنا ،وأن كرتنا الأرضية ذات مركز ما فى هذا الكون ،أو أن لهذا الكون أى مركز أو حدود تحيط به ،هى أوهام من صنع البشر نتيجة جهلهم وتخلفهم .وهذه الحقيقة على بساطتها هى محل عداء الكثيرين الذين يصرون على مركزيتهم فى الكون.ليست مركزية البشر ككل فحسب، وإنما ما هو أكثر من ذلك مركزيتهم هم فى الكون ،فحركة أفلاك الكون وأجرامه تحدد صفاتهم وما يحدث لهم من حوادث ،، وترتيب تلك الأجرام فيما بينها لحظة ميلاد الشخص تحدد مستقبله وصفاته، وكأنما ما وجد الكون وما تحرك إلا لميلاده .‏‏
‎‎هذا الكون الضخم قد بدأ وفقا لنظرية الانفجار الكبير بانفجار تم لكتلة شديدة الكثافة والصغر والحرارة من المادة ،وهى عملية مازلت مستمرة حتى الآن فالكون يبدو كما لو كان فى حالة انفجار مستمر وذلك منذ 15مليارعام ،ومن الغبار الكونى تكونت المجرات ومنها تكونت النجوم ومن هذه النجوم الكواكب ومنها الأرض فيأتى أستاذ جامعى فى الفلك ليفسر الآية القرآنية الكريمة"كانتا رتقا ففتقناها" التى تتحدث عن السماء والأرض بأنهما كانتا رتقا أى ملتصقتين ففتقهما الله سبحانه وتعالى أى فصلهما عن بعضهما البعض .وذلك إما بناء على نظرية الانفجار الكبير،أو حقيقة انفصال الكتلة التى كونت كوكب الأرض عن الشمس التى لا يمكن أن تكون السماء المقصودة فى القرآن الكريم.‏‏
ق-يكتب كارل ساجان فى كتابه الرائع الكون ( إن كل جانب من الطبيعة يكشف سراً عميقا، ويمس إحساسنا بالدهشة والخشوع . وقد كان يتوفر اتوس على حق . فهؤلاء الذين يخافون الكون كما هو فى الحقيقة، والذين يدعون معرفة غير موجودة ، ويتصورون الكون مقتصراً على الكائنات الحية ، سوف يفضلون الطمأنينة الزائلة التى تقدمها الخرافة . وهم يتحاشون العالم عوضا عن مواجهته . أما أولئك الذين لديهم الشجاعة فى اكتشاف نسيج وبنية الكون حتى عندما تختلف بعمق عن رغباتهم وعن آرائهم فسوف ينفذون إلى أعمق أسراره.)20.فالواقع كما هو أكثر إثارة للرهبة والمتعة بما لا يقاس من كل الخرافات والخيالات والأوهام ، فمن يعرف الكون على حقيقته سوف يعرف كم بدد البشر من طاقاتهم ، وأضاعوا أوقاتهم ، ودمروا أفضل ما فيها ، فى الصراعات حول الخرافات والأوهام الغبية ، وكم كانت بشعة تلك الجرائم فى حق البشرية التى ارتكبتها حفن من البشر أعاقوا تطور البشرية ، حينما عرقلوا رحلتها فى فهم الواقع وتغييره إرضاء لمصالح طبقية أو فئوية أو حتى فردية.‏‏
‎‎وقبل تناول هذا الموضوع أحب أن أورد الفقرة التالية "ومن غرائب الأمور المشاهدة بالفعل أن أولئك الذين يرقبون البحث العلمى من الخارج ، ويعجبون به ، يكون لديهم فى كثير من الأحيان ثقة فى نتائج هذا البحث العلمى تفوق ثقة أولئك الذين يسهمون فى تقدمه . فالعالم يعرف الصعوبات التى كان عليه أن يذللها قبل أن يثبت نظرياته وهو يعلم أن الحظ قد حالفه فى كشف النظريات التى تلائم ما لديه من ملاحظات ، وفى جعل الملاحظات التالية تلائم نظرياته . وهو يدرك أنه قد تظهر فى أى لحظة ملاحظات متعارضة أو صعوبات جديدة ، ولا يزعم أبداً أنه قد أهتدى إلى الحقيقة النهائية أما فيلسوف العلم ، الذى هو أشبه بالحواريين حين يكونون أشد تعصبا من النبى ذاته ، فأنه معرض لخطر الثقة بنتائج العلم إلى حد يفوق ما يجيزه أصل هذه النتائج ، المبنى على الملاحظة والتعميم)20 ومن هنا فأنى أرفض شخصيا التدخل فى مسائل لست متخصصا فيها ، فلست عالما فلكيا حتى يحق لى رفض أو قبول نظرية عملية ، ربما تصدق أو تكذب .. ولأن ما سيلى ذلك من سطور هو حديث عن نظرية تفسر تاريخ الكون هى الأكثر انتشارا الآن ، إلا أن هناك انقسامات حولها مما يتيح لى الفرصة لعرضها وعرض الانتقادات الموجه لها، وأن أوضح كيف تنتقل المعرفة العلمية بلوى عنق الحقائق ، وذلك لتأكيد وجهات نظر معينة أو كيف ترفض الحقائق طالما لا تتفق والمواقف الفكرية المسبقة.‏‏
‎‎يكتب ستيفن واينبرج(وعلى هذا الأساس فالإحساس بأن النجوم لا تتحرك إحساس خاطئ فالكون فى الحقيقة فى حالة حركة سريعة جداً تشبه حركة المادة الواقعة تحت تأثير انفجار ما أى أن الكون نفسه فى حالة انفجار ضخم تتحرك فيه مجموعات النجوم التى تعرف باسم المجرات بسرعات عالية جداً تقترب من سرعة الضوء مبتعدة عن بعضها البعض .. وعلى أساس هذه الحقيقة أمكن استرجاع حركه هذه المجرات فى الماضى السحيق واستنتاج إن هذه المجرات كانت أقرب إلى بعضها عنها الآن .. ومع استمرار هذا الاسترجاع فى الزمن نصل إلى إنه فى البداية لم تكن هناك أى مسافات على الإطلاق تفصل المجرات كما إنه قد لا يكون هناك مسافات تفصل بين النويات أو الذرات .. وهذا هو ما يسمى بالكون المبكر) 21أما عن مستقبل الكون فإن الاحتمالات تتأرجح بين ثلاث هى إنه إما أن يظل الكون يتمدد إلى أن يصل إلى حاله التوازن فيتوقف عندئذ التمدد .. وإما أن يظل يتمدد إلى ما لانهاية فى الفراغ اللانهائى ، وإما أن يظل يتمدد ثم يأخذ فى الانكماش مرة أخرى عائداً إلى نفس حالته لحظة الانفجار الكبير ، وهكذا فالكون فى الحقيقة حسب هذه النظرية يتمدد وينكمش فى دورات لانهائية منذ الأزل وإلى الأبد.. فنظرية الانفجار الكبير لا تتعارض مع حقيقة قانون حفظ وبقاء المادة ككمية ثابتة لا تفنى ولا تستحدث ولا تخلق من عدم مها تواجدت فى صور وأشكال مختلفة معقدة أو بسيطة ومهما كانت تبدو عليه تاريخيا فى الماضى ومهما سيكون عليه حالها فى المستقبل فستظل المادة هى كل الواقع الموضوعى المستقل عن أى وعى.‏‏
‎‎نظرية الانفجار الكبير إذن وبصرف النظر عن تفرعاتها الكثيرة ، تفترض أنه فى لحظة ما منذ حوالى 15 بليون سنه ، حدث انفجار هائل لكتلة شديدة الكثافة للغاية وشديدة الحرارة جداً هى مادة الكون ، والتى لم تكن قد انفصلت بعد فيها الكتلة عن الإشعاع ، وقد أخذت هذه النقطة تتمدد فى انفجار هائل ، لتقل كل من "كثافتها ودرجة حرارتها مكونة الكون المرصود لدينا ، وهى البداية التى تصلح لتأريخ قصة الكون حيث بدأ عندها الزمان والمكان والفضاء والعالم بأسره.‏‏
‎‎أما عن المشاكل الفكرية التى تثيرها هذه النظرية ، فهى أن البعض تشبث بها تشبث الغريق بالقش الذى يطفوا على الماء ، واعتبرها أولاً التفسير النهائى لسر وجود الكون علميا، وبناء على ذلك فإنه أعتبرها ثانيا دليلاً على خلق الكون فى لحظة ما من كائن أعلى خارج هذا الكون، فقد علق البابا ببوس الثانى عشر فى خطابه "برهان وجود الله فى ضوء العلم المعاصر الموجه فى الثانى والعشرين من نوفمبر 1951"إنه بخلاف التوقعات الخاطئة التى سادت فى الماضى ، تكشف كل خطوة يخطوها العلم الحقيقى عن وجود القدرة الإلهية كما لو أن الله يقف وراء كل باب يفتحه العلم " 22، ويقول مرة أخرى " وهكذا نصل .. إلى خلق الكون ، وبالتالى إلى الخالق ، وإلى الله ! ذلك هو الخبر ، الذى طالما انتظرناه من العلم ، وتتلهف البشرية المعاصرة لسماعه " 23كما أشار إلى هذه النظرية العلمية أستاذ فلك مصرى بل هو رئيس قسم الفلك بعلوم جامعة القاهرة رابطا بينها وبين آية قرآنية كريمة تشير إلى أن الأرض والسماء كأنما كانت شىء واحداً تم الفصل بينهما !! وهكذا استمرار لموجه التربح التى تحاول الربط بين النصوص المقدسة التى لا تتغير ،والحقائق العلمية النسبية بطبيعتها و التى من الممكن أن تتغير ، ويشترك فى هذه اللعبة الخطرة بعض رجال العلم والبحث العلمى فى مصر مما لا يصح إطلاقا أن يمنحوا شرف الانتساب لأجل مهنة فى التاريخ ،مهنة فهم الواقع على النحو الصحيح المسماة اختصارا العلم ، والذين أهدروا شرفها حين مارسوا الدجل باسم العلم. وفى المعسكر الآخر فأن البعض يرفض هذه النظرية قطعيا ومبدئيا لما توحى به من أفكار غيبية ومثالية وميتافيزيقية .. وأرى أن كلا الفريقين مخطئ فكلاهما يلوى عنق العلم ليدلل أو يدافع عن أفكاره . (وفى ذلك الانفجار الكبير بدأ الكون تمدداً لم يتوقف قط ، وإنه لأمر مضلل أن نصف تمدد الكون باعتباره نوعا من فقاعة منتفخة ينظر إليها من الخارج . وبالتحديد فلن نعرف قطعا ما هو الخارج : ومن الأفضل التفكير فيه من الداخل ) 24هكذا يرد عالم الفلك على كلا الفريقين حفاظا على منهجية العلم التى ترفض الفروض التعسفية الغير قائمة على أى دليل خاضع للتجربة ، بل مجرد أفكار لا توجد إلا فى أذهان من ابتدعوا تلك الأفكار اقتنعوا بها .‏‏
‎‎إلا أنه تظل عدة انتقادات موضوعية لهذه النظرية جديرة بالاهتمام منها على سبيل المثال ما هو آت:.‏‏
1- ‎‎تشير آخر أبحاث علم الفلك بأن المادة موزعة فى المكان ، وهو الكون بأسره بشكل غير متوازن لأقصى حد ، مما يتناقض مع فكرة انفجار المادة من مركز ما ، فى الوقت الذى تتكون بين فراغات الكون المتمدد مجرات جديدة ونجوما جديدة من السحب الهائلة للغبار الذرى الممتلئ بها الكون، والذى قد تكون فى بعضها بقايا مجرات انفجرت فى الماضى وهى الملاحظة عبر الكون بأسره .. حيث لا تكف المجرات والنجوم على الاصطدامات والانفجارات..‏‏
2- ‎‎إن محاولة تفسير ظاهرة امتداد الحيز المحدود من الكون المرصود لدينا حتى الآن بنظرية الانفجار الكبير يتناقض مع إننا لا نعرف إلى أى مدى سنستطيع رصد مساحات أكبر منه عندما تزداد قدراتنا على الرصد .. وهل ستتفق مشاهدتنا عندئذ مع الظاهرة المشار إليها ، وهل يضمن من يحاولون إثبات أن هناك بداية ما للكون وبالتالى نهاية له .. أو أن للكون حدود ما لم يشاهدها أو يلاحظها أحد ، وذلك من خلال هذه الاستنتاجات النظرية البحتة ، إن إمكانيات مشاهدتنا المستقبلية لن تصدمهم ، وخصوصا إنه مع الحيز المرصود لدينا حتى الآن وعلى ضخامته الهائلة لم تشاهد أى حدود نهائية لهذا الحيز .. أو أن ما بعده فراغ مطلق أو عوالم أخرى.‏‏
3- ‎‎لا يوجد أى أساس لمطابقة مجموعة ملاحظة من مجرات خارج مجرتنا مع الكون كله ، ولا يمكن التدليل على أن حركة جميع المجرات خارج مجرتنا ، وتجرى فى كل مكان بشكل مشابه لما نلاحظه أى فى الجهة التى تبعدها عن مركز الانفجار ... فضلاً عن تناقض فكرة الانفجار من نقطة ما مع عدم وجود أى مركز لكتلة الكون المرصودة لدينا حتى الآن .. فمن الذى يضمن عدم وجود أى حركات أخرى مخالفة أو أكثر تعقيداً للمجرات خارج مجرتنا ، وخصوصا فى ضوء قوانين النسبية ، الذى يكون فيها لوضع المشاهد بالنسبة للأشياء المتحركة الملاحظة تأثيراً أساسيا فيما يلاحظه.‏‏
4- ‎‎إذا كان ما نرصده من الكون يتمدد الآن ، فما الذى يجعلنا نفترض تعسفا أن حركة المجرات فى الجزء المرصود لدينا كانت فى نفس الحالة من التمدد فى كل لحظة تاريخية ، وهل يمكن تعميم هذه المشاهدة اللحظية فتصبح قانونا عاما لحركة الكون اللانهائى بأجمعه.‏‏
5- ‎‎صحيح إن إزاحة الخطوط الطيفية للضوء الصادر من النجوم ، يدل على أن الجزء المرصود لنا حتى الآن من الكون يتمدد ويتوسع ، وأن المجرات تجرى بعيداً عن بعضها البعض بسرعات هائلة ، إلا أن محاولة استخدام هذه الحقيقة يتناسى أن تفسير الانزياح الأحمر للمجرات بتطايرها وتباعدها ليس هو التفسير الوحيد الممكن ، فربما ظهرت تفسيرات أخرى .. كما أن استخدامها كأساس يضاف إلى معرفة هذه السرعات والحجم الكلى لمادة الكون المرصود لنا حتى الآن لحساب الزمن الذى كانت فيه كل هذه المادة كلاً واحداً تنسحق فيه مكوناتها فلا يبقى إلا أبسطها ، فى كتلة صماء .. هو فرض تشوبه الغيبية حيث لا يوجد لدينا دليل واحد حول ، هل أن ظاهرة الامتداد المرصود لدينا حتى الآن صاحبت الكون منذ بدايته المفترضة أم هل هى ظاهرة طارئة .. أو أى دليل على أنها تصاحب كل أجزاء الكون التى لم نرصدها بعد .. فربما يتمدد بعضها وينكمش البعض الآخر.‏‏
‎‎هذه هى الاعتراضات الأساسية التى استطعت تجميعها على نظرية الانفجار الكبير تجعل المرء لا يطمئن لها كل الاطمئنان ، كما لا يصح أيضا رفضها كل الرفض ، فربما تكون هى التفسير الصحيح لنشوء الكون وربما تأتى لنا الأيام القادمة بتفسير آخر أكثر دقه.







#سامح_سعيد_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقدم علمى .. تأخر فكرى (4) أسلمة ومسحنة وهودنة العلم
- تقدم علمى تأخر فكرى .. (3) أنيس منصور ومصطفى محمود
- تقدم علمى ..تأخر فكرى (2)جهل مع فيض المعرفة اللامتناهى
- تقدم علمى.. تأخر فكرى (1)إستخدام العلم لإثبات الخرافة
- رحلة الكون عبر الزمان(32) جهاز الاشارات الثانى أو اللغة أو ا ...
- رحلة الكون عبر الزمان(31) الانعكاس النفسى عند الكائنات الحيه
- رحلة الكون عبر الزمان(30) الاحساس فى الكائنات الحية
- رحلة الكون عبر الزمان(29) الأدلة العلمية على تطور الكائنات ا ...
- رحلة الكون عبر الزمان(28) تطور الكائنات الحية
- رحلة الكون عبر الزمان(27) الوراثة والهندسة الوراثية
- رحلة الكون عبر الزمان(26) التكاثر فى الكائنات الحية
- رحلة الكون عبر الزمان(25) الانقسام الخلوي
- رحلة الكون عبر الزمان(24) الخلية الحية
- رحلة الكون عبر الزمان(23) أصل الحياة
- رحلة الكون عبر الزمان(22) الحياة والموت والاستنساخ
- رحلة الكون عبر الزمان(21) دورات عناصر الحياة فى الطبيعة
- رحلة الكون عبر الزمان(20) ظهور الحياة على الأرض
- رحلة الكون عبر الزمان(19) بدايات الحياة من جزيئات الحياة
- رحلة الكون عبر الزمان(18) الانعكاس أو تأثر الأشياء ببعضها
- رحلة الكون عبر الزمان(17) طرق تكون وتحلل الجزيئات


المزيد.....




- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...
- بسبب متلازمة صحية.. تبرئة بلجيكي من تهمة القيادة ثملا
- 400 جثة وألفا مفقود ومقابر جماعية.. شهادات من داخل خانيونس
- رسالة من شقيقة زعيم كوريا الشمالية إلى العالم الغربي
- الشيوخ الأميركي يقر -مساعدات مليارية- لإسرائيل وأوكرانيا
- رسالة شكر من إسرائيل.. ماذا قال كاتس لـ-الشيوخ الأميركي-؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح سعيد عبود - تقدم علمى ..تأخر فكرى (4) الدجل بعلم الفلك